القصة الكاملة وراء خطف الراهب الياس غاريوس في البقاع

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 10, 2012, 08:46:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

القصة الكاملة وراء خطف الراهب الياس غاريوس في البقاع




وكالات/

أعلن أمس عن الافراج عن الكاهن الياس غاريوس الذي خطف مساء على طريق عام رياق ـ بعلبك منذ يومين وهو من بلدة عبود في قضاء جبيل، وتابع للرهبانية اللبنانية المارونية وموكل بخدمة القنطش الماروني التابع لمطرانية بعلبك ـ دير الأحمر المارونية.
وقالت مواقع اخبارية ان فتاة قد نالت سر العماد، وهي ابنة رجل دين (شيعي) من عائلة «قطايا» من بلدة «نبحا» البقاعية، هربت من منزل أهلها منذ نحو اربعة ايام بعدما تعرضت للضغوط من قبلهم طالبين منها نكران ديانتها الجديدة.
وكانت ردة فعل الأهل بعد هرب ابنتهم ان تم اطلاق النار فجر الأحد 6 مايو على كنيسة السيدة العذراء في «نبحا» وطال الرصاص منزل المواطن سامي الضناوي، واتهم ذوو الفتاة المعمدة الأب غاريوس بأنه هو من يقف خلف نيلها سر العماد وهربها من البيت.
وبحسب المعلومات الخاصة فقد أجريت اتصالات على أرفع المستويات، تولاها راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وقادة الأجهزة الأمنية من جهة، ووسطاء مع الجهات الخاطفة على رأسهم قيادات من حزب الله ورئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك من جهة أخرى، وفيما بعد، سلم الخاطفون الشيخ يزبك الأب غاريوس الذي مكث في منزل يزبك قبل ان يفرج عنه ويعود الى المطرانية سالما.
وكان المطران عطا الله أكد في وقت سابق حصول حادثة خطف الأب غاريوس، معلنا عدم معرفته والأب غاريوس بمكان وجود الفتاة.
وذكر راعي أبرشية بعلبك ـ دير الأحمر المارونية في بيان ان الفتاة تعرضت في السابق حسب ما كانت تعلنه للتعذيب الجسدي والنفسي من قبل والدها بسبب التزامها بالدين المسيحي قبل ثلاث سنوات علما بأنها راشدة وتبلغ من العمر 24 سنة.
وأضاف: «بلغني خبر غير مؤكد، انه في الأيام الأخيرة حاول والدها فرض الزواج عليها من ضمن عمليات الضغط الا انها واجهت الأمر بالهرب الى جهة مجهولة».
وقال الراهب غاريوس في حديث لـ"إل.بي.سي." انه تم عصب عينيه وكبلت يداه وتعرّض لضغوط وتهديدات إذا لم يفصح عن المكان الذي تتواجد فيها بنين إبنة الشيخ أحمد قطايا وهي كانت تعمدت قبل ثلاث سنوات بملء إرادتها، واشار الى انه يجهل مكان وجودها الآن اثر فرارها من منزل أهلها. بعد اطلاقه انه يسامح من اختطفه، وانه كان يعمل لإعادة الفتاة الى أهلها لكن الأهل رفضوا الانتظار.
ولفت الى ان الفتاة "عاشت فترة سنتين بقيت مع يسوع الى ان وصلت الى وقت تعمدت فيه".
وتوجه لمن خطفه بالقول "احبهم من كل قلبي وسيبقون معي".
وفيما استنكر الشيخ يزبك عملية الخطف واعتبر انها تستهدف «حزب الله» قبل ان تكون موجهة الى الاب غاريوس، اكد الاخير انه يسامح من خطفه، مشيرا الى انه كان يعمل منذ 3 أيام جاهداً لاعادة الفتاة التي رحلت عن منزلها الى اهلها، ولكن الاخيرين رفضوا الانتظار فعمدوا الى خطفه.
ومساء أعلنت عائلة قطايا ووالد الفتاة «بنين قطايا» الشيخ أحمد قطايا في بيان توضيحي، ما حصل في مسألة اختطاف الأب غاريوس جاء فيه: «إن خاطفي الفتاة هم عصابة بعضهم معروف وبعضهم مجهول وهم يُمارسون عملاً ممنهجا ومنظما باللعب على المشاعر».
وأشار إلى «أن الفتاة كان لها كامل الحرية في التصرف في بيتها، وهي كانت تملأ غرفتها بصور السيدة العذراء مريم التي لها مكانة كبيرة في ديانتنا وكذلك بصور السيد المسيح نبي الله عيسى بن مريم وبالصلبان والكتب الدينية السماوية»، مشيراً إلى أنها «مصابة بأمراض نفسية وعصبية خطيرة، وفق تقارير طبية تفيد بذلك، ما يفقدها حالة الرشد والأهلية في التصرف، وهو ما يدعو لمقاضاة من فعل هذا الفعل باختطاف الفتاة، والتي كان من تداعياتها اختطاف الأب غاريوس رداً على ذلك»، مؤكداً أن الشيخ احمد «تجاوب مع المساعي الحميدة في المساعدة على الإفراج عن الأب غاريوس بعد وعد بإطلاق الفتاة، وهو لم يعرف حتى الآن من قام بهذا العمل».
وقد دان الرئيس ميشال سليمان امس عملية الخطف، معتبراً «رغم اطلاق الاب غاريوس سريعا بمسعى من الحريصين على السلم الاهلي» أن مثل هذا العمل «غير مقبول على الاطلاق لكونه يعيد صورة بشعة من أبشع صور الحرب ونموذجا لا يؤدي إلا الى استفزاز المشاعر واستنفار ردود الفعل، في وقت لا يزال لبنان ينعم بحال من الاستقرار الامني».
وشدد سليمان على «ضرورة تحرك النيابة العامة وتكثيف التحريات لاعتقال الفاعلين منعا لتكرار مثل هذه الاعمال ومن اجل تركيز الامن وترسيخ السلم الاهلي والعيش المشترك».
واطلع من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الخطوات التي تقوم بها الوزارة لمتابعة موضوع خاطفي الاب غاريوس واعتقال الفاعلين.
كما أجرى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع اتصالاً بسليمان مستنكراً عملية الخطف، ومتمنّياً الإيعاز الى الأجهزة القضائية المختصّة بمتابعة هذا الملف حتّى النهاية «لما له من مدلولات خطيرة من شأنها تقويض التعايش في منطقة البقاع بشكلٍ خاص، وفي لبنان بشكلٍ عام، وتهديد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي».
وكان جعجع قد أجرى اتصالاً بالمطران سمعان عطالله مستنكراً ما حصل ومهنّئاً بسلامة الأب غاريوس.