مشاكســة أفلاطــــــون والمدينــــــة (الفاضحــــة )

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 11, 2013, 11:16:00 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســة
أفلاطــــــون
والمدينــــــة (الفاضحــــة )




مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com



برطلي . نت / بريد الموقع

ونحن نقف على بوابة الاستعدادات الشاملة والمبكرة للانتخابات البرلمانية التي من المتوقع ان تتم في نيسان القادم ' وحيث تنهمك القوى والاحزاب والتنظيمات والتشكيلات المختلفة بمراجعة برامجها الانتخابية السابقة وتحديثها وتلمس طبيعة (الانجازات) التي حققتها لتحولها الى شعارات تنافسية لاستقطاب الاصوات الجماهيرية الى صناديق الاقتراع ' فان في مقدمة الانجازات قاطبة سيشمخ انجاز ستراتيجي متفرد لم  تسبقنا اليه اية دولة عبر التاريخ بعد ان نجحنا باقتدار وبتفرد في (اقتحام) موسوعة غينيس للارقام القياسية ونحن ننفرد بتحقيق الحلم الاسطوري للفيلسوف اليوناني الشهير افلاطون الذي راوده قبل (2373) عاما.
فقد حلم افلاطون وهو يضع اسس جمهوريته الشهيرة عام (360) قبل الميلاد بتحقيق طموحه الكبير بوضع مرتكزات (المدينة الفاضلة) والتي تمنى أن يحكمها الفلاسفة .. وذلك ظناً منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شئ فيها معيارياً ، وبناءاً عليه ستكون مدينة فاضلة فعلا حيث يجد فيها المواطن والمقيم والزائر أرقى وأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري بعيداً عن التعقيد وبعيداً عن الروتين ومن غير تسويف وبعيداً عن سوء التعامل ' مدينة جديدة ومختلفة عن كل المدن التي عرفتها الانسانية عبر التاريخ  ليس في المظهر العمراني وحسب وانما ' وهو الاهم ان تكون متميزة في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص وترتكز بالطبع الى اوسع وارفع قاعدة من الامن والاستقرار والامان بعيدا عن اي شكل من اشكال العنف والارهاب ضد الانسان والقسر والظام وتغييب الاخرين او تهميشهم او ممارسة الضغوط عليهم من منطلق ان الانسان هو القيمة العليا في كل زمان ومكان ' وقد نجحنا والحمد لله في تحقيق حلم افلاطون بعد ان خذله الاخرون باقامة المدينة الفاضلة وفق ستراتيجيتنا الشاملة.
فقد سجل التاريخ بمنتهى الاعجاب ' بل وبالدهشة والاستغراب ان العراق كان وسيبقى الدولة الاولى في تاريخ البشرية الذي بنى دولة عصرية لا تحتاج لوزارات امنية والدليل ان هذا البلد الذي جسد عمليا وعلى الارض اروع صور وصيغ واشكال ونماذج الامن والسلام والاستقرار استطاع ان يستغني خلال دورة انتخابية كاملة عن جميع الوزراء الامنيين وان يصون ممتلكات وارواح جميع المواطنين ' اذ لم يشهد شهر تشرين الاول الماضي مثلا الا سقوط (2564) مواطنا (فقط) ضحايا للعنف والارهاب وفق احصائيات وزارتي الصحة والداخلية ' كان منهم (964) شهيدا و(1600) مصابا ' اي ان معدل الاصابات السنوية بسبب الارهاب في مدينتنا الفاضلة هو (30768) مواطنا ' ووفقا لذلك فان معدل الضحايا خلال الاربع سنوات في مدينتنا الفاضلة هو (123072) مواطنا فقط في وقت ربما بلغت فيه الميزانية المالية السنوية للاجهزة الامنية رقما قياسيا. 
  من جهة اخرى ' وفي ظل استتباب الامن والاستقرار في مدينتنا الفاضلة بشكل لا تماثله الاوضاع الامنية في اية دولة اخرى فقد        قرر مجلس محافظة نينوى ، وفقا لمصادر اعلامية 'مخاطبة قيادة عمليات المحافظة لمنح الصحفيين والاعلاميين هويات حمل وحيازة السلاح للدفاع عن انفسهم ( لافتقار ) مدينتنا الفاضلة  للاجهزة الامنية القادرة على حماية مواطنيها كون دستورنا وستراتيجيتنا وايدلوجيتنا في الحكم لا تعترف بالقوة ولا تحتكم لها بالاخص وان مستوى الامان والاستقرار لدينا يحاكي مستوى الاستقرار في جمهورية افلاطون حيث لم يتعرض للتهديد والعنف والارهاب والتصفية الجسدية في محافظة نينوى فقط الا مكونات معدودة لا تذكر ولا تستدعي اية اجراءات امنية ستراتيجية وهم شرائح الاطباء والمختارين واساتذة الجامعات والصحفيين ورجال الدين والسياسيين والبرلمانيين واجهزة الشرطة والاعلاميين وعمال الخدمات والصاغة واصحاب محلات بيع المشروبات الروحية والتجار وسواهم مما لا يخل ابدا ولو بشكل طفيف بالمعايير الامنية للمدينة الفاضلة.
  الى ذلك تشهد خارطة (الاستقرار الامني) في نينوى تطورا جديدا بدخول معلمي ومدرسي اللغة الانكليزية دائرة الاستهدافات الارهابية المباشرة حيث تناقلت المصادر الاعلامية بتسلم بعضهم تهديدات طالبتهم بترك وظائفهم وتحريمها بذريعة ان الانكليزية (لغة الكفار) والا فان مصيرهم سيكون القتل ' تزامن ذلك مع تصاعد عمليات الاستهدافات الفعلية ضد معلمي ومدرسي هذه المادة حيث بلغ عدد من قتل منهم تسعة ما بين معلم ومدرس منذ اطلاق التحذير. 
تزامنا مع قوة (الاستقرار الامني) في مدينتنا الفاضلة كشف مسؤولون محليون في محافظة نينوى أن الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، تواصل فرض أتاوات على أصحاب المحال التجارية، ومحطات البنزين، والشركات الأهلية، وشركات المقاولات والهواتف المحمولة وحتى على اصحاب البقالات الصغيرة ، ما يدرّ عليها عائدات تُقدّر بثمانية ملايين دولار شهرياً لتمويل انشطتها (الانسانية) ' رافق ذلك تأكيد مسؤول رفيع في المحافظة بأن جباية الاموال من قبل الجماعات الارهابية والاجرامية تجري منذ سنوات.   
الى ذلك فان بعض مسؤولينا الافاضل الذين تمكنوا من بناء القاعدة الاهم والاوسع والابرز لمدينتنا الفاضلة لا زالوا مصرين على مواصلة اكمال هذا البناء الاعجازي خلال المرحلة القادمة ' وربما سيحفزهم نجاحهم الاسطوري بالاستغناء عن الوزراء الامنيين الى الاستغناء مستقبلا عن الوزراء الخدميين عبر تجربة ستذهل كل المخططين الستراتيجيين.
عــذرا افلاطــــون ' لا فــــرق بيــــن المدينـــة الفاضلـــــة والمدينــــة الفاضحــــة الا بحــــرف واحــــد فقــــط .