جريدة نيشا تحاور السيد صباح ميخائيل برخو رئيس اتحاد بيث نهرين الوطني

بدء بواسطة matoka, يوليو 09, 2012, 08:47:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

جريدة نيشا تحاور السيد صباح ميخائيل برخو رئيس اتحاد بيث نهرين الوطني









برطلي . نت / بريد الموقع

· هناك إستهدافات متكررة لأبناء شعبنا في العراق وبالأخص في سهل نينوى، فلماذ هذه الإستهدافات؟
- يعتبر استهداف آخر ما تبقى لنا من مناطقنا التاريخية في بيث نهرين العراق، وآخر ما تبقى لنا هي منطقة سهل نينوى الممتدة من قره قوش الى القوش، وهذا الإستهداف يعتبر حلقة قد تكون الأخيرة من استهداف أمتنا وشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري)، وحلقاتها الأولى بدأت في المدن الكبرى مثل العاصمة بغداد والموصل، حيث أن أكثر من نصف أبناء شعبنا كان يعيش في بغداد، أما الآن فما تبقى منه فيها واقصد بغداد أقل من عشر ما كان قبل 2003 في افضل الاحوال، أما منطقة سهل نينوى فحافظت على وجودها بشكل عام حيث أن من هاجر من سهل نينوى تقريبا حل محلهم مهاجرين من المدن الكبرى انفة الذكر، والآن ما لا يقل عن ثلث أبناء شعبنا هو في هذه المنطقة، في حين كان قبل السقوط ما موجود في هذه المنطقة يقدر بعشر شعبنا، اذاً هنا تتجلى اهمية سهل نينوى البشريه بالنسبه لشعبنا اضافة الى اهميته التاريخيه والجغرافيه، وهذا الاستهداف قد يكون الحلقة الاخيرة من حلقات إستهداف شعبنا، والتي غايتها في نهاية المطاف تفريغ العراق من أبناء شعبنا، فعلى الرغم من آلاف التصاريح والمقولات والبيانات والكتابات بدءاً من سيادة رئيس الجمهورية ومروراً بدولة رئيس الوزراء والوزراء ورؤساء الكتل البرلمانية والبرلمانيين ورؤساء الاحزاب ورجال الدين وإنتهاءاً بموظفي الدوائر المختصة بالأوقاف والاراضي.....الخ، كل هؤلاء يصرحون ويقولون ويناشدون ويأكدون ويأمرون بمناسبة وبلا مناسبة بأننا مع التنوع الديني والقومي، ومع عدم هجرة وبقاء (الاخوة المسيحيين) وما يمثله هذا البقاء من رموز ومعاني اقلها اننا (الكلدان سريان اشوريين) سكان العراق القدماء واصحاب اقدم واعرق حضارة، لكن ما موجود على الأرض وفي الحقيقة بالضد من هذا تماما، وهو أن مخطط إستهداف و(إحتلال) أراضي وبلدات شعبنا في سهل نينوى قائم على قدم وساق ونقولها بملء الفم انه احتلال استيطاني ماذا يعني تهجير شعب واحلال أخر محله  ، وكل ما يقال عن إيقاف هجرة المسيحيين والتلميح ببعض المواد في الدستور بحقوق جميع العراقيين تذهب هباءاً منثوراً، فهل ضاقت الدنيا بالآخرين من أبناء وطننا لكي يقيموا مدارسهم ودور عبادتهم إلا في بلداتنا، ماذا يعني هذا، وهم يعرفون معرفة دقيقة بأن وجود جامع مثلاً في بلدة مسيحية يعني بلا أدنى شك تغيير ديموغرافي ..

نحن لسنا ضد بناء جامع لابناء الشعب العراقي من اخوتنا المسلمين أو ضد بناء أماكن عبادة وعمر المسيحيين الشرقيين والعراقييين منهم لم يكونوا ضد اماكن العباده والتاريخ الشاهد الاكبر على ذلك، ولكن لحساسية موقف شعبنا، وتصرف البعض بشكل إستفزازي وقوي، يجعل من القضية لا تتحمل إطلاقاً أن تكون المراكز الدينية في بلداتنا، فالمعادلة التي يعرفها الجميع دون استثناء والتي مفادها أن بناء جامع في بلدة مسيحية تعني هروب وهجرة المسيحيين وإحلال الآخرين محلهم ولنا في ذلك تجارب تمتد إلى آلاف السنين.

إذن لماذا هذا الإصرار لبناء الجوامع والمدارس الدينية في بلدة مسيحية علماً أن من يريدون أن يبنوا هذه المراكز الدينية والجوامع، لهم بلدات لا تبتعد عن برطلة إلا كيلومترات قليلة وعشرات القرى المحيطة بها، حيث يستطيعون البناء فيها وليبنوا فيها ما يشاؤون من مدارس دينيه وجوامع ، ونحن كمسيحيين سنساهم معهم في البناء، ونباركهم ايضاً..

وهناك إصرار ببناء وحدات سكنية ثم يحدث أن يكون هناك معارضة على جميع المستويات لأن هذه الوحدات السكنيه ستؤدي الى تغيير ديمغرافي بدخول واحلال شعب بين شعب برطله السرياني مما يؤدي الى نفس النتائج وبالتالي الى هجرة ابناء شعبنا، فتتوقف العملية فترة قصيرة ثم تعاد مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن، وكما رأينا قبل سنة أيضاً عندما أرادوا بناء شقق سكنية في بغديدا وبرطلة، توزع لغير سكان هذه المناطق، ومن يقول بأن لسكان البلدة الحق في السكن فيها فهو (كاذب) لانهم يعرفون بأن المسيحيين لا يستطيعون أن يضعوا رأسهم براس الاخرين أياً من يكونوا..

طبعا العملية ستكون نوعاً من الضحك على الذقون، ففي برطلة هناك تباع ألف وحدة سكنية ويمنح مثلاً نسبة 5% للمسيحيين، ثم يقولون نحن وزعنا على الجميع، وبعد فترة حتى هذه النسبة القليلة ستتعرض للمضايقة، إلى أن يجبروا أن يبيعوا ويهربوا، وبهذه الطريقة نحن خسرنا وسوف نخسر، وإذا إستمرت هذه العملية، فهو شكل من أشكال الاحتلال لا يختلف عن أي إحتلال آخر، حيث يبدأ هذا الأمر بالتحايل القانوني ثم فرض أمر واقع من خلاله، ثم مضايقات ومنغصات ثم إحتلال، وهذه تبدا خطوة خطوة، وطبعاً يتخللها تهديد ووعيد وطرق أخرى للتخويف والترهيب وهناك إستهداف ومضايقات أخرى لأبناء شعبنا، هذه موجودة بكل أشكالها بدءاً من التعامل الفوقي والتحقير والتفرقه والتمييز وإنتهاءاً بمحاولات أخرى قد تكون أسوأ وكما حدث في المدن الكبرى من تفجير وقتل طالت أبناء شعبنا..

· وكيف ترون الحلول لهذه الإستهدافات؟
- بالنسبة للحلول، فنحن نرى بأن يكون أصحاب المقولات بالتعايش الأخوي ومنح الحقوق لجميع القوميات والمكونات الأخرى، أن يترجموا هذه المقولات إلى أرض الواقع، وان هذه المرحله التي يمر بها العراق حيث الطائفيه والمحاصصه ، وحيث ان البعض يدغدغ مشاعر الاخوه في الدوله والحكومه بكونهم من دين واحد واننا نختلف دينياً ، نحن ننشاد الجميع ان يعوا ويدركوا حساسيه قضيتنا ووجودنا وحيث ان اقل منغص يؤدي الى هجرة العشرات فما بالكم ان كان هناك مضايقات واعتداءات. وأن يدرك الجميع الخسارة التي سيمنون بها إذا خلا العراق من المسيحيين بشكل كامل، وإن كان الآن في طريقه إلى أن يخلو منها.
على البرلمانيين من أبناء شعبنا في برلمان العراق أو كوردستان أن يكونوا جادين مرة واحدة، لأن شعبنا الآن  يتعرض الى تقويض لا يجدي معه المناورات والحلول السياسية، بل نحن بحاجة الآن إلى وقفة مبدئية إزاء القضية، وإلا فوجودهم في البرلمانات لا معنى له سوى قبض رواتبهم وبالتالي هذا يعني بأنهم يبيعون شعبنا، فيتحتّم عليهم الوقوف "وقفة مبدئية" ومنع ما يتعرض له شعبنا، وإن لم يستطيعوا فوجودهم لا يعني شيئاً سوى مصالحهم الشخصية، وهذا ينسحب على الوزراء وممثلي شعبنا في مجالس المحافظات والأقضية والنواحي، وكذلك العمل على تشريع قوانين وتطبيقها بدقة، وأن تأخذ هذه القوانين بعين الإعتبار وضع أبناء شعبنا الحساس والدقيق وإذا كان هذا لا يجدي فليس إمامنا إلا تدويل قضيتنا، وإذا كان هذا أيضاً لا يجدي ليضعوا القضية بين الجماهير والشعب، لأن هذا سيكون أفضل لنا من هذه الحالة التي نعيشها بإذلال وإستحواذ على حقوقنا وسحق كرامتنا.








Matty AL Mache