حَكَت هذه الحكاية لعالمِها الأبيض ( إلى من غادر َ ثرى قريب ٍ أو حبيب )

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, أبريل 09, 2011, 03:12:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

طال َ انتظار تلك الروح له على قبر جسدها وبدأ القلق يساورها لتأخره ِ بالحضور في تلك الأمسية الخريفية..حيث كان كل يوم يأتي لملاقاتها في تلك المقبرة القديمة حسب اعتقاده إنه يلتقي مع روحها ويتهامسان معا ً ..كان كل يوم يزور قبرها و يوقد فوقه لها الشموع .. في لحظات انتظاره تلك أخذت تُهامس ُ جسدها المدفون تحت التراب عن سبب تأخره ِ ..تهللت بعدما أحست بقدومه وكعادته ِ حاملا ً زهرة اصطناعية بدلا ً من زهرة طبيعية من الزهور التي كانت تحبها لتبقى أطول فترة ممكنة فوق قبرها لأنه على سفر ِ وقد تكون هذه زيارته الأخيرة له ومع زهرته تلك علبة شموع جديدة بدت شموعها أطول من المرات السابقة لذات السبب .. وفي يده الأخرى يحمل حقيبة سفر ِ إلى المجهول .. راحت تتلقف أنفاسه ِ بسرور وهو يتباطأ بالخطى نحو القبر
راوده شعور بأن الروح التي تنتظره ُ بدأت تلومه على تأخره ِ وصل َ القبر ..ركع َ على ركبتيه ِوكأنه بدأ صلاته عليها غَرسَ زهرته وأوقد شموعه..تمرغت كلمات صلاته مع دموعه بتراب القبر ..أحسها تمس شعره ُ بأنفاسها الباردة وتُقبل رأسه ُ بنفحة روحية هادئة هامسة له : كفاك َ بكاء ً فأنا في عالمي الجديد مسرورة حيث هناك أرواحا ً صافية تشبه الحمام تُحلق حيث تريد أن تحلق ولا تعرف لمن تكون تلك الأرواح كل ما تعرفه ُ إنها في عالم أبيض لا تدخله الأحقاد والكذب والقتل وكل ما يُخالف وصايا الله ..وكمن َ سَمَع َ همسها : نعم أعلم إنك هناك في عالم ٍ أبيض ولكني أفتقد : كل يوم لذلك آتي هنا لألتقي معك وكأني مجنون .. أحس بعودة همسها مرة أخرى : لماذا هذا الحزن الكبير هذه المرة وكأنك تلقيني للمرة الأخيرة ..تلعثمت أنفاسه وهو يهمس مع نفسه وكأنه يهامسها : هذه زهرتي الأخيرة وشموعي الأخيرة أيضا لأني مسافر بعد أن لفظني الوطن في لحظة قاسية يمر بها . نهض َ ونظره نحو السماء التي بدأ الغيم يغزوها مثيرا ًسوادا ً سينجب بعد قليل من الوقت مطرا ً .. أدار َ ظهره ُ للقبر ولها ..لكنها رافقته حتى الباب ليودع هو آخر نظراته للقبر ويطلق أنفاسه قبلة ً لها .. لينطلق حيث المجهول الذي ينتظره ُ.. تساقط المطر لحظتها ليعانق دموعه الممرغة بالتراب وتهب ريح خفيفة تلاعبت بالزهرة وشاكست أضواء الشموع ..لتُسقِط الزهرة وتطفئ الشموع .. ومن هذا الوقت لن يكون من يغرس الزهور ويوقد الشموع
رَوَّت هذه الحكاية لعالمها الأبيض لتسكن فيه للأبد ...!!



أمير بولص إبراهيم
برطلة 11 شباط 2011

هبة ابراهيم


ruaa

امي ينبوع حب ونهر عطاء ليس له نهايات
امي اول حكاية عرفتها وهي اخر الحكايات
امي اول كلمة لفظتها وهي اخر الكلمات


روني اسو

اتذكر عمي امير من انطيتني ورقه وكتلي اقره هاي القصه ويمكن تتذكر انت من قريتها اني وبجيت وصدكني هالمره من قريتها للمره الثانيه حسيت بنفس الحزن ونزلت الدمعه من عيني لانه انت كتلي من كتبت هاي القصه كتبتها للحاله الي انت عشتها من ماتت المرحومه اختك وهسه دتحظر نفسك للسفر.......... فعلا انت امير الشعراء والكتاب لانه تعرف شلون تحرك مشاعر الناس عاشت ايدك

أمير بولص ابراهيم

الاخ العزيز روني

اولا اشكرك على ردودك الكريمة التي اسعدتني والتي تنم عن مدى متابعتك للادب وموافاة الموقع في نشاطاته .. ثانيا عندما اكتب أضع في نظري الواقع ومنه التقط الحدث لأحوله إلى قصة فيها بعض الاضافات او التغيير وفيها من التأثيرات الحسية والنفسية التي تجعل القارئ يراوده شعور بانه صاحب الحدث او انه كان قريبا من حدثها

  ثالثا .أنما لست بامير الشعراء ولا الكتاب فهناك غيري اجدر باللقب اما انا فأكتب لكي أشعر إنني اعيش حياتي ولو كانت شعرا فقط

شكرا وتحياتي للاهل وليوفقك الرب يسوع ويرحم اختك ..أنه سميع مجيب
تحياتي

هالة القمر