الفقر والثراء الفاحش يتجاوران فى «حى السريان»

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 22, 2016, 12:58:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الفقر والثراء الفاحش يتجاوران فى «حى السريان»   

      
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا دوت كوم/صحيفة الحوار
حى السريان أغلب من يقطنه المسيحيون السريان، يوجد فيه كنيستان، واحدة للسريان الكاثوليك، وأخرى للسريان الأرثوذكس. شهد الحى بعض أعمال العنف فى سنوات الاقتتال الطائفى رغم أنه من أكثر الأحياء انعزالًا.

صدر حديثًا عن دار الفارابى للنشر والتوزيع، رواية بعنوان "حى السريان"، للكاتب الروائى على السقا.

يعتبر الكاتب حى السريان نموذج متخيّل لواحد من أحياء بيروت الذى كان له نصيب من العراقة والحياة عندما كانت بيروت مزدهرة، لكن الحرب الأهلية اللبنانية وما تلاها من "إعادة إعمار"، انتزعا حى السريان من كونه امتدادًا اقتصاديًا واجتماعيًا لبيروت القديمة.

المؤلف يحكى: تحول حى السريان إلى مجرد مجاور جغرافى لوسط بيروت، تجاور يزخر بتناقض فاضح بين نمطين من الحياة، التصاق الشبر بالشبر بين حى السريان ووسط بيروت يختزن ما يكفى من السوريالية، حى السريان لوحة لتجاور الفقر والثراء الفاحش، لتجاور البيوت الرثة والأبراج التى باتت تكتسح وجه بيروت محيلة إياها مدينة بلا هوية، أو فى أكثر الأحوال عاصمة بهوية طارئة.

"حى السريان" حكايا الانكسارات الفردية والجماعية، المكانية منها والعابرة للأمكنة، رضية إحدى الشخصيات الرئيسية التى تحتل نصف الرواية، يتكشف أمامنا فى لغتها جزء من ماضى حى السريان، وتحديدًا أحد زواربيه المسمى حوش عيسى، حياة رضية مليئة بالخسائر والعجز الذى يبدو مقيمًا، خسائر عميقة ومتتالية لا تفعل رضية سوى أن تجترها فيما هى تعمد إلى إجراء مكاشفة متأخرة مع النفس، فى الوقت الذى تنتظر فيه موتها الذى تترقبه منذ أن تفتح وعيها على هذه الدنيا.

يقول فى روايته: المرايا هى أنا، قرينتى التى ترافقنى فى نهاراتى وليالى، تلك التى أمر بها مرات ومرات، فى غرفة على وسميرة، وفى غرفة الجلوس، وفى الحمام، فى الخزانة التى فى غرفة نومى، التى أفتح درفتيها وأرانى فى أمدية مرآتيها عن يمينى وشمالى.

من أجواء الرواية: التجاعيد تتعرج وتسير فى وجهى وتتبعثر مثل زحمة من الممرات، هذه ممرات العمر، أقول فى نفسى، وتنكمش حنجرتى وأبتلع رضابى بصعوبة وأشعر بها تغص بكل بكاء الدنيا، أنا بكاءة، بكاءة ودمعى حاضر وسخى، لست أبكى للبكاء فحسب، وأظن أنى عندما أفعل ذلك فإنى أجود ببكائى على نفسى، الناس يبكون أنفسهم، اللحظة فى تفاصيلها قد لا تكون تستأهل البكاء لكنى أستدعيه، فالبكاء وحده قد يمنح تلك التفاصيل التى تشتعل بها اللحظة، معنى وتشيع الشعور الذى أريد فى من حولى. لكن بكائى، فى غالب الأحيان، يستحيل غمًا خالصًا وينشر الضيق فى نفس من يكون قبالتى.
المصدر - مبتدأ