بيت (المدى)يحتفي بواحدٍ من رموز السياسة والأدب نجدة فتحي صفوت.. مترجم كبير ومؤرخ

بدء بواسطة matoka, مايو 31, 2014, 05:17:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

بيت (المدى)يحتفي بواحدٍ من رموز السياسة والأدب
نجدة فتحي صفوت.. مترجم كبير ومؤرخ موهوب خلدته الذاكرة













برطلي . نت / خاص للموقع
من بغداد / المدى

في أصبوحة جديدة وضمن منهاجه الأسبوعي احتفى بيت المدى الثقافي برمز آخر من الرموز الوطنية التي أسهمت في بناء صرح الثقافة العراقية وضمن مجالات عدة في السياسة والتاريخ والأدب والترجمة .. انه الأستاذ نجدة فتحي صفوت الذي يعد شخصية مهمة من الشخصيات التي أبدعت في عالم الفكر منتصف القرن الماضي، وقد وصفه مقدم الجلسة الإعلامي رفعة عبد الرزاق بالدبلوماسي القدير والمترجم الكبير والمؤرخ الموهوب الذي قدم للذاكرة العراقية الكثير من الأعمال، مبيناً ان أولها كان كتاب "إيليا ابو ماضي والحركة الأدبية في المهجر" والذي ألفه أثناء دراسته في كلية الحقوق و"ترجمة تاريخ العراق الحديث وحكايات دبلوماسية" وكتاب "محمد حديد مذكرات الصراع من الديمقراطية" وكتاب "خواطر وافكار" للشاعر الرصافي وكتاب "مذاهب الأدب العربي" وغيرها الكثير.
ولادته ونشأته
وقال الإعلامي رفعت: ولد نجدة فتحي صفوت في مدينة بغداد عام 1923 وهو من أسرة آل قيردار ونشأ في بغداد واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية بها، ثم التحق بكلية الحقوق العراقية وتخرج منها عام 1945.. اكمل دراسته العليا في مدرسة الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة لندن، وبعد تخرجه قام بتدريس اللغة العربية والأدب العربي في كلية بغداد الخاصة، ثم التحق بوزارة الخارجية العراقية حيث قضى في السلك الدبلوماسي العراقي ما يقارب الـ 25سنة عمل خلالها في دول عربية وعالمية وشغل منصب وكيل مساعد وزير الخارجية العراقي بين سنتي 1958 و1959وفي عام 1967 عين سفيراً للعراق في الصين ثم استقال من منصبه وتفرغ للكتابة والبحث والتأليف في الأدب والسياسة والتاريخ وهو يعد من تلامذة الأديب علي الطنطاوي..
وأوضح: تعرفت عليه سنة 88 اثناء زيارة علمية له الى بغداد، وكنت ألتقية مع زميلي الإعلامي رشيد الرماحي ونتحدث في امور عديدة لكونه من المؤرخين والادباء الذين يشار لهم بالبنان، والذي افتقدته الساحة الثقافية في شهر تشرين الثاني من عام 1996معلنة نبأ وفاته بالسكتة القلبية عن 76 عاماً..

جوانب غامضة
وكان أول المتحدثين الدكتور طارق نافع الحمداني أستاذ التاريخ الحديث في جامعة بغداد موضحاً ان المحتفى به لم يكتب عنه بشكل كاف وبقيت جوانب من سيرته غامضة. وقال: لقد قام بترجمة الكثير من الكتب كونه أجاد تعلم اللغة الانجليزية بشكل جيد الأمر الذي جعله يعين ملحقاً ثقافياً في السفارة البريطانية، اضافة الى إلمامه بلغات أخرى كالروسية والتركية. وأضاف: في تاريخ العراق المعاصر خلال القرن الماضي برز العديد من المترجمين، ويعد الأستاذ نجدة من الجيل الثاني منهم. وأول كتاب ترجمه هو (العراق في مذكرات الدبلوماسيين الأجانب)، واذا ما تناولنا هذا الكتاب فإننا نلاحظ شيئاً مهماً هو انه حاول ان يعطي قيمته كمترجم موثوق به.

أهم شروط المترجم
وأضاف الحمداني: لقد ذكر لنا الاستاذ نجدة بنفسه الشروط التي يجب توفرها بالمترجم والأساليب التي يجب ان يتبعها ليكون ناجحاً في عمله. مبيناً انه في مقدمة كتاب (العراق في مذكرات الدبلوماسيين الأجانب) يتناول صفوت جملة من المذكرات منها قوله "ان الأسلوب الذي اتبعته في ترجمة هذه المذكرات هو تحري الدقة التامة والامتناع عن أي تصرف في المعنى او التعبير وهذا مذهبي في الترجمة، لأنني لا اعتقد ان من حق المترجم ان يغير شيئاً من كلام المؤلف ويضع على لسانه عبارات لم يقلها، لأن في ذلك خروج وإهانة للمؤلف". ومن هذا المنطلق نرى الصورة الصحيحة في المنهج الذي يجب ان يتبعه المترجم.. وهذه الصورة عكست لنا الأمانة في المحافظة على النص واخراجه كما هو، الأمر الذي يعد من الأساليب التي اتبعها الأستاذ نجدة في عمله بعد مغادرته للعراق واستقراره في لندن، وقد اكتسب أهمية كبيرة أهلته لترجمة (العراق في الوثائق البريطانية) ووثائق أخرى سنة 1936.. لافتا الى ان المقدمات في اغلب كتبه التي ترجمها متشابهة كلها تتحدث عن اهمية اتباع الاساليب الصحيحة في الترجمة وعدم التلاعب بها. كما اكد على الوثائق وكيفية المحافظة عليها.

الوثائق البريطانية
وقال الباحث والمترجم كاظم سعد الدين: ابدأ حديثي عن الاستاذ نجدة فتحي صفوت منذ كنت طالباً في قسم اللغة الانجليزية سنة 1950 مبيناً انه سيذكر باختصار عن ترجمة صفوت لمذكرات الوثائق البريطانية. وقال: انها كانت موجودة جميعها في مكتب فتحي منذ عام 1914 حتى عام 1966 وهي تضم بيانات حوال الحرب العالمية الأولى وثورة العشرين، كما ان فيها وثائق نادرة جداً. وتابع: أود ان اذكر ان لدي كتابا يضم وثائق اعتقد انها غير موجودة سوى في هذا الكتاب الذي يتحدث عن المناطق العراقية المحتلة منذ عام 1919 وحتى عام 1921وفي ذلك الوقت قسم العراق الى ولايتين : بغداد والبصرة ، وهذه الوثائق طبعت مابين سنتي 1916 و1918 في مطبعة الحكومة في البصرة وفي مومبي وهذه الوثائق تضم 17 فصلاً منها التجارة والزراعة.. ولم يقتصر اهتمامه بالوثائق البريطانية في العراق التي تناولها بل وسع اهتماماته لتشمل الجزيرة العربية.

الصادق مع الذات
وقد وصفه الباحث شكيب كاظم بأديب المؤرخين وصاحب العبارة الرشيقة التي تليق بالأديب والمعلومة الدقيقة المصاحبة للحقيقة موضحاً ان المترجم مهما بلغ من المعارف واللباقة لا يمكنه ان يبلغ روح النص سيما في الشعر. وان نجدة فتحي صفوت الصادق مع الذات والذي كان ينأى بنفسه عن المترجم الذي يخون النص وقال: سواء اعترف المترجم ان ترجمته كانت بتصرف ام لم يعترف فلست افهم كيف تسول له نفسه ان ينصب نفسه رقيباً على أذواق القراء، وان توخي الدقة في الترجمة لا يعني ان المترجم يتفق مع المؤلف في كل ما يقوله وان تصرفه أشبه بتصرف النعامة حين نقذف بالأمور التي لا تروق لنا منها. موضحاً ان المترجم ودقته وأمانته يذكرني بدقة الناقد الفلسطيني عادل زعيتر وأمانته في النقد ورفده المكتبة العربية بشوامخ الفكر الانساني.. ولفت الى ان نهاية الاستاذ صفوت كانت اثناء تأديته لعملية الترجمة إذ شعر بتعب فنادى زوجته طالباً ان تأتيه بالماء.. لكنها ما ان جاءته بالماء حتى وجدته قد فارق الحياة.
وفي مداخلة للدكتور بكر عبد الحق قال فيها: قد تكون اضافة للموضوع ضئيلة جداً بحق استاذي الفاضل نجدة فتحي صفوة الذي كان منبراً لنا في جميع مراحلنا الحياتية والدراسية. مبينا: ان الاستاذ صفوت لم يهمل أي جانب مهم في الوثائق البريطانية.

















Matty AL Mache