مسيحيو سوريا يفرون من مناطقهم الى قُرى وادي النصارى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 18, 2012, 09:07:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو سوريا يفرون من مناطقهم الى قُرى وادي النصارى





النشرة الالكترونية الللبنانية/

تتوالى التقارير الصادرة من سوريا والتي تتحدث عن ارتفاع حدة التهديدات التي يتعرض لها المسيحيون هناك نتيجة عدم اتخاذهم موقفا حازما في التعاطي مع الأحداث السورية. ولعل آخر هذه التقارير ما أوردته مؤخرا وكالة "فيديس" البابوية الرسمية عن أن أعداداً كبيرة من المسيحيين في بلدة القصير السورية غادروها بعد تلقيهم "انذاراً" من القائد العسكري للثوار في البلدة بوجوب المغادرة. وقد أعلنت وكالة الأنباء الرسمية للفاتيكان أن مدة الانذار انتهت يوم الخميس، وأن غالبية مسيحيي البلدة البالغ عددهم 10 آلاف هربوا من القصير الواقعة في محافظة حمص التي اصبحت ساحة معركة وسط سوريا.

وفي وقت يتحدث السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري عن ان "انحدارا نحو الجحيم قد بدأ في سوريا"، مؤكدا ان على المسيحيين ان "يضطلعوا بدور الجسر"، لا يجزم بالمعلومات الصادرة الى وكالة الفاتيكان قائلا: "حتى اليوم، يمكنني القول ان المسيحيين يتقاسمون المصير المحزن لجميع المواطنين السوريين.. لا اقول ان ثمة تمييزا محددا بحقهم ولا حتى اضطهادا. من المهم ان نكون يقظين وان نرى الوقائع على حقيقتها.. لن اسارع الى المقارنة بين وضع المسيحيين في سوريا ووضعهم في بلدان اخرى في المنطقة. احيانا، ثمة مقارنة مع العراق ولكن هذه المقارنة لا تجوز".
ويبقى الجزم بمدى ارتفاع مستوى التهديدات التي يتعرض لها المسيحيون منذ اندلاع الأحداث هناك في 15 آذار 2011 غير ممكن مع تأكيد بعض قوى المعارضة السورية أنّه يتم تعميم معلومات غير دقيقة من قبل النظام السوري لضرب صورة المعارضة ولتخويف المجتمع الدولي من سوريا المستقبل.

الأب مسّوح: وصول الاخوان المسلمين الى الحكم قد يعيد المسيحيين مواطنين درجة ثانية
الاب جورج مسّوح، الأستاذ المحاضر في جامعة البلمند والمتابع عن كثب لوضع المسيحيين في سوريا، يؤكد أن تهجير المسيحيين هناك لم يقتصر على مدينة القصير بل طال أكثر من منطقة كان آخرها ايضا احدى قُرى حماة، لافتا الى أن معظم الهجرة التي تتم اليوم هي هجرة داخلية للمسيحيين الذين يتوجهون الى قرى وادي النصارى الواقعة بين حمص وطرطوس.
ويوضح الأب مسّوح، في حديث لـ"النشرة"، أن مسيحيي سوريا الذين يتركون قراهم يتوجهون الى التجمعات المسيحية الكبيرة القائمة حاليا في سوريا نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، مشيراً إلى أنّ أعداد المسيحيين الذين هاجروا إلى الخارج تبقى حتى الساعة قليلة.
وفيما يشدّد الأب مسّوح على أن الخطر حاليا يطال كل السوريين دون استثناء، يتحدث عن خطر داهم يهدد المسيحيين خاصة انّهم وفي كنف النظام الحالي كان لهم وجود في الدولة وفي مؤسساتها ووزاراتها بالرغم من أحادية هذا النظام، ويقول: "نتخوف من أن يعود المسيحيون في سوريا مواطنين درجة ثانية اذا وصل التيار السلفي والاخوان المسلمون الى الحكم كون الفكر الاسلامي الحالي لم يتطور كثيرا بما خص موضوع المواطنة والمساواة ضمن اطار الدولة الواحدة... وهو أمر ودون شك يقلق المسحيين".
ويعتبر الأب مسّوح أن البيانات، التي أصدرها الاخوان المسلمون والتي تعطي تطمينات للمسيحيين وغيرهم من أقليات سوريا، لا تتعدى كونها بيانات للاستهلاك اليومي، مشيراً إلى أنّ حديثهم عن دولة علمانية لا ينطبق على الأرض، ويقول: "أبلغني عدد من المسيحيين المعارضين للنظام والذين كانوا يشاركون في التظاهرات على الأرض بأنّهم باتوا متخوفين ويشككون ببديل النظام وبسوريا المستقبل نتيجة ما يسمعونه من خطابات وشعارات على ارض الواقع خلال مشاركتهم في المظاهر الاحتجاجية.
وعن موقف الكنيسة مما يحصل في سوريا، يقول مسّوح: "الكنيسة تدعو المؤمنين لعيش ما يؤمنون به أي تنوع الآراء لذلك نسعى لئلا يكون لنا رأي واحد"، ويضيف: "نحن نريد للمعارض أن يُعارض وللمؤيد للنظام ان يؤيد تحت سقف احترام الرأي الآخر واللاعنف".

الجيش الحر: المسيحيون يفتحون لنا بيوتهم ويساعدوننا
في المقابل، تستنكر مصادر في "الجيش السوري الحر" وبقوة ما يتررد عن استهداف الثوار للمسيحيين، نافية وجود بعد ديني أو مذهبي للثورة بعكس ما يحاول النظام ترويجه. وتتحدث المصادر عينها عن أن معظم المسيحيين يدعمون الثوار ولكنّهم يتجنبون اعلان ذلك رسميا خوفا من عمليات انتقامية.
وتضيف: "المسيحيون يفتحون لنا بيوتهم ويساعدوننا وهم شركاؤنا بالثورة".
وينفي أحمد الناشط في تنسيقية القصير كل ما يتردد عن تهديدات يتعرض لها المسيحيون هناك أدّت الى هجرتهم، مشددا على ان ما يتعرض له المسيحيون في القصير وفي سوريا عامة هو نفسه ما يتعرض له المسلمون على أيدي قوات النظام.
ويستنكر الناشط السوري المعارض للنظام، وبقوة، محاولات البعض تشويه صورة الثوار والثورة وتصويرها على انّها ثورة اسلامية ستقضي على الاقليات، ويقول: "يحاولون تصويرنا كفزاعة ستقضي على تنوع سوريا متناسين أن لا ظلم اكبر من الظلم الذي مارسه النظام السوري الحالي على كل مكونات المجتمع السوري دون استثناء".
ولا ينكر أحمد ان "هناك بعض المتشددين وبأعداد قليلة جدا يحاولون استثمار انجازات الثوار لأغراضهم الخاصة"، لافتا الى ان "هذه العناصر ستعود الى حجمها الطبيعي بعد انتصار الثورة".