الطفلة ( مريم ) في هذا العيد بلا اصدقاء وبلا ملابس جديدة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 06, 2015, 06:24:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الطفلة ( مريم ) في هذا العيد بلا اصدقاء وبلا ملابس جديدة




برطلي . نت / خاص
هنا في عنكاوا مول ، المجمع التجاري الذي اضحى مركزا لأيواء النازحين من المسيحيين المهجرين من سهل نينوى ، ممرات ضيقة وغرف صغيرة . يضم اكثر من ( 420 ) عائلة ، في احدى هذه الغرف تسكن مريم مع عائلتها ، الطفلة التي اذهلت كل من شاهدها في مقابلاتها مع القنوات التلفزيونية الفضائية او على مواقع التواصل الاجتماعي ، اذهلتهم ببراءتها ، بصدقها بروايتها لما جرى لها ولاهلها وللمهجرين من ابناء سهل نينوى ، اذهلتهم بقوة ايمانها وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها فهي طالبة في الصف الرابع الابتدائي ، تواصل دراستها الان في احدى مدارس النازحين المفتوحة في عنكاوا .
تقول مريم مضى على تواجدنا في هذا المجمع ما يقارب الخمسة أشهر بعد ان كنا نسكن الخيم في احدى الحدائق في عنكاوا .
عيد القيامة يصادف غدا ، مريم اقتصرت على ان ترتدي في هذا العيد ملابس بسيطة ، هي لا تريد ان تشتري ملابس جديدة وجميلة وغالية الثمن كما كانت تفعل في بلدتها ( بغديدا ) لانها تقول لم تأتي الى هنا لتتباهى وتتبرج ، بل أُجبِرت للمجيء الى هنا ، فقد أتت مرغمة بعد ان أخرجوها من دارها .
مريم كانت لها صديقات كثيرات ولكن لم تبقى معها هنا الا واحدة ، لقد تشتتوا في مناطق مختلفة في اقليم كوردستان ومنهم من هاجرن الى خارج البلاد مثل صديقتها ( ساندرا ) .
العيد هنا مختلف ليس كما كانت تحتفل به مع صديقاتها ، سيقتصر احتفالها بالعيد على اهلها ومع اختها الصغيرة ، رغم ان العيد كما تقول هو نفس الشيء سواء كان هنا او في مكان آخر ، بالرغم من انها تسكن في غرفة صغيرة ومع ذلك تقول انها فرِحة ، وفرحتها هي  بيسوع ، تقول اينما نكون فيسوع يكون معنا .
مريم لا تهتم بالماديات لا بالملابس ولا بالاكل ولا بالشرب كل هذه لا تهم وتؤكد كلامها بما جاء في الكتاب المقدس ( لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون ) (  انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها ) (تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ) .
ساعة حديثنا معها كانت تهيء نفسها للذهاب الى الكنيسة . تقول انها ستطلب في صلاتها ، أن يُجيز عليهم الله هذه السنة ، وستشكره لانه حفظهم عندما خرجوا من بيوتهم ووصلوا الى هنا وتشكره لان الفرحة لا زالت تغمر قلوبهم وستشكره على نعمته ايضا .
تقول مريم . الناس هنا اشكال هناك من تجدهم فرحين رغم المأساة ، وهناك أناس سئموا الوضع وآخرين لا يهمهم ماذا حلّ بنا ، أناس مصدومين وأناس يصلّون ويطلبون من الله ان يُبقي المحبة والفرحة عامرة في قلوبهم وأناس آخرين منزعجين .
هي ليست منزعجة من الوضع الذي هي فيه ، حتى وهي وان كانت تجلس في غرفة صغيرة بدلا من بيتها الكبير الذي كان لهم وتقول الحمدلله على كل شيء .   
     

للاستماع الى الحديث النقر على الرابط ادناه

http://www26.zippyshare.com/v/AoFf4CD3/file.html


مواضيع ذات صلة

http://baretly.net/index.php?topic=45413.0

[/size]











المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

لؤي كلو

اولا اشكرك اخي العزيز بهنام على هذا التقرير الجميل والمحزن في نفس الوقت ... ونشكرك على اخلاصك وتفانيك في نقل الصوره من قلب الحدث ...
وشكرا للرائعه مريم  الطفله ذات العشر سنوات التي تحمل من الايمان ما يجعلك تخجل من نفسك  ... انها تتكلم بلغة الكبار فقد تعلمنا منها الكثير ... شكرا لك مريم مرة اخرى .