الصراع السني – السني في اتهامات وزير الدفاع العراقي

بدء بواسطة متي اسو, أغسطس 18, 2016, 07:13:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


الصراع السني – السني  في اتهامات وزير الدفاع العراقي
ان توقيت الاتهامات التي اطلقها وزير الدفاع تثير الكثير من الأسئلة ... لماذا في هذا ‏الوقت بالذات والحكومة على ابواب تحرير الموصل من الدواعش وحواضنهم ؟ .‏
كان وزير الدفاع العراقي قد لمح انه يمتلك ادلة حول خفايا سقوط الموصل .‏
إن هذه الفضيحة سابقة مهمة في الجانب السني  لتفتيت التكتلات الطائفية التي تسود المشهد ‏العراقي منذ سقوط النظام الدكتاتوري العشائري . ‏
كانت الاحزاب الاسلامية الشيعية قد حاولت من جهتها ايضا ان تثير فضائح الفساد ضد ‏بعضها البعض وبذلك فهي ساهمت وسبقت السنة في محاولة تفتيت التكتلات الطائفية ‏السائدة في الوسط السياسي العراقي ..‏
ان القوى الشريرة لدى الجانبين ، السني والشيعي ، مدعومة من قبل دول الجوار ماديا ‏وعسكريا ، كانت وراء تلك التكتّلات لتحقيق مصالح سياسية فئوية على حساب باقي ‏العراقيين الذين طالتهم التفجيرات والقتل والتهجير .‏
لا يسعنا إلا ان نرحب بهذه المحاولات  لتفتيت لـ " التكتلات الطائفية " مهما كانت دوافعها ‏‏!!‏
نعم ، اقول " مهما كانت دوافعها " كي لا نخدع انفسنا ونظن إن هذه المحاولات هي " ‏صحوة وطنية " ... بل للأسف الشديد هي صراع من اجل التنافس على مكاسب داخل ‏البيت الطائفي الواحد ...‏
مع ذلك لا يسعنا إلا ان نرحب بها ..... ان نرى الطائفيين منقسمين على انفسهم خير من ‏ان نراهم متحدين ... وبالتالي هي خطوة اولى  ومرحلة ضرورية للإفلات من القبضة ‏الطائفية ، ومن الصعب إختزال هذه المرحلة  أو حرقها .‏
ان تأثير البعث الصدامي على الزعامة السنية في العراق وتوريطها مع المنظمات الارهابية ‏التي صنعها أوتلك التي استوردها  ادى الى الوضع المأساوي الذي يعيشه السنة الان  ... ‏كما ادى الى حرمان  رئيس الوزراء حيدر العبادي والوسطاء الأمريكيين من العثور على ‏نظائر جديرين بالثقة يدافعون عن المصالح السنية فعلا ومستعدون للأشتراك في العملية ‏السياسية  دون ان يكون لهم " قدم في الارهاب وقدم في السلطة " ... ‏
ان ما يجري الآن في الجانب السني هو محاولة كل طرف من الاطراف السنية الحصول ‏على مناصب في ادارة نينوى بعد تحريرها... لكن للأسف الشديد كلّهم بعثيون او بقايا من ‏بقاياه ، او من المتحالفين معه كالحزب الاسلامي الذي ينتمي اليه رئيس البرلمان العراقي ‏‏..‏
من الصعب جدا الوثوق بالتركة التي خلّفها لنا البعث .....خير دليل هو الشعبية الكبيرة ‏التي يمتلكها هذا الحزب في الموصل ، إضافة الى امتلاكه  قادة في المجال العسكري ‏والمخابراتي والأمني ... مع ذلك ، ونتيجة للمغامرات السياسية التي إشتهروا بها ، كانوا ‏كارثة على الاقليلت وبالتالي على انفسهم ....‏
من الصعب جدا أيضا الوثوق بـ " حزب اسلامي " مهما كان انتمائه الطائفي ، لأن الاسلام ‏السياسي ، لوحده او متحالفا ، هو اساس المشكلة التي يعاني منها العراقيون . ‏
فهل من بديل ؟ ... أيستطيع السنة تحرير انفسهم من الماضي البغيض  وايجاد طريق جديد ‏آمن في المسيرة الوطنية يحقق الاستقرار للجميع ؟
من سيحكم في الموصل بعد التحرير ... أيعود النجيفي لنقول : " عيد بأي حال عدت يا عيد ‏‏".. ام سيأتينا شبيه ليؤدي نفس الدور ؟ ... انها كارثة بحاجة الى معجزة لحلها .....‏
تشكيل محافظة للمكوّن المسيحي تكون الامل الوحيد لتقليل الخطر الذي يشكله الاخرون ‏على اناس جل صفاتهم الوداعة  والاخلاص ... ‏