مشاكسة نريــــده زواجـــا كاثوليكـــيا / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 29, 2013, 08:12:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
نريــــده
زواجـــا  كاثوليكـــيا



مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


تثير براكين التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المتفجرة هنا وهناك والتي امست صيفا ملتهبا تجاوزت حرارته درجة الغليان على الرغم من تسميته بالربيع العربي الكثير من التساؤلات والاستفسارات وردود الافعال والتوقعات والتحليلات حول الاسباب الحقيقية والكوامن الاساسية والافرازات المحركة لهذه البراكين التي فرضت نفسها بقوة ونجحت في احداث الكثير من التغييرات في تضاريس الخارطة السياسية في المنطقة وما يزال في جعبتها الكثير والمثير والخطير.
ولعل في مقدمة الاسباب الرئيسية التي استطاعت الامساك بقوة ببراكين المشاعر الجماهيرية الخاملة والنائمة والساهمة ونزع مسمار الامان عنها ودفعها لاحداث هذه الانفجارات العنيفة التي عصفت بالانظمة هنا وهناك واسقطت كراسي واطاحت بقادة وزعماء وغيرت اسس وقواعد اللعبة السياسية ' نزوع معظم القادة والمسؤولين والبرلمانيين والسياسيين هنا وهناك الى الانحياز لما يشبه عقود الزواج المؤقتة , بين ستراتيجياتهم وقيمهم ومبادءهم ووعودهم وعهودهم وشعاراتهم الثورية المعلنة خلال الانتخابات الديمقراطية والرجعية على حد سواء , وبين افعالهم وممارساتهم واساليبهم ومناهجهم , في وقت تحتم فيه عليهم كل القيم الوطنية والمبادئ الثورية والمصالح الجماهيرية ان يكون ذلك الزواج بين الشعارات والتطبيق أشبه بزواج  كاثوليكي ابدي لا تنفصم عراه يلزم المسؤولين بتنفيذ شعاراتهم ووعودهم وبرامجهم تجاه شعوبهم ما داموا في ميدان المسؤولية ويمنعهم من التملص من مسؤولية تنفيذ تلك الشعارات الوردية الثورية الفضائية الطموحة التي غالبا ما يوهمون شعوبهم بها ثم يتحينون الفرصة المناسبة بعد تبوأهم المواقع التي سعوا اليها لرمي يمين الطلاق عليها.
فالزواج الكاثوليكي وفق الشريعة المسيحية يعتبر واحدا من اصعب عقود الزواج وربما يعتبره البعض اقساها نظرا لكونه زواجا ابديا لا انفصام فيه مدى الحياة الا بوفاة احد الطرفين اوفي حالات نادرة بطريقة معقدة ووفق اشتراطات محدودة ربما تقف الخيانة الزوجية في مقدمتها مما يؤدي الى الحكم الكنسي بالتفريق غالبا كونه يقوم وفق الفلسفة المسيحية على قاعدة ان (ما يجمعه الله لا يفرقه انسان).
في خضم ذلك فان من يعايش ويواكب ويتلمس حجم الشعارات الثورية والوعود الخرافية والبيانات البلاغية خلال الحملات الانتخابية (الديمقراطية) التي يلعب خلالها المال السياسي والهدايا والهبات والرشا والدعم الخارجي والتلويح بالمناصب والوظائف وحملات توزيع البطانيات وكارتات الموبايلات والمسدسات والمواد الغذائية الدور البارز في تعميق ديمقراطيتها ونزاهتها وحرية الاختيار فيها , لابد ان يتوقع بان منظومة الشعارات تلك ومجموعة الوعود تلك لو نفذت فانها بالتاكيد سوف تغير وجه العالم كله وتضاريسه وعلاقاته ومستوياته الاجتماعية ولن تقتصر تأثيراتها الثورية على شعب واحد وحسب او على دولة  واحدة بعينها.
فمن شعارات كفالة وحماية الحريات العامة والشخصية واحترام مبادئ حقوق الانسان والقضاء على الفقر والبطالة والفساد والتسول والجريمة المنظمة مرورا ببناء القاعدة الاقتصادية وشبكة الخدمات وتعزيز سيادة القانون والعدالة في تبوأ المناصب والدرجات الوظيفية وتعزيز منظومة الحماية والرعاية الاجتماعية ورعاية اليتامى والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة وصيانة حرية الرأي والتعبير والبناء والتعمير وتوفير السكن والارتقاء بالصحة والتعليم وانتهاء بالتوزيع العادل للثروات والتبادل السلمي للسلطة واحترام حقوق كافة المكونات الاجتماعية وسواها من الوعود والعهود والشعارات والبيانات تتشكل في مخيلة البسطاء والسذج والمساكين صور مبهرة مؤثرة للواقع الخيالي الخرافي الذي ينتظرهم على ايدي فرسان الشعارات وصناديد حملات الانتخابات,لكن ما ان يفوز اولئك الفرسان بالمواقع والمناصب الحيوية حتى تظهر النوايا والاهداف والمعادلات الحقيقية وهم يتبرأون من شعاراتهم ويرمون بيمين الطلاق على خطاباتهم ليكتشف الخائبون المخدوعون الساذجون ان زواج اولئك المسؤولين من شعاراتهم كان زواجا مؤقتا اشبه بزواج المتعة وسرعان ما نفضوه بعد ان قضوا حاجاتهم ووصلوا الى غاياتهم.
وعلى ارض الواقع وفي ظل تلك الستراتيجيات الثورية الديمقراطية الاشتراكية التقدمية , فان المسؤولين يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا , واعداد السياسيين الذين ينضمون لقوائم نوادي اصحاب المليارات تتسع وبنفس الوقت تتسع اكثر اعداد المعدمين الذين يسقطون يوميا تحت مستوى خط الفقر' وبينما يضطر ابناء الفقراء لترك الدراسة لاعانة اسرهم فان ابناء المسؤولين يتنقلون في ارفع واغلى المدارس الاهلية وفي احدث السيارات الفارهة والحمايات الخاصة, اما الحريات العامة والشخصية ومبادئ حقوق الانسان والامن والاستقرار والسكن والخدمات والتبادل السلمي للسلطة والقضاء على البطالة والرعاية الاجتماعية والصحية ورعاية اليتامى والارامل والمشردين وذوي الاحتياجات الخاصة والتوزيع العادل للثروات فانها تمسي احدث نكات المسؤولين والحكومات وأبرز نوادر السياسيين والبرلمانات , ولو ان لجان وهيئات وتشكيلات النزاهة في هذه الدولة او تلك احصت بدقة ما كان يمتلكه هؤلاء قبل تسنمهم لمسؤولياتهم وقارنت بين ما يمتلكونه الان ربما لاكتشفت فضائح قد تطيح روائحها النتنة العفنة بجميع سكان كوكبنا.
   عليه ومن اجل الزام جميع السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين بوعودهم وعهودهم وخطاباتهم وخططهم وبياناتهم وشعاراتهم فأننا نطالبهم ان تكون علاقاتهم بتلك الوعود والشعارات اشبه بعقد الزواج الكاثوليكي الذي لا انفصام فيه مما يلزمهم بتنفيذ كل تلك الشعارات الثورية والوعود الوردية والعهود النضالية وبما يجتث الفساد والفاسدين والانتهازيين والوصوليين ويضع المسؤولية بين ايدي المسؤولين النزهاء المخلصين , عندها ستطمئن نفوس الفقراء والمعدمين وتهدأ البراكين.
لكن المفارقة لو ان بعض المسؤولين الانتهازيين في هذه الدولة او تلك ممن رضخوا لعقود الزواج الكاثوليكية بينهم وبين شعاراتهم الثورية تقدموا حال تسنمهم المسؤولية بطلب فسخ تلك العقود بذريعة الخيانة الزوجية , وربما بذريعة صيانة المصالح الوطنية , عندها سينطبق على شعوبهم المثل العراقي الشهير (تريد ارنب , اخذ ارنب .. تريد غزال , اخذ ارنب)