الرقيم البطريركي الخاص بتأبين المثلث الرحمة المطران مار سويريوس اسحق ساكا

بدء بواسطة matoka, ديسمبر 22, 2011, 08:11:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الرقيم البطريركي الخاص بتأبين المثلث الرحمة المطران مار سويريوس اسحق ساكا








فيما يلي نص الرقيم البطريركي الذي أرسله قداسة سيدنا البطريرك المعظم موران مور إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى، مؤبناً به المثلث الرحمة المطران مار سويريوس اسحق ساكا:

بنعمة الله

أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء مطارنة أبرشياتنا السريانية الأرثوذكسية في العراق، وأبنائنا الأعزاء الكهنة والرهبان والشمامسة وسائر أعزائنا الروحيين في العراق الجزيلي الاحترام

بعد إهداء البركة الرسولية والأدعية الخيرية نقول:

بأسف شديد نُعي إلينا المثلث الرحمة أخينا المطران مار سويريوس اسحق ساكا النائب البطريركي للدراسات السريانية العليا، الذي رقد بالرب بشيخوخة صالحة بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، لا بل بعد أن جاهدَ الجهاد الحسن، وأكمل السعي، وحفظ الإيمان، وقد أعدَّ له إكليل الظفر، الإكليل الذي أعطي للرسل الأطهار، وللشهداء الأبرار، ولأحبار الكنيسة العظام، وللرعاة الصالحين.

إننا أمام هذا المصاب الجلل، نقف بخشوعٍ وتسليم تام للمشيئة الإلهية، وبعين الإيمان المتين نودّع أخاً عزيزاً، وصديقاً صدوقاً، وحبراً جليلاً من أحبار كنيستنا السريانية الأرثوذكسية، وأمام هذا الموقف الرهيب المهيب لابدَّ لي أن أذكر بعضاً من صفات رجل الله المطران اسحق ساكا، فقد عرفته منذ أن كنت يافعاً، ودرسنا معاً، وكبرنا معاً، وتعهدنا معاً أن نخدم مذابح الرب بكل ما أنعم به الرب علينا من مواهب وعطايا. وبدافع خدمة الرب وكنيسته كانت مشيئة الله تعالى أن نتفرّق كل واحد إلى مكان، ولكن في الوقت نفسه كنّا نسند بعضنا بعضاً، ونشجّع بعضنا بعضاً، وتمتيناً لهذه الروح الأخوية أصدرنا كتابنا المشترك: «الأسرار السبعة»، ليكون في متناول أيدي أبناء الكنيسة، يوم كنا مطراناً على أبرشية بغداد والبصرة وكان هو راهباً كاهناً، وهنا لابدّ أن نذكر خدماته الجليلة لأبناء كنيستنا في الجزيرة السورية والعراق ودول الخليج العربي، ولا سيما العصر الذهبي لكهنوته الذي قضاه كرئيس لدير مار متى الناسك.

وعندما جلسنا على الكرسي البطرسي البطريركي بالنعمة لا بالاستحقاق، استقدمنا نيافته إلى مقرنا البطريركي في دمشق، وعيَّناه نائباً بطريركياً عاماً، ورسمناه مطراناً، فشمَّر عن ساعد العمل، وخدم القلاية البطريركية بدمشق والنيابة البطريركية أيضاً، بكلّ جدٍ وإخلاص، وخولناه إدارة المجلة البطريركية، وقد مثلنا في الكثير من المحافل الدولية والمؤتمرات المسكونية الكنسية، وكلفناه بزيارة رعايانا السريانية في دول المهجر، فقام بكل تلك المهام خير قيام، وأبدى في هذا المضمار غيرة وقادة وطاعة كاملة.

ورغبة منه ـ رحمه الله ـ بأن يتفرّغ للعلم والتعليم والتأليف والترجمات، عيّناه نائباً بطريركياً للدراسات السريانية العليا، فانكبَّ على مطالعة الكتب والمخطوطات، فدبَّج يراعه البديع الكثير من الكتب المختصّة بالدراسات السريانية والتاريخ الكنسي والعلوم اللاهوتية والليتورجية، فضلاً عن القصائد الدينية والكنسيّة التي نظمها باللغتين السريانية والعربية.

أحبائي، مهما ذكرت في هذا المقام، يعجز اللسان عن ذكر جميع الصفات الحميدة والخصال الجميلة التي يتمتع بها راحلنا الكريم، فقد كان كريماً وعطوفاً وحنوناً وخاصةً على إخوة يسوع الفقراء، وقد قدّم في السنوات الأخيرة الكثير من الخدمات المعنوية والمادية لأبناء شعبنا، وخاصةً العراقيين الذين تشتتوا إلى هنا وهناك نتيجة للأحداث الدامية التي تعرّض لها عراقنا الحبيب.

فلا يسعنا أيها الأحباء، إلا أن نسأل الرب الإله، أن يقبل روحه الطاهرة في عرس ملائكي مهيب، ويضمّها إلى أرواح الأبرار والقديسين في صفوف أبناء الكنيسة المنتصرة في السماء، عداد مزاياه الفاضلة، ومكافأة له على تجارته الرابحة.

وتقديراً منا لهذه الشخصية الفريدة ولخدماتها الجليلة، فقد كلفنا نيافة الحبر الجليل أخينا مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها الجزيل الاحترام، بتمثيلنا شخصياً في مراسيم الجنازة والدفن، بشكل يليق بشخصية المثلث الرحمة المطران اسحق ساكا.

وختاماً، نعزّي أنفسنا برحيله، ونتقدم من أصحاب النيافة أعضاء مجمعنا الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي المقدس في جميع أنحاء العالم، ومن عائلة الراحل الكريم، ومن آل ساكا المباركين، بأحرِّ التعازي، وندعو لهم جميعاً بكمال الصحة والعافية.

رحمه الله، وليكن ذكره مؤبداً، هذا ما اقتضى والنعمة معكم ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ




إغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع

Matty AL Mache