هل ستكون حملة ازالة كتابات ورموز داعش في سهل نينوى حجر الاساس لبدء إعمار المنطقة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 03, 2017, 10:36:25 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  هل ستكون حملة ازالة كتابات ورموز داعش في سهل نينوى حجر الاساس لبدء إعمار المنطقة وعودة ابنائها اليها؟     




برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شَمَنّي

المتجول في أزقة وشوارع البلدات المسيحية المحررة في سهل نينوى، يلفت نظره الى جانب حجم الدمار الذي أصاب هذه البلدات، كتابات وشعارات من الكثرة لم تترك مساحة على جدران المدارس والمؤسسات الحكومية والدور إلا وسُطرت بهذه الشعارات، وكلها تدعو الى الثأر والقصاص والتهديد والوعيد والسبي وإهانة الرموز الدينية وانهائها، بحيث يُفهم من كل هذه الشعارات أنه لولا هروب سكان هذه البلدات قبل وصول عناصر تنظيم ما يسمى بـ(داعش) اليها لكان مصيرهم القتل جميعا.

كان تنظيم ما يسمى بدولة الخلافة قد وسّع نفوذه بعد سيطرته على مدينة الموصل التي اعلن منها دولته الى القرى والبلدات التي تقع على محيطها في المنطقة التي تُعرف بسهل نينوى والتي يشكل المسيحيون فيها أغلبية ، مما أضطر أكثر من 100 ألف من المسيحيين الى الهروب من بلداتهم باتجاه أقليم كوردستان المجاور الذي عند حدوده توقف امتداد التنظيم.

"ثابت ميخائيل" فنان من سكان بغديدا / قره قوش أكبر البلدات المسيحية في هذا السهل. كانت هذه الكتابات تلفت نظره أيضا في كل مرة كان يزور فيها بلدته بعد التحرير، مما كانت تثير في نفسه الحزن لمدى الكره والعدائية التي كان يحملها أفراد هذا التنظيم تجاه سكان المنطقة مما يهدد السلم المجتمعي فيها بالاضافة الى ما تشكله هذه الكتابات من تشويه لجمالية المساحات التي تشغلها.

كانت بلدات سهل نينوى قد تم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش في معارك خاضتها قوات مشتركة من الجيش العراقي وقوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والبيشمركة مع بداية انطلاق عمليات تحرير الموصل في منتصف تشرين الاول الماضي.

"ثابت ميخائيل" الفنان وعضو الهيئة التعليمية في تربية الحمدانية قال: راودتني فكرة إزالة هذه الكتابات والعبارات العنصرية والتكفيرية والتعويض عنها بلوحات فنية جميلة تعبر عن الفرح والامل بالمستقبل وتدعو الى السلام والعيش المشترك. واضاف طرحت المشروع على زملائي من الفنانين والرياضيين أعضاء الهيئة التعليمية في تربية الحمدانية فراقت لهم الفكرة كما لاقت التشجيع من مدير تربية الحمدانية الاستاذ "باسم حبيب" وبتمويل من منظمة (sos) الفرنسية التي تحملت تكاليف الحملة المادية بدأنا بالعمل قبل أكثر من شهرين وكانت البداية في بغديدا / قره قوش وقد قاربنا على نهايتها.

وأكد "ميخائيل" أن الغيرة والرغبة بالعودة الى مناطقنا كانت الدافع الوحيد لعشرات المتطوعين للمشاركة في الحملة ولاقت الفكرة أيضا ترحيبا من قبل الاهالي والمسؤولين في المنطقة وعلى أمل ان تشمل الحملة برطلة وكرمليس ايضا وتعتمد هذه يقول الفنان ثابت ميخائيل على مدى تجاوب ابناء البلدتين ومشاركة المتطوعين منهم فيها. ولفت ايضا الى ان الفكرة تبنتها مجاميع اخرى في الموصل وبعشيقة.

وعن المغزى من إزالة هذه الكتابات والشعارات بالالوان ذكر "ثابت ميخائيل" أن الالوان يمكن أن تغير من مزاج الانسان وتحوله الى إطار نفسي بعيدا عن الفوضى والدمار .. ومضى الى القول عند زيارتك الى بيتك أو منطقتك أو الحي الذي تسكنه وترى هذه الكتابات الطائفية التي تتحدى وجودك المسيحي والقومي عبر محاولة تدمير نفسية الانسان وتهديده في مناطقه، لذا فمحاولة إزالة هذه الكتابات ما هو الا تحدي وإثبات العكس وإعطاء وفتح باب الامل لاهلنا بعودة الحياة رغم الدمار وهي رسالة باننا باقون ولن نترك ديارنا فالحياة لن تتوقف رغم كل ما حصل ويحصل للشعب العراقي عامة والاقليات بصورة خاصة.

وختم "ميخائيل" بالقول اتمنى ان تكون هذه الحملة حجر الاساس لبداية إعمار سهل نينوى.

وفي نفس السياق تحدث "جوني شعانا" مدير بلدية الحمدانية قائلا من الطبيعي وبعد إنتهاء أي حرب أن تبدأ عمليات إعادة الاعمار بعد أن يتم توثيق كل شيء بوسائل التوثيق المتاحه. وأضاف ليس من المعقول ان نترك الجدران تزخر بكلمات تستفزنا وتسيء إلينا او نترك الشوارع مملوءة بمخلفات العمليات العسكرية . علينا العمل بجد لتهيئة مقومات عودتنا لان هناك الكثير من المتربصين من حولنا يتمنون عدم عودتنا لا بل قد يكونوا يخططون لذلك وعلى الجميع ان يعو هذا.

"أمير" مواطن مهجر من بغديدا يسكن عنكاوا ويعمل في صالون للحلاقة. أعرب عن تأييده للفكرة وقال إزالة المناظر المحزنة باخرى جميلة هي خطوة جيدة فالالوان تبعث في النفس الاطمئنان على حد وصفه.

"عصام الياس" مهندس ومهجر من سهل نينوى ذكر إن "داعش" قد ترك آثارا سيئة في نفسية الانسان وتحتاج الى سنوات لمعالجتها ولكن ضروري جدا إزالة كل ما يذكرك بالمأساة مثل هذه الكتابات وتليها ازالة آثار الدمار والتخريب في المدينة. أما معارضة العملية من قبل البعض بحجة التوثيق يقول المهندس "عصام الياس" أن الرأي العام المحلي والعالمي أصبح على علم بكل ما حصل.

الباحث الاجتماعي "صفاء كجيلة" يرى ان جميع الكتابات هي ذات مضمون ديني وتعكس الفكر الذي جاء به داعش الذي ينحصر بتكفير كل من يخالف فكره ويستوجب القتل، ويضيف "كجيلة" إزالة الكتابات لا يعني القضاء على الفكر مما يجعل المسيحيين سكان هذه البلدات في حالة خوف دائم سيما وان حاملي هذا الفكر هم على مقربة منهم لان التحرير شمل المناطق ولم يشمل الفكر بحسب قوله. ينصح "صفاء كجيلة" ان يرافق عملية ازالة هذه الكتابات اقامة محاضرات ترفع من الحالة النفسية والمعنوية للمهجرين استعدادا للعودة وتوعيتهم بتغيير افكارهم نحو الايجابية وزرع المحبة في اذهان الناس لاعادة بناء الثقة ثانية بين سكان المنطقة مع توفير ظروف حياتية أفضل من السابق.   

































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "