أطفال ناجون من داعش: عنف وتقليد المسلحين

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 07, 2016, 12:20:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أطفال ناجون من داعش: عنف وتقليد المسلحين     

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم_براقش نت_وكالات

لم يتوقف الطفل الأيزيدي سعيد ذو الثمانية أعوام الذي نجا من قبضة إرهابيي داعش منذ أشهر عن رفع سبابته اليمنى والمناداة "باقية"، الكلمة التي يرددها عناصر تنظيم داعش في أشرطتهم الدعائية. فهو ما زال تحت تأثير عمليات غسل الدماغ التي مارسها التنظيم ضد الأطفال الأيزيدين الذين اختطفهم أثناء هجومه على سنجار والقرى والبلدات الأيزيدية في سهل نينوى.

طفل عنيف
بقي سعيد رهينة التنظيم منذ بداية آب/أغسطس 2014 وحتى شباط/ فبراير 2016. لم يكتسب من داعش كلمة "باقية" لوحدها، بل اكتسب بحسب حديث والده لموقع (إرفع صوتك) الكثير من الحركات وأصبح طفلا عنيفا، بعد أن كان وبشهادة عائلته وأقاربه طفلا هادئا، هذا بالإضافة إلى نوبات الخوف والفزع التي تنتابه بين الوهلة والأخرى.

يقول سعيد لموقع (إرفع صوتك) إنّ عناصر التنظيم كانوا يوقظونهم في الصباح الباكر، ويباشرون بالصلاة ثم التدريبات العسكرية، ويلقنونهم دروسا عن "داعش ودولته" والمعارك التي يخوضها التنظيم "وكيف أننا سنصبح جنودا ونخوض المعارك".

ويشير إلى أن الدروس التي تلقاها هو وغيره من الأطفال تتضمن مواداً تشرح فكر داعش وأخرى عن الجهاد، والقرآن والدين الإسلامي، وكيفية استخدام الأسلحة.

ويشير سعيد إلى أن المسلحين الذين دربوهم كانوا من جنسيات مختلفة من ضمنها عرب غير عراقيين وأجانب. وبعد مدة نقلوهم من الموصل إلى معسكر للتنظيم في مدينة الرقة في سورية، وكثفوا من تدريبهم على السلاح وكيفية إعدام الأسرى ونحر الرؤوس وصناعة المتفجرات، "وكانوا يجلبون الأسرى ومسلحيهم المخالفين إلى ساحات التدريب ويقتلونهم أمام أعيننا".

معسكرات تدريب الأطفال

وبحسب مصادر أمنية عراقية مطلعة، فإن عدد الأطفال في معسكرات التنظيم في سورية والعراق يبلغ حاليا أكثر من 1650 طفلا٬ تتراوح أعمارهم ما بين الستة أعوام و17 عاما. وتنتشر معسكرات داعش لتدريب الأطفال داخل العراق، في منطقة السلامية ونمرود (جنوب شرقي الموصل)، وقرب معسكر الغزلاني وسط الموصل، وفي منطقة الحضر (جنوب الموصل)، بالإضافة إلى معسكرات تدريب الأطفال في تلعفر وبعاج (غرب الموصل).

أما في سورية فهناك الكثير من معسكرات التنظيم الخاصة بالأطفال، أبرزها معسكر أشبال الفاروق ومعسكر الخليفة للأشبال ومعسكر الشريعة للأشبال، وتنتشر هذه المعسكرات في المناطق الخاضعة للتنظيم خاصة في مدينة الرقة.

ويقول والد سعيد إن ابنه بات عنيفا جدا، ويتصرف كمسلحي التنظيم، وتنتابه حالة عصبية ويتلعثم عند الكلام، وتعمق وازداد كل هذا في الآونة الاخيرة. "وبدأ يقضي وقته بالجلوس منفردا، وأراه يبكي باستمرار. وعندما أسأله عن سبب البكاء يقول سيهاجمنا داعش وسيذبحوننا، حتى أنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة، وأخشى أن تستمر معه هذه الحالة النفسية إلى الأبد".



الناشط المدني أياد عجاج، الذي يرأس منظمة ميترا للتنمية البشرية التي أخذت على عاتقها رصد وتوثيق الإنتهاكات التي نفذها تنظيم داعش ضد الأطفال والنساء الأيزيديين والأيزيديات، يؤكد وجود فئتين من الأطفال الأيزيديين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية.

ويوضح لموقع (إرفع صوتك) أن الفئة الأولى من الأطفال هم الذين لم يستطع داعش أن يصل إليهم. لكن هؤلاء الأطفال عاصروا فترة النزوح والهروب في جو من الرعب والخوف، والبقاء في جبل سنجار المحاصر من كافة الأطراف، وهذه الظروف تسببت بإصابتهم باضطرابات ومشاكل نفسية.

والفئة الثانية تضم الأطفال الذي أصبحوا أسرى لدى التنظيم، وتعرضوا لانتهاكات عديدة كالسبي والبيع والاغتصاب والضرب والعنف ورؤية مشاهد القتل وجرائم داعش المروعة الأخرى. "وهذه الفئة معاناتها مضاعفة لمعاناة الفئة الأولى، ويعانون من حالات نفسية أكثر مأساوية من الفئة الأولى".

ويسلط عجاج الضوء على أبرز الحالات التي تنتاب هؤلاء الاطفال وهي العنف المفرط وانفصام الشخصية. "تتغير شخصيتهم تماما عما كانوا عليه قبل وقوعهم في أسر داعش، إضافة إلى معاناتهم من الخوف والهروب من الواقع، ويطبقون في ألعابهم ما شاهدوه من حالات القتل والتدريب واستخدام الأسلحة عند داعش".