تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الـ(صفر%) ومستقبل العراق

بدء بواسطة حكمت عبوش, مارس 20, 2014, 04:27:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

الـ(صفر%) ومستقبل العراق
                                                                                                               حكمت عبوش

كان يوم 5 آذار الجاري عندما أعلنت النائبة(فيان دخيل) رئيسة لجنة الخدمات البرلمانية على قناة الحرية الفضائية ما يفيد: أن ما حققته محافظة نينوى في مجال المشاريع المخطط لانجازها خلال العام الماضي 2013 هو(صفر%) وقبل أن تتملكني المفاجأة تذكرت أن محافظتنا العزيزة كانت قد حققت انجازا قدره(5 %) في العام 2012 وبذلك تكون قد حققت تحركا ولكن ليس إلى الإمام بل إلى الخلف فضحكت انأ وصديقي الذي قال: أن شر البلية ما يضحك ثم أضاف وكأن تنفيذ المشاريع الخدمية للمواطنين حرام وكأن أموال الشعب ليست ملكه وليس من حقه التمتع بالمنجزات الأساسية للحياة  في مجال الماء والكهرباء والتعليم والصحة و السكن والعمل والمواصلات وغيرها من مستلزمات المعيشة والتي وعد المسؤولون بانجازها عندما تم انتخابهم فقاطعته وقلت: أن تدني مستوى الانجاز ليس في محافظة نينوى فقط بل في كل محافظات العراق حيث نسبة الانجاز في أحسنها كان في عام 2012 هو 60 % ( ما عدا محافظات كردستان العراق التي تختلف نسبيا ) وهنا قال صديقي: أن هذا الإخفاق والتلكؤ في انجاز المشاريع سببه هو  الفساد الذي اصبح ثقافة كما قال النائب بهاء الاعرجي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية  والمفسدون أصبحوا أقوياء ويعرفون كيف يدافعون عن مواقعهم عندما قال الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس كتلة (التحالف الوطني): أن الفاسد وراءه جيش من المفسدين يدافعون عنه، وهولاء يقفون بالضد من تحقيق أي تقدم وتحسن في مستوى حياة الإنسان لأنه يصب في تطور وتحضر المجتمع العراقي وتشكل ضربة للفساد و المفسدين الذين أوجدتهم المحاصصة الطائفية والاثنية التي اتسمت بها العملية السياسية التي بدأت منذ 2003 بعد سقوط الصنم وهذا التحاصص هو الذي تخرج من مدارسه على العموم رجال سلطة وليس رجال دولة يفكرون أفكارا كبيرة خاصة بالعراق وشعبه كله ومشاكله وماسيه وكيفيه إنقاذه منها بأسرع وقت ممكن ولكن بدلا من ذلك كانوا رجال سلطة لا يسالون سوى كم يفيد هذا المشروع لهم ؟ كم يضيف إلي أرصدتهم في البنوك ؟ كيف تجلب هذه الخطوة  المزيد من المؤيدين لهم ولأحزابهم وأصبح التفكير بالفقراء والعاطلين والذين يعيشون في المناطق المهمشة وبين المزابل في خبر كان هنا قلت : في هذه العشر سنوات انتشر الفساد في الجسم العراقي انتشارا لا مثيل له في معظم دول العالم واكرر ما قاله السيد علي الشكري وزير التخطيط : من أن العراق دخلت ميزانيته منذ 2004 حتى عام 2012 ما يساوي (750) مليار دولار ولكن 80 % منه قد أهدر واسأل من أهدرها غير الفاسدين ؟ ومن هم الفاسدون غير العاملين في دوائر الدولة والقريبون منهم وعن ضعف العمل الحكومي الذي سببه الفساد قال الوزير السابق والنائب القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى المهندس باقر جبر الزبيدي يوم 3/2/2014  وعلى قناة الحرة – عراق: أن هناك 6000 مشروع في العراق غير منجز لحد الان  و هناك (67) تريليون دينار كديون و سلف للدولة على الافراد و كمثال على النهب ما قالته الدكتورة ماجدة التميمي من كتلة الأحرار النيابية وعضوة لجنة النزاهة البرلمانية: أن احد المشاريع كلف (مليار) دينار فقط ولكن سجل انه كلف(60) مليار دينار وسوف اطلب فتح تحقيق في ذلك و كمثال على الاهمال و عدم الجدية ما قالته الدكتورة النائبة عالية نصيف من العراقية البيضاء: أن 250 مصنعا في وزارة الصناعة 10% منها يعمل والباقي لا زال معطلا ونحن معها نسال لماذا؟ أن ما يؤكد وجود المحاصصة والفساد و الذي أصبح كلاما منتشراً ومعروفا عند كل الناس هو تعيين(2000) موظف كبير بدرجة وكيل وزير ومدير عام و عضو مجلس نواب وغيرها من مواقع كبيرة بشهادات مزورة وان بعض الكتل قد أدخلت المرشحين للوزارة بحصتها إلى مزاد والذي يدفع أكثر هو الذي يتولى الوزارة وهنا سال صديقي: ومثل هذا الوزير كيف سيخدم المواطنين؟ أن استشراء الفساد هو الذي يزيد من قوة الإرهاب وعملياته الإجرامية والأمثلة كثيرة على ذلك إن أية نظرة عقلانية موضوعية لما آل إليه الوضع السياسي الآن وما يتسم به من خطورة وتعقيد يبرز خطأ سياسة المحاصصة التي اعتمدتها الكتل الكبيرة في معظم ممارساتها وكان ابرز ما أنجبته هو الفساد الرديف لكل الفشل والإخفاق والمراوحة المستمرة في مستنقع التخلف الأسن الذي يوجب امتلاك الارادة الكاملة  لتغييرها واستبدالها بسياسة المواطنة الحقة التي تعتمد على اساس كفاءة المواطن العراقي ونزاهته وإخلاصه للوطن وتقدمه وزيادة ارتباطه بأرضه من خلال نشر قيم الحق والعدالة وحرية الفكر وابداء الرأي واحترام الأخر أي قيم المدنية و التحضر والديمقراطية وليس قيم الحيلة والسرقة والنهب والإخفاق والفشل التي لا تعطينا غير نتيجة الـ صفر% او القريبة منها المخيبة للامال والتي ستبقى ملتصقة  بمجتمعنا ومستقبله وستجعله أكثر سوادا ما دامت قيم المحاصصة المتخلفة هي السائدة وهو ما لا يليق بشعبنا ومجتمعنا العراقي ولا بإرادته القوية و البناءة وغناه الروحي والمادي  وعمقه الحضاري.  اننا نريده مستقبلا وضاءا تغتني وتشع القيم النبيلة فيه على الدوام.


ماهر سعيد متي

شكرا لك على المقال الهادف والجميل والدي يدل على الحرص الوافي .. حقا صدق من قال ان شر البلية ما يضحك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة