المهجرون المسيحيون من سهل نينوى .. ما بين الهجرة .. والعودة الغير المطمئنة الى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 14, 2017, 03:49:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المهجرون المسيحيون من سهل نينوى  ..
ما بين الهجرة .. والعودة الغير المطمئنة الى مناطقهم المحررة       




برطلي . نت / خاص
تقرير / بهنام شابا شَمَنّي


مضى أكثر من شهرين على تحرير مناطقهم ، ولا زالت آرائهم تجاه العودة متأرجحة ما بين مؤيدٍ ورافض لها أوالعودة المشروطة. هؤلاء هم المهجرون المسيحيون من سكان سهل نينوى.
تعتبر منطقة سهل نينوى الموطن التاريخي للمسيحيين في العراق ويشكلون نسبة كبيرة من سكانها وينتشرون في عدة بلدات فيها.
في 6 آب 2014 وبعد هجوم داعش على مناطقهم ، فرّ المسيحيون من بلداتهم هربا من الموت على أيدي تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) باتجاه أقليم كوردستان المحاذي لمناطقهم تاركين وراءهم كل شيء ، أموالهم وأملاكهم ومقتنياتهم وذكرياتهم ، فأي تأخير كان يعني إنهاء حياتهم.




وسط ما خلفه داعش من صور لدمارٍ وحرقٍ ونهبٍ وسرقةٍ وتكسيرٍ لكل ما يمت بصلة بالمسيحيين من صلبانٍ مكسورة وأواني كنسية مدنسة وتحطيم لرموز وتماثيل وأيقونات ، يقف الاب "بولص ثابت حبيب" راعي خورنة كرمليس والمسؤول عن الكلدان المهجرين من الموصل وسهل نينوى في معرضٍ أقيم في عنكاوا/أربيل.
يقول الاب بولص ثابت. العودة هي هدف وغاية ونحن من المتحمسين لها ، لكننا ننشد الى العودة المدروسة مع توفير ضمانات أمنية وتغيير في نظام الادارة في مناطقنا ، نظام إدارة ينصف المسيحيين ولربما هذا له الاولوية على ألامن.
كان يُعاني المسيحيون قبل داعش بحسب قول الاب ثابت من مشاكل مع جيرانهم من المكونات الاخرى الذين يشاركونهم في إدارة المنطقة عبر مجالسها المحلية في إتخاذ قرارات يمررون من خلالها أجنداتهم الخاصة التي لا تخدم المسيحيين ، لهذا يطالب الاب ثابت بنظام إدارة غير كلاسيكي وغير تقليدي يتحرر من القوالب القديمة التي أوصلتنا الى هذه الحالة التي نحن فيها الان.
ويضيف الاب ثابت . لذا فالرؤية نحو العودة لا زالت ضبابية لدى الكثيرين من ابناء بلدات سهل نينوى ، هناك شوق للعودة الى الحياة التي فُقدت وحتماً سوف يضطر البعض الى العودة إذا ساعدت الامور لذلك.
أما عن الهجرة يقول الاب ثابت هناك من يفكر فيها وهو قرار شخصي لا يمكن التدخل فيه لكننا لا نشجعه ، لاننا يجب أن لا ننسى أن لنا حق في هذه الارض ونحن سكانها الاصليون ، وبالهجرة نتخلى عن هذا الحق ونساعد داعش على تنفيذ مخططاته.



"لارسن مازن حبيب" شاب غير متزوج يعمل في صيانة الحاسبات تفهم من كلامه أنه مفعم بالحيوية والنشاط ويقول أنا من أصنع المستقبل لذا فان الهجرة لم تطرق باب أفكاره والعودة من أولوياته ، فبمجرد إعادة الماء والكهرباء الى المنطقة يقول ستجدني من أول العائدين. ولكن "لارسن" يضع شرط توفير الحماية الامنية . ليطمئن أن ما حصل لن يتكرر ثانية بحسب قوله وليس الحماية من داعش فقط بل من الكل الذين حولنا.

"رهام" خريجة كلية التربية ومتخصصة في اللغة الانكليزية كانت ضحية التهجير لمرتين ، الاولى في 2008 من الموصل الى سهل نينوى تحت تهديد المتشددين وراح ضحية ذلك إثنان من أقاربها ، والتهجير الثاني على يد داعش.
تقول "رهام" كل الافكار مطروحة ، الهجرة والعودة لان المستقبل غير واضح أمامنا ، ليس العودة الى الموصل تقول "رهام" لان الأمل في ذلك ضعيف جدا ولكن أقصد هنا العودة الى سهل نينوى إذا ما توفرت الظروف المناسبة.
أما والدتها التي كانت تنظر إنهاء إبنتها لكلامها لتؤكد صعوبة العودة الى الموصل وهي تقول بلهجتها المحلية (الشي الينكسرما يتصلّح ولا يرجع مثل قبل).



"أمير بولص" شاعر وقاص يقول حينما هُجّرنا قسرا كنا ننظر وراءنا الى بلداتنا نوعدها بعودة سريعة ، لكن العودة طالت لعامين ونصف ، ويضيف خلال فترة التهجير هذه  هاجر الكثير من أهلنا ومن تبقى أصبح بين مطرقة الهجرة وسندان البقاء والعودة وأي عودة ...عودة إلى منازل مسروقة ، محروقة ، مهدمة جزئيا او كليا وهذا ما افرز حالة قريبة لليأس. .. كل شيء أصبح تقريبا في خبر كان ..الامل الذي كان يعيش من بقى بانتظار العودة وجده كسيحا لا يلبي ما بذله من تضحية بقائه في مكان تهجره من دفع تكاليف مستلزمات بقائه المادية والمعنوية ..هنا اختل ميزان حياته في التفكير ليجد ان منحنى الخط البياني لتفكيره بدأ بالصعود باتجاه الهجرة ... لكنه في قرارة نفسه يأمل بمعجزة تنهي عجزه باتخاذ القرار الصائب.

بينما أكدت شخصية ثقافية لها مركزها على المستويين المسيحي والمحلي وحتى العربي وهو يُجهز للرحيل الى أحد بلدان الجوار بقصد الهجرة الى بلد أوربي "أن كل المعطيات تشير الى أن لا مكان للمسيحيين هنا بعد" ويقصد في العراق.

يذكر أن البلدات المسيحية في سهل نينوى قد تم تحريرها من قبل قوات جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي وقوات البيشمركة والشرطة الاتحادية في المعارك التي خاضتها هذه القوات مع تنظيم داعش الارهابي في عمليات (قادمون يا نينوى) التي انطلقت في منتصف تشرين الاول 2016 ولا زالت مستمرة وتستهدف تحرير مدينة الموصل.



المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "