الموصل بانتظار كبرى المعارك في الحرب ضد «داعش»

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 01, 2015, 08:24:29 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الموصل بانتظار كبرى المعارك في الحرب ضد «داعش»


جيم مايكلز*

قال السكرتير الصحفي للبنتاجون الاميرال جون كيربي عن الموصل « هذه منطقة رئيسة، ونحن نعلم أن استعادة السيطرة على الموصل أمر يجب القيام به في نهاية المطاف».
من جانبه قال مارك هرتلينج، وهو الفريق العسكري المتقاعد والذي سبق له أن قاد قوات التحالف في شمالي العراق في عامي 2007 و 2008 «الناس في الموصل ليسوا متطرفين».
ويقول المسؤولون العراقيون إن عناصر داعش الذين يسيطرون على مدينة الموصل وهي ثاني أكبر مدينة في العراق، يواجهون معارضة متزايدة من السكان الذين سيطر عليهم الغضب بسبب القوانين القاسية التي فرضت هناك.
لكن هذا الاستياء مما يعرف باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة إختصارا باسم داعش لم يصل بعد إلى مستوى ثورة شعبية، إلا أن التحول في الرأي العام في مدينة الموصل سيساعد الجيش الاميركي وقوات الامن العراقية التي تستعد لهجوم كبير لاستعادة السيطرة على المدينة. وترى القيادة المركزية الأميركية إن الغضب ضد المسلحين لم يرتفع إلى مستوى التمرد.
ويقول نجم عبد الجبوري، الرئيس السابق لبلدية تلعفر « ان الناس هناك ينتظرون أي إشارة للبدء بمقاتلة داعش، وإن الغالبية العظمى من الناس على استعداد لمساعدة قوات الامن العراقية».
وتأتي هذه التطورات في وقت تمكنت فيه القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من طرد عناصر داعش من كوباني «بلدة عين العرب» البلدة الحدودية السورية يوم الاثنين وباتت القوات الكردية تسيطر الان على نحو 90٪ من المدينة الحدودية. وبالمقابل فان تنظيم داعش لم يتخل عن كوباني رغم القصف. وعلى الارجح سيكون الهجوم على الموصل المعركة الأكثر أهمية في الحملة ضد تنظيم داعش.
ويضيف نجم الجبوري إن «تنامي العداء في اوساط السكان المحليين في مدينة الموصل دفع عناصر تنظيم داعش الى الاشتباه بهم. وقام عناصر التنظيم بإعدام عدد من السكان بعد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات الولايات المتحدة على الموصل للاشتباه بان اشخاصا من الداخل يسربون معلومات إلى الأميركيين أو الى حلفائهم العراقيين».
وسبق لكثير من الناس في الموصل أن رحب بنشطاء تنظيم داعش عندما دخلوا لأول مرة في المدينة في حزيران / يونيو وعدوهم محررين من الحكومة السابقة التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وعلى وفق ما يقول مسؤولون عراقيون واميركيون فإنه وبرغم ذلك فان بقاء السكان في المدينة لمدة ستة أشهر تحت حكم الدواعش المتشددين جعلهم ينقلبون على داعش.
وقد نشرت داعش صورا تظهر عناصرها وهو يقومون برجم جماعة من الناس حتى الموت بتهمة الزنا، ونشرت صورا لرمي رجلين أثنين من اعلى مبنى لما يقال انه بسبب كونهما من المثليين جنسيا ( يمارسان اللواط).
والموصل هي مدينة متنوعة السكان متعددة الأديان والطوائف يسكنها نحو مليون ونصف المليون شخص منهم السنة والاكراد والكلدان الكاثوليك.
ويقول جاك كين، وهو جنرال متقاعد بأربعة نجوم وكان مهندس استراتيجية زيادة القوات في العراق في عام 2007 إن « تنظيم داعش أغلق معظم المدارس باستثناء المدارس الدينية. والقمامة تتكدس في الشوارع، و توقف صرف رواتب العاملين في الحكومة، وفقا للتقارير الواردة من المدينة».
ويضيف الجنرال المتقاعد كين « لكن المتشددين سمحوا بفتح الكلية الطبية من اجل ان يقوم العاملون في قطاع الصحة بمعالجة عناصرهم الجرحى».
ومن المعلوم إنه في عامي 2006 و2007 أسهمت الانتفاضة القبلية الناجحة في محافظة الأنبار، وهي منطقة سنية في غربي العراق، في تحويل دفة الامور ضد مسلحي القاعدة.
ولكن في الموصل، يواجه السكان خصما مسلحا يمسك بتلابيب المدينة بقبضة من حديد، ما يجعل التحدي أكبر بكثير. ويعبر جيمس جيفري، السفير الأميركي السابق في العراق عن ذلك بقوله» إن داعش أكثر وحشية وأكثر قوة».
وفي عامي 2006 و 2007 كانت القبائل مدعومة من قبل أعداد كبيرة من القوات الأميركية في حربها ضد مسلحي القاعدة.
ونتيجة للضغوط التي يواجهها قادة العراق من أشخاص في الموصل ومن أماكن أخرى واقعة تحت قبضة داعش فانهم يضغطون من اجل القيام بهجوم سريع لاستعادة الموصل. ووفقا لتقديرات وزارة الدفاع الاميركية فان تنظيم داعش يسيطر على ما يقرب من ثلث البلاد.
ويقول الجنرال المتقاعد مارك هرتلينج» انهم يريديون القيام بالامر على عجل ويحققون نصرا سريعا».
وتريد وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» عدم التعجل بالامر من اجل التأكد من جاهزية القوات العراقية التي يقوم بتدريبها المستشارون العسكريون الأميركيون قبل الشروع بعملية معقدة في المدينة . ورفض الاميرال كيربي المتحدث باسم البنتاغون الثلاثاء مناقشة أي جدول زمني محدد لعملية الموصل، لكنه قال ان الجيش الأميركي يعمل على مساعدة العراقيين من اجل»فهم أفضل لطبيعة التحدي» حين القيام بعملية في الموصل.
ويضيف كيربي» لا أحد يعتريه وهم بشأن صعوبة المشاركة في شيء مشابه لمحاولة استعادة السيطرة على الموصل من داعش «.
ويقول هرتلينج إن الجيش الاميركي لديه بعض التأثير على التوقيت لأن العراقيين سوف يعتمدون على القوات الأميركية في الاستخبارات والدعم الجوي.
والمعارك في داخل المدن عمليات معقدة بشكل خاص، كونها تنطوي على تنسيق وثيق مع الضربات الجوية والاستخبارات الشاملة من أجل تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين أو القوات الصديقة.
وقد إحتاج الجيش الاميركي لشهر كامل من اجل التحرر من خطر المتمردين المتحصنين بشدة في مدينة الفلوجة في تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الاول / ديسمبر عام 2004. وفي تلك المعركة قتل أكثر من 90 اميركيا وجرح المئات منهم.
ويقول فريد كاغان، وهو محلل في معهد أميركان إنتربرايز والذي عاد مؤخرا من العراق «حتى لو تم إبعاد المسلحين من الموصل، فان ذلك لا يعني هزيمة داعش لانه قوات الدواعش ستبقى في بعض جيوب العراق وتجد لها ملاذات آمنة في أجزاء من سوريا المجاورة».
ويضيف كاغان «انها ستكون معركة صعبة بعد ذلك».

*ترجمة عبد علي سلمان


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/35947
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة