المطران لويس ساكو يتحدث لفضائية "تركمان آلي" عن اوضاع العراق والمسيحيين بشكل خاص

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 07, 2012, 10:42:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المطران لويس ساكو يتحدث لفضائية "تركمان آلي" عن
اوضاع العراق والمسيحيين بشكل خاص



عنكاوا كوم – فضائية تركمان آلي – ادي شامل

اجرت قناة "تركمان آلي" الفضائية وفي برنامج "بين حين واخر" الذي تم بثه في الاول من كانون الثاني الجاري، لقاء مع سيادة المطران لويس ساكو، بمناسبة العام الميلادي الجديد عن الوضع في العراق وخصوصا وضع المسيحيين، ادناه ابرز ماجاء فيه.

س: كيف تقييمون اوضاع الشعب العراقي عموما والمسيحيين خصوصا في عام 2011؟

ج: لقد كانت سنة 2011صعبة جدا على العراقيين بالرغم من التحسن النسبي في الوضع الامني ولكن هناك اختراقات عديدة والذي كان مقلقا هو الانسحاب القوات الاحتلال وتسلم العراقيين زمام الامور. هذا الانتقال لم يعد بشكل جيد خصوصا الجانب الامني، فلقد ترك فراغا، لذلك حصلت تجاوزات واستهدافات هنا وهناك. ونحن المسيحيين دفعنا ثمنا باهضا سواء في كركوك او بغداد او الموصل.

س : سيادة المطران، التوترالامني وانتهاكات حقوق الانسان التي طالت مكونات الاخرى من الشعب العراقي وايضا المسيحين كان لهم نصيب في هذه الانتهكات. هل الازمة السياسية الموجودة حاليا هي التي تؤثر الوضع الامني في العراق عموما وكركوك خصوصا وايضا هل من الممكن ان تنعكس الازمة السياسية الحالية ان تكون ازمة بين مكونات المجتمع العراقي؟

ج: هناك عدة عوامل ساهمت في تدهور الوضع الامني و خلق مناخات غير ملائمة للعمل السياسي وللعيش المشترك والاستقرار. اولا الصراعات السياسية على السلطة سببت تدهورا كبيرا الامن. المطلوب من القادة السياسيين ان يكونوا قدوة و ينكروا ذاتهم ويغلبوا المصالحة العامة على المصالحة الخاصة. على السياسي ان يضحي من اجل بلده وشعبه. وهذا لم يحصل.

2- كذلك لم تتم المصالحة بين المتصارعين على السلطة والسيطرة على المال العام ...الخ. لم يتم تشكيل مؤسسات الدولة وتدريب القوة الامنية ويمهنية وحرفية عالية، فالموجد هو نتيجة محصصة والعديد جاء من دون شروط تؤهلهم لهذا العمل فشل حركة اداءهم وخلق مشاكل بسبب انتمائهم الاثني والمذهبي والحزبي. من المؤكد ان الامريكان لم يعملوا على مصالحة كل الاطراف في العراق ولم يهيؤ لما بعد الانسحاب بشكل جيد حتى لايكون هناك فراغ.

3- ثم هناك تاثيرات خارجية اقليمية ودولية باجنداتها الخاصة لا تريد الخير للعراق وتريد مساحة لها، هذا ولا ننسى التيارات الدينية المتشددة التي لافقط تكفر من هم خارج الدين الاسلامي بل ايضا المذاهب الاسلامية التي لا تتوافق معهم وتستعمل العنف.



4- والمافيات الاجرامية التي تستغل هذا الفراغ لخلق الفوضى من اجل كسب المال. كل هذا ادى الى عدم الاستقرار وتأزم وتاخر حال البلد. وبالنسبة للمسيحيين كونهم اقلية متميزة فتم تهميشها وملاحقتها وفقدانها الثقة بالحكومة حتى لم يحصل تقصي الحقائق ولم يعلن عموما عن مرتكبي الجرائم مما دفع المسيحيين الى الهجرة... نسمع حدوث تفجير هنا وهناك و خطف ...وعبوات لاصقة ,ناسفة ولم يتم اي تحقيق جدي يعيد الثقة الى الناس... يجب ان يكون هناك قضاء مسؤول ومستقل ومحاكمة عادلة.

س: هل تتوقع ان الازمة السياسية هي التي تؤثر سلبا على المجتمع العراقي ام هناك ازمة بين مكونات المجتمع العراقي تؤثر سلبا على العملية السياسية في العراق؟

ج: قبل هذه الفترة لم يكن العراقي يفكر ان هناك شي اسمه مسلم سني اوشيعي و مسيحي كلداني أواشوري ولا عربي وكردي وتركماني.. الان كل واحد يريد ابراز هويته وفرضها بدون الاخذ بنظر الاعتبار ان المكون الاخر له الحق في الوجود والمشاركة .. هذا المناخ اوجد عقليات منغلقة وقد يكون الامريكان بشكل خاص هم وراء هذه العقلية الفئوية او المحاصصة ان كانت سياسية او اجتماعية اواقتصادية ....ولكن العراقي كقاعدة هو بسيط وطيب... شعب مغلوب على امره والسياسيون الى اليوم لم يحقق شيئا ايجابيا ينعكس خيرا على الناس وصراعاتة انعكست سلبا على المؤسسات والشارع والحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلد .وما حصل في الاسابيع الاخيرة كان صعبا جدا وافرزت انعكاسات على الواقع الامني والسياسي للعراق ... بعد الانسحاب قوات الاحتلال العراق في طور النقاهة لم نتعافى كما يلزم يحتاج من كل الاطراف اخذ هذا الشى بنظر الاعتبار ..ولا فقط نظريا يفكروا و الواقع ...شي اخر... يجب اخذ امور عديدة بنظر الاعتبار وخاصة ان استراتيجية المصالحة يجب ان تكون ثابتة لا رجعة فيها ..ايضا الاحزاب السياسية والسياسيين ان يخدم العراق وان ينكروا ذاتهم من اجل العراق ومن اجل المواطنين لكي يستعيد العراق عافيته والا سنذهب الى التقسيم.

س: هل الخلل بين القوة السياسية ام بين القائمين على تنفيذ الاستراتيجية ؟ام بين مكونات الشعب العراقي والقوى السياسية ؟

ج: الشعب العراقي عانى الكثير خلال هذه االسنين العجاف. لم يكن هناك شي اسمهه التنشئة اوالتربية الوطنية فنحن نعيش بعقلية القبيلة و العشيرة و لا يوجد انتماء.. كأننا لا نزال في البادية اذا احد اعتدى على الاخر يقوم هو أو قبيلته باخذ الثار بدون اللجوء الى القضاء... هذه العقلية يجب ان نخرج منها. ونسلم الامور بيد الدولة ومؤسسات الدولة خاصة المؤسسات القضائية. لو كل طرف يأخذ حقه بيده فهذا يؤدي الى فوضى . يجب ان تكون ستراتيجيه ثابتة ورؤيا واضحة لدولة مدنية ومؤسساتية . دولة القانون والمواطن من أجل خير المواطن.

س: هل ترسبات الفكر السابق وتراجع فكر المواطنة بين مكونات الشعب العراقي وهل هناك تحسن خلال الثمان السنوات الاخيرة فكر المبادئ الديمقراطية وتطبيقها على ارض الواقع ؟في العراق عموما وفي محافظة كركوك خصوصا ؟

يجب ان لا يكون النظام السابق شماعة كل المشاكل نعلقها عليه ..او ان كل مايحصل في اي منطقة نحمل اسرائيل ...اين هي مسؤولية حكوماتنا... ومسؤلية كل واحد منا . اذا نريد الامان والازدهار يجب اولا علىوالعراقيين ان يتصالحوا ويتكاثفوا ويكونوا يدا بيد من اجل العراق وان يتركوا التاثيرات الاقليمية والدولية والا سينتهي العراق. علينا تحمل مسؤلياتنا كاملة وان نترك الخارج وشأنه. هذه رسالة.

س : يصف محافظة كركوك بعراق مصغر .كيف تقييمون الاوضاع في كركوك خلال 2011 ؟

ج: لو قارنا الوضع في كركوك بالمحافظات الاخرى فهو افضل كثيرا . والفضل يعود الى ابناء كركوك ... و انا لست من كركوك بل قدمت من الموصل ... لكنني أقرّ بان ابناء كركوك مثقفون ومنفتحون وحريصون على العيش المشترك و على بعضهم البعض. ما يحصل من صراعات فهي عموما اثنية سياسية، او تنقل صراعات من خارج المدينة اليها من اجل بلبلة . القوى الامنية في كركوك ادؤها لاباس به لان هناك نوعا من المركزية ان كان بالنسبة الى الامن او الشرطة اوالفئات الاخرى ... اهالي كركوك حريصون على الحفاظ على فسيفساء كركوك. كيان واحد متعدد ومتنوع هذا ما نلمسه كل يوم ونأمل ان يدوم

س: شهد عام 2011تصاعد عملية الاغتيالات من الكفاءة العلمية والاطباء وخصوصا المكون التركماني هل هو تراجع في الوضع الامني في كركوك؟

ج: من المؤسف جدا لان الاستهداف يطال العقل العراقي والكركوكلي ونأسف لما يحصل لاي مكون كان. نأسف لما يحصل للمكون التركماني وهو مكون عريق في كركوك كما المكون ا لكردي والعربي والكلداني والاشوري ..ايضا نحن المسيحيين اصابنا الكثير من الغبن والضيق. اطباء وصيادلة وتجار تركوا.... واكثر من 200عائلة غادرت منذ 2003 ولحد اليوم لعدم الثقة بالوضع الامني. والناس يؤدون الحفاظ على حياتهم ومستقبل اولادهم .... انهم قلقون حول المستقبل ..ان تحسن الوضع الامني متعلق بكل الكتل وبالدرجة الاولى السياسية . عليها ان تعمل مع بعضها و ان تتصالح. ومن له حقوق يجب ان ياخذها بطريقة عقلانية وقضائية وليس عن طريقة التهديد والخطف والتفجير والقتل .

س: بالنسبة لاداء الحكومة المحلية في المحافظة خلال عام 2011خصوصا في ما يتعلق في الوضع الامني والتعايش السلمي بين مكونات في محافظة كركوككيف تقييمون هذا الاداء ...وماهو المطلوب في المرحلة المقبلة؟

ج: اولا تغيرت الادارة في المحافظة جاء من دون ان تكون انتخابات..لكن لابأس بدأت الامور تتحرك وخاصة الجانب الخدمي و المتابعة والتشغيل والاستفادة من بترودولار لخلق بعض الوظائف وتحسين الشوارع والقيام ببعض المشاريع. لكن هذا لاينفع ولايعيد الثقة للناسالا اذا رجع الامن والامان الى المدينة والى قلوب الناس وبيوتهم ...انذاك كل شى يتغير ...لنا امل كبير بالمحافظ الجديد الذي شمر عن ساعد الجد لعمل شى جميل لكركوك ..وايضا اعضاء مجلس المحافظة والمدينة ...و اتمنى من كل مسؤول ان يفكر انه مسؤول عن الكل وليس عن الفئة التي دعمته واتت به ....العربي هو مسؤول عن كل اهالي كركوك ...الكردي هو مسؤول عن كل اهالي كركوك ..وكذلك التركماني والمسيحي ...لايجب ان يفكرالمسيحي ان يعمل فقط لمصالح المسيحين و يغض النظر عن مصالح المكونات الاخرى ...ممثل مجلس المحافظة يمثل كل ابناء كركوك وليس لمكون واحد او حزب واحد او فئة واحدة ...وهذا لخلل كبير.

س: بالنسبة لمؤتمرات حوار الاديان التي تقام بين حين واخر في انحاء العالم هل تعتبرون في ضوء مايعيشه العالم حاليا وخصوصا في بعض الدول العربية، هل تعتبرون انها منابر للخطابات فقط .ام انها تؤثر بالفعل ايجابيا على المجتمعات الموجودة.

نشعر انه مجرد اعلام وخطابات انشائية. الكل يدعو الى المحبة والتسامح والعيش المشترك ولكن على ارض الواقع ليس لها صدى. واليوم من المؤسف ان يشتد التطرف ويفعل فعله و بداء يضغط على المنطقة ككل. وبهذه المناسبة احب ان اقول بان اي تطرف من اي دين كان ومن اية جهة كانت هو ذميم .انه بدعة .. المسيحي يجب ان لايكون مسيحيا اكثر من المسيح نفسه .وايضا المسلم الا يفكر انه اكثر اسلاما من الرسول محمد ...فالديانة لخدمة للناس لتمتين العلاقة بيننهم وبين الله وبين بعضهم .. القاعدة هي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس تخويف الناس وتكفيرهم ...الخ هذا اساءة الى الدين ... ما نحتاجه اليوم هو العودة الى روح الدين الى جوهر الدين. التجذر معقول وحسن. عرض الدين ينبغي ان يكون عن طريق الموعظة الحسنة وليس قسرا...والدين الاسلامي كما يقول جاء كدين وسط وبسبب هذه الوسطية انتشر بسرعة في الجزيرة العربية .اما اليوم مع الاسف ربط بالإرهاب ...وصراحة هذا تشويه والمسؤولية الحفاظ على الاعتدال تقع على علماء الدين ..يجب ان يكون خطابهم خطابا واقعيا و ايجابيا ويكون قوة تغيير ايجابية للمسلمين وليس من اجل التأجيج يجب الا يؤكد مثلا ان شيعة هم افضل من السنة او ان الاخرين هم بدعة او كفار و المسيحيون والاقليات والديانات الاخرى الى جهنم وبأس المصير ...هذا خراب. يجب ان يقتنع الكل ان الله هو الديان وهو الذي خلقنا وهو يقيّم قناعاتنا وافعالنا. ان الاختلافات هي من تصميم الله وارادته .. يجب التأكيد على الآيات القرآنية البديعة: لا اكراه في الدين وايضا لي ديني ولكم دينكم ..وبالنسبة للمسيحين انهم اقرب الناس مودة للذين امنوا ... ولا يخرجوا ايات من مدلولها الجغرافي او سياسي (مثل عندما كان الاسلام في خطر كانت هناك ايات لحماية المسلمين ) اما اليوم فالمسلمون هم انفسهم يضعون الاسلام في خطر بخطاب متشدد منغلق امام عالم متجدد... علينا كرجال دين ان نحتفظ بالقيم الدينية وا ن نعمل من اجل اشاعتها وقبول الاخر المختلف عنا واحترامه كما هو . نحن لسنا أحسن من الله ومن الانبياء.. ...وهذا يساعد جدا على التقدم والعيش المتسالم ...ادعو علماء الدين سنة وشيعة ان يكون خطابهم خطابا بناء و ين يتطرقوا الى قيم التعاون والاخلاص ...و الصدق ..عدم الاعتداء ... انا اشيد بدور علماء الدين ورجال الدين في كركوك خطابهت يتسم بالاجابية وليس كما لمسنا في اماكن اخرى .

س: هل اخذتم تراجعا معينا في الفكر الديني المتشدد في العراق خلال السنوات الماضية؟

ج : التشدد جاء من الخارج ،من هنا وهناك.عموما العراقيون معتدلون. لاننسى ان الدولة الاسلامية في الحقبة العباسية كانت في بغداد وهناك مؤسسات مثل بيت الحكمة ومدارس عديدة ومؤسسات عمل بها المسيحيون وهم كانوا الرواد مع المسلمين..اتمنى ان نحافظ على هذا الترابط الوسطي المنفتح الذي يساعد ويحترم الكل وليس الانغلاق والتشدد الاعمى الاتي من الخارج الذي هو مزيف ..الدين يجب ان نحافظ عليه نقيا وطاهرا لتعتمر به قلوب المؤمنين ويعبروا عنه في صلاتهم وافعالهم ويولد فيهم السلام والفرح وراحة الضمير.

وفي نهاية الحديث عندما سأله المحاور عن حياتهم تطرق سيادته عن طفولته ودراسته وشهادته واساتذته واعتزازه بهم والعيش جنبا مع جنب مع كافة الاطياف في صغره في الموصل. كما تمنى سيادته ان يحل السلام والامان في العراق وان يكون اهل العراق طجسرا للحوار ونموذجا للتفاهم كما وشكر القناة الفضائية لتغطيتها نشاطات الابرشية.


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,553342.msg5456870.html#msg5456870

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة