حوزة الإمام السجاد العلمية في بيروت تدعو إلى لقاء تضامني مع المطرانين المخطوفين

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 13, 2013, 09:18:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حوزة الإمام السجاد العلمية في بيروت تدعو إلى لقاء تضامني مع المطرانين المخطوفين




برطلي . نت / متابعة

(نقلا عن صفحة أبرشية بيروت) يوم الجمعة 7/6/2013 دعت حوزة الإمام السجاد العلمية في بيروت بإدارة فضيلة الشيخ محمد علي الحاج العاملي إلى لقاء تضامني حضره صاحبي النيافة مار اقليميس دانيال كورية متروبوليت بيروت للسريان الارثوذكس ومار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس والأبوين الفاضلين شربل بحي وأفرام كورية ومجموعة من علماء دين مسيحيين وإسلاميين بالإضافة إلى مجموعة من السياسيين في لبنان.




مقتطفات من الكلمة التي ألقاها نيافة المطران دانيال كورية خلال اللقاء التضامني


أصحاب الفضيلة والسماحة والسيادة والنيافة، الجزيلي الاحترام،
الآباء الكهنة الأفاضل، أيها الحضور الكرام
سلامُ الله وبركاتِه عليكم وعلينا دائماً

سبعةٌ وأربعون يوماً انقضوا ومازال الغموضُ يلفُّ قضيةَ خَطفِ المطرانين الجليلين، يوحنّا إبراهيم وبولس يازجي، هذا الخَطفُ المُنكَر والمُستنكر لرَمزين هامَين من الرموز الدينية المسيحية، لا بل ومن رموزِ الاعتدالِ والحوارِ والوحدة الوطنية والعيشِ المشترك.
إن هذه الحادثة الإرهابية تتنَافى كلّياً مع أبسطِ القيم الإنسانية والأخلاقية وهي نوعٌ من محاولاتِ اصطناعِ وإشعالِ الفتنِ والصراعاتِ الطائفية البغيضة وتشويهِ صورة الإسلام الدين الحنيف الذي عَرفنَاه وتَعايشنا معهُ قروناً طويلة، وتشويه للتراث المسيحي ـ الإسلامي وقيَمهِ السامية.

أيها الأعزاء:
هناك مخطَّطاً بَشِعاً لتفريغ المنطقة من مسيحييِها، ابتدأ هذا المخطّط بالأراضي المقدّسة في فلسطين السليبة وامتدّ إلى العراق ومصر والآن في سوريا، وما خَطفُ المطرانين إلاّ نموذجاً لإرهابِ وتخويفِ المواطنين في سوريا و خاصةً المسيحيين، فالترهيب علامة واضحة للتهجير، والشرق من دونِ المسيحية يختلُّ توازنه ويفقد معنَاه ووجودَه، ولكنَّ المسيحيين في سوريا ولبنان وكلّ بلادِ الشرق يُحبّونَ ويَعشقونَ بلادَهم ويملكون التصميم على البقاء والتشبث بأرضِ آبائِهم وأجدادِهم والمحافظة على إرثِهم الحضاري والتاريخي والديني في هذا الشرق العزيز مَهدِ الدياناتِ والحضارات.

إننّا نَدين كلَّ أشكالِ العُنفِ والخطفِ والقتلِ والتهجيرِ التي تحصل في سوريا والتي تطالُ السوريين واللبنانيين معاً، وندعو الخاطفين وكافة المتنازعين إلى الكفِّ عن مثلِ هذه الأعمال الشائنة التي تتنافى مع القيمِ الدينية والإنسانية، إِذ لم يُساهِم الخطفُ والقتلُ والإرهابُ يوماً في حلِّ أزمات الأوطان، بل زادَ شرخ الإنقسام وزادَ الاحوال سوءاً في كافةِ المجالات، وأعمالٌ كهذه ضد الناس المسالمين والعُزّل، هي أعمالٌ إرهابية بامتياز وليسَت نضالاً من أجل الحرية ولا جِهاداً في سبيلِ الله والإسلام، فالإسلامُ لم يَدعُ لأعمالٍ كذلك، بل دَعى ويَدعو إلى الرحمة وإلى احترامِ كرامةِ الإنسان، وحقوقِه وقدسية حياتِه. فالمطرانين ليسَا طرفاً مع أحّدٍ في النزاعِ الحاصلِ في سوريا، وليسا رجالَ سياسةٍ، بل رجالُ دينٍ همُّهُما ورسَالتُهُما السلامَ والمحبة والمصالحَة والوِفَاق بين الناسِ عموماً وبين أبناءِ الوطنِ الواحد خصوصاً.

أحبائي:
إنَّ تداعيات الخطف عظيمة على كنائسنا المشرقيّة ولا يمكننا بعدُ أن نقِفَ مكتوفي الأيدي ونكتفي بالصلواتِ والدعاءِ والاستنكارِ على مجالٍ ضيّق، بل علينا التوجّه والتعاون مع الأخوة المسلمين، والدعوة إلى لقاء مسيحيّ – إسلاميّ عام في لبنان، وخصوصاً أن الأسقفين الجليلين تميّزا بنشاطِهما الدائم في سبيلِ الحوار المسيحي الإسلامي بل كانا من روّادِه، عَمِلاَ دائماً مع إخوتهم المسلمين من أجلِ نشرِ ثقافةِ العيشِ المشترك وقبولِ الآخر ومَدّ جسور المحبة والمصالحة والوِفاق بين أبناءِ البلدِ الواحد خصوصاً وأبناءِ الشرقِ والعالم عموماً.

فأن تقوم كنائسنا بصلوات واعتصامات ودعوات تضامنية، فذلك أمر بديهي وطبيعي، ولكن ما نستغربه وما هو ليس بالطبيعي أن لا تصدر مثلَ هذه المواقف عن المرجعيات الاسلامية وخاصةً اللبنانية منها، وترفع الصوت عالياً ضد جريمة الخطفِ هذه، إزاء الصمت الدولي والعربي والإسلامي المُستَغرَب، فهذا واجب ديني ووطني وإنساني، فالسكوت عن الجريمة يدفع ويُشجّع الخاطفين وغيرهم بمتابعة أعمالِهم الإرهابية.
كنّا نتمنى على دار الفتوى أو المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى أو حتى دار طائفة الموحدين بالدعوة لهكذا لقاء تضامني، ليرتفع الصوتُ عالياً ومدوّياً يصلُ صداهُ إلى الخاطفين وإلى العالم العربي والإسلامي وكلّ الدول الداعمة للمعارضة في سوريا، وليفهموا بأنَّنا نريدُ أن نعيشَ ونحيَا معاً بأمنٍ وسلامٍ ووفاقٍ ووحدةٍ وطنية متينة، وما لقاؤنا التضامني اليوم والذي دَعَت الحَوزة العلمية الجليلة بإدارة الشيخ العزيز محمد علي الحاج العاملي، إلاّ دعوةٌ لكافة المرجعيات الدينية والروحية في لبنان إلى عقدِ قمّة روحية إسلامية ــ مسيحية عاجلة في لبنان، تناشدُ الخاطفينَ بالكشفِ عَن هويِّتِهِم، وعَن غاياتِهم ونيّاتِهم وطلباتِهم وأسبابَ خطفِهِم ومَن يقف ورائَهم، وأن يُطلقوا سراح المطرانين والكاهنين المخطوفين، وجميع المخطوفين فوراً، وتحثُّ جميع المسؤولين عن العيش المشترك في شرقنا الحبيب أن يكونوا على مستوى مسؤولياتهم فلا يقبلوا بمثلِ هذا التصرّف المُسيء إلى مستقبل المنطقة وكرامة أبنائِها، وأن تدعو هذه القمّة كافة القوى المتنازعة في سوريا إلى الحوارِ والتفاهم وإيجاد حلٍّ سلمي للمشاكل يضمن عودة الأمن والطمأنينة والسلام إلى بلادِنا وقلوبِ مواطنينا.