الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 13, 2013, 11:34:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية


برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم / الثورة / الملحق الثقافي

9-7-2013م
معين حمد العماطوري - قبل الدخول في معرفة الموشح أندلسي أم سرياني شرقي، لابد أولاً من ذكر التعاريف التي جاءت على ألسنة الباحثين المهتمين في هذا المجال،

حيث ذكر المؤرخون والباحثون تعاريف عديدة للموشح منهم:‏ 

   



1-ابن خلدون «تولد سنة 808 هـ المصادف 1388م» الذي عرف الموشح: «وأما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفنونه، وبلغ التنسيق الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا سموه الموشح ينظمونه أسماطا أسماطا، أغصانا أغصانا، يكثرون من أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا ويلتزمون عند قوافي تلك الأغصان.‏

2- ابن سناء الملك «تولد سنة 550 هـ»: الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص..‏

المحدثين عرفوا الموشح منهم:‏

3- حنا الفاخوري الذي يعرف الموشح «قصيدة شعرية موضوعة للغناء»:‏

4- الأديب المغربي محمد بن تاوبت «هو فن مستحدث من فنون الشعر العربي في هيكل من القصيدة، لا يسير في موسيقاه على النهج الشعري التقليدي الملتزم لوحدة الوزن ورتوب القافية وإنما يعتمد على منهج تجديدي متحرر فيه ثورة على الأساليب المرعية في النظم بحيث يتغير الوزن وتتعدد القافية‏

5- د. رضا محسن القريشي: الموشح ضرب من ضروب الشعر تتعدد قوافيه وأوزانه تبعا لرغبة ناظمه، ويعد ثورة على الشعر المقفى التقليدي الذي يخضع لقيدي الوزن الواحد والقافية الواحدة ومن خلال دراستنا لهذه التعاريف رأينا أنهم أجمعوا على إن الموشح لا يخرج عن كونه نوعا من النظم وان فنه من فنون الشعر العربي. والموشح مشتق من كلمة وشح أي زين، وسميت بالموشحات لما فيها من تزيين وتنميق.‏

وهناك تعاريف كثيرة لكننا آثرنا على التعاريف المذكورة لأن بمجملها تدور في دائرة واحدة..وذلك بقصد الغور في المنشأ.‏

منشأه:‏

كثرت آراء القدامى والمحدثين حول تاريخ ومكان نشأت الموشحات فمنهم من أرجع تاريخها لأواخر القرن التاسع وآخرون في نهاية القرن العاشر وآخرون في أوائل القرن الحادي عشر.‏

أما منشأه فهناك عدة نظريات نوجزها بما يلي:‏

أولا- إن أغلب الباحثين من المستشرقين «مينيندز بيلينو، ريبيرا، جب، بروكلمان، بنكل، وغيرهم» والعرب «يوسف اسعد، بطرس البستاني، د. عبد العزيز الاهواني وحنا الفاخوري وغيرهم» بأن فن التوشح انتقل إلى الأدب العربي من خلال الأغاني الشعبية الاسبانية «الفلامنكو» والبروفنسانية اللاتينية التي كانت تعرف بالرومانسية من خلال جماعة الرواة والمغنين المعروفين في فرنسا بالتروبادور وجنكلر من العصر الوسيط «القرن السابع والثامن الميلادي» اشتهروا في غالية واسبانيا إذ كانوا يطوفون البلاد متنقلين من قصر إلى قصر يقصدون الأمراء في المواسم والأعياد، يتغنون بأناشيدهم الغرامية وقصص الفروسية في مقاطع غير محكمة الوزن ولا تلتزم فيها القوافي التزاما. أما الأساس الذي يستندون إليه في نظريتهم هو:‏

1- لأن قصائدهم «أسوة بالموشحات» كانت مغناة‏

2- مواضيعها تدور في الغرام والفروسية‏

3- غير محكمة الوزن ومختلفة القافية‏

4- وجود جوانب مشتركة بين الموشحات والمنظومات التروبادورية حيث نجد في مقطوعة من المقطوعات التروبادورية جزء يقابل الغصن في الموشحة وجزء يقابل القفل.. ومن نقاط الالتقاء أيضا أن ما يقابل الغصن مع ما يقابل القفل يسمى عند جماعة التروبادور بيتا كما هو الحال عند جماعة الموشحات.‏


   




إلا أن هذا الرأي خلق عند البعض رأي معاكس آي دفع بالبعض أمثال المستشرق «ليفي بروفنسال وبنكل وكراتشوفسكي» ومقداد رحيم ومجدي شمس الدين وغيرهم... لا يستبعدوا أن يكون شعراء التروبادور هم الذين تأثروا بالموشحات، حيث كانوا قبل أن يعرفوا فن التوشيح ينشدون منظومات شعرية تتجرد تماما من الوزن والقافية ولا تتضمن من الإيقاع إلا اتحاد الحروف الأخيرة ويدعمون نظريتهم بما يلي:‏

1- إن أول شاعر تروبادوري هو جيوم التاسع أمير بانييه الذي كتب أشعاره بين سنة 1100-1127م أي بعد أقدم الموشحات بأكثر من 200 سنة.‏

2- ما ذهبنا إليه من التقارب بين الموشحات وأغاني التروبادور كتقابل الأغصان والأقفال.‏

3- نجد إن هذه الظاهرة غريبة على الشعر الأوربي قبل جماعة التروبادور‏

ثانياً: والبعض الآخر أمثال ابن بسام، ابن خلدون، احمد حسن الزيات، طه حسين، مارون عبود، إبراهيم أنيس...وغيرهم يعتقدون أن فن التوشح هو مشرقي المنشأ أي عربي وينسبونه إلى مقدم بن معافر الفريري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني هو أول من كتب الموشح وكان ذلك في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي واخذ عنه أبو عبد الله احمد بن عبد ربة صاحب كتاب العقد الفريد ويوسف بن هارون وعبادة بن ماء السماء، إلا أنهم لم يظهر لهم ذكر.. ومنهم من يعتقد ان الشاعر العراقي ابن المعتز المتوفى سنة «296هـ – 876م» هو أول من انشأ هذا الفن بقوله:‏

أيها الساقي إليك المشتكي قد دعوناك وان لم تسمع‏

ونديم همت في غرته‏

وشربت الراح من راحته‏

كلما استيقظ من سكرته‏

ثالثاً: البعض منهم وخاصة د. عبد العزيز الأهواني يعتقد بان الموشحات أعجمية لوجود ألفاظ أعجمية أي خرجات أعجمية وهذا ما سينقلنا إلى عدة احتمالات هل هي أندلسية أم فارسية أم سريانية.. من يدرس الموشحات سيجد إن كثير من الوشاحين «وحتى غير الوشاحين أمثال أبو نواس» يخرجون قصائدهم بأبيات لأشهر الشعراء من العرب والأجانب أو ألفاظ دخيلة إلا أنها قد تكون مألوفة لديهم. حيث روى أبو فرج الأصفهاني «تولد 356هـ - 936م» مقطعة من أربعة أبيات لإبراهيم الموصلي يصف بها خمارا ختمها بالبيت آلاتي‏

فقال «إزل بشينا» حين ودعني وقد لعمرك زلنا عنه بالشين‏

نجد أن الشاعر استخدم مفردات سريانية كعبارة «ازل بشينا ـ إزل بشينا» بمعنى اذهب بسلامة وكذلك «اّزلنا. زِلنا» بمعنى ذهبنا و»بشينا ـ بالشين» بمعنى بالسلامة.‏

رابعا: وآخرون يعتقدون أمثال الأستاذ مقداد رحيم إن الموشحات التي نسمعها اليوم مغناة بشكل جماعي ليست أندلسية في طريقة الغناء والألحان بل هي مشرقية. فهي مزيج من ألحان مشرقية وألحان أندلسية كنسية. ويعتقد الأستاذ مقداد إن الموشحات كانت في السابق يغنيها شخص واحد مع جوقة تردد بدلا من جوقتين... كما يعتقد إن الموشحات مرت بثلاث ادوار وما وصلنا منها كانت بالدور الثالث أي متكاملة‏

خامساً: الأستاذ سلمان علي التكريتي يقول: ولا نغالي إذا قلنا أن الموسيقى السريانية بواسطة الكنيسة الشرقية قد تمكنت من فرض فنية ترانيمها الشرقية على عموم أوربا عن طريق مدرسة الرها ونصيبين، وان الموسيقى الأندلسية والموشحات الأندلسية هي موسيقى الكنيسة الشرقية التي انطلقت من وادي الرافدين وبلاد الكنعانيين والفينيقيين وشبه الجزيرة العربية. ويعتقد الأستاذ سلمان علي بان الموشحات الأندلسية في المشرق العربي «سوريا، عراق، لبنان، أردن، مصر» قد تأثرت تأثيرا واضحا بإيقاعات الغناء الشعبي من ناحية وتأثيرات الموسيقى التركية من ناحية ثانية فافتقدت الموشحات الأندلسية في المشرق العربي ميزتها التراثية الأصلية لكننا نجد العكس في المغرب العربي «تونس، مغرب، جزائر» إذ أن الموشحات الأندلسية صارت هي الأساس الذي يستلهم منه الغناء الشعبي لان الموشحات في الأصل كانت هي الغناء الشعبي والتقليدي في أن واحد والدليل على هذه الأصالة والنقاء هو قربها ومشابهتها لأداء الغناء الكنسي المشرقي الذي ما زال يؤدي على شاكلته على مر القرون ومنذ ظهوره وخلال تطوره بأسلوب مار افرام.‏

سادساً: لعلني أتفق مع الأستاذ سلمان علي التكريتي على إن الموشحات هــــي مشرقيـــة الأصل ذات جذور كنسية سريانية، فهذا الفن وجد في الأدب السرياني قبل أن يوجد عند جماعة التروبادور والجنكر بقرون ويرجع السبب في ظهوره في الأندلس بدلا من العراق وبلاد الشام إلى:‏

   




1- كون بغداد والشام هي مركز الخلافة الإسلامية وكان الأدب العربي لا يزال يشكل امتداداً لبيئته الصحراوية في الجزيرة وكان تمسك الخلفاء بتراثهم وانشغالهم في الفتوحات أدت إلى عدم تشجيعهم لأي قصيدة تخرج من إطارها التقليدي.‏

2- أما الأندلس فلبعدها عن المركز وانفتاحهم على مجتمع شاع فيه الترف واللهو والغناء شيوعا عظيما أضعفت سيطرتهم لا بل جذبتهم الطبيعة الأندلسية وجعلتهم ينسون طبيعتهم الصحراوية وأوزانها التقليدية الآمر الذي أدى بالأمراء في الأندلس إلى تشجيع هذا اللون من الشعر. فبدأت حركـــة التحرر في القـرن الحادي عشـــر فأخذ الشعراء العرب يمثلون بيئتهم الجديدة من غير أن يهملــــوا التقليـــد إهمالا تامــا، أمثال الشاعر ابن زيدون وابن عمار والمعتمد بن عباد وغيرهم.‏

أما كيف انتقل هذا الفن من التراث السرياني إلى الموشح العربي فيكون:‏

1-من خلال المدارس والجامعات السريانية في الكنائس والأديرة التي كان يتلقى فيها الكثير من الأدباء والمفكرين العرب علومهم فيها ومن بينها المدارس والسوغيتات، ومن خلال ما نقله المترجمون السريان من الآداب والعلوم السريانية إلى العربية. فتشبعت الأذن العربية بهـــذه التراتيل التي كانت ترتل باستمرار في الكنائس والأديرة بألحان شتى. وكانت بغداد ودمشق زاخرة بشعر عربي أصيل يشكل امتدادا للشعر في الجزيرة ويتطرب بنغمات المدينة الحاضرة، فليس من المستبعد أن تكون بغداد ودمشق قد شقت طريقها نحو التجدد الشعري، وكان محقا من اعتبر بشار بن البرد وأبا نواس ومسلم بن الوليد أول دعاة التجدد، في حين كان الشــعر في الأندلس لا يجـرؤ أن يـذرع مثـل هــذه الخطـوات لانشغال العرب هناك بالدفاع عن أنفسهم والتفكير بالتوســـع، إلا في أواخر عهد الأمارة الأموية في القرن العاشر الميلادي. فليس مستبعدا أن تكون هناك عشرات الموشحات تغنى سرا أو علنا في العراق أو الشام واختفت لعدم تشجيعها من قبل الخلفاء.‏

2- عندما دخلت الجيوش العربية الإسلامية بلاد الأندلس واستقرت هناك كان من بينهم أو من بين الذين توافدوا إليها لاحقا الكثير من الأدباء الذين تلقوا علومهم في المدارس السريانية في العراق أو بلاد الشام فنقلوا معهم أشعارهم وأفكارهم التجددية في الشعر، فعندما سنحت لهم الفرصة أظهروها هناك. حيث كانت العلاقات وثيقة بين طرفي العالم العربي، والرحالة الكثيرون يذهبون إلى الشرق للتزود بعلمه ويأتون إلى الأندلس طلبا للرزق أو الشهرة. فوفد زرياب «تلميذ اسحق الموصلي» إلى الأندلس عام 882 م وكان له اثر بليغ في فن الغناء والموسيقى وجلبت المغنيات من الشرق فحملت معها إلى الأندلس فنها وأدبها ومن أشهر هؤلاء المغنيات القيان قمر البغدادية ومن الأسباب التي دعتني إلى ذلك:‏

1- إن الجيوش الإسلامية فتحت بلاد الأندلس سنة 711 م ودامت الدولة الإسلامية هناك حتى سنة 1492 في حين إن أقدم الموشحات ظهرت فـــي القرن العاشر أو الحادي عشر. في حين كان احتكاك المفكرين والأدباء العرب في المشرق منذ القرن السابع الميلادي حين نزلوا إلى ساحات العمل في التأليف والترجمة جنبا إلى جنب إخوانهم السريان.‏

2- كانت باستطاعة الأذن العربية أن تتقبل اللغة السريانية وآدابها وألحانها بصورة أسهل بكثير من تقبلها للغة أعجمية بعيدة كل البعد عن لغتها وتراثها.‏

3- إن ما يجمع من صفات مشتركة بين التراث السرياني «القرن الثالث الميلادي» والموشحات العربية «القرن الحادي عشر» يجعلنا نؤكد جازمين أن الموشح مشرقي الأصل سرياني المولد. فالموشح هو عبارة عن منظوم جدلي في قالب شعري يمثل النوع الغنائي من الوزن يمتاز بـ:‏

1- أن أبياتها لا تكون على نمط واحد أي تتساوى عدد مقاطعه حينا وتختلف حينا آخر.‏

2- أن أبياتها تكون قائمة بذاتها ولا صلة لها بالبيت السابق «أي تأتي مستقلة أي كل بيت في المد راش قائم بذاته» وتفصل هذه الأبيات «ويسمى في الموشحات الدور حيث يشتمل على أجزاء تسمى أغصانا تتعدد بتعدد الأغراض» ردة «قفل بالعربية الذي هو عبارة عن بيت واحد أو عدة أبيات من الشعر تبتدئ بها الموشحات وتتكرر ويشترط فيها التزام القافية والوزن والأجزاء وعدد الأبيات الشعرية وذات موسيقى واحدة» ترتلها الجوقة بعد كل بيت أو أكثر يقوم فرد بترتيله، أي أن:‏

• الجوقة الأولى «الشماس في الغالب» ترتل الأبيات الطويلة.‏

•الجوقة الثانية ترتل الأبيات القصيرة التي تؤلف الردة «التي هي عبارة عن حمدلة أو صلاة ما». ومن شروط هذه الأبيات «باستثناء الردة /القفل» أن تكون متشابهة وزنا ونظاما وعدد أجزاء، وباستطاعة الراوي تنويعها.‏

3- للموشحات أنغام شتى وكانت الألحان تتغير بموجب أنواعها فالمونسنيور لامي أكد وجود 75 ضربا من الألحان في الأناشيد الصحيحة أو المنحولة لمار افرام. وتأتي على الأغلب على شكل حوار، وأول من صنفها هو برديصان «+154م» واسونا «القرن الرابع الميلادي» ومار افرام «+306» ومار اسحق وبالاي، وقد دخلت عليها وعلى الموشحات بعض الفنون في كتابتها. وتفرع من السوغيت، حيث يستعمل في صياغة الماسي الدينية ويكون على شكل حوار بين منشدين أو جماعتين.‏

فبعد مقدمة مؤلفة من 5-10 أبيات ذات أربعة أشعار من الوزن السباعي «الغالب» تبدأ المحاورة بين شخصين أو جوقتين كما في أنشودة الميلاد «محاورة بين العذراء والمجوس» وأنشودة البشارة «محاورة بين الملاك جبرائيل والعذراء» وهي من قصائد نرساي «399 -503».‏

أما الموشحات فهي تتألف من أسماط «أقفال ـ يقابلها الردة» ومن أبيات تتفرع إلى أغصان «أجزاءـ يقابلها دعامات» وهي كالآتي:‏

1- القفل «الاسماط»: هو بيت أو عدة أبيات من الشعر تبتدئ بها الموشحات في اغلب الأحيان، وتتكرر قبل كل بيت منها، ويسمى القفل سمطا ويشترط في الأقفال التزام القافية والوزن والأجزاء وعدد الأبيات الشعرية. وهكذا تكون كلها في الموشحة ذات موسيقى لفظية وتلحينية واحدة. والقفل لا يكون اقل من جزأين «دعامتين» ويصل إلى ثمانية أجزاء عند البعض وهي قليلة.فمثلا:‏

• القفل المركب من جزأين‏

شمس قارنت بدرا راح ونديم 7+5 حركات‏

• القفل المركب من ثلاث أجزاء‏

حلت يد الأمطار أزرة النوار فيأخذني 7+7+5 حركات‏

• القفل المركب من أربعة أجزاء‏

ادر لنا أكواب ينسى بها الوجد واستحضر الجلاس كما اقتضى الود‏

7+6+7+7 وهكذا.‏

2- البيت: هو ما نظم بين القفلين من أبيات شعرية «ويسمى الدور» ويشتمل على أجزاء تسمى أغصانا تتعدد بتعدد الإغراض والمذاهب. وقد يتألف البيت من جزأين أو ثلاثة أجزاء. ومن شروط الأبيات أن تكون كلها متشابهة وزنا ونظاما وعدد أجزاء، وأما الروي فيحسن تنويعه، ومن عادة الموشح أن يبدأ بقفل وينتهي بقفل ويسمى بالتام وعادة يتردد ست مرات. أما إذا تردد خمس مرات «أي لا يبدأ بقفل» يسمى بالأقرع.‏

وقد قسم ابن سناء الملك الموشحات إلى قسمين:‏

1- ما جاء على أوزان العرب وهي تشبه الموشح السرياني ذو الوزن المتساوي.‏

2- الخالية من العروض كما يقول: «أردت أن أقيم لها عروضا يكون دفترا لحسابها وميزانا لأوتارها وأسبابها فعز ذلك وأعوز لخروجها عن الحصر وانفلاتها من الكلف... وأكثرها مبني على تأليف الأرغن...» يقصد بها ابن سناء العروض الخليلي لأنها كما يقول هو نفسه مبنيــة على الإيقاع. وهي نفسها في الموشحات الموزونة على الوزن المركب كأن تكــــون منظومة على البحر الخامس والسابع أو السابع والثامن أو... وهذا ما نلاحظه في الموشحات أيضا، فهي مبنية «ومـن ضمنها الموزونــة على أوزان العـرب» على الإيقاع أكثر من بنائها على التفعيلة الخليلية.‏