(http://www.baretly.org/uploads/14715474721.jpg) (http://www.baretly.org/)
الصراع السني – السني في اتهامات وزير الدفاع العراقي
ان توقيت الاتهامات التي اطلقها وزير الدفاع تثير الكثير من الأسئلة ... لماذا في هذا الوقت بالذات والحكومة على ابواب تحرير الموصل من الدواعش وحواضنهم ؟ .
كان وزير الدفاع العراقي قد لمح انه يمتلك ادلة حول خفايا سقوط الموصل .
إن هذه الفضيحة سابقة مهمة في الجانب السني لتفتيت التكتلات الطائفية التي تسود المشهد العراقي منذ سقوط النظام الدكتاتوري العشائري .
كانت الاحزاب الاسلامية الشيعية قد حاولت من جهتها ايضا ان تثير فضائح الفساد ضد بعضها البعض وبذلك فهي ساهمت وسبقت السنة في محاولة تفتيت التكتلات الطائفية السائدة في الوسط السياسي العراقي ..
ان القوى الشريرة لدى الجانبين ، السني والشيعي ، مدعومة من قبل دول الجوار ماديا وعسكريا ، كانت وراء تلك التكتّلات لتحقيق مصالح سياسية فئوية على حساب باقي العراقيين الذين طالتهم التفجيرات والقتل والتهجير .
لا يسعنا إلا ان نرحب بهذه المحاولات لتفتيت لـ " التكتلات الطائفية " مهما كانت دوافعها !!
نعم ، اقول " مهما كانت دوافعها " كي لا نخدع انفسنا ونظن إن هذه المحاولات هي " صحوة وطنية " ... بل للأسف الشديد هي صراع من اجل التنافس على مكاسب داخل البيت الطائفي الواحد ...
مع ذلك لا يسعنا إلا ان نرحب بها ..... ان نرى الطائفيين منقسمين على انفسهم خير من ان نراهم متحدين ... وبالتالي هي خطوة اولى ومرحلة ضرورية للإفلات من القبضة الطائفية ، ومن الصعب إختزال هذه المرحلة أو حرقها .
ان تأثير البعث الصدامي على الزعامة السنية في العراق وتوريطها مع المنظمات الارهابية التي صنعها أوتلك التي استوردها ادى الى الوضع المأساوي الذي يعيشه السنة الان ... كما ادى الى حرمان رئيس الوزراء حيدر العبادي والوسطاء الأمريكيين من العثور على نظائر جديرين بالثقة يدافعون عن المصالح السنية فعلا ومستعدون للأشتراك في العملية السياسية دون ان يكون لهم " قدم في الارهاب وقدم في السلطة " ...
ان ما يجري الآن في الجانب السني هو محاولة كل طرف من الاطراف السنية الحصول على مناصب في ادارة نينوى بعد تحريرها... لكن للأسف الشديد كلّهم بعثيون او بقايا من بقاياه ، او من المتحالفين معه كالحزب الاسلامي الذي ينتمي اليه رئيس البرلمان العراقي ..
من الصعب جدا الوثوق بالتركة التي خلّفها لنا البعث .....خير دليل هو الشعبية الكبيرة التي يمتلكها هذا الحزب في الموصل ، إضافة الى امتلاكه قادة في المجال العسكري والمخابراتي والأمني ... مع ذلك ، ونتيجة للمغامرات السياسية التي إشتهروا بها ، كانوا كارثة على الاقليلت وبالتالي على انفسهم ....
من الصعب جدا أيضا الوثوق بـ " حزب اسلامي " مهما كان انتمائه الطائفي ، لأن الاسلام السياسي ، لوحده او متحالفا ، هو اساس المشكلة التي يعاني منها العراقيون .
فهل من بديل ؟ ... أيستطيع السنة تحرير انفسهم من الماضي البغيض وايجاد طريق جديد آمن في المسيرة الوطنية يحقق الاستقرار للجميع ؟
من سيحكم في الموصل بعد التحرير ... أيعود النجيفي لنقول : " عيد بأي حال عدت يا عيد ".. ام سيأتينا شبيه ليؤدي نفس الدور ؟ ... انها كارثة بحاجة الى معجزة لحلها .....
تشكيل محافظة للمكوّن المسيحي تكون الامل الوحيد لتقليل الخطر الذي يشكله الاخرون على اناس جل صفاتهم الوداعة والاخلاص ...