تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الوطن ثمن حرية العاهرات

بدء بواسطة صائب خليل, فبراير 01, 2013, 12:01:27 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

في مفاجأة للكثيرين، قرر رئيس الوزراء المالكي "إطلاق سراح جميع المعتقلات دون استثناء"!! ويعتبر هذا القرار رضوخاً غير مسبوق للحكومة لضغط التظاهرات في الإنبار والموصل وغيرها. وجاء القرار على إثر لقاء المالكي بلجنة تأسست في النجف خلال مؤتمر لعشائر المحافظات الغربية والجنوبية والفرات الاوسط للعمل على تلبية مطالب المتظاهرين.(1)
يقول الخبر: "وافق رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم الثلاثاء على شمول جميع النساء المعتقلات، بدون استثناء، على اطلاق سراحهن ضمن طلب العفو الخاص.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، ان "المالكي استقبل اليوم بمكتبه في بغداد لجنة المبادرة العشائرية التي شكلت من العشائر العراقية في عدد من محافظات العراق". ونقل البيان عن المالكي القول ان "الحكومة قامت بإجراءات عملية لتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين، ... مرحبا بتشكيل لجنة المبادرة العشائرية، ومؤكدا على ضرورة تضافر الجهود لحفظ وحدة العراق وأمنه واستقراره". من جانبهم اكد شيوخ العشائر خلال اللقاء "أنهم شكلوا لجنتهم بعد النداءات التي وجهت للعشائر من قبل المواطنين ورجال الدين في مسعى لإطفاء الفتنة التي يحاول أعداء العراق إشعالها ومتابعة المطالب المشروعة للمتظاهرين".
وحول قضية المعتقلات، قال المتحدث باسم لجنة العشائر: "اننا حصلنا من رئيس الوزراء موافقة على ان يتم تقديم طلب العفو الخاص عن طريق هذه اللجنة المختصة لاطلاق سراحهن جميعا دون استثناء، داعين جميع ذوي المعتقلات في محافظات العراق لتقديم طلب العفو الخاص ".ودعا اعضاء اللجنة "مجلس النواب والجهات ذات العلاقة الى التعاون لخدمة المصلحة العامة وبما يحافظ على وحدة العراق".

وهنا لابد من تقديم بعض الملاحظات المفيدة لتحليل الموقف واستنتاج النتائج حول تأثيره على المستقبل. فمن المعلوم أن الحكومة كانت قد قررت  في السابق إطلاق سراح المعتقلات غير المدانات واللواتي لم توجه إليهن تهمة واللواتي اعتقلن بجريرة أزواجهن، ولذلك فلا يعني القرار الجديد إلا إطلاق سراح المجرمات المدانات، بقرار عفو من رئيس الحكومة! 

"الشيعة" استقبلوا القرار بامتعاض شديد، خفف البعض منه على أن المالكي "له حكمة" فيه. ولم نعرف ردود فعل "السنة" على الموضوع، ولن استغرب إن اعتبره البعض منهم (ومن الصدريين)، إن لم يكن أكثرهم، "إنتصاراً" لتظاهراتهم على الحكومة. ليس هناك شيء أكثر خطأً وبلاهة من ذلك! بل هزموا وهزمت الحكومة معهم شر هزيمة، ولم ينتصر في هذا القرار سوى المجرمين! المنطق البسيط يقول ذلك! فقد تمكنوا أن يفرضوا أن يطلق سراحهم رغم أنف القانون، وأن تسجل إنتكاسة نفسية غير مسبوقة للدولة ولمن يأمل بمستقبلها!

"الشيعة" اعتبروا القانون خيانة لضحاياهم، فهم يفترضون أن المقصود هو إطلاق سراح سجينات سنيات قمن بعمليات إرهابية كانت موجهة ضدهم بالذات، ولذلك ربما اعتبروا القانون رمزا ً لإنتصار السنة، او "الإرهاب السني" على "حكومتهم"، ولا يستبعد أن يعتبرها السنة انتصاراً لهم، وذلك هو الخطأ الفاحش. فالحقيقة أن السنة، إن لم يدركوا، سيتضررون ضرراً مضاعفاً من هذا القرار المؤسف.

أولاً، أن إطلاق سراح مجرمين في مجتمع ما، لن يزيده إلا فساداً وإجراماً ينخره من الداخل. قرأت قبل أيام مقالة لكاتب شديد الطائفية، كان يروج لحماية الشيعي "ولو كان فاسقاً"، فعلقت: أما أنا فأتمنى أن يعاقب كل سني مجرم بلا رحمة ولا عفو، ولننظر كيف يكون السنة والشيعة بعد عشرين عاماً من هذا! إن المجتمعات حين وضعت العقوبات لم تكن تفكر بالإنتقام من المجرمين، بقدر ما كانت تفكر بإيجاد طريقة لإنقاذ نفسها من هذا المرض الإجتماعي الخطير، فلا يوجد أي مجتمع على قيد الحياة، لم يتجه لتصفية نفسه من المجرمين بردعهم أو سجنهم او إعدامهم، ولا يوجد نظام حي لا يتخلص يحتفظ بفضلاته، والمجرمون والفاسدون هم فضلات المجتمع التي تسممه إن بقيت في جسمه. ولهذا السبب فالتخلص من الفاسدين والمجرمين واجب المجتمع تجاه نفسه قبل أن يكون تجاه الآخرين، والمجتمع الذي يخسر القدرة على تنظيف نفسه، سوف ينهار سريعاً.

ثانياً ، الذي فهمته أن مطالب السنة تتعلق بالدرجة الأولى بهم كأفراد وليس كأحزاب او كتل، بتهميشهم والتمييز ضدهم في الدوائر الحكومية والتعيين وبتعامل الجيش معهم في الموصل مثلاً، وبالخوف المستمر من الإعتقال التعسفي والإختفاء في سجون السلطة، كما روى العديد من المعارف ذلك. والآن اكتمل تحول الأهداف إلى إطلاق سراح الإرهابيات "بلا استثناء"، وسيتركهم منظموا تظاهراتهم بعد أن حققوا مطالبهم هم، أو حين يكملوا تحقيقها باعادة البعث، فكيف سيجدون إذناً لمطالبهم الشخصية بعد اليوم؟ من سينظم لهم تظاهراتهم لمطالبهم الحقيقية؟ لماذا لم يستغلوا التظاهرات والضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم هم وليس الأوباش الذين يسوقونهم كقطيع لا يدري إلى أين يتجه؟

ثالثاً ، وباعتبار أن من حصل على هذا "المكسب" وأجبر الحكومة على التنازل، هم شيوخ العشائر، فأن هذا تراجع جديد من الحكومة المدنية أمام نظام القرون الوسطى الطفيلي المتخلف الذي يتقدم تباعاً ويزداد قدرة على فرض نفسه على البلاد. لقد فرضت العشائر منذ البداية نفسها، وتأسست وزارة مهمتها التملق لرؤساء العشائر وشراء موافقاتهم، لكنهم اليوم يخطون خطوة إضافية في "الإستيلاء على السلطة".
عند السنة، العشائر والقاعدة ومجهولون يقودون التظاهرات. وشيوخ العشائر والشيوخ المزيفون يحتلون المقابلات التلفزيونية ويطلقون من أفواههم بصاقاً يثير الإشمئزاز بدل الكلام لشدة التخلف والعنجهية، والشيعة صاروا يتساءلون إن لم يكن لـ "شهداء" الجيش أو "قتلى" الجيش عشائر تطالب بثأرهم، فهبت العشائر تطالب وليس القانون! وأرسلت العشائر وفداً للتفاوض مع رئيس الحكومة، وكأنها دولة ثانية، فتحصل على ما تريد: إطلاق المجرمات!
إن الصراع بين الدولة والعشائر كان دائماً صراع حياة أو موت، وقد تقدمت الدولة كثيراً ... نحو الموت!

رابعاً ، حطم هذا القرار المؤسف القانون تحطيماً، وسخر من استقلال القضاء والعدالة والدستور وكل القيم. فالقانون لا يعمل إلا إذا كان محترماً، ولا يمكن أن يحترم القانون حين لا يكون حدياً، وحين يمكن التلاعب به وبقراراته من خلال أداة ما، حتى لو كانت أداةً "شرعية". إنني أضع كلمة "شرعية" بين أقواس، فهناك تناقض واضح بين كلمة "شرعية" و أية أداة يمكن من خلالها التلاعب بتنفيذ القانون.
أن التشريع الواسع الإنتشار في العالم بإعطاء الرئيس ورئيس الوزراء "حق" العفو، تشريع نشاز يتناقض تماماً مع فصل السلطات، وليس له مبرر. وفي تصوري أنه وضع كمنفذ إحترازي يتمكن من خلاله اللصوص والمجرمون الكبار الذين كثرما يرتبطون برئاسة السلطة، من الإفلات، ولتتمكن السلطة من دفع البعض لتنفيذ أجندات مخالفة للقانون وتطمينهم من خلال العفو الرئاسي. لقد أفلت الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن وعائلته من الملاحقة باتفاق مع بوتين، وأفلت العديد من الشخصيات السياسية الأمريكية الكبرى التي ارتكبت جرائم عسيرة الحساب، من قبضة القانون من خلال عفو رئاسي. إنني لا أعرف حالات كان فيها العفو الرئاسي مفيداً للمجتمع.

إضافة لذلك فسيكون للقرار تأثير سلبي إضافي مباشر على العلاقة بين السنة والشيعة، ولذلك تداعيات عديدة:

خامساً ، سوف يلقى اللوم، ولو نفسياً، على هؤلاء المجرمين الذين تم إطلاق سراحهم في أية عملية إرهابية في المستقبل، وسوف يتحمل السنة في أذهان الناس ذلك الوزر، حتى لو لم يكن هناك دليل على أن من قام بها هم نفس من أطلق سراحهم أو حتى كونهم سنة. هناك دائماً من سيتكفل في الإعلام بأن يوحي بذلك همساً، أو يجاهر به علناً.

سادساً سوف يشعر الشيعة بالحنق والغبن أنهم خسروا معركة ظالمة كان من حقهم التام أن يربحوها، ولذلك فإن توفرت لهم فرصة لظلم السنة فأنها لن تلقى معارضة في ضمائرهم بل ترحيباً. والحقيقة ان البعض ينبش التاريخ اليوم بحثاً عن مبررات للظلم الجديد، ويلقى ترحيباً لا مثيل له لأية معلومة يجدها، أو تفسير يركبه.

سابعاً ، سوف يشعر الشيعة أن "شركائهم في الوطن" يفضلون مجرميهم عليهم ويستخفون بدماء أبنائهم. قرار المالكي لن يلقى على المالكي (إلا قليلاً) وسيفسر أنه أجبر عليه، وهو أمر صحيح إلى درجة ما. إننا لن نعرف أبداً ما هو العامل الأساسي الذي دفع المالكي لتقديم هذا التنازل المفاجئ. هل هو خوفه على البلاد من الفتنة والحرب الأهلية؟ أم من تداعيات إطلاق النار في ساحة الإعتصام والتي يبدو من خلال الدلائل التي أشرنا إليها في مقالتنا السابقة، ومن حكم اللجنة النيابية أن الجيش من بدأها وبلا مبرر مفهوم؟ أم هو إصدار القانون البرلماني بمنعه من الولاية بلا حدود؟ فحتى لو استطاع إقناع المحكمة برفض القرار، فما حدث يدل على توحد خطير ضده لن يستطيع مقاومته طويلاً. من الطبيعي أن هذه الإحتمالات ستهمل تماماً، ويلقى اللوم في الأمر على "السنة" ، وفي كل الأحوال إنه ذنب "السنة" ، إن كان لهذا الإسم كيان ومعنى!

ثامناً ، إن اعتبر الشيعة أن المالكي قد تساهل من أجل السنة، فسوف يرتفع نصيب الطائفيين بينهم في الإنتخابات. وإن لم يكن هناك حتى اليوم من يجاهر بطائفيته بصراحة تامة مهما كانت أقواله وأفعاله تدل على ذلك، فاننا سنشهد في القريب العاجل طائفياً من الشيعة وآخر من السنة يعلن نفسه بصراحة ويخوض الإنتخابات ويفوز بمقعد أو بعدد من المقاعد، مهما كان كلامهم يبدو مقززاً اليوم. لقد بدأ اختراق هذا الحاجز الأخلاقي على مستوى الكتابة والمثقفين بوضوح، وصارت المقالات التي تدعو صراحة للطائفية والإنفصال تسمى "شجاعة" و "موضوعية" وتلك التي تدعو للعكس بأنها "تخوط بصف الإستكان" حتى لو كانت تقدم البراهين والأدلة. ليست هي إلا خطوة صغيرة لتصبح الطائفية سياسة صريحة. فهذا بالضبط ما حدث في أوروبا التي كانت تشمئز من التمييز ضد الأجانب، فدفعتها الظروف والمستفيدون إلى أن يصبح في كل منها حزب طائفي، بدأ بشخص واحد في البرلمان ثم ليرتفع حتى يصبح حزباً مهماً، ثم ليشارك في السلطة وأخيراً ليؤسس الحكومات أحياناً. وفي تصوري أن هذا هو المخطط للعراق.

تاسعاً ، للسنة مناطق "متنازع عليها" تزداد مساحتها يوماً بعد يوم، تحتلها كردستان بهدوء كما احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية. ولقد استطاع الكرد بجيشهم الكبير ذو الأسلحة المسروقة وتنظيمهم الدقيق أن يتحدوا الحكومة الفدرالية حين كانت موحدة نسبياً، فكيف سيكون الحال بعد هذا التمزق؟ وحين لا يشعر الشيعة بأية دوافع تجعلهم يختلفون مع الكرد من أجل تلك المناطق السنية؟ من سيقف بوجه التقدم الكردي؟ إنهم يأخذون اليوم من الميزانية مرة ونصف بقدر العربي، شيعياً كان أو سنياً، وافتضح الأمر، ولم تتمكن الحكومة من أخذ حق العرب، وأصرت كردستان على ابتزازها ونجحت حتى الآن، فمن سيتمكن من مواجهة هذه القوة العدوانية شديدة التنظيم، حين ترى فريستها عرجاء تتمايل أمامها؟

عاشراً، لقد حرّم الشيخ عبد الملك الأسدي الدعوة للإقليم، لكن هذا لن يكفي بالضرورة لتجنبه حتى لو التزم كل السنة بالفتوى، فالبقاء معاً يتطلب رضا الجانب المقابل أيضاً. لقد هدد الكرد كثيراً بالإنفصال حتى صار العرب يطلبونه! فلو أفترضنا أن الأمور سارت باتجاه الأقلمة أو الإستقلال، فمن سيقود إقليم السنة؟ الشخصيات المقززة في العراقية، الذين يتفاخرون بعدد وكالات المخابرات التي تعاملوا معها؟ أم الرخيص أثيل النجيفي أم أخوه الذي يأتمر بأمر أميركا ويركض وراء رئيسة الصداقة الأوروبية الإسرائيلية لحل مشاكل العراق؟ أم المرضى بالرعب من إيران والمتفرغين للدفاع عن منظمة خلق الإرهابية وكأنها أمهم وأبوهم؟ أم هو الجلف الذي نسي أن يتعلم القراءة والأدب، أم طه الدليمي المدرب في إسرائيل على الإستفزاز بقلة الأخلاق؟ أفهم إن هؤلاء لا يمثلون السنة، لكن أخبروني أين الذين "يمثلون السنة"؟ ما الذي منعهم من الظهور؟ ولماذا تعتقدون أنه لن يمنعهم مرة أخرى من الظهور حين تأتي الساعة؟ سألني صديق: "تقول أن للسنة مظالم حقيقية كثيرة، فأين كتاب السنّة الذين كتبوا عنها؟ أنت لم تكتب عنها إلا قليلاً، لأنك خارج العراق ولا تعرف التفاصيل بشكل كاف، فلماذا لم يكتب الذين في العراق؟"
نعم لماذا لم يكتب الذين في العراق؟ ولماذا لم يدعم النواب تلك المطالب، بالأسماء المحددة بدل الهذر العام؟ كل من أتحدث معه من المناطق الغربية أو الموصل يخبرني قصصاً عديدة عن أناس يعرفونهم شخصياً تعرضوا للإعتقال والتعذيب والإكراه على الإعتراف، أو السجن الطويل بلا محاكمة أو للإبتزاز، فلماذا لا تنقل هذه الأسماء إلى البرلمان؟ لماذا لم يصرخ نائب سني في البرلمان أن فلان وفلان وفلان في السجن ظلماً، ليوصل كلمته للناس، لتشعر الناس أن هناك سنة مظاليم في السجون، وأن رجال الأمن يعتدون عليهم؟
لأن مثقفيكم باعوكم وسيبيعونكم. إنه يكتبون في "نقد القصيدة النثرية"! ويحللون العروض وفلسفة أخوان الصفا، وكل الأشياء التي تجعلهم "محترمين"، أما مصيركم ومصير البلد، فالكتابة عنه "ما توكل خبز"، و "ما تجيب إلا الهم"، كما أفهمتموهم أنتم بأنفسكم. نوابكم لا يأتون إلى البرلمان إلا حين يتوجب الدفاع عن العصابة العليا للإنتخابات التي زورت له النتائج يوماً، ومحسوب عليكم رئيس البرلمان الذي لاهم له سوى إخفاء الفضائح عن علاقة الأمريكان بصناديق الإقتراع، وتزوير عدد الأصوات أمام أعين بقية النواب المخنثين، فلا يجرؤ على الكلام سوى إمرأة!...ومثلما ضاعت حقوقكم مع هؤلاء وهؤلاء، أضعتم حقوقكم التي تظاهرتم من أجلها، وحولتموها إلى مطالب البعث والمجرمين والعاهرات! والآن، إذا حانت الساعة، من سيقود هذا القطيع الذي رأيناه هائجاً في ساحة "الشماعية" يهتف "طالعلك يا عدوي طالع"؟

حادي عشر، على من سيعتمد إقليم السنة أو دولة السنة لمساندتها من الجيران؟ إقليم أو دولة الشيعة يمكنهم الإعتماد على إيران، التي أثبتت في أزمة سوريا أنها نعم المساند حتى في وقت ضيقها الشديد، فمن هو المرشح لصداقة دولة السنة؟ تركيا التي تطمح بالحصول على الموصل، وبقيادة المشبوه الذي يقود الإرهاب في سوريا لحسابه أو لحساب الناتو، وبالتعاون مع المرتشي الرخيص محافظ الموصل الذي جرب مرة ففشل وفضح نفسه ولا يمانع من تكرار التجربة؟ أم سوريا التي يقف السنة من حكومتها موقفاً معادياً لن تنساه لهم؟ أم كردستان التي سيسيل لعابها لدخول المزيد من السهول الفارغة من أي جيش وبناء "المستوطنات"، مطمئنة بدعم أميركا وإسرائيل؟ أم الأردن، إمتداد إسرائيل الأكثر قذارة، والذي لم يترك فرصة واحدة تفوت لإبتزاز العراقيين حتى في أشد محنهم ضيقاً؟ أم السعودية، هراوة أميركا على العرب، بل هراوتها على البشرية، منذ تاسيسها؟ ربما تعتمدون على قطر؟

ثاني عشر، من سيعين السنة على "القاعدة" التي تنتشر في بلادهم؟ من سيخلصهم من اتحادها مع البعث والأجلاف الذين يرحبون بها اليوم في ساحات الإعتصام؟ من سيمنع هذا الإتحاد الإجرامي المنظم أمريكيا وإسرائيلياً من أن يحكم سنتستان، وتصبح أفغانستان الأمريكية الجديدة؟ مهمتها الوحيدة تفريخ الإرهابيين لضرب أية دولة مجاورة تغضب عليها أميركا وتريد استبدال حكومتها؟ من سيمنع هذه الحكومة العميلة من أن تجند السنة لحرب مع الدولة الجديدة  شيعتستان، أو القديمة إيران، كما فعل صدام حتى ذبح الشعب ذبحاً؟ إنهم يتحدثون عن القادسية الثالثة منذ سنوات ويسمون مواقعهم على الإنترنت باسمها. لقد أعدوا الموقد ويعملون على تحضير الحطب!

إذن هذا هو الثمن، فما هو الكسب؟

قلنا أن إطلاق البريئات كان قرارا سابقاً وانتهى، والجديد في القرار الجديد أنه "بلا استثناء"، فاخبروني يامن سعيتم لأجله، وفرحتهم به، ماهو هذا الإستثناء، إن كنتم تعلمون فعلاً ما تريدون، فأنتم تبدون كحشود تائهة فقدت التوجيه والإرادة وخضعت لمن يسيرها. ما هو هذا "الإستثناء" الذي قلتم أنه سيطفئ الفتنة ويحفظ وحدة البلد، فرخصتم دم أبنائكم من أجله يا شيوخ القبائل، ولم ترضوا بدونه؟ قولوا لي يا شيوخ الطفيليين، وارثي التخلف والمحتمين بالخوف والخرافات وببقايا مشاعر الجاهلية الأولى، أي بلد هذا الذي لا يحفظ وحدته إلا إفلات المجرمات، ولا يطفأ فتنته إلا إطلاق العاهرات؟

يا متظاهرون ما هكذا، إن كنتم من ضغط من أجل هذا.. يا مالكي ماهكذا...قالوا "الأبرياء" فتمسك بها! هاتهم إلى مناقشة علنية كما قلنا لك لكي تحرجهم إن كانوا كاذبين، لكن لا تطلق المجرمين! حطمتم هيبة البلاد والقانون ولغمتم المستقبل وما كان قد تبقى من "الوحدة الوطنية"، فكم سيتحمل هذا الوطن من الضربات قبل أن ينهار؟ لماذا أسوأ الحلول دائماً؟ لماذا لم تسع بدلا من ذلك إلى كسب ثقة الناس؟ لماذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة حينما تبين أن الجيش هو من أطلق النار؟(2) أليس هذا هو الطريق الصحيح للحل؟ أن من أطلق النار يريد تخريب بلادك، سواء كان سنياً أو شيعياً، فلماذا تتهاون في التحقيق والتصرف وإعطاء رمز لحسن النية يطمئن المتظاهرين وبقية الشعب، أن هناك فعلاً قانون في هذا البلد؟ ولا اقصد القبض على الجندي الذي أطلق النار وحده، بل من أعطاه الأوامر ومن أنكر الحقيقة وأخفاها حتى كبار القادة؟ كان عليك أن تتحرى من يريد الدمار لهذا البلد الذي أئتمنك، ولا تفلته، لكن.... يبدو أن هذا هو نصيب العراقيين من قادتهم!

لماذا تجري الأمور بهذا الشكل، ولماذا يدار البلد بهذا الشكل؟ هل هو التخلف السياسي؟ أم الجهل الشديد؟ أم أنه الكرسي؟ كل شيء سيتضح يوماً، لكن السؤال إن كان ذلك سيحدث قبل فوات الأوان!


(1)  http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=24701
(2) حقائق تتكشف وأخرى ضبابية... من أطلق النار في الفلوجة؟ - صائب خليل
http://www.neinawa2.com/news3/news.php?action=view&id=1277