تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ثورات ثلاثية الأبعاد...جورج هسدو

بدء بواسطة baretly.net, مارس 09, 2011, 03:27:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

baretly.net



ثورات ثلاثية الأبعاد


جورج هسدو
g_hasado@yahoo.com


لم تعد هناك أي بقعة في شرقنا الأوسطي في مأمن عن شرارة الثورات المندلعة والداعية إلى التغيير في أنظمة الحكم وتحقيق الأفضل للشعوب الجائعة والمقموعة، حيث بات من الواضح أن هذه الثورات ستمتد تداعياتها لتصل أقاصي المنطقة وستجتاح تقريباً الدول والأنظمة جميعاً.. نعم جميعاً بشكل أو بآخر، لأنه ليس هناك ولا منظومة من منظومات المنطقة ترتكز على أساس متين ومنهجية علمية في إدارتها لبنيتيها السياسية والإقتصادية، ناهيك عن ما دأبت على ممارسته من فنون الغش والخداع بحق مواطنيها لا تعدو أن تكون في أحسن الأحوال ذر الرماد في العيون.. وإذا كانت ملامح الرفض والتغيير ستتأخر بعض الشيء عن الظهور في المنظومات المستقرة نسبياً والتي تتمتع بهامش من الحريات والإستقرار الإقتصادي، فأنها وبلا أدنى شك ستجتاح سريعاً الأنظمة الشمولية الأوتوقراطية لتطيح بالأخضر قبل اليابس معلنة عن بروز واقع جديد مقروناً بالأمل لمستقبل أفضل.. عليه فأنه من الطبيعي أن يكون لهذه الثورات ثلاثة أبعاد (محلي، إقليمي، دولي) تلتقي في الرؤية العامة وتتقاطع في التفاصيل والدوافع ولتتكاتف في النهاية معلنة عن بدء عصر جديد تكون الكلمة فيه للشعوب وليس للحكام، حيث عندها من المرجح أن تمر هذه الثورات بأكثر من مرحلة يمكن إختصارها في:
* مرحلة رفض الواقع:
وهي المرحلة التي ينتفض فيها عامة الشعب لحريته وكرامته وقوته بعد عقود من القمع والحرمان أرهقت كاهله وإستنزفت طاقته، فتنطلق الجموع غير مبالية لا بالموت ولا بالإعتقال معبرة عن رفضها لواقعها المرير إن بعفوية أو بترتيب وتنسيق مسبقين.. وعاجلاً أم آجلاً يتحقق لها ما تصبو إليه من تغيير وتزداد ثقتها بنفسها وتتطور مطالبها وتنتقل شيئاً فشيئاً من الدور المنفذ لدور المخطط، حينها تبدأ بفرض آرائها ورؤاها حتى على من يستلم دفة القيادة من الشخصيات العامة والسياسيين المحترفين والذين لن يخاطروا هذه المرة بمواجهة الجموع الغاضبة.
* مرحلة ترميم البيت:
بعد تحقيق الفوز والتخلص من طغيان السلطة وعبور نشوة الإنتصار سيلتفت الشعب إلى العمل على تغيير جميع الأسس التي كان يقوم عليها النظام السابق، وسيبادر إلى ترميم الوطن وتنقية أجوائه من الشوائب والملوثات التي أدت إلى إنكفائه وتخلفه على المستويين السياسي والإقتصادي.. وسيتم العمل على تحقيق تعديلات قانونية ودستورية وتصحيح مسار النشاط العام بما يضمن العدل الإجتماعي والمساواة الطبقية والرفاه الإقتصادي، لتبدأ بعدها عملية تغيير كل قديم إلى آخر جديد يتلائم ومتطلبات العصر من حيث الجوهر والمظهر.
* مرحلة البحث عن الذات:
بعد تخطي المرحلتين الأوليتين من المرجح أن تندفع فئات من الشعب للبحث عن ذاتها وهوياتها المختلفة (عرقياً، دينياً، قبلياً، طائفياً، جغرافياً) في محاولة للحفاظ على الخصوصية وديمومة النوع، وهو ما سيتيح لها تقرير مصيرها أو مزاولة مواطنتها بالشكل الذي ترتأيه.. وليس بالضرورة أن تشهد تلك البلدان إنشطارات تؤدي إلى تجزئة الوطن الواحد، بل يمكن إذا ما توفر النضج السياسي والتفهم العقلاني للآخر أن يتم تبني نظريات محددة للحفاظ على الخصوصية ووحدة الوطن معاً كاستحداث الأقاليم والمحافظات اللامركزية وغيرها من أشكال الإدارة الذاتية.

ماهر سعيد متي

                   وهنا استوقفني مثل السيد المسيح بخصوص بناء الدار على الحجر او الرمل .... تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة