منتديات برطلي

منتديات برطلي الثقافية.... => مقالات وكتابات........ => الموضوع حرر بواسطة: متي اسو في يونيو 20, 2016, 03:49:28 مسائاً

العنوان: مستقبل الغرب ، فرنسا نموذجا
أرسل بواسطة: متي اسو في يونيو 20, 2016, 03:49:28 مسائاً
(http://www.baretly.org/uploads/thumbs/14664372441.jpg) (http://www.baretly.org/)
مستقبل الغرب ، فرنسا نموذجا
أولا: سمات الغرب الحالية
1-   قلّة نسبة الشباب في المجتمعات الغربية  ، الكثير من الشباب يعيشون بدون زواج وبدون اطفال ، و بعض المتزوجين يعيشون دون انجاب أو يكتفون بطفل واحد . ( يلوم مارك شتاين في كتابه - اميركا ألون – الاسلاميون لأنهم يستعجلون في عملياتهم الجهادية للإجهازعلى الغرب ،لأن الغرب هو الذي يقتل نفسه بنفسه بتراجعه الى النصف مع كل جيل )
2-   الازمات الاقتصادية التي يعيشها العالم الرأسمالي والتي جعلت الغرب شبه عاجز حتى في حفظ امنه الداخلي .
3-   الاعداد الضخمة من المهاجرين الذين يشكلّون عبئا اقتصاديا متزايدا ، بالاضافة الى مشاكل اجتماعية وأمنية .
العدد الأكبر من المهاجرين هم مسلمون لا يندمجون في المجتمع الغربي ، ففي فرنسا مثلا يعيش أكثر من خمسة ملايين مسلم بينهم اعداد كبيرة من الجهاديين الذين يحاولون تقويض الامن في فرنسا .  وتعاني جاراتها ( المانيا وبلجيكا ) ودول اوربية عديدة من نفس المشكلة بنسب مماثلة او اقل .
4-   قوة اليسار السياسي في اوربا ذو القبضة الرخوة ضد الارهاب والذي يدعم قوانين الهجرة  . ففي فرنسا مثلا يحكم رئيس الحزب الاشتراكي " هولاند " . وتشهد فرنسا في عهده أسوأ ايامها ، فالرجل عاجز عن مواجهة الارهاب ، وان اليسار الذي ينتمي اليه الرئيس الفرنسي يتظاهر ضدّه في مثل هذه الظروف الصعبة .
5-   محاولة الحكومات الغربية تقييد أيادي رجال الأمن والمخابرات والشرطة بذريعة القانون والحرية وحقوق الانسان حتى مع الارهاب !!! ... ففي فرنسا مثلا شاهدنا قبل يومين كيف ان شرطيّا رفض مصافحة الرئيس الفرنسي و رئيس وزراءه ... من هذه الحادثة نستطيع ان نخمّن المحنة التي يواجهها رجال الشرطة ازاء الارهاب وازاء المظاهرات الغوغائية التي تكسر وتحرق المحلات والاسواق والسيارات  ، وهم شبه عاجزون لأن حكومتهم والقوانين قد غلّت اياديهم ويخافون من اتهامهم بـ " العنصرية " .
ان الحركات الاسلامية في الغرب تتمتع بتنظيم قوي جدا ، لها مصادر تمويل هائلة ومستمرّة من الدول النفطية الخليجية ، لها مراكز دينية ومراكز دراسات وجمعيات خيرية ولوبي اسلامي مُتخم برجال القانون والمحامين الذين يعرفون جيدا كيف يستغلّون القانون ومبادئ الحرية وسيطرة اللبراليين ( المتساهلين معهم ) على القضاء في الغرب للحفاظ على ديمومة وصول المجاهدين الى " الارض الموعودة "  . غالبا ما يديرهذه المؤسسات  رجال اعمال مسلمون وعرب يتمتعون بعلاقات واسعة مع شخصيّات رفيعة  في مفاصل مهمة في الدول الغربية او في وسائل الاعلام او في الجامعات ، يساعدهم في ذلك شيوخ الجوامع والدعاة في حشد المسلمين ... والاكثر من كل هذا فإنهم يعيشون في حالة " من الانسجام " مع اليسار الاوربي ذات التأثير القوي على الساحة السياسية في الغرب . ( من الطريف ان نلاحظ  إن الاسلاميين  يحاولون الاجهاز على اية حركة يسارية او علمانية في بلدانهم الاصلية !!! ) ....
6 - لقد إبتكر الاسلاميون مصطلح " الاسلاموفوبيا " لإخراس اي صوت يهمّ بفضحهم ، ولقد أيدهم اليساريون في مسعاهم الشرير هذا . فمثلا إن جيران الارهابي في سان برناردينو ( في ولاية كاليفورنيا الامريكية ) مثلا كانوا قد رصدوا التحركات المشبوهة للارهابي ، لكنهم خافوا ان يُتهموا بالعنصرية والاسلاموفوبيا إن بلّغوا عنه !!! .. هذه واحدة من اهم المشاكل التي يعاني منها الامن القومي في الغرب .
وفي فرنسا مثلا إستطاع الاسلاميون وبدعم من اليسار التأثير على الحكومة ومنع كتاب " ذي فورس اف ريزن " للكاتبة الايطالية الراحلة " اوريانا فلاشي " من الدخول الى فرنسا ! .... يا لحرية التعبير التي يتشدّق بها الذين تم اختراقهم وشرائهم ... هذا مثال آخر على قوة التحالف بين اليسار واليمين الاسلامي .
ان اليسار الغربي ، ومن أجل أغراض انتخابية ، مستعد ان يفرّط بأمنه القومي ، وأن يتحالف مع الشيطان لكبح وتشويه سمعة من يسمّيه بـ " اليمين المتطرف " الذي يقف اليوم وحيدا في مواجهة المخاطر الارهابية التي تعصف بالغرب . ففي الانتخابات الفرنسية الاخيرة مثلا ، قالت الصحف اليسارية للشعب الفرنسي قبل اجراء الانتخابات : " ان داعش اهون من اليمين الفرنسي المتطرف "  رغم العمليات الارهابية التي تعرضت لها حديثا !!! .
7 - لم يحافظ الغرب على مبادئ علمانيته بفصل الدين عن السياسة فقط ، لكن بعض دعاة العلمانية تطرّف ففصل الكنيسة عن الناس ، بل انهم حاربوا الكنيسة رغم عزلها ، ارغموها على ان تقوم بما يتنافى وعقيدتها ... وبأسم الحرية يحرمون الكنيسة من حرية تعبدها . خلق ذلك ضعفا ونوع من الخواء الروحي في المجتمع الغربي .
من كل هذا نتبيّن حالة " الاسترخاء " التي يعيشها السياسي الغربي ، غير مبال ، ولا يأخذ الامور بجدية الى ان تتفاقم المشاكل وتعرّض امن الدولة الى خطر ، بل ان بعضهم مشغول بنفسه اكثر من انشغاله ببلده ، يرتكب فضائح مالية او جنسية لا تليق بمركزه ، ففي فرنسا مثلا ، وجدنا فضيحة الرئيس الفرنسي الحالي مع عشيقة رغم كونه متزوجا .... وها هو الان في المجال السياسي ، يصرّح كثيرا ويفعل قليلا  .
ان مشاكل فرنسا ، حالها حال الكثير من البلدان الاوربية ، ليست وليدة اليوم  . لقد نشأت منذ السبعينات بعد ان رضخت لـ " دولار البترول " العربي  ، منذ ان أنشأت علاقات خاصة مع جلّادي شعوبهم في الشرق العربي مثل حكام السعودية والعراق وليبيا ، منذ ان وقف الاسطول الفرنسي يتفرّج على الجيش السوري وهو يغزو لبنان إرضاءً للسعودية . ( في ذلك الوقت ، لم يكن النظام في سوريا بعثيا علويا في عيون السعودية ، بل كان مرتزقا ينفّذ مهمة . الان ، وبعد ان تغيّرت الظروف اصبح النظام السوري بعثيا وعلويا يجب إزالته !!! ) ... هكذا تكلّمت السعودية ...
ثانيا : المستقبل السياسي والامني في الغرب
1-   تخلّي المجتمعات الغربية عن اليسار تدريجيا وصعود اليمين والحركات القومية والوطنية ... إن تحقّق ذلك فإن الغرب سيستعيد عافيته بـ " أقل الخسائر " .
2-   حدوث مناوشات عنصرية بين تنظيمات سرية غربية وتنظيمات جهادية اسلامية ( سيدفع الكثير من الابرياء الثمن كالعادة ) .
3-   قيام الحركات الجهادية بعمليات ارهابية ضخمة لا يتكهن إلا الله وحده بنتائجها ، وقد تكون الحروب هي النتيجة الحتمية لها .