«دولة داعش« مدن تحولت إلى سجن كبير.. ومستوطنة للجوع والأمراض

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 28, 2014, 08:41:48 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

«دولة داعش« مدن تحولت إلى سجن كبير.. ومستوطنة للجوع والأمراض



بغداد – عبد علي سلمان:

يبدو إن تبجح الدولة الاسلامية ( داعش ) في انها تمكنت من بناء دولة في طريقه الى الانهيار، لأن الظروف المعيشية تتدهور في كل المناطق التي سيطرت عليها المجموعة، الامر الذي يكشف أوجه القصور عند مجموعة كرست معظم طاقاتها لخوض المعارك وفرض أحكام وقواعد صارمة.
وأضاف التقرير الذي كتبته ليزا سلاي في صحيفة واشنطن بوست الاميركية والذي كان بعنوان « الدولة تخفق في ان تكون دولة» إن السكان في المناطق التي إحتلتها داعش يقولون إن « الخدمات تنهار، والأسعار وصلت إلى عنان السماء، والأدوية شحيحة في البلدات والمدن في شتى أنحاء «الخلافة» المعلنة في العراق وسوريا»، وهذا الوضع يكذب ما تفتخر به المجموعة من انها قدمت إنموذجا للحكم الاسلامي.
وينقل تقرير الواشنطن عن السكان قولهم» ان أشرطة الفيديو الماكرة التي تصور المكاتب الحكومية النشطة في تنظيم داعش وعمليات توزيع المساعدات لا تطابق واقع الحرمان المتزايد وغياب التنظيم، والقيادة المختلة. ولم تصدر عملة داعش التي هللت لها طويلا ولا وجود لجوازات السفر التي وعدت بها المجموعة، وان المدارس بالكاد تعمل والأطباء قليلون، والامراض آخذة في الانتشار».
وفي مدينة الموصل العراقية، أصبحت المياه غير صالحة للشرب بسبب توقف إمدادات الكلور، ويقول أحد الصحفيين الذين يعيشون هناك، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية سلامته إن مرض التهاب الكبد ينتشر، والطحين أصبح نادرا. وان «الحياة في المدينة ميتة تقريبا، وأنها تشبه العيش في سجن كبير» حسب توصيفه.
وفي مدينة الرقة السورية، التي اتخذتها المجموعة عاصمة لها، لا تتوفر المياه والكهرباء سوى لثلاث أو أربع ساعات في اليوم، وأكوام القمامة تكدست وتناثرت، ويقوم فقراء المدينة بالبحث عن بقايا الطعام في الشوارع التي أزدحمت بالباعة الذين يعرضون أي شيء وقعت عليه أيديهم، على وفق ما يقول السكان.
وهناك فيديو صورته سرا مجموعة ناشطين يظهر نساء واطفالا يشحذون مطالبين بصدقة من طعام ، في حين أن الصور المنشورة على الإنترنت تصور المتشددين الاجانب في اثناء تناولهم الوجبات الفاخرة، وهذا التفاوت هو بداية تصاعد الاستياء.
والكثير من المساعدة التي يجري توزيعها في المناطق التي تسيطر عليها داعش تأتي من وكالات المساعدات الغربية، التي ما تزال تساعد سرا المناطق السورية التي سيطرت عليها المجموعة. وقال مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة تمول عيادات الرعاية الصحية وتقوم بتوفير البطانيات والأغطية البلاستيكية وغيرها من المواد لتلبية الحاجات الاكثر الحاحا للمواطنين لتجاوز فصل الشتاء.
أما عمال الحكومة الذين يساعدون في الحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية المتداعية في سوريا وكذلك في المدن العراقية، فانهم يقبضون رواتبهم من الحكومة السورية، ويسافرون كل شهر لتسلم رواتبهم من مكاتب في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
ويقول المسؤول الاميركي إن « داعش لاتعرف كيف تدير الامور فما ان ينكسر شيء فانهم لا يجدون له بديلا، وليس هناك مجموعة كبيرة من المهندسين والموظفين لادارة المدن لذا فان الوضع يسير نحو الانهيار».
ويقول التقرير إن «هناك أيضا دلائل على تراجع الروح المعنوية بين بعض المقاتلين، الذين سحقت الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة توقعاتهم بانتصارات سريعة وسهلة. وتم توزيع منشورات في الرقة هذا الشهر تدعو المقاتلين الذين كانوا تهربوا من القيام بواجباتهم الى الالتحاق بالخطوط الأمامية في حين قامت قوة من الشرطة الداعشية شكلت لهذا الغرض بالتفتيش عنهم من بيت لبيت».
وبالمقابل يرى التقريرعلى وفق ما ينقل عن سكان قدموا الى تركيا او عبروا عن الحالة في الانترنت «ان الوضع لن يؤدي الى تمرد واسع في الوقت القريب لخوف السكان من العقوبات القاسية ولعدم وجود بدائل».
لكن هذا التدهور يقوض ادعاءات داعش بكونها دولة (فعلية) وهذا ركن مهم في الأقل من هوية داعش التي اعلنت نفسها دولة لإحياء الخلافة التي كانت موجودة في القرن 7.
وفشل المجموعة في تقديم الخدمات في المناطق التي تحكمها يثير تساؤلات حول قدرتها على الاستمرار في متابعة طموحها الاكبر.
وتنقل الصحيفة عن ناشط من مدينة دير الزور السورية قوله عن داعش» إنها ليست ذلك الوحش الذي يمكنه هزيمة الكل والسيطرة على كل شيء. والفكرة التي ترى ان داعش جيد التنظيم وكيان له قدرات ادارية هي مجرد تصور، عناصر داعش ليست لديهم الخبرة».
والتناقض بين صورة داعش وحقيقتها يكون اكثر وضوحا في الرقة، أول المدن الرئيسة التي وقعت تحت سيطرة داعش منذ أكثر من سنة ، وهي مهد التجربة الادارية للتنظيم. ويقول رجل أعمال من الرقة سافر إلى الموصل مؤخرا إن المدينة العراقية في وضع أفضل بكثير من مدينته في سوريا، حيث يلاحق الناس شبح الجوع وتدمرهم الغارات الحكومية.
ويقول السوريون إن ادارة داعش تشرف عليها شبكة من أمراء وهميين ويشغل مناصب المستوى الأدنى سوريون أو أجانب غالبا ما يفتقرون إلى المهارات الإدارية أو التقنية.
ويقول عامل يعمل في منظمات الاغاثة على تماس مع داعش» لقد اصبحت داعش اكبر من ان تتمكن من السيطرة على نفسها».
ويستمر تطبيق الاحكام الصارمة في مناطق داعش حيث تغلق المحال التجارية خمس مرات في اليوم لاداء الصلاة، وأقلع المدخنون عن التدخين خوف العقوبة إذ يتم سجن المدخن ثلاثة ايام في المرة لاولى وشهرا في المرة الثانية . وعقوبة السرقة هي الاعدام علنا، وتصاعدت المعارضة والتجديف وتم تطبيق عقوبة جديدة على المثليين الجنسيين.
والتوترات آخذة في الظهور بين السكان المحليين والمقاتلين الأجانب الذين يبلغ عددهم حسب تقديرات المسؤولين الاميريكيين والمحللين نحو 15 ألفاً أو ما يقرب من نصف القوة القتالية الإجمالية. فالاجانب يقبضون بالدولار اما رواتب المجندين السوريين فتكون بالليرة السورية.
وتتم معالجة مقاتلي داعش في المستشفيات الميدانية التابعة لهم، اما بقية المواطنين فيجبرون على مراجعة المستشفيات الخاصة المتداعية. ويقول ابو محمد وهو من دير الزور « لقد ضجر الناس ويودون التخلص منهم، لكن ذلك ليس بمقدورهم».


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/32166
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة