العراق: مخاوف من تعرض المسيحيين لانتقام القاعدة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 05, 2011, 06:00:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

العراق: مخاوف من تعرض المسيحيين لانتقام القاعدة

اكانيوز

أبدى رئيس الاتحاد السرياني في لبنان إبراهيم مراد اليوم الثلاثاء، تخوفه من تعرض المسيحيين في العراق إلى عمليات انتقامية من تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن على يد قوات أميركية خاصة بباكستان، بينما رأى ناشطون مسيحيون عراقيون أن عمليات انتقام القاعدة المحتملة لن تقتصر على مكون دون آخر. وقتل بن لادن المولود في السعودية في تبادل لإطلاق النار مع قوات أميركية في منطقة قريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد فجر يوم أمس الاثنين، لتنتهي بذلك ملاحقة بدأت قبل قرابة عشر سنوات لزعيم الشبكة الإسلامية المتشددة التي دبرت هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001. وقال مراد لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) إن "المسيحيين يعدون الحلقة الأضعف في المجتمع العراقي، لانهم لا يمتلكون ميليشيات مسلحة ولا حصانة دولية ولا يرتبطون بمشاريع داخلية وخارجية مما يجعل منهم على الدوام كبش فداء لانهم عزّل".واعتبر ان "الغرب مسيحي بالاسم ولا يمتلك أي شيء يدل على مبادئ المسيحية، فهو يبحث عن الشعوب والجماعات التي تؤمن له مصالحه دون ان يكترث لمصلحة المسيحيين في الشرق".ورأى ان "جهود الحكومة العراقية وكافة مكونات الشعب العراقي تقتصر على الاستنكار خلال أي اعتداء يستهدف المسيحيين دون يكون هناك أي شيء ملموس على ارض الواقع".وقال مراد "ما من احد في العراق يريد ان يعطي حقوقا للمسيحيين واعتبارهم مكون أساسي من المكونات الوطنية إلى جانب الشيعة والسنية والكرد"، مشيرا إلى ان "المطالبة بحمايتهم هي حبر على ورق والجهود المبذولة لتحقيق ذلك تبقى ضئيلة جدا".واوضح أن "الدولة العراقية ملزمة بحماية كل مكونات المجتمع العراقي"، متابعا بالقول "نحن مضطرون للمطالبة بتشديد الحماية لاماكن تواجد المسيحيين ومراكز العبادة لان المسيحيين هم الوحيدون الذين لا يمتلكون قوة عسكرية تدافع عنهم".وأضاف "للأسف، حتى الآن لا نرى وجود دولة عراقية بكل ما للكلمة من معنى بل نرى هناك تحقيق مصالح  وحماية مجموعات ليس إلا".ويتعرض المسيحيون وكنائسهم إلى هجمات بين فترات متباينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في 2003، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، فضلا عن نزوح وتهجير أعداد كبيرة منهم إلى خارج البلاد ومحافظات إقليم كردستان العراق. وبحسب إحصائيات غير رسمية فإن عدد المسيحيين في العراق، الذين يمثلون ثلاثة طوائف رئيسية هم الكلدان والسريان والآشوريين، كان يقدر قبل عام 2003 بنحو مليون ونصف المليون نسمة، لكن الرقم تناقص حاليا إلى نحو 750 الف نسمة.وتبنى تنظيم القاعدة الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد أواخر العام الماضي، والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات، كما أعلن أن المسيحيين باتوا "أهدافا مشروعة" بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددها للكنيسة القبطية المصرية للإفراج عمن أسماهم بـ "الأسيرات المسلمات".ورأى ناشطون مسيحيون عراقيون أن انتقاما محتملا لتنظيم القاعدة على مقتل زعيمه اسامة بن لادن لن يقتصر على مكون عراقي دون آخر، داعين الأجهزة الأمنية العراقية إلى اتخاذ جانبي الحيطة والحذر لمنع وقوع أعمال عنف متوقعة.وقال رئيس حركة تجمع السريان المستقل أنور هدايا، لـ (آكانيوز) إن "مقتل اسامة بن لادن سيؤثر بشكل عام على تنظيم القاعدة وعلى إمكانيته العسكرية والمادية ولاسيما بعد أن فقد الكثير من قوته مؤخرا".وحول وجود مخاوف من استهداف المكون المسيحي في عمليات انتقامية، قال هدايا "مخاوفنا قليلة، ونحن أملنا وثقتنا كبيرة بالقوات المسلحة العراقية، ونحن نرى ان القوات الأمنية سواء أكانت على مستوى الجيش أو الشرطة بإمكانها ان تسيطر على الوضع الأمني في كافة مناطق العراق وأيضا في مناطقنا"، داعيا "الحكومة العراقية إلى ان تأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار".ويتهم العراق جماعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة بشن هجمات دموية على مواطنين وقوات الجيش والشرطة منذ أن أطاحت قوة دولية تقودها أميركا بالنظام العراقي السابق في عام 2003. وتشير تقارير عسكرية أميركية وعراقية، إلى أن التنظيم المتشدد بدأ يفقد قوته، وبخاصة بعد مقتل زعيمي التنظيم، أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، في عملية عسكرية مشتركة نفذت قبل أشهر عدة، في منطقة الثرثار جنوب غرب مدينة تكريت (160 كم شمال غرب بغداد).ورغم ذلك لايزال مسلحوه ينشطون في مناطق متفرقة من العراق، ويقومون بعشرات العمليات منها تفجير عبوات ناسفة ولاصقة وسيارات ملغمة واغتيالات خلال الشهر الواحد.من جانبه، قال عضو مجلس محافظة نينوى عن قائمة عشتار الوطنية (المسيحية) سعد طانيوس لـ (آكانيوز) ان "تنظيم القاعدة استهدف كل المكونات العراقية بدون استثناء وبكل الانتماءات الدينية ولم يستثني أية جهة"، معتبرا ان "عملية مقتل بن لادن أفرحت الشعب العراقي بكل مكوناته".ورأى أن "انتقام تنظيم القاعدة لن يكون محصورا أو مقتصرا على طرف دون آخر، إذا ما وقع، لان القاعدة استهدف كل الأطراف العراقية وفي كل الأوقات".ولفت طانيوس إلى انه "المطلوب الآن من القوات الأمنية في عموم العراق وبضمنها مناطقنا اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح محاولات الجهات المتطرفة ومنعها من تنفيذ أعمال عنف سواء داخل مناطقنا أو في عموم العراق".أما عضو مجلس قضاء الحمدانية، لويس مرقص، فقال  لـ (آكانيوز)، انه "من المؤكد ان التنظيمات المتطرفة ستسعى للقيام بأعمال انتقامية، قد تكون عشوائية وبدون تخطيط مسبق، وليس بالضرورة ضد المسيحيين فقط".ولفت إلى ان "ما وقع اليوم من مقتل مدير شرطة ناحية النمرود، قد يكون احد نماذج الأعمال الانتقامية، وهذا يدل على ان تنظيم القاعدة يريد ان يقول انه ما زال قويا وموجود في الساحة، ويريد أتباعه ان يظهروا ان مقتل زعيمهم لم يؤثر بهم".وقال إن "التوقعات تشير إلى انه ربما قد يكون هناك عمليات انتقامية، ولكن ليس ضد مكون بحد ذاته، فقد يكون هناك عمليات انتقامية عشوائية ضد كل مكونات الشعب العراقي".