مشاكسة / دشداشـــــة صبـــــغ النيــــــل / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 21, 2014, 07:42:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة / دشداشـــــة صبـــــغ النيــــــل




مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

نزع السيسي بذلته الرئاسية فاهتز العالم اعجابا واشادة واعتزازا به وهو يرتدي بدلها ثيابا عادية لا تميزه بشيئ عن ابناء شعبه, ونزع قادة عسكريون عراقيون كبار بزاتهم العسكرية فتفجر العالم  شجبا وادانة واستنكارا لهم , وهم يستبدلونها (بدشاديش) الجبن والتخاذل والعار, وشتان مابين العار والفخار.

ففي الاولى بادر الرئيس المصري المنتخب على التحرر من بذلته   الانيقة ومعها كل البريستيجات والمظاهر الرسمية , مديرا ظهره لسيارته الرئاسية التي ربما تكون ليموزين او مرسيدس رئاسية مصفحة من تلك السيارات المصنعة خصيصا لوقاية الرؤساء من زخات الرصاص التي قد تصوبها نحوهم اصابع ارهابية او من مسار رصاصة ذكية موجهة بدقة من بندقية  قناص معارض او متطرف , مستبدلا سيارته الرئاسية تلك بدراجة هوائية عادية لا تتمتع باية تحوطات امنية او اسلحة هجومية او دفاعية ومتحولا الى مواطن مصري بسيط وهو يرتدي  ملابسا واحذية رياضية مشاركا الالاف من شباب شعبه في سباق للماراثون على الدراجات الهوائية لمسافة عشرين كم على طريق القاهرة ـــ الاسماعيلية , تشجيعا لاستخدام الدراجات الهوائية في التنقل بدلا من المركبات بغية الاسهام في توفير ما يمكن توفيره من مخصصات الدعم الحكومي للمحروقات من جهة وليؤكد من جهة اخرى وبشكل عملي بانه سيكون بين ابناء شعبه دائما يتحسس معاناتهم ويحس باحتياجاتهم ويشاركهم  امالهم وتطلعاتهم ويؤسس معهم مرتكزات بناء مصر الجديدة.

اما على الجبهة الاخرى حيث شكلت عملية سقوط مدينة الموصل واحدة من اكبر المفاجأت واعمق الكوراث والانهيارات الامنية , خصوصا وهي ثاني اكبر محافظة بعد العاصمة بايدي فصائل   تنظيم داعش الارهابي بدون اطلاق رصاصة واحدة, وهي التي تمتلك من القوى الامنية والعسكرية البشرية ومن المعدات والاسلحة والاعتدة والذخائر والاجهزة والطائرات والدروع وربما من الصواريخ مختلفة الاحجام والمديات والقادة الميدانيين(المتمرسين) من مختلف الرتب ما يمكنها من قوة المجابهة والصمود والمشاغلة والتكتيك والكر والفر واستحداث الخطط البديلة ومسك الارض ربما لشهور ان لم نقل لسنوات خصوصا وان قواتها النظامية متمركزة في مواقع ستراتيجية محصنة ومنيعة, واذا باهاليها وسكانها الذين باتوا ليلتهم تلك وهم في حماية القوات الامنية الحكومية يستيقظون صباحا ليجدوا مدينتهم وقد امست اسيرة بايدي القوى الاخرى التي فرضت سيطرتها الكاملة دون اي وجود للقوى الامنية الحكومية ,التي اختفت وكأنها قطعة من الثلج وذابت او كأنها امتطت صهوة بساط الريح مع علاء الدين واختفت في الافق البعيد دون ان تقيم وزنا لا لشرف الملابس العسكرية والرتب التي تحملها على اكتافها ولا لحرمة ولشرف المسؤولية الوطنية المناطة بها في حماية المواطنين والحفاظ على امنهم وسلامتهم وكرامة المدينة وهيبتها , واذا بهم يفرون هاربين فاتحين ابواب واحدة من اقدم المدن التاريخية في المنطقة واعرقها امام الارهابيين القادمين وكان الامر اشبه بعملية استلام وتسليم او بعملية (التبادل السلمي للسلطة).

بيد ان الادهى والامر ان اولئك (القادة العظام) الذين فروا (بمنتهى البطولة والرجولة والشهامة والفروسية ) على الرغم من ان تحت امرتهم كان مئات الالاف من المقاتلين المحترفين وتخاذلوا امام ثلة ربما لايتجاوز عديدها المئات , سارعوا الى نزع ملابسهم العسكرية وارتداء (الدشاديش الاقتحامية) استعدادا للمنازلة الكبرى, (منازلة سباقات الهروب الاولمبية بالدشاديش الشعبية ) وليسطروا  واحدة من اضخم ملاحم العصر الملحمية في سرعة التنازل عن المواقع والمهمات والمسؤوليات الوطنية والعسكرية, تلك هي ملحمة (ام الدشاديش) وليخذلوا القيادة التي اختارتهم ووضعت ثقتها فيهم وهم يضعونها امام المسؤولية بعد ان خذلوها وغدروا بها واطاحوا بثقتها المبدئية, واذا ببعضهم (وفقا لما ادعته بعض اجهزة الاعلام) يواصل مسيرته الاقتحامية ليطرق ابواب السفارات الاجنبية طالبا منحه اللجوء لاسباب سياسية , وكان الاجدر به ان يطلب اللجوء لاسباب تخاذلية وهو يتأبط وثيقته التاريخية ممثلة (بدشداشته) الشعبية ولو كان الفنان الكبير عبد الحليم حافظ رحمه الله  على قيد الحياة وشاهد هذه الملحمة ربما لاستبدل اغنيته الشهيرة يا اهلا بالمعارك باغنية (يا اهلا بالدشاديش .. يا اهلا بالدراويش).

من يدري ربما يقترح بعض هؤلاء (الابطال الميامين) على الامم المتحدة استبدال البذلة العسكرية بالدشداشة الشعبية فهي اشد تاثيرا في المنازلات الملحمية فضلا عن فاعليتها في توفير مصادر اضافية للتهوية الطبيعية لمستخدميها عند المشاركة في ماراثونات الهروب الجماعية واستحداث يوم عالمي للاحتفال بالدشاديش الشعبية , وربما يقترح البعض على حكوماتهم ان تتضمن القيافة العسكرية لكل قائد عسكري (دشداشة) لاستخدامها في المنازلات الصعبة وفي الاوقات العصيبة .

بل ربما يقترح بعض فرسان الملاحم الهروبية من هؤلاء القادة المتفردين في صياغة صفحات التاريخ الهروبي المبين استبدال النشيد الوطني باغنية (دشداشة صبغ النيل دكومي كومي بطركها ... والهزيمة ربع البطولة وأني بس اندل اندل دربها ) مع الاعتذار للفنان الكبير المرحوم يوسف عمر

اخيرا .. كان الله بعونك .. وحماك الرحمن ياعراق من جميع الدجالين والمزايدين والمتخاذلين وشذاذ الافاق.

امين يا رب العالمين.