قالوا....

[متي اسو]

قالوا....
قالوا  ان المفهوم العشائري انتماء وثوابت ، ومن ينكر ذلك لا أصل له .
قالوا ان المشاكل التي تعصف بالبلد لا يمكن حلها إلا من خلال العشائر .
ثم قالوا ان بعض شيوخ العشائر تم شرائها .
قالوا ان شيوخ آخرين يغيرون مواقفهم  من حين الى أخر .
ثم قالوا : تسقط المناطقية !!!
آخرون قالوا : كيف يكون الانتماء الى الوطن وابناء العشائر عميان خلف شيوخها .        و ( انصر اخاك ظالما ام مظلوما ) .
قالوا لا أحلى من التدين .
قالوا إن الفرائض ومنها الصلوات تهذب الاخلاق وتحفظ المجتمع من الضياع .
قالوا الدين يبعث الرحمة وهو صمام الامان .
بعد ان التحى شبابنا وتحجبت فتياتنا ، وعجّت دور العبادة بالمؤمنين يصلون الصلوات الخمس ، انظر ماذا حدث ! .
قالوا الاسلام دين ودولة .
قالوا ان الشيخ افتى وكذلك فعل السيد .
قالوا ان الفتاوى تنير طريق المؤمنين .
ثم عادوا وقالوا ان الفتاوى كانت السبب في مجازر جماعية ، قالوا انها سببت فتنة طائفية ، قالوا انها كانت شر البلية . قالوا ان جماهير المؤمنين يندفعون خلفها دون اية رويّة .
قالت السنة : الحق بجانبنا .
قالت الشيعة : الحق بجانبنا .
قالت العرب : الحق بجانبنا .
قالت الاكراد : الحق بجانبنا .
كم سعيد هو العراق بهذا الفسيفساء من " الحق " !.. . هذا " الحق " الذي دمرنا !
قالوا ان العراق غزاه الفرس مرات عديد .
قالوا ان العراق غزاه اسكندر المقدوني .
قالوا ان العراق غزاه بدو الصحراء العربية .
قالوا غزاه المغول .
قالوا غزاه الاتراك لمرات عديدة وطويلة .
قالوا ان العراق غزاه الانكليز .
قالوا ان العراق غزاه الامريكان .
كل هذا الكم الهائل من الغزوات لم يستطع ان يوحد العراقيين !!؟؟
أليس من حقنا ان نتسائل : ان الغزو الحقيقي تقوم به اقوام من داخلنا ؟  ..  عندما فاز الاسلاميون في مصر قالوا انها " غزوة الصناديق " . هذا هو مفهوم الديمقراطية  وهذا هو مفهوم الغزو من الداخل !!!
أخيرا قالوا ان العراق غزته داعش ... لعل الغزوة الاخيرة توحدنا .
قالوا ان سبب خراب العراق هي ثورة تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم .
قالوا لا ، بل ان السبب هم المتآمرون الذين جاءوا بعده .
قالوا ان السبب كان بفعل مخابرات غربية .
وآخرين قالوا إن الفتنة السياسية جاءت من مخابرات سورية  ومصرية .
بعضهم قال ان الزعيم كان صناعة انكليزية .
وآخرين قالوا ان صدام كان صناعة امريكية .
كل هذا الحس الوطني ..... ولا ذرة واحدة من الوطنية ؟

[د.عبد الاحد متي دنحا]

شكرا عزيزي استاذ متي على الموضوع القيم, واعتقد ان تخلفنا نابع من تدخل الدين في الشؤون الدنيوية
مع تحياتي