سباق المحاضرات والندوات في عنكاوا الى أين!!!؟؟؟

[جورج غرزاني]

جورج غرزاني/ ناشط مدني في حقوق السريان والأقليات

ما نلاحظه في هذه الفترة الدعوات المتكررة لحضور محاضرة أو ندوة تقيمها إحدى مؤسسات أو تنظيمات أو جمعيات، شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فقد أصبحنا في حيرة من أمرنا ونلجأ في بعض الأحيان إلى القرعة لحضور وتلبية إحدى تلك الدعوات، لأنّ بعض أصحاب الدعوات لجأ إلى وضع تاريخ وتوقيت يتزامن مع تاريخ وتوقيت محاضرة ثانية تقام في اليوم ذاته والقصد من ذلك إفشال النشاط الآخر من حيث الحضور والإهتمام.
في الوهلة الأولى تتوقع بأنّ إقامة مثل تلك الندوات هي ظاهرة صحية وجيدة وتدلّ على لحاقنا بركب الحضارة العالمية والتطورات العلمية التي تحدثُ في المنطقة والعالم. ولكن في باطن الأمر يبدو غير ذلك إطلاقاً، حيث الصراع قائم على قدم وساق بين هذه الجمعيات لإثبات وجودها والإقلال من شأن أخواتها ومثيلاتها من الجمعيات والإتحادات وتعاليها عليها من خلال الإكثار من المحاضرات والندوات وخاصة المواضيع المطروحة باتت مكرّرة وبالية عفا عليها الزمن. ولا أحد يتعرض لقضية شعبنا الأهم حيث المؤامرة لا زالت مستمرة لإلغاء وجوده وشطب تاريخه وحضارته المجيدة.
وما أودّ أن أشير إليه بشكل أساسي، إننا نتعرّض الآن فعلاً لحرب إبادة جماعية جديدة من قتل وتهجير وتشريد وإقتلاع من أرض آبائنا وأجدادنا. وعدم تركيز كل إهتمامنا من خلال تلك الندوات والمحاضرات للماضي البائد الذي لا نستفيد ولا ننتفع منه شيئاً.
أتمنّى أن تلقى دعوتنا هذه لآذان صاغية ووضع الحلول لقضايا شعبنا المعاصرة المتمثلة في تهجيرة وإلغائه من الوجود كما ذكرنا.