ما بين التاسعة ِ ليلا والثانية بعد منتصف الليل

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, يوليو 01, 2011, 09:21:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

                             ما بين التاسعة ِ ليلا والثانية  بعد منتصف الليل



ما أن تبدأ الأقدام بسحب خطواتها نحو منازلها وتخمد الأنفس ُ في مخادعها لا يبقى في تلك الساعة من الليل القادم
سوى ضجيج المقاهي وروادها مختلطا ً بنباح الكلاب التي تحس ُ إنها بعد برهة ٍ من الزمن ستتسيد غيرها من الحيوانات وهناك أيضا ًمواء القطط وهي تتسارعُ  بحثا ً عن شيء تلتقطه من أكوام النفايات المبعثرة على جانبي الطريق الذي يشق قلب البلدة نصفين  ويشوه جمال أنوار المحلات المتراصة على جانبيه ..تأخذنا خطواتنا أنا وزميلي في المناوبة الأولى إلى بداية السوق الرئيسي ..هناك حيث تربض الأكشاك الهزيلة المتناثرة بصورة عشوائية لتطبع للناظر إليها تخلف المكان وبعده عن الحضارة وعن الهندسة المدنية  في الأعمار..نختار مكانا منزويا تحت إحدى شرفات المحلات التي تغير أصحابها في رمشة عين ٍ أو في زمن ٍ غَلَبَه ُ المال ..تقترب الساعة الأولى من دوريتنا من نهايتها ونحن نحضن بنادقنا التي أبت أن تفارق ظهورنا طيلة أعوام , منذ بداية  مواسم الحروب وموسم الحصار المختلفة المثقلة بهموم العيش ..في بلد ٍ دخل َ غرفة إنعاش دون أن يستفيق َ من غيبوبة فرضت عليه ...ومع بداية ساعتنا الثانية بدأ ضجيج المقاهي ومرتاديها بالتلاشي وكما توقعت أصبح نباح الكلاب هو المتسيد ضجيجا ً محلقا ً في فضاءات صمت الليل وسواده ِ بعد انقطاع التيار الكهربائي  الذي مع انقطاعه  بحثنا عن ولاعة سيجار تنير لنا ولو ببصيص ضوء قدرا ً ضئيلا من مساحة المكان  الذي أعادنا إلى ذكرياتنا التي فاضت كبحر ٍ هادر نتشوق ُ لعودتها حقيقة نعيشها لحظتها ..يا لتلك الذكريات التي تمر كسحابة ً من دخان تغار ُ منها أدخنة سيجارة صاحبي المتلذذ بها  حيث أخذت تلك الذكريات مساحة ً غير قليلة من وقتنا وكل ذلك وعيوننا تترقب المكان وتترقب  السيارات المارقة عبر ليل المدينة المتكاسل .. يحاول النعاس أن يأخذ منا مأخذا ً فنقاومه بضحكاتنا وأحاديثنا عن مواقف طريفة صنعناها أو مررنا بها وأحيانا عند سكوتنا أحلم ُأحلام يقظة التي أحسها كعجوز ٍ تحاول أن تعيش إلى مالا نهاية من الوقت .. يُدخن صاحبي سيكارته الخامسة مع بداية الساعة الثالثة التي  بدأ فيها بعض الإلهام الشعري يسري في  أفكاري الممتدة فوق بساط الليل ..فتبدأ شفاهي بترديد بعض الكلمات  أرصف تلك الكلمات في جُمَل .. أُ خرِج ُ دفتري من جيب بنطالي   الخلفي الذي أصبح حضناً لذلك الدفتر المتواضع أكتب ما رددته شفاهي  وما حفظته في قلبي من كلمات .. يقاطعني صاحبي بحديث ٍ جديد عن بعض المواقف الطريفة التي يصنعها ويوقع بها البعض من أصدقائه ِوبمقاطعته ِ يشتت أفكاري ويوقف مداد قلمي وتغضب أوراق دفتري لأنها فقدت ما يزينها من كلمات .. ومع المقاطعة تلك ندخل النصف ساعة الأخيرة من زمن  دوريتنا زمن ٍِ عشناه ُ دقيقة بدقيقة نترقب المكان لنؤمن نوما هادئا ً للجميع .. أنصت لهمس ليلنا
وهمهمته ِ وكأنه يخاطبنا : ها أنتما ستغادرونني  وستتركونني مع نباح الكلاب  الذي لا ينقطع طيلة سهري مع صمت الأزقة الأسوّد  أهمس ُ له ُ : لا تخف فبعدنا من يأتي ليحضنك ويحضن ُ بعينيه هذه البلدة الرائعة  رغم البثور التي سَكَنت  جسدها ... نعطي ظهرنا لليل بعد مواساته ِ ونمضي حيث ينتظرنا النوم على ضفاف أجفاننا
لنعانق ما تبقى من أحلامنا ...

                                        أمير بولص أبراهيم
                                        برطلة 28 حزيران 2011

dr_waseem

الاخ العزيز أمير بولص ابراهيم

لا تخف فبعدنا من يأتي ليحضنك ويحضن ُ بعينيه هذه البلدة الرائعة  رغم البثور التي سَكَنت  جسدها

مادام في البلدة رجال لاتساوم ولا تخاف من قول الحق وفعله , ستبقى هذه البلدة خالدة بالرغم من البثور ونباح الكلاب .

قصه ممتعه و جميلة المعاني

تحياتي

روني اسو

يا برطله يا حبيبتي لديك رجال يفدونك بدمائهم ويحموك بارواحهم يسهرون كي تنامي بأمان ويتعبون كي ترتاحي انتي وابنائك.... وقبل كل هذا فأنتي في حماية الله ويسوع ومريم العذراء وكنائسك الشامخه وعين الشيخ مار متي تنظر اليك من جبله الشامخ.فيدعو لك بالخير في صلاته.....يا حبيبتي يا برطله  اشتقت اليك كما يشتاق الطفل لحضن امه وكما يشتاق الحبيب لملاقاة حبيبته ... عاشت ايدك عمي امير على هاي القصه الي اني هم مثلك عشتها لمدة 5 سنين في الحراسات