تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كنيسة مار آحودامة الكبرى

بدء بواسطة الخوري قرياقوس طراجي, فبراير 02, 2014, 10:14:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الخوري قرياقوس طراجي

كنيسة مار آحودامة الكبرى


الخوري قرياقوس حنا طراجي البرطلي

قبل أن نتكلم عن كنيسة مار احوديمه يجب أن نعرف الشيء القليل عن سيرة مار آحوديمه الشهيد الذي ولد في منطقة بلد التي تسمى أسكي موصل. وكان ابن أناس غير مؤمنين. ولما كبر وترعرع وأدرك عقله الحقائق وعرف كيف يفرق بين نور الإيمان وضلالة الشر والظلام وتمسك بطبيعتين إلهيتين بعد الاتحاد. واستنار بتعاليم الثالوث الأقدس.
اشتهر وعرف في كل البلاد من الرسل والمبشرين بقوة الروح القدس الذي حل عليه وخرج ليتلمذ خرافا ضالين ويدخلهم في حضيرة المسيح . أولئك الذين خلقوا على صورة الله ومثاله أنقذهم من أيدي الشياطين الماكرين. واتى بهم إلى معرفة الحق اليقين.
كان آحوديمه يدعو الله أن يساعده ليـكرز ويعلم البرابرة المتوحشين ويخرج منهم جنود للمسيح يبعد عنهم الشياطين. ولا مجال أن نطيل الكلام . إذ انه أقيم أسقـفا لمنطقة باعرباي الواقعة بين نصيبين وسنجار ( 2 ).
في كتاب اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية تأليف المثلث الرحمات مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم الموصلي. الطبعة الثالثة سنة 1976 صفحة 259 – 260 يقول أن مار آحوديمه من مفاخر أحبار كنيسة المشرق. قلده مار يعقوب البرادعي مطرانية بلاد المشرق هدى جماهير كثيرة من العرب إلى الدين المبين بعجائب عملها الله على يده. وحمل مصباح الإنجيل إلى بلاد فارس ومنهم ابن كسرى آنوشروان. الذي اعتقل القديس وقتله في الثاني من شهر آب سنة 575 ودفن في بلدة قرونتا المحاذية لتكريت وهو أول مطران المشرق. ويقول: كان احودامة فيلسوفا ولاهوتيا صنف كتاب الحدود في مواضيع منطقية. ومقالات في الحرية الدينية والنفس والإنسان باعتباره عالما صغيرا وفي التركيب البشري. وقد نشرت مع ترجمة المؤلف. ويظن انه ألفّ كتابا في النحو على طريقة النحو اليوناني.
كتب المرحوم القس يعقوب بن بطرس ابن الشماس اسحق الملقب ساكا بن بطرس عبدال قصة مار آحودامة سنة 1924 في 29 شباط. وكتبت أنا نسخة عنها سنة 1992 مع قصة مار أفرام السرياني.
لقد بنيت باسم القديس مار احودامة عدة كنائس في الموصل وبرطلي والتي هي باقية الى يومنا هذا.
اما كنيسة برطلي فكانت كبيرة جدا لإنّها كانت كرسيا مفريانيا للمشرق. وذكرت في تاريخ كنيسة المشرق التي أَصبحَتْ مقرا للمفريانية نظرا للمساحة الواسعة التي كانت حولها. إذ كان موقعها في وسط بلدة برطلي قبل بناء دير مار يوحنا ابنِ النجارين الذي يقع شمال غربي بلدة برطلي.
إنَّ القرية القديمة التي كانت تحيط كنيسة مار آحودامة الكبرى من الجنوب لم يبقَ منها أي بيت وتسمى الخراب وهو من كنيسة مار گورگيس الجديدة إلى بيت المرحوم متـو جبّو كـنـون ويسمى أيضا ساحة قرچـو.
وكما تذكر إحدى نساء البلدة ان جدتها كانت تحكي لها قصة كنيسة مار آحودامة لما كانت صغيرة قالت: ان هذه الكنيسة كانت مبنية على ستة دعائم كبيرة من المرمر من اليمين وستة دعامات من اليسار. إذ كانت اكبر بكثير من دير مار يوحنا بن النجارين.
ورد ذكر هذه الكنيسة الكبرى في التاريخ الكنسي لابن العبري المجلد الثالث إذ يقول: أَن المفريان اغناطيوس الثاني لعازر أقام فيها هيكلا. وبنا فيها أبنية أخرى قلايـة مهمة نحو سنة 1153. وأقام فيها مدة. حيث توفي في 14 حزيران سنة 1164 ودفن في دير الزعفران.
توفي فيها المطران مار أثناسيوس بهنام المعروف بابن سمانة الذي كان أَحد رهبان دير مار متى ورسمه مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري مطرانا لأَبرشية بنوهدرا كان ذلك سنة 1590 يونانية الموافقة 1279 ودفن في دير مار متى.
أمّا المفريان غريغوريوس يعقوب الثاني 1189 – 1215 وهو ابن أَخ البطريرك مار ميخائيل الكبير.
أَقام في كنيسة مار آحودامة خمسة سنوات إذ بـنا فيها قلاية مفريانية كبرى. وتوفي في قرية قريبة من مدينة سنجار في 12 تشرين الأول سنة 1215 ودفن في دير مار متى.
أما المفريان ديونوسيوس صليبا الثاني الطور عبديني المتوفي سنة 1231 مكث فـــي برطلي ثمان سنـــوات. رسمــه البطريرك اغناطيوس داود الثالث سنـــة 1222 – 1252.
والمفريان يوحنا بن العبري الملطي 1226 – 1286 نعرف من سيرة المفريان مار غريغوريوس ابن العبري الملطي أنَّ ديوسقوروس جبرائيل البرطلي كان مهندسا حاذقا ومعماريا ماهرا قام بأمر المفريان بهندسة دير مار يوحنا بن النجارين وأخته شوشن وتقديرا لجهوده في بناء هذا الدير في قرية برطلي مسقط راس جبرائيل البرطلي فقد رقاه إلى رتبة الاسقفية لإبرشية جزيرة إبن عمر. إبتدأ في بناء هذا الدير سنة 1284 مسيحية بعد أن خربت الكنيسة القديمة التي كانت مبنية على اسم الشهيد مار يوحنا ابن النجارين في قرية بيت آكوري ( ܒܶܝܬ݂ ܐܰܟܳܪ̈ܶܐ ) وقرية بيت تكليثا ( ܒܶܝܬ݂ ܬܰܟܠܝܼܬ݂ܳܐ ) القريبتين من بلدةِ بعشيقة. ولأنه لم يستطعِِ المؤمنون من زيارة ضريح الشهيد خوفا من اللصوص وقطاع الطرق. واستمر في بناء الكنيسة الجديدة والدير في برطلي إلى سنة 1285 . وقد زين الكنيسة بصورة بديعة صورها روميا حاذقا وتعب في الدير كثيرا وقد ذكر ذلك كاتب سيرته تلميذه ديوسقوروس جبرائيل البرطلي واخوه المفريان ابن العبري غريغوريوس برصوم الصفي في تذييل تاريخ كنيسة المشرق.
هذه الفترة كلها قضاها مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري في كنيسة مار احودامة مقر المفريانية حيث قام ببناء كنيسة العذراء في بغداد. توفي في مراغا.
خلفه أخوه برصوم الصفي في المفريانية فنقل عظامه إلى دير مار متى والمفريان غريغوريوس برصوم الصفي 1288 – 1307 خدم شقيقه كشماس واخذ عنه الكثير. اختاره أهل المشرق للكرسي المفرياني فرسمه البطريرك نمرود 1283 – 1292 سكن في دير مار دانيال أعلى جبل عين الصفرا فترة وفي برطلي. وكانت وفاتُه في برطلي سنة 1307 ونقلت عظامه الى دير مار متى ودفن في ضريح شقيقه المفريان غريغوريوس ابن العبري.
والمفريان غريغوريوس متي حنو الأول البرطلي 1317 – 1345 الذي تولى رئاسة دير مار متى. رسمه مفريانا في ماردين البطريرك مار اغناطيوس بدر زوخي يوسف ابن وهيب المارديني باختيار السريان المشارقة. ذهبوا برفقة مطران بيت صيدا والأستاذ الشهير العجيب الخطاط عبد الله بن عبدا البرطلي.
هذا ما ورد في كتاب تاريخ بطاركة أنطاكية تأليف المثلث الرحمة مار فيلوكسينوس يوحنا دولباني والمطبوع في هولندا سنة 1990 في دير مار أفرام السرياني.
ويذكر كتاب برطلي في مرآة الزمان صفحة 47 تأليف الأب سهيل قاشا. نقلا عن كتاب كنيستي السريانية تأليف المطران اسحق ساكا صفحة 226 اذ يقول: ان الوجيه السرياني عبد الله بن عبدا البرطلي كان يساعد المفريان غريغوريوس متي حنو في آخر أيامه. توفي في برطلي ودفن في دير مار متى.
أما المفريان ديوسقوروس يعقوب ابن قينايا سنة 1361 . لو نقرا كتاب كنيستي السريانية صفحة 226 للمطران اسحق ساكا وكتاب دفقات الطيب في تاريخ دير مار متى العجيب تأليف المثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي. وكتاب برطلي في مرآة الزمان تأليف الأب سهيل قاشا نجدهم يذكرون ابن قينايا مطران الشام الذي ذهب إلى البطريرك إسماعيل في ماردين وطلب منه أن يرسمه مفريانا فلم يقبل. قصد الملك الصالح صاحب ماردين ووهبه أربعين ألف غرش لكي يُقنعَ البطريرك إسماعيل أن يرسمه. فامتنع البطريرك. فسافر إلى دير مار متى واجتمع مع رهبانه وأقنعهم ليرسموه مفريانا فدفع لكل منهم عكازا ليقوم كل واحد منهم مقام البطريرك والأسقف والمطران الفلاني وأقاموه مفريانا بصورة مستهجنة. ولما سمع البطريرك بما جرى حرمه.
أما أبن قينايا فقصد بطريرك قـيـليقية فـدعاه مفريانا في 29 حزيران سنة 1361 وأعاده إلى برطلي فلم يـبـقَ في برطلي بل طرده صاحبُها إلى تكريت وبعدها انحدر إلى بغداد هناك قتله الفقهاء واحرقوا جثته ورموه في النهر.
أما المفريان اثناسيوس ابراهيم 1365 – 1379 رسمه البطريرك إسماعيل حسب طلب سريان المشرق في 1 تشرين الأول سنة 1365 توجه إلى الموصل فبرطلي حيث استقبله الإكليروس استقبالا رائعا. وأقام في برطلي حيث زاره القس يوحنا والرئيس مسعود من مار دانيال. وبعد ان زار المناطق التابعة لكورة نينوى رجع إلى برطلي وأقام فيها إلى يوم وفاته سنة 1379.
والمفريان قورلس يوسف الثاني 1458 – 1470 المعروف بابن نيسان كان مطرانا على الشام. رسمه البطريرك اغناطيوس خلف 1455 – 1484 سنة 1458 ولم يكن في برطلي إلا زمنا يسيرا حيث غادرها إلى حمص وتوفي هناك سنة 1470 بعد هذا التاريخ لا نجد ذكراً في كتُبِ التاريخ عن كنيسة مار احوديمة إذ خربتْ من جراء الإضطهادات العنيفة والأحداث القاسية المريرة التي داهمت هذه المنطقة في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر إذ خربت هذه الكنيسة الكبيرة ولم يبق من معالمها إلا الشئ القليل. حيث وجد في خرائبها رقيم سنة 1933 مكتوب عليه باللغة السريانية ما ترجمته:
فارق هذه الحياة الشـقية إلى عالم الأفراح الشماس ميخائيل في شباط سنة 1697 يونانية الموافقة 1386 ميلادية ( 1 ). وهذا الرقيم كان موجودا في كنيسة مارت شموني في برطلي.
وفي أواخر تشرين الثاني سنة 1939 بينما كانَ العمال يحفرون ويبحثون عن آثار هذه الكنيسة القديمة والتي كانت اكبر كنيسة في المنطقة وتسمى الكنيسة الكبرى. ظهر في خرائبها ( ܡܝܼܢ̈ܳܬ݂ܳܐ ميناث ) رفات القديسين وهي لمفارنة ثلاثة دفنوا في برطلي إذ أن جيران الكنيسة راؤا في الليل عمود نور يهبط من السماء. وقد ورد صفحة 56 من المجلة البطريركية التي كانت تصدر في القدس سنتها السابعة ( العدد الأول ) كانون الثاني ما يلي:
في أواخر تشرين الثاني الماضي ظهر ضمن أخربة كنيسة مار احودامة في قرية برطلي من قرى الموصل رفات بعض الآباء من الأساقفة أو الإكليريكيين عرف مكانها بنور مشرق تلألأ فوقها. في بعض الليالي شهدت برؤيا شهد الجمهور بصدقها فنـقـلت الأرفـتة إلى هيكل القديسة شموني المقابية ولكن أسماؤها بقيت مجهولة.
يذكر المؤمن دانيال بطرس كاكو أَنَّ السيّد داود ابن گورگيس حنوش القس إيليا كانت رجلاه برصاء فحملته أمه وقدمته للشماس حنوكا حنوق قائلة له أعبره من تحت ميناث القديسين ثلاث مرات. فشفي في الحال من البرص.
اتفق الطرفان السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك انه إذا وجدوا ذهبا او أي شيء يقيمونه بينهم فالبصدفة راؤا وأَعطوا قسما من القطع الذهبية للخوري بطرس سابا البرطلي. فصعد الخوري الياس شعيا وقال له رأينا 24 قطعة ذهب بالمناصفة.
وبعد ذلك قالوا له أَرجِعْ ما لديك فاعطاهم حتى أَنهم مزقوا ثيابه. كچي توما شوشي وتوماس وسيـبا. ولما نزل صرخ قائلا: أَين هم أولاد يعقوب فتحشدت جماعته وحصلت الخصومة وكبرت المشكلة بين الطرفين. وبعدها حفروا وأَخرجوا رفات القديسين المفارنة المدفونين في الدير. الأَشخاص الذين حفروا هم : حنو كوتي – زورا حنـدو – حنـو بـنّـوشة – أيوب دوشا – رفو بهنام كچـو الملقب رفو گزو – سعيد بـينوكا – متي جبّـو كنون.
كتاب الفنقيث رقم 7 مكتبة كنيسة العذراء مريم في برطلي
ورد في صفحة 56 ما يلي: صلوا على عيسى الموصلي مطران دير مار
متى الذي كتب هذا الكراس سنة 2047 يونانية المصادفة 1736 مسيحية والذي يقرا فيه يصلي على أبيه اسحق وأمه مريم وإخوته يعقوب وموسى.
وفي صفحة 41 ورد ما يلي: صلوا على الضعيف عبد الرزاق من دير مار گبرئيل في منطقة طورعبدين تلميذ الأب المفريان باسيليوس شمعون من قرية بامنعم. كتبه في سمـيـل سنة 2047 يونانية. فلحظه وشدّه وكتب فيه 12 كراساً جديداً وكان قديماً لكنيسة القديس مار آحوديمه التي هي داخل قرية برطلي وفي غربي بيعة القديس مار گورگيس (3) والآن قد انهدمت أيْ كنيسة مار آحوديمه وخربت منذ سنين كثيرة. والآن قد تجدّد وأَوقفوه إلى كنيسة القديس مار گورگيس المذكورة التي في قرية برطلي وإلى كنيسة مارت شموني التي هي شرقي القرية المذكورة. وكان ذلك أَيام واهتمام الكهنة أوَّلهم القس دانيال والقس عبد الله والقس ابراهيم. والشمامسة أَولهم الشماس عازر وشماس زمرگدوس وشماس ابراهيم وشماس جمعة وشماس ابراهيم وشماس عبدو وشماس يوحنا وشماس قسطو وشماس خوشابا وشماس اسحق وشماس يوحنا وشماس اسحق بن جزدان. والساعور عيسى من بيت عبديكا. وكيخوا خوشو حبش. ومتي دنحا وابراهيم وباقي أَهل برطلي المذكورة الكبار والصغار. الله يجعلها أَن تكونَ عامرة. وذلك في أَيام أبهاتنا المكرّمين مار اغناطيوس أَي البطريرك شكر الله ومار باسيليوس مفريان المشرق عازر ومار باسيليوس شمعون مفريان طورعبدين ومار ايوانيس كاراس مطراندير مار بهنام الشهيد. والقسم الإخير من الكتاب فهو بخط الشماس بهنام ولا يوجد فيه تاريخ.
وفي صفحة 94 ورد تاريخ وهو: كتب بيد الضعيف الخاطئ والمملوء معايب عيسى الذي لا يستحق أن يُذكر اسمُه في هذا الكتاب المقدس.
المصادر:
----------
1- تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية تأليف سويريوس يعقوب توما. قداسة البطريرك يعقوب الثالث البرطلي صفحة 274 الجزء الأول.
2- عن كتاب برطلي في مرآة الزمان تأليف الأب سهيل بن بطرس قاشا صفحة 53 بذكر ان كثيرين من مؤرخي السريان يقولون أن خريستوفورس جاثليق الأرمن رسم مار آحوديمه أسقفا على باعرباي.
1- دفقات الطيب صفحة 81 , 82 .
2- برطلي في مرآة الزمان من صفحة 40 – 49 .
3- كنيستي السريانية صفحة 226 .
4- سنة 2047 يونانية تُساوي 1736 مسيحية
5- الحاش كلمة سريانية بمعنى أسبوع الآلام
6- كنيسة مار گورگيس القديمة بنيت سنة 1706 مسيحية