(http://www.baretly.org/uploads/14718989511.jpg) (http://www.baretly.org/)
الدواعش المقنّعة
مغزى الهجوم العنيف على العلمانيين : سأتناول حادثتين فقط كمثالين على ما يقوم به التطرّف الاسلامي بمساعدة من مؤازريه والمنتفعين بالتحالف معه لمحاربة وتشويه سمعة اولئك الذين وجدوا الشجاعة الكافية ليصرخوا بوجه الارهاب الاسلامي : " كلا " .
الحادثة الاولى :
قيام الكاتب والصحفي اليساري الاردني السيد ناهض حتر ( مواليد 1960 ويحمل درجة الماجستير في الفكر السلفي المعاصر ) برسم كاريكاتير على صفحته الشخصية بعنوان " رب الدواعش " يسخر اساسا من الارهابيين وتصوّرهم للرب والجنة .
رفع " الاخوان " دعوى قضائية ضده وتم توقيفه بتهمة ان مادة الكرتير " تمس الذات الإلهية" !!! ... بهذه " التهمة الاكذوبة " الرخيصة يحاولون اخراس كل من يحمل فكرا نيّرا ينتقدهم ... وصفهم السيد ناهض حتر بعد توقيفه : " داعشيون يحملون المخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية ، وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون ".
الحادثة الثانية :
التهجّم ومحاولة تشويه سمعة الكاتب والباحث في التاريخ الاسلامي الدكتور السيد القمني ..
تم نشر مقال منقول من صحيفة " النبأ الوطني " المصرية في " منتدى الحصاد الثقافي " على موقع برطلي.نت بتاريخ 21 آب وتم " إقفال " الموضوع بعد نشره مباشرة .. ربما لـ " حكمة لا يعلمها الا سبحانه وتعالى " ...
المقال للكاتب على الهواري ، وأغلب الظن انه الشيخ الاسلامي المتطرف المعروف جيدا ...
الصحيفة التي نُقل عنها المقال مشهورة بعدائها لكل ما هو مسيحي ، وكانت هناك دعاوي قانونية بينها وبين الكنيسة القبطية ، أشهرها كان إغلاق الصحيفة في عام 2001 لنشرها صورا مخلّة بالاداب لراهب مطرود من الدير قبل خمس سنوات من ذلك التاريخ ، في محاولة منها الاساءة الى سمعة الدير نفسه والصاق الخبر به .
http://qadaya.net/?p=4440
..... السؤال هو : هل تم نقل مقال لصحيفة تحقد حتى على مسلم علماني لأنه قال : " ان المسيحيين اصحاب الارض " مصادفة ؟ ... لا اعتقد أبدا ... لماذا أُقفل الموضوع ؟ .. كي تقتنع بأكاذيب الكاتب وتسكت ، هذا ما اعتقده أيضا ...
إقتباس من المقال المضلِّل " ومؤخرا ارتدى القمنى ثوب الشجاعة، عقب مغادرته مصر، إلى العاصمة البريطانية لندن، وألقى محاضرة بمقر منظمة مدنية إنجليزية ، يطلق عليها "أدهوك"، تحرش فيها بكل ما هو إسلامى، وشن هجوما شرسا على مصر، وعلى الإسلام، فى حين غازل القوى الإلحادية الغربية، مدعيا أن المسيحيين هم أصحاب البلد الحقيقيون والأولى بقيادتها "
كما ذكر المقال : " من جانبه طالب الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، بمحاكمة القمنى بتهمة ازدراء الأديان، وأوضح أبو الحسن أن القمنى يردد كلام المستشرقين الذين يخشون من سيطرة الإسلام على العالم. "
ان " ثوب الشجاعة " الذي يعيّرنا به خدام الطغاة وغلمانه عندما يتساءلون بخبث ممزوج بتخلّف : " من كان يستطيع الانتقاد داخل العراق مثلا لو ان صداما كان باقيا ؟ ... وهل يستطيع ذلك الذي يكتب وهو في الخارج أن يفعل نفس الشيء لو انه يعيش في الداخل ؟... انهم ، بأسألتهم هذه ،... يظنّون انهم يمدحون الطاغية والارهاب لقوتهم وشجاعتهم ...
نعم تلقى السيد القمني العديد من التهديدات. إلى أن أتى التهديد الأخير باسم «أبو جهاد القعقاع» من «تنظيم الجهاد المصري»، يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل، فقد أهدر دمه في 17 يونيو 2005 عندما أصدر تنظيم القاعدة في العراق رسالة تهديد وتم نشر رسالة التهديد على موقع عربي ليبرالي على الإنترنت تسمي نفسها شفاف الشرق الأوسط ، كانت هناك كتابات على جدران منزله تهدد عائلته... هذه هي شجاعة الارهاب ... نعم اعلن السيد القمني في وقتها اعتزاله خوفا على بناته اللواتي كنّ يبكين ليل نهار ولا يستطعن الخروج من البيت ، ويتوسلن الى ابيهن باعتزال الكتابة " ... هذه هي شجاعة الارهاب !!!
ونفس الشيء مع الطاغية ، فالأنسان لم يكن يخاف على نفسه منه بقدر ما يخافه على عائلته وعلى اطفاله ، وحتى على اخوانه واخواته واصدقائه ... وربما على عشيرته أيضا ... هذه هي شجاعة القاتل !!ّ! لم يكن الطاغية شجاعا ، بل قاتلا ... والفرق كبير .. وغالبا ما توصف " القساوة الشديدة بالجبن " ... كان يحلم " عبيده " ان يجدوه مثل جيفارا لا يستطيع الامريكان ان يأسروه إلا بعد ان اصابته طلقاتهم ونفذت ذخيرته او تعطّل سلاحه ... لكن هذا لم يحدث ، بل كان استسلاما مذلا ... لا تنفع " الترقيعات والتبريرات " ... كان من السهل على امريكا ان تعمل سيناريو مع جيفارا لتظهره " رعديدا متخاذلا " ، لكنهم سمحوا لصحافية بمقابلته قبل اغتياله والتي أشادت بكل ما وجدته في الرجل ، وكانت هناك افلاما في امريكا تشيد به ...
السيد القمني اكثر وطنية من الاسلاميين الذين لا يعترفون بالوطن اصلا ... تصاعدت لهجة مقالات القمني ضد الإسلام السياسي بعد ان قال لهم بعد تفجيرات طابا في أكتوبر 2004. «إنها مصرنا يا كلاب جهنم!» ... هاجم شيوخ وممتهني الإسلام السياسي، وكتب: " أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار " .... يكاد السيد القمني ان يقول " هنا داعش " !
لهذا الكلام تُشوّه صورة الرجل وليس لكونه ملحدا ...
اما بخصوص " وأن مصر لم تعرف الحداثة إلا مع الاستعمار الأوروبى، " .. أليس ذلك صحيحا ؟ ألم تكن " الامصار العربية " ولايات هزيلة تعيش في تخلف ما بعده تخلف على هامش كل ما هو جديد في العالم ؟ .. كانت كذلك إلى ان تم التخلص من الحكم العثماني ( بعد اربعة قرون ) وانهاء " الخلافة الاسلامية " عام 1924.. أم ان هناك تاريخ آخر مغاير ؟
كما جاء في المقال : " زاعما أن الخطر الحقيقى على العالم، هو الإسلام، ومطالبا بفرض العلمانية على المجتمع المصرى لإنقاذه من الإسلام.، مشيدا بالعلمانية التى " تعطى للمعتوه عقلا، وتعطى للإنسان أملا فى أن يكون صاحب رسالة " ....
لا يسعك ألا وان تقهقه وانت تسمع " الاسلامي " يصف العلماني بمعتوه لا عقل له ....
ويضيف المقال " كما زعم القمنى أن المسلم لديه الجنة فى جيبه ، وإن زنا وإن سرق ، رغم أنف أبى ذر " ....زعم القمني ؟ ... ما هذا الكذب الرخيص !! هل جاء السيد القمني بهذا الكلام من جيبه كما يقولون ؟ ... لنقرأ ما هو منقول من موقع اسلامي وليس عن لسان السيد القمني :
" وكذلك في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، -يقول أبو ذر - قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق، قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر ، فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن زنا وان سرق رغم أنف أبي ذر " .
http://islamport.com/w/amm/Web/1587/5379.htm
ان الاسلام السياسي لا يحترف التفجيرات والاحراق والاغتيالات والقتل والتهجير فقط ، بل يحترف نقل الاكاذيب والاخبار المفبركة أيضا ، انه يتبع سياسة " إغراق السوق الانترنيتية " ، بأكاذيبه الرخيصة ومن " موقع القوة والاقتدار" !!! .
اغتيل صباح الاحد الكاتب اليساري المسيحي ناهض حتر امام دار المحكمة عندما وصل بغية محاكمته عن " جريمة نشر كاريكاتير عن الدواعش "!!!
هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها " الاخوان " الذين حاربوه ورفعوا قضية ضده تثبت ما كنا دائما نقوله ، وهو ان الدواعش لم يأتوا من المريخ او من جزر الواق الواق كما يحلو لـ " الداعش الوطني " ومؤيدوه والمتورطون معه ان يصوّروه لنا ومحاولة الضحك على ذقوننا بإبراز بعض الاسماء من القوقاز والشيشان وباكستان وأفغانستان والصين واندنوسيا وكوسوفو.....
الدواعش هنا ويعشعشون تحت مسميات مختلفة .
http://www.middle-east-online.com/?id=233173