صباح الخير اساقفتي الاجلاء وسادتي المحترمين

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يونيو 20, 2012, 11:55:43 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

صباح الخير اساقفتي الاجلاء وسادتي المحترمين

بولس يونان / عينكاوة.كوم
اصدر مجلس أساقفة نينوى خلال مؤتمر صحفي عقد مساء يوم الاربعاء 13/6/2012 في بغديدا بيان تناول عددا من المطاليب لا يقاف التغيير الديموغرافي في المناطق التي يسكنها ابناء شعبنا وجاء في البيان: ( ان المسيحيون شعب اصيل
في هذا الوطن وهو مكون فاعل ومؤثر, هذه العبارات نسمعها من المسؤولين... ) واضاف (نحن لا نطالب سوى بالحقوق التي يضمنها الدستور لنا). وتسأل الاساقفة في بيانهم (هل غدا المكون المسيحي غير مرغوب فيه؟ او انه اصبح عبئاً على المجتمع العراقي؟ )

اما تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية فاصدر بيانا هاما بخصوص مايجري في بلدة برطلة جاء فيه:
(عقد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية ، الأربعاء 13-6-02012 أجتماعاً أستثنائياً طارئاً في مقر حركة تجمع السريان في بلدة برطلة ، خصص لمناقشة وأيجاد الحلول الجذرية لموضوع التغيير الديمغرافي في برطلة وباقي المناطق المسيحية)
واردف : (على البرلمان العراقي وبالأخص ممثلي ابناء شعبنا من القائمتين تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى لأثبات دورهم ومواقفهم تجاه مصير هذا الشعب ، لذا ومن هذا المنطلق فعليهم المطالبة الفورية من رئاسة البرلمان العراقي بعقد جلسة أستثائية بهذا الخصوص وإيجاد الحلول الجذرية لها ومحاسبة المقصرين من الأجهزة التنفيذية والأمنية لتجاوزهم على الصلاحيات المخولة لهم وأستخدام نفوذهم لمصالهم الحزبية والخاصة
وأذا كان البعض يتصور بأن الشعب الكلداني السرياني الاشوري الذي يتدين بالديانة المسيحية هوالحلقة الاضعف ، فنقول لهم أنكم واهمون وعلى خطأ كبير...)

هذا بعض ما جاء في بياني مجلس الاساقفة وتجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية.

اقول صباح الخير يا ساداتي الاجلاء والمحترمين. نعم ان المكون المسيحي غير مرغوب فيه و انه اصبح عبئاً على المجتمع العراقي وان تلك الارض النتنة لم تعد تستوعبه ولا تريده...فلماذا شكواكم وبكاءكم وعويلكم على حالة ليست فقط متوقعة ولكن لا بد منها وانتم تعرفون ذلك, وان كنتم لا تعرفونه فلأنكم اما لا تقرؤوا او تعيشوا في كوكب آخر او خوفا على... !!!
وهل صدقتم ما قاله ويقوله الباقين عنكم , من انكم شعب اصيل , وانكم وردة جميلة في باقة العراق, وانكم جزأ لا يتجزأ من هذا الوطن ...الخ. لا ياسادتي فهذه العبارات المعسلة ما هي الا بهارات يذرونها على بضاعتهم الفاسدة للتصريف المحلي والخارجي لكي لا يشم العالم رائحتهم النتنة.
ان كونكم وردة, ليس لباقتهم جمال بدونها, قد قالها  صدام قبل المالكي والحكيم والصدر وسوف يقولها من يليهم ان ابقوا عليكم لذلك الحين !!! او أن المسيحيين عراقيون أصلاء ...كما اكتشف اخيرا الطالباني. ان هذا لا يداوي الجراح, فما انتم سوى اهل ذمة من الذين اوتوا الكتاب لا تدينون دين الحق وعليكم ان تقبلوا بواقعكم هذا من دون ان تطبلوا وتزمروا كلما مر عرس في نواحيكم اوبالقرب منها وان عليكم ان تعطوا الجزيه عن يد وانتم صاغرون.

للفلم نفس القصة... ولكن!

ان ندخل رؤوسنا عميقا في الرمال كالنعام, ونمني انفسنا بأن لا تكون خاتمة الفلم كسابقاتها بالرغم من اننا عشناه مرات عديدة ونعرف خاتمته,وان تجاهلناها فان ذلك  يدل على واحد من اثنين, اما غباء مطلق او مصالح شخصية.
لا اعتقد ان السبب هو الغباء, لاننا اذكى من جميع المكونات الاخرى , انا لا ادعي هذا ولكن هم من قالوا ذلك واعترفوا واقروا باننا اذكى منهم, فنسبة الحاصلين على الشهادات العليا من ابناء شعبنا اكثر باضعاف منهم كما ان بصمات ابناء شعبنا واضحة في كل مجالات ومرافق وفعاليات الحياة في اية بقعة تواجدوا فيها.

اذن يا سادتي فانها المصالح الشخصية !
الحالة التي فيها سياسيينا من اعضاء رؤساء احزاب واعضائها ونوابنا وحتى آباءنا واساقفتنا الاجلاء, لا يمكن حتى ان يحلم بها راينفيلد او كارل كوستاف رغم ان الاول رئيس لوزراء السويد والثاني ملكها, والعكس هو الوضع العام للشعب فالحالة التي عليها الشعب السويدي لا يمكن ان يعيشها الشعب العراقي ولو في الحلم.
قصة الفلم نفسها عشناها في الحيرة وانطاكية والاسكندرية وعشناه في اورمي وحكاري وطورعبدين وعشناه في سميل وصوريا وديانا وعقرة ونعيشها حاليا في بغداد والموصل والقاهرة واسيوط ودمشق وحمص ثم سوف نعيشها قريبا في بغديدي وبيروت وطرابلس وعمان وغيرهما.
انه زحف التاريخ ومن لا يستطيع ان يتجنب اويتفادى هذا الزحف ويستفيد من دروس هذا التاريخ, فانه سوف يسحق ويلفظ ويرمى في مزبلة التاريخ!

ان نحلم خير من ...!

في قراءة متأنية للبيانيين يعتقد الانسان بأننا نعيش في كنف القانون وحقوق المواطن.
فأساقفتنا الاجلاء  في بيانهم لم يطالبوا باكثر من حقنا الذي نص عليه دستورنا الاعرج وان ضرب هذا الدستور عرض الحائط يعتبر جريمة, رغم ذكرهم في بيانهم ان للدستور هذا تأويلات اي حمال اوجه. ثم يقفزوا على الانجيل وما قاله لنا مخلصنا: (وانا اقول لكم اسألوا تعطوا.اطلبوا تجدوا.اقرعوا يفتح لكم . لو 11: 9)
فذكروا في بيانهم : يقال لنا اطلبوا ونحن نلبي ولكن طلبنا ولم نجد, قرعنا الابواب فلم يفتح لنا, سألنا ولم نعط. لا يا سادتي انكم لم تفعلوا كما قاله لنا يسوع المسيح, فانكم لم تسألوا ولم تطلبوا ولم تقرعوا .

اما تجمع تنظيمات شعبنا فيذكّر ويتوعد وينذر:
يذكّر بأننا جزء من هذا الوطن لا بل الجزء الأساسي منه و أن هنالك مخطط كبير لتهجيرنا ... لأن قضيتنا اليوم لم تعد تهميشا إنما قلعا لجذورنا من وطننا.
واضافوا : نقولها علناً للحكومة العراقية ولأصحاب الشأن أننا لانطالب إلا بحقنا وفق ماكفله لنا الدستور العراقي ... وان حق تكافؤ الفرص مكفول للجميع والعراقيون متساوون بالحقوق والواجبات بغض النظر عن عرقهم او جنسهم أو دينهم أو أو...
ويتوعد بأن صاحب الحق لايترك حقه مهما طال الزمن لوجود المحاكم الدولية والهيئة العالمية لحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمنظمات التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن الشعوب المهددة
وينذر بأن ثمن مثل هذه الممارسات سيكون باهضا على تلك الحكومات من الناحية الانسانية والاخلاقية والمعنوية والمادية
وأذا كان البعض يتصور بأن الشعب الكلداني السرياني الاشوري الذي يتدين بالديانة المسيحية هوالحلقة الاضعف ، فنقول لهم أنكم واهمون وعلى خطأ كبير...
ثم خصصوا اجتماعهم لمناقشة وأيجاد الحلول الجذرية لموضوع التغيير الديمغرافي في برطلة وباقي المناطق المسيحية, لا اعرف هل فعلا تناقشوا بصورة قطعية في ايجاد الحلول ام انهم احتسوا قهوتهم وتباحثوا في كيفية زيادة امتيازاتهم وايفاداتهم...

لا اعرف من الذي يحلم , انا أم أساقفتي الاجلاء ام سادتي المحترمين, فأنهم لم يطالبوا باكثر من حقهم وفق الدستور, لان مواد هذا الدستور التي تشرع حقوق اناس منقرضين امثالنا, لم نجد لها مثيلا حتى في لائحة جمهورية افلاطون او المدينة الفاضلة من ناحية عدالتها. سادتي ان الدستور قد اعطاكم حقكم بالكمال والتمام وحصلتم على زيادة عن ما هو مذكور فيه ... ان ما تطلبوه لاتحصلوا عليه حتى في الاحلام, فهل يمكن ان يصدق المجنون قبل العاقل ما ذكرتموه بان تكافؤ الفرص مكفول للجميع والعراقيون متساوون بالحقوق والواجبات بغض النظر عن عرقهم او جنسهم أو دينهم...ما هذا الهراء يا سادتي!

ليس كل ما يتمناه المرء...

ساداتي ! ارجو ان تنزلوا ولو للحظة من ابراجكم العالية, وتفيقوا من احلامكم وتنظروا في صباحات شعبكم  وتتنازلوا عن امتيازاتكم, فالفاس واقع على الراس فبرطلة قد خسرناها كما كنا قد خسرنا قبلها الكثير.
لا تمنوا انفسكم فليس كل ما يتمناه المرء يدركه, فلن تحصلوا ولو على القشور, وارجوا ان تقتنعوا بان تلك البقعة لم تعد تستوعبنا او تحوينا, وانظروا قليلا الى الامام قليلا ابعد مما ترونه من مسافة انوفكم, فشعبكم امانة في اعناقكم فلا تتباكوا على برطلة فقد بكينا قبلها على مدن وقرى وقصبات , واصحوا لاننا اذا اصرينا على البقاء فاننا سوف نبكي ونذرف دما قريبا على بغديدي والقوش والبقية الباقية.

فصدق السيد بهنام شابا حينما ذكر بأن برطلة تحتضر ولم يقل تناجي اوتنادي لانها فعلا كذلك لانها مائتة لا محال, وليس كما قال السيد جميل كبرييل من ان برطلة باقية وسوف لا تموت طالما في العالم قوم يطلق عليهم السريان, نعم يا سيدي فبرطلة باقية ولكن بدون السريان وقوم السريان لا يستطيعوا ان يفعلوا شيئا حيالها. اما الأخر الذي ذكر بأن سهل نينوى يتسع للجميع باقول له بانك على وهم.

بولس يونان
paulus.barkho@hotmail.com
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير