في نينوى.. لا مظاهر رمضانية ولا امان.. وازمة تلد اخرى بالوقود والغذاء

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 28, 2014, 09:09:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

في نينوى.. لا مظاهر رمضانية ولا امان.. وازمة تلد اخرى بالوقود والغذاء وارتفاع الاسعار

شفق نيوز/ غابت المظاهر الرمضانية التي اعتاد عليها سكان الموصل اذ بدت الشوارع مهجورة فيما سجلت المواد الغذائية ارتفاعا حادا بالاسعار في وقت تتواصل فيه ازمة الوقود لتسجل رقما قياسيا في الوقت والاسعار قبيل يوم من شهر الصيام.

altوسيصوم كثير من العراقيين يوم غد الاحد ومنهم المهجرون والنازحون الى مناطق اكثر امنا على الرغم من ان بعضا من السكان رحبوا بسقوط الموصل لكنهم ندموا على مايبدو لاحقا بعد وضوح الصورة لديهم بسبب سطوة متشددي "داعش".

"راية داعش"

يقول محافظ نينوى اثيل النجيفي في آخر مقابلة له مع قناة الجزيرة سجلت من اربيل حيث فر اليها إن راية داعش هي السائدة في الموصل وان هذا التنظيم هو الذي يحكم المدينة التي تعد ثاني اكبر مدينة في العراق بعد بغداد من حيث عدد السكان.

ويرفض النجيفي ان يُطرد "داعش" تحت راية الجيش الذي قال إنه اصبح جيشا يمثل "الراية الشيعية" وقال إن التنظيم يجب ان يطرده "السنة تحت رايتهم".

في بادئ الامر كان كثيرون يعتبرون ان المسلحين هم "ثوار" لكن رفض "داعش" لاي راية سوى رايتها اثار امتعاض الكثيرين.

ويقول وفيق السامرائي الخبير الستراتيجي في مقال إن "داعش" هي المسيطرة في المدن التي دخلت اليها وانه لا وجود لاي شيء يوحي انها "ثورة".

ويضيف "على مدى أسبوعين فشلوا في الإجابة عن سؤال محدد وبسيط وواضح وهو إذا لم يكن داعش هو القائد والمسيطر على الوضع فلماذا فشلت كل الأطراف في إظهار قيادة أو واجهة قيادية عسكرية أو سياسية معروفة وليس صورا كارتونية لأشخاص فارين؟!" في اشارة الى سياسيين قالوا إنهم قادة لهذا الحراك لكنهم يقيمون في اربيل او عمان.

ويشير السامرائي الى ان "من مستلزمات الثورات أن تكون لها برامج محددة أو التعويض عنها بوجوه قيادية واضحة الرؤية والموقف والسجل التاريخي. وإلى أن تظهر الإجابة علنا وبقوة فإن ما يجري من أحداث سيبقى محسوبا على (داعش) ومجيرا له".

تداعيات سيطرة "داعش"

وادت سيطرة "داعش" على مدينة الموصل الى ارتفاع حاد في اسعار المواد الغذائية واختفاء الاجواء والمظاهر الرمضانية التي اعتاد عليها الموصليون.

واذا ما واصل التنظيم سيطرته على الموصل فانه من الصعب جدا على السكان ان يخرجوا بعد الافطار ليقضوا تلك العائدات والتقاليد الموصلية المعروفة وفقا لبنود "الوثيقة" التي اصدرتها التنظيم واخضع الجميع للقبول بها حتى لغير المسلمين.

من ابرز التداعيات هي ازمة الوقود التي تفاقمت منذ ان تسبب التنظيم في توقف العمل بمصفى بيجي العملاق في صلاح الدين.

ويقول سكان إنهم ينتظرون في طوابير السيارات لاكثر من اربعة ايام حتى يتمكنوا من الحصول على 20 لترا من البنزين لكل سيارة.

وارتفع سعر الوقود في السوق السوداء الى ثلاثة آلاف دينار. وارتفع سعر اسطوانة الغاز السائل (غاز الطبخ) الى اكثر من 70 الفا.

ويقول محافظ نينوى اثيل النجيفي لـ"شفق نيوز" متحدثا من اربيل "نحاول ارسال الغاز الى نينوى عن طريق اقليم كوردستان".

واكد صعوبة ارسال البنزين لان الاقليم يشهد ازمة ايضا.

ومع نقص حاد في الوقود بانواعه كافة لاتزال الموصل بلا كهرباء مما يجعل حياة الموصليين صعبة الى حد كبير مع ارتفاع درجات الحرارة.

وذكر مسؤولون ان ازمة الوقود انعكست ايضا على المولدات الكهربائية الاهلية التي يعتمد السكان عليها بشكل اساس للتخفيف من وطأة غياب الكهرباء من المنظومة الحكومية.

اسعار مرتفعة وامان مفقود

يقول السكان المحليون في احاديث نقلها مراسلون لـ"شفق نيوز" إن من اسباب غياب الاجواء الرمضانية هي عدم تسلمهم مرتباتهم الشهرية.

وقررت الحكومة العراقية تعليق صرف رواتب موظفيها في المناطق الخارجة عن سيطرتها حتى اشعار آخر. وتضرر الكثيرون من هذا القرار.

ويقول الموظف في ديوان محافظة نينوى خالد وليد لـ"شفق نيوز" "انا لم استلم راتبي لهذا الشهر".

ويقول ماهر سعيد وهو حداد لـ"شفق نيوز" "لم اتمكن من فتح محلي منذ بداية الاحداث بسبب غياب الامن وانقطاع الكهرباء الذي نعتمد عليها".

واشار ماهر الذي يشاطره الرأي كثيرون من زملائه في العمل الى انه سرح ستة من عماله بسبب عدم تكمنه من صرف اجورهم.

وشهدت اسعار الخضار والمواد الغذائية ارتفاعا في الاسعار منذ ان عزل تنظيم "داعش" مدينة الموصل عن محيطها واغلق المنافذ كما يقول مواطنون.

ويقول سعيد علي وهو عامل في متجر للحوم "تركت العمل لاني طردت. صاحب المحل ليس لديه اموال كافة لصرف اجوري.. لا زبائن".

"لم تعد الموصل كما كانت" يقول علي.

تحد للوضع

رغم التشدد من قبل تنظيم لم يعهده الموصليون من قبل الا ان الكثير بدأ يتحدى على مايبدو من خلال الترحيب بالشهر بشكل خجول.

واقتصرت طقوس رمضان في هذه الاثناء على ارتياد المساجد التي تعلو بعضها رايات للتنظيم المتشدد والاستعداد لصلاة التراويح.

ويقول مواطن موصلي "انا خائف حتى من الذهاب للجامع.. في كل مسجد هناك لافتة لداعش.. لماذا لا تبث القنوات العربية استعراضات هؤلاء.. وصور الجوامع حاليا؟".

ويوجد في نينوى 2800 جامع ومسجد.

وتقول السيدة الاربعينية زهر خالد "لا اعرف كيف نستقبل رمضان.. كل شي ماكو (لايوجد اي شيء) لا كهرباء ولا رواتب ولا شغل".

وغالبا ما ينظم مسلحو "داعش" استعراضات في قلب مدينة الموصل الا ان الكثير من الفضائيات لم ينقل تلك المشاهد بسبب تسيد راية "داعش" الموقف هناك بحسب مراقبين والذين قالوا إن ذلك قد يزعج من يدعم ما يجري ويعتبره "ثورة سنية".


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2846135
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة