مسيحيو العراق، حبّ أقوى من القتل / مايكل عادل أمين- بودابست-

بدء بواسطة matoka, يوليو 25, 2014, 08:11:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مسيحيو العراق، حبّ أقوى من القتل





مايكل عادل أمين- بودابست
abouna.org

كم مسيحي قتل عبر التاريخ؟ وكم دم سفك من أجل أسم المسيح؟ ولم تخرج الكنيسة مرة واحدة تحث أبنائها على الرد أو الدفاع عن النفس. فهل الكنيسة ضعيفة؟

كما شخص يرغب بالخروج والرد على الإرهاب الموجه ضد أخواتنا المسيحيين في العراق، أنا أولكم أرغب في الدفاع عن أخوتي المسيحيين في العراق وسوريا وفلسطين.

أمام كل الصعوبات التي يواجهها المسيحيون في الشرق الأوسط وبالأخص في العراق الموصل، وينتظر الجميع كلامات قوية حادة من الكنيسة ردا على ما يحدث من تهجير ونهب وقتل، ولكن الكنيسة لن تتفوه بكلمة واحدة! وإلى حتى متى يخرج علينا مسؤولين الكنيسة بتصريحات أستنكار لما يحدث، ولا يملكون غير هذه التصريحات.

بكل أسف أخبرك بأن الكنيسة كانت وستظل على هذا الموقف، موقف اللاعدوانية. موقف الكلام والتصريحات، موقف التسامح والصفح. هل تعرفون لماذا؟ لإن الكنيسة مقيدة برسالتها التي استلمتها من السيد المسيح، فقال المسيح لا تقابلوا الشر بالشر، واحبوا اعدائكم. كم هي صعبة هذه الوصايا الآن؟ هذه الوصايا تقيدنا عن الدفاع عن النفس ولن نستطيع الرد على هذه الاعتداءات الارهابية المستفذة.

لقد عاش تلاميذ المسيح هذا الصراع عندما جاؤوا الجنود لإلقاء القبض على السيد المسيح وأراد أحدهما الدفاع بالسيف ، فقال له السيد المسيح رد سيفك. فلم يستطيعوا الدفاع عن النفس بسبب أوامر المسيح.

أليس هذا هو الدفاع الحقيقي عن النفس؟ بعدم إرتكاب جرائم وترك روح الإنتقام تسيطر وتقودنا لفعل ما يفعلونه هؤلاء الإرهابيين. لقد عرف السيد المسيح بكل ما يحدث وسوف يحدث لاتباعه من المسيحيين لذلك وضع قواعد واضحة صريحة أحب ولا تقتل.

أليس الحب أقوى من القتل؟

أليس الحب أصعب من الكراهية؟

أليس الحب أسمى من القتل؟

أليست الكراهية أدنى من الحب؟

أليس القاتل مجرم وقاتل أمام الله والقانون البشري ؟

أظهر مسيحيو الموصل والعراق أن محبتهم أقوى من القتل، البعض يعتقد أنه موقف ضعف، ولكن أعتقد بأنه موقف حبّ، تركوا كل شيء من دون مقاومة، لم يرفع شاب حجر ليلقيه بوجه هؤلاء الارهابيين. لماذا لأن المسيحي تربى على المحبة والتضحية ، ولم يتعلم اصول الحرب والنهب والهمجية.

ليس من الخطأ أن نناشد أصاحب السلطة بعدم الإكتفاء بالجلوس في مكاتب مكيفية الهواء، إنما التدخل لوقف هذا الإرهاب المدعم من دول لها مصالح خصيصة أنانية غير إنسانية تهدف لنزع جزور ثقافات وأديان من موطنها وزرع فساد فكري وإنحدار إخلاقي.

ليس من الخطأ أن نتسأل عن دور الدول الكبرى تجاه ما يحدث في العراق، ولماذا هذا الصمت الرهيب؟ ألا يعلمون بأن هذا الإرهاب سيجتاح دولهم عن قريب إذا لم يوقفوا هذه الهمجية المتخلفة.

ليس من الخطأ أن نُطالب بحقوقنا الإنسانية التي تنص عليها القوانين الدولية، وحرية العبادة، فهل اليوم المجتمع الدولي يدفاع فقط عن حقوق الشواذ وحقوق الحيوانات ويتغاضى عن حقوق المسيحيين؟

ليس من الخطأ أن نبحث عن مخرج لهذه الأزمة، فعلى رؤساء الكنائس أن يجتمعوا معا اليوم وليس غدا، ويتفقوا ولو مرة واحدة على شيء عملي يفيد مسيحي الشرق، وعليهم المطالبة من المجتمع الدولي أولا: تفعيل إحترام حقوق الإنسان للمسيحيين في جميع إنحاء العالم. ثانيا تحقيق الأمن والأمان الذي تنص عليه القوانين للمواطنين عامة والمسيحيين خاصة. ثالثا تجريم ومعاقبة كل شخص يرهب إنسان مسيحي بسبب إيمانه أو ممارسته الدينية.

على كل الدول التي تساند الإرهاب والحرب الدينية العنصرية أن تعي جيدا بأن القتل نهايته قتل، والخراب نهايته دمار شامل، التاريخ يعيد ذاتها، فكل دولة أو جماعة تعمدت قتل الأبرياء، وكانت نهايتها سريعة وبشعة.

إلى كل ضمير إنساني مسلم كان أو مسيحي، يا أصحاب الضمائر الصالحة أتحدوا في مواجهة هذا العدواني الهمجي الموجه ضد الإنسانية عامة والمسيحية خاصة. اتحدوا في التوعية وعمل شيء عملي تجاه هذا العدوان.

الكنيسة لا تملك غير الكلمة، كلمة المسيح المحبة والصلاة. الصلاة من أجل المظلوم ولأجل الأعداء، دستور المسيحية الحبّ، ولم ولن يتغير، ولكن البعض دستورهم المال أو السلطة أو القتل والخراب، فهذا دستورهم وهذا دستورنا، دستورنا سماوي أبدي أما دستورهم فهو أرضي شيطاني. فأفرح أيها المسيحي المضطهد لأن دستورك هو دستور حبّ أبدي، ولا تندم يوما بأن تضحي من أجل الحبّ لأن الحبّ لا نهائي ولا محدود. حبّ بالرغم من كل الظروف، حبّ تغلب على روح الانتقام. وتذكر بان الحبّ أقوى من القتل.

لم أهدف من كتابة هذا المقال بتجريح أحد إنما رصد كل ما يتم تداوله بين المسيحيين البسطاء المنهكين والمشردين في بلادهم، فأسمحوا لنا أن نُعبر عن آلامنا حتى ولو بالكلام.

يا الله، يا إله الحبّ ساعدنا أن نسامح بالرغم من كل هذا الإضطهاد والشر،

يا الله، أحمي أولادك المسيحيين الذين يحملون بفخر اسم ابنك المسيح،

يا ربّ السلام، نصلي من أجل السلام وكلنا ثقة بأنك قادر على تحقيق السلام،

يا رب، نصلي من أجل أخوتنا في العراق وسوريا وفلسطين،

امنحهم الصبر وقوة التحمل ومواجهة هذا المصير الأليم بشجاعة المحب.







Matty AL Mache