الخارجون عن القانون الكنسي / شمعون كوسا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 08, 2014, 08:45:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الخارجون عن القانون الكنسي




شمعون كوسا

لقد قرأت بانتباه شديد الامر الصادر من بطريركية الكلدان ، وإذا تناولتُ الموضوع من نهايته اقول : انا اؤيد تماما ما ذهب اليه غبطة البطريرك لويس ساكو . لقد سمعتُ   البعض يقولون  بان الامر صدر في فترة حرجة ، وتزامن مع الايام الصعبة التي نعيشها ،  وقرأت ايضا آراء من حاول ايجاد ظروف مخفّفة لمن حادوا عن رسالتهم وهربوا . أما انا فاقول العكس : لاننا في هذه الاوضاع الشاذة والظروف الرديئة واللحظات الصعبة بالذات ، نحتاج الى رعاة مؤمنين قد امتلأوا روحا وليس الى اشخاص قد افرغوا دواخلهم من روح المسيح وانطلقوا لاشباع أهوائهم وهربوا وراء أنانيتهم ومصالحهم  الشخصية .
كيف يمكنني ان أجد عذراً لراهبٍ هجر ديره . كيف لي ان ابحث عن مبرر لشخص ، بعد العديد من سنوات الدراسة والاختلاء والتحليل والتفكير والتأمل والدخول في رياضات روحية ، وبعد ان يكون  قد قرر اعلان  نذوره الابدية في الفقر والعفة والطاعة ، كيف يمكن قبول عدم انصياعه لاوامر رؤسائه بالعودة الى الدير ؟
كيف لي أن اؤيد كاهنا يطلب اللجوء في الخارج ؟ وما الذي يدعو رجل الدين لطلب اللجوء ؟ إذا كان مضطهداً فان الشعب كله مضطهد . ألم يكن الأولى به ان يبقى بجانب أفراد رعيته لمؤازرتهم وتقوية ايمانهم ؟ انا لا اعقل ابدا ذهاب رجل الدين الى حدّ طلب اللجوء ، ألم يرتسم  لكي يخدم الرعية ؟ الا يعتبر تغيير مسيرته في الحياة  قراراً مغايراً لجوهر رسالته ؟  ألا يجدر بمن يرى نفسه مضطهدا من رجال  الدين ، ان يصمد ويصبح قدوة لافراد رعيته ، حتى اذا ادّى ذلك لتعريض حياته للخطر او حتى الموت شهيدا ؟ اليس ذلك شرفا له ؟  اليس المطران فرج رحو أفضل مثل في هذا المجال ؟
ومن جهة اخرى ، نحن نعرف كيف تتم عملية اللجوء ومراحلها ومقابلاتها ، واية قابيلة خاصة يحتاج اليها المرء في الالتواء والتلفيق وحتى الكذب . كيف يستطيع رجل دين ، بعد حصوله على اللجوء ان يعتبر نفسه مسؤولا روحياً ، وهو الذي  تهرّب من مسؤولياته ولجأ الى تحوير الحقيقة ؟  لا اريد التطرق هنا الى موضوع من عصوا أوامر اساقفتهم في العودة  وبدأوا بالصرف على اقاربهم وافراد عائلاتهم واستقدامهم تباعا ، مستغلين التسهيلات الممنوحة لهم كرجال دين .
اما عن الذين يخفّفون من هذه الظاهرة ويقولون : على الاقل هناك الاسقف الفلاني في البلد الفلاني يحتضن هؤلاء المساكين . ولماذا الاحتضان ؟ هل نحن امام اناس مشردين ، أم اطفال قاصرين ،  أم يتامى أم معوقين ؟ هل هم ملاحقون من قبل السلطات او اسرى حرب لكي يتم احتضانهم وحمايتهم ؟ هل هم بحاجة الى مورد أو سكن ولهم في رعيتهم وابرشيتهم مأوى ومعيشة ،  ولهم ايضا أديرتهم تأويهم وتحتضنهم ؟  إذا كانت الجهة الحاضنة لهؤلاء المتجاوزين صافية النية ، لماذا لم تُسدِ لهم النصح اولا أوتتصل برؤسائهم ومسؤوليهم ، بطريركا كان ، أم اسقفا ، أم رئيس دير،  لشرح اوضاعهم ومناقشتها ؟
ان إنذار البطريرك نابع من حرصه على اعادة الامور الى نصابها الحقيقية . كنيستنا بحاجة الىى رجال دين مؤمنين برسالتهم ، رجال دين مسؤولين يقفون مع شعبهم في مأساتهم ويكونون قدوة له . إن الحزم لا بدّ منه في هذه الامور حتى اذا ادّى ذلك الى قطع الفروع اليابسة لان الحاجة الى الجوهر وليس الى الجسم الفارغ الطنان الذ يضرّ اكثر مما ينفع . إذا تصرف رجل الدين كبقية الناس ، ما الفائدة اذن من تقبله للكهنوت ؟ الم تكفه سنوات دراسته الطويلة لتقدير المهمات التي ستوضع على كاهله ؟  الم يقرأ كل يوم ويسمع بانه يجب عليه ان ينكر ذاته كليا للتفرغ لخدمة افراد رعيته ، كيف يمكن له ان يكون اوّل الهاربين ؟
مع الاسف الشديد لقد اضحى العديد من رجال الدين مجرد موظفين اقتنعوا بان مهمتهم تقتصر على  تمتمة بعض الصلوات والقيام ببعض الحركات في مراسيم معينة لانهم يرون انفسهم اسيادأ لا يجب المساس بهم لان هذا يقلل من شأنهم . انا اشبّه هؤلاء بممثلين حفظوا أدوارهم واكتفوا بادائهم السحري امام الجماهير . هل يفيد كلامي هنا بشئ اذا قلت بان الكاهن او الاسقف او البطريرك وغيرهم من رجال الدين يجب ان يتركوا عروشهم ويعتبروا أنفسهم خداما وليس اسيادا .  كم من المرات قد اعيد هذا الكلام الواضح في الانجيل ، ولقد اعاده مؤخرا وبقوّةٍ البابا فرنسيس عندما قال : يجب ان تخدموا رعاياكم وانتم راكعون . انا اقول بان رجل الدين يجب ان يعتبر كل مؤمن سيدا وبالمقابل يعتبر نفسه خادما وبقناعة تامة . حينئذٍ اذا وجد المؤمن صِدق رجل الدين في تواضعه هذا ، يبدأ بالانحناء امامه ويحضنه ويقبله بحرارة ، لانه يكون قد عثر على راع صالح . هل هناك حاليا من بين رجال الدين من يقبل بهذا ؟ انهم يرددون  هذا الكلام امام المؤمنين ،  ولكنك اذا طلبت منهم التطبيق فانهم يسخرون منك .
كما لا اريد التطرق الى تجاوزاتِ اخرى لاخوتنا ،  في الداخل أو الخارج ، ولكن مجمل القول يكمن في ، ان الكثيرين قد انصرفوا الى امور الدنيا واهملوا صلب واجبهم الروحي ، والبعض منهم في الخارج لا يجد في توزيع الاسرار غير وسيلة اخرى لجمع المال ،باسعاره وشروطه الخاصة  .
الحقيقة واضحة وكل شئ جلي وتعاليم المسيح لا تتغير ، فالذي تعهد امام الله بحملها وتكريس نفسه لها ، لا يمكنه الا التصرف كما يجب وكما هو معروف من الجميع . ولكني ختاما اقول : للاسف الشديد نلاحظ بعض التصرفات تتكرر دون اي حرج او اهتمام  ، وهذا يولد لديّ ، أنا شخصيا ، قناعة بان بعضهم قد اخطأوا دعوتهم وعند بعض آخر اذهب الى حدّ التشكيك بايمانهم بالله !!!


shamoonatran

اني مع قداسة سيدنا ساكو مئة بالمئة ولكن المال اعمئ  بصيرتهم بحيث اصبحوا خداما للمال وليس لله وان الكاهن هو جندي مقاتل في ساحة المعركة وتركها يعتبر خيانة عظمئ هذا ما فعله بعض الكهنة اللذين ومع شديد الاسف يعتبرون كهنة كان همهم الوحيد اخراج اهلهم كما تفضلت والتمتع بالمال اللذي حصلوا  عليه باية طريقة
ولكن لدي ملاحظة كان الاجدر من قبل سيدنا ساكو عدم اثارة الموضوع بهذا الشكل نحن بحاجة الئ معالجة الجروح    وهذا راي شخصي فقط لان هكذا مواقع عرضة امام الجميع ومن غير عقيدتنا او ديننا مع الشكر.       

شمعون عطران

صائب خليل

ابتسمت عندما قرأت تعليق الأخ شمعون عطران، وفكرت: "وهل يعض الذي من غير عقيدتكم أو دينكم؟" لكي لا يتم عرض الموضوع "هكذا"...؟

أنا من غير عقيدتكم ودينكم أستاذ شمعون ودعني أخبرك بما فكرت ...

عندما كنت أقرأ الأستاذ ساكو عرفت لأول مرة أن الكاهن يعتبر جندياً في معركة، وأعجبت بذلك، ولم أعتبر وجود بعض النشازات مشكلة، بل أمر بشري مفهوم.. تخيلت الكهنة الذين قتلوا في أميركا الجنوبية على يد عصابات الكونترا وغيرها وهم يدافون عن الفقراء، وتخيلت الكاهن الذي واجه القتلة بشجاعة في كنيسة سيدة النجاة، وأكثر من ذلك ترحمت على الأب الكبير فرج رحو الذي كنت قد تابعت استشهاده وكتبت عنه أكثر من مرة، كان حقاً مثال لـ "الجندي في المعركة".. كان فوق كل ذلك صادقاً في مشاعره وما يقول..

أعجبت أيضاً بالنقد الصريح للأستاذ ساكو ومكاشفته الآخرين الخطأ...

باختصار، لم أفكر بأي شيء سلبي عن المسيحية أو المسيحيين من المقالة

لكني عندما قرأت تعليق الأخ شمعون، كان الأمر مختلف... أولاً هناك دعوة صريحة أو مضمورة، بإخفاء الحقائق السلبية والتحدث بها في الغرف الداخلية فقط... وهناك انعزالية شديدة وتغريب للآخرين وحذر منهم ليس لأنهم سيئين، ولكن لأنهم "من غير عقيدتنا" .. لم استطع منع نفسي من التفكير أني لم أقرأ يوماً لمسلم يقول مثل هذا خوفاً من أن يقرأه مسيحي، ولا كذلك لشيعي خوفاً من أن يقرأه سني أو العكس...

أنا من ناحيتي ككاتب "سني" لم أفكر يوماً وأنا أنتقد "جماعتي" أن أخشى أن يقرأها شيعي أو مسيحي خشية أن يأخذ أحد فكرة سيئة عن السنة أو المسلمين.. بل بالعكس، كنت أحرص أن يقرأها هؤلاء فيشعرون أن بين السنة والمسلمين (وكذلك العلمانيين، باعتباري علمانياً أكثر من كوني تابع لدين معين) من يرتقي إلى النقد الذاتي، ولا يتعصب لجماعته فيخون الإنسان في داخله

وهنا يخطر ببالي سؤال: إذا كان الأمر كذلك فمن اي الجانبين يجب الحذر في "نشر الغسيل"؟ ما يكتبه ساكو، أم ما يكته شمعون؟ إذا كان المقياس هو تأثير ما يكتب أي شخص على سمعة المجموعة، فالجواب واضح..

تحياتي للأستاذين ساكو وشمعون..