شعبنا بحاجة إلى فلسفة ولكن أي فلسفة؟ تعقيب على الأب الدكتور يوسف توما/ ليون برخو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 17, 2012, 07:40:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

شعبنا بحاجة إلى فلسفة ولكن أي فلسفة؟ تعقيب على الأب الدكتور يوسف توما



ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد


برطلي . نت / بريد الموقع

توطئة
أتحفنا الزميل العزيز يوحنا بيداويد بمقابلة شيقة أخرى، هذه المرة مع الأب الدكتور يوسف توما (رابط 1). وكانت المقابلة متشعبة وطويلة.
وما جذبني إليها كان العنوان رغم أن المتن لم يتطرق إلى الفلسفة بالمفهوم الإنتولوجي والإبستمولوجي – طبيعة المعرفة لدى الإنسان وحقيقته الإجتماعية– المفهومين الذين تتركز عليهماالفلسفة كعلم. ففي كل  المقابلة هناك إشارتين عابرتين للفلسفة كمفهوم إنساني. الأولى تخص عنوان المقابلة والثانية تخص الفقرة والإقتباس من الفيلسوف الفرنسي عمانوئيل ليفيناس. وفي الحقيقة إن الإشارة العابرة إلى هذا الفيلسوف كانت الدافع إلى كتابة هذا التعقيب.
وسأركز في هذا المقال على بعض المفاهيم الأساسية التي  أتى بها هذا الفيلسوف– والذي تقول عنه موسعات المعرفة العالمية ما معناه أنه لو لم تملك فرنسا من العباقرة غير عمانوئيل ليفيناس لكفاها ذلك. إذا نحن أمام مفكر عملاق صاحب عقل جبار وتحليل وتفكيك لحقيقتنا الإجتماعية كبشر وطبيعة معرفتنا الإنسانية بخصوص الكون والوجود تفوق وتسمو على ما أتى قبله وهنا لا أستثني ما ورد للبشرية من معرفة عن طريف الأديان أيضا، كل الأديان.
عنوان المقابلة
ولكن قبل الولوج في فلسفة ليفيناس اود ان اعلق على العنوان. لا أعلم من وضع العنوان. العنوان يجب ان يعبرعن المتن وأنا شخصيا لم الحظ ذلك في المقابلة. هل كانت المسألة متعلقة بجذب القراء؟ بالطبع هذا ليس غريبا عن الصحافة.
ثانيا، محتوى او معنى العنوان ورغم تكراره في المتن تجانب الحقيقة. قبل ألف سنة كانت المنطقة العربية تعج بالفلسفة. فالحكم العباسي في بغداد والذي كان فيه لأجدادنا مساهمة حضارية فاعلة لم يسقطحتى منتصف القرن الثالث عشر ومن ثم إستمر في القاهرة إلى ما بعد القرن الخامس عشر وفي الأندلس كانت الفلسفة مزدهرة إلى ما قبل سقوطها في القرن الخامس عشر.
بين المنطقة العربية وأورويا
قبل ألف سنة كانت المنطقة العربية مزدهرة فكريا وفلسفيا وكانت اوروبا تمر في عصر مظلم تحكمه – كما هو الحال في المنطقة العربية الأن – سلطة دينية مطلقة حولت قيمها وكتبها إلى حقائق مطلقة وتصدر الفتاوي وتجبر الناس قسرا على إتباعها في وضع يشبه في كثير من  مناحيه ما يدور الأن في المنطقة العربية. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى – وكما يعلمنا ليفيناس وغيره من الفلاسفة المعاصرون سنأتي على ذكرهم– فإن إحتضان او محاربة الفلسفة لا يجوز إتخاذه معيارا للرقي الحضاري او التخلف عن اللحاق بركبه. فالمانيا التي تعد أم الفلسفة المعاصرة أنجبت النازية في القرن العشرين وأقترفت من الجرائم ما لم  تقترفه الإنسانية أجمعها في تاريخها الطويل والأنكى من هذا كان كبار الفلاسفة يهادنوها ومنهم هيدكر الفيلسوف الذي تاثر به ليفيناس كثيرا جدا.
وهناك أمريكا التي رغم وجود فلاسفة من امثال دوي وبيرس وجيمس وبوتنام – الفلاسفة الذين كان لهم فضل كبير في تكوين الفكر المدني والعلماني المعاصر حيث تتساوى فيه القيم الإنسانية والأخلاق رغم إختلاف البشر من  حيث الدين والمذهب والثقافة والجنس واللون– كانت تستخدم نظاما مقيتا للعبودية يخالف  أبسط القيم الإنسانية وجرى العمل بكثير  من تفاصيله غير الإنسانية تقريبا حتى منتصف الستينات من القرن الماضي وشنت هذه الدولة حروبا شنيعة وغير إنسانية وغير أخلاقية رغم تدينها الشديد وفلسفتها النيرة.
ولنا في مثال جنوب أفريقيا دليل أخر حيث تصرف أصحاب الفلسفة واصحاب كتب مقدسة وحملة إرث الفلسفة الأغريقية وهم  الأوروبيون البيض بشكل غير أخلاقي (كلمة الأخلاق مهمة جدا لفهم  فسلفة ليفيناس التي سنأتي عليها) وغير إنساني فيما يعرف بسياسة الفصل العنصري والتي إستمرت تقريبا حتى نهاية القرن العشرين.
ومن الطرف الأخر لنا في القبائل الأفريقة التي تحمل الإرث الأخلاقي – وليس الفلسفي او الديني بالمفهوم الذي ورد في المقابلة،  بمعنى أخر أن لا فلسفة لها على الإطلاق– تصرفت بطريقة أخلاقية وإنسانية تسمو كثيرا على حملة الفلسفة والكتب الدينية. فنلسن مانديلا في جنوب أفريقيا هو وقبائله عندما سيطروا علىالحكم تصرفوا بأسلوب أخلاقي إنساني أفضل بكثير من الغربيين أصحاب الفلسفة والكتب المقدسة. (ذكر الدين مهم لأن دونه يصعب فهم فلسفة ليفيناس.)
إذا القول أن محاربة الفلسفة مؤشر للتخلف الأخلاقي او الإنساني وإحتضانها مؤشر للرقي الأخلاقي والإنساني قول لا يعتد به إن كان هذا القصد وراء المقولة والعنوان.
شعبنا والفلسفة
شعبنا – وهنا أعني مسيحيي المشرق ذو الإرث والحضارة والثقافة التي تكتنفها لغتنا القومية – السريانية – كان قديما حامل لمشعل الفلسفة والفكر ونقلها إلى العربية. ولكنه ولظروف تاريخية لا مجال للغوص فيها غادر الفلسفة وصار الدين وقيم التدين هي معيار الأخلاق والتصرف الإنساني لديه. وإلى يومنا هذا لا زال شعبنا أسير القيم الدينية وكل ما لديه من فكر وفلسفة مرتبط بالقيم  الدينية التي ترقى في كثير من الأحيان إلى الإيمان المطلق ليس فقط بحرفية الكتاب بل بحرفية التفسير الذي يقدمه له رجال الدين والذين كل ما ليدهم من فسلفة وما يعدونه قيم أخلاقية وإنسانية موضوع في إطار التفسير الديني او المذهبي اوالطائفي.
إذا نحن اليوم شعب – رغم جرحنا العميق للظروف القاهرة التي نمر فيها – بلا فلسفة التي تؤسس للمفاهيم الإنسانية والأخلاقية خارج نطاق الدين والمؤسسة الدينية. هذا لا يعني أن الفلسفة تنبذ الدين.كلا.  الفلسفة تنظر إلى الوجود والحقيقة الإجتماعية وطبيعة المعرفة الإنسانية من منظار العقل والأخلاق. فالعقل والأخلاق هما المعيار وليس القيم الدينية.
حاجتنا إلى الفلسفة
لماذا نحتاج الفلسفة؟ الفكر  الفلسفي (وليس الديني) يخرجنا من القوالب الضيقة ويدلنا من خلال العقل على ما يمكن ان نعتبره قيما  وأخلاقا إنسانية. الفلسفة – من خلال ليفيناس وغيره – تقول لنا ليس هناك شيء مطلق لأن القول أن قيمي ومبادئي دينية كانت اوغيرها صحيحة مائة في المائة ولا تقبل المناقشة وأن كتابي معصوم وأن رجل الدين الذي أتبعه– من أي دين كان– معصوم وتفسيره مطلق يشكل ليس اليوم بل في كل العصور خطرا علينا وعلى إنسانيتنا قولا وفعلا.
وأنا كمعلم جامعي مختص باللغة والإعلام يهمني القول – الخطاب. ونحن المعلمين لسنا فلاسفة بل نحاول أن نتعلم منهم ونطبق أفكارهم على إختصاصاتنا. واليوم تُدرس الفلسفة في كل فروع المعرفة في السويد وفي جامعتنا دخلت حتى في مناهج كليات مثل الهندسة والطب ولا يتخرج طالب في أي مرحلة من الدراسات العليا إن لم يكتب في إطروحته فصلا كاملا عن المنطلقات الأنتولوجية والإبستمولوجية التي يستند عليها في بحثه.
والمطلق لغويا هي الجمل المثبتة والجمل الشرطية الجازمة والأسماء والألقاب والتسميات (الجمل الأسمية) والتي لا يخلو منها أي فكر ديني – أي دين كان – ولا يخلو منها الخطاب الإعلامي أيضا والناس تتشبث بها كثيرا وأكثر ترديدا وإستثمارا لها هي المؤسسات الدينية او المؤسسات التي تؤمن بحرفية وعصمة كتابها او كبار رجال دينهاولا سيما التي تربط العمل على هذه الأرض بمستحقات وجوائز وفوائد في الحياة ما بعد الموت.
عمانوئيل ليفيناس
ليفيناس يعد فيلوسف "أخلاقية الأخلاق،" اي انه يطورمفهوم الأخلاق الإنسانية ويذهب به ابعد من كل الذين سبقوة ومن ضمنهم كانت. وليفيناس يهودي ويستند في كثير  من منطلقاته، لا سيما تلك التي تخص الأخلاق وموقفنا من الأخر او الأخرين وموقع "أنا"او  "نحن" اي العلاقة بين الأخلاق الخاصة (الدينية مثلا) والأخلاق العالمة (الإنسانية التي تجمعنا)، على يهوديته وديانته. ودراساته التلمودية (التلمود الكتاب المقدس  لليهود وأقرب كتاب مشابه له هو العهد القديم) قمة في الإبداع رغم أنها تعارض في كثير من تفاصيلها تفاسير كبار أحبار اليهود.
ولهذا لا أعلم من أين جاء ربط مقولة ليفيناسبالإقتباس من الإنجيل في المقابلة. أنا لا أدعي أنني قرات كل ما كتبه هذا الفيلسوف ولا يمكن إنصافه في مقال وحتى كتابوترجماته إلى الإنكليزية حديثة جدا وهناك – حسب معرفتي–كتاب يتيم عنه في العربية صدر قبل سنتين على ما أظن وهو " قراءة نقدية عربية لفكر ليفيناس" لمؤلفه بسكال لحود،وأدخلناه لأول مرة في بعض الكورسات الجامعية لدينا هذه السنة. هل كان الربط من بنات أفكار الكاتب ام أن ليفيناس قام به؟ ولماذا لم نقرأ أكثر من هذا الجملة وهذاالربط عن هذا الفيلسوف الكبير؟ وهل حقا أفكار ليفيناس ذات فائدة لحاملي الفلسفة الدينية للحياة؟ او بالأحرى هل يجرأ حاملي الفكر الفلسفي الديني كما أوضحنا أعلاه مجاراة ليفيناس؟
الله وليفيناس
الله لدى ليفيناس ليس الله الذي لدى اليهود او المسيحيين او المسلمين. ليفيناس يهودي ويعتز بيهوديته ودينه وكان مدير مدرسة يهودية راقية في فرنسا ولكن له فلسفته وأفكاره الخاصة التي تفسرليسالتلمود بل الحياة والوجود من نظرة خاصة للأخر ونظرة خاصة للعقلانية والأخلاق الإنسانية (وليس الدينية).
لنلق نظرة سريعة على قصة إبراهيم وسماعه صوتا (صوت الله حسب الكتاب المقدس والتلمود والقرأن) يأمره بقتل إبنه وتقديمه ذبيحة. بالنسبة لليفيناس لا يجوز أن يتقدم الصوت الخاص، الذي هو صوت الدين، حتى  وإن كان من فوق أي من السماء على صوت الأخلاق المتمثل بالعلاقة مع الأخر. بمعنى أخر الخاص "أنا وما لدي" من كان مصدره اقل شأنا بكثير من الناحية الأخلاقية العامة. ولهذا كان على إبراهيم، حسب ليفيناس، ان لا يقبل الأمر الذي صدر له لذبح وقتل إبنه لأن الأمر خاص. الأمر العام "الأخلاق الإنسانية" لا تقبل ذبح وقتل الأخر مهما كان الأمر. أي لغة او خطاب يدعو إلىالعنف بهذا الشكل غير أخلاقي وغير مقبول من الناحيةالإنسانية والعلاقة مع الأخر مهما كان مصدره، يقول ليفيناس.
بطبيعة الحال في قصة إبراهيم يتراجع الصوت عن قراره ويمنع إبراهميم من قتل إبنه ولكن هناك الكثير من الأصوات في الكتب المقدسة او تفاسيرها لكل الأديان تطلب علانية القيام بأعمال شنيعة او تصدر عنها خطابات تقلل من الشأن الإنساني للأخر وكثير من هذه الأعمال تحصل على أرض الواقع دون تدخل هذه الأصوات.
من هو الفيلسوف الديني (اللاهوتي او الفقيه) الذي يقف على المنبر في كرازة او خطبة ويفسر النص "المقدس" من ناحية الفعل والقول (الخطاب واللغة) بهذه الجراءةالإنسانية؟
وهكذا وضع ليفيناس لبنات لفلسفة "أخلاقية الأخلاق" ووضع لبنات لفلسفة الوجود التي تستند على العلاقة مع القريب والنظر إلى القريب "الأخر المختلف عني" ووضع إنسانيته ومنحه أهمية تأتي قبل الأهمية التي نمنحها لأدياننا وكتبنا المقدسة وما يقرأه علينا رجال ديننا من مزامير.
ليفيناس لا يرى الوجود ولا الحقيقة، إجتماعية كانت او لغوية كانت او وجودية إلا من خلال نظرته للإنسان "الأخر". أي أن التصرف الإنساني والأخلاقي "أخلاقية الأخلاق" تتطلب وضع العام "ألاخر" قبل "الخاص" الذي يمثل "أنا" او "نحن". وإن أتتنا أصوات، وحتى لو كانت من السماء، وكان فيها تعدي على إنسانية الأخر – التعدي ليس فقط بالمفهوم الجسدي او المادي بل يضم ايضا المعنوي واللغوي – اللغة ممكن إستخدامها للأغراض الخاصة ومن أجل الإعتداء على الأخر– فلا يجوزالإنصياع له.
بين ليفيناس وقبائل زولو
وتذكرني "اخلاقية الأخلاق" لليفيناس بأخلاقية قبائل زولو والتي إستند عليها نلسن مانديلا في التعامل مع الأخر الذي إضطهده ومعه شعبه وعامله بطريقة  مهينة وسيئة تنتهك أبسط الحقوق الإنسانية. للقبائل الأفريقية في جنوب أفريقيا لا سيما قبائل زولو هذه المقولة الشهيرة:
I am because you are
ومعناها: "أنا موجود بسببك أي بسبب وجود الأخر (الإنسان) معي." وبنى نلسن مانديلا عليها فلسفته. جنوب أفريقيا مرت في خضم ثورة تشبة ثورات ما يسمى بالربيع العربي ولكنها إستندت على الأخلاق الإنسانية في التعامل مع الأخر. هذا مافعلته القبيلة التي لا فلسفة لها ولم يفعله الأوروبيون البيض  أصحاب الفلسفة والكتاب ولا يستطيع القيام به العرب أصحاب الفلسفة  والكتاب.
أقوال أخرى
ومن الأقوال التي وضعت تحتها عدة خطوط لأهميتها في كتاب  "الله والفلسفة" وهو واحد من أبدع مؤلفات ليفيناس تأتي هذه الجملة: "الإيمان ليس مسألة وجود الله او عدمه. الإيمان هو الإعتقاد ان المحبة ذات قيمة عندما لا تكون راءها مكافاءة."
هل في تراثنا السرياني مفكر مثل ليفيناس؟
أقرب مفكر لدينا لأفكار ليفيناس هو ما نرساي. ما ر نرساي أعده شخصيا أعظم مفكر وفيلسوف سرياني لأنه أدخل ما أستطيع تسميته "حوارية الأخلاق" إلى قراءة النص لا سيما الديني منه، وهذا كان قبل أكثر من 1500 سنة من ظهور ليفيناس. وما هي "حوارية الأخلاق"؟ هذا مفهوم نرساوي – من مار نرساي – قريب إلى مفهوم"أخلاقية الأخلاق" وفيه لا يستسلم مار نرساي للصوت من السماء بل يدخل معه في حوار عن أخلاقية وإنسانية ما تردده النصوص عنه ومنها نصوص العهد القديم (التلمودية) تماما كما يفعل ليفيناس. ومن هنا تأتي عظمة مار نرساي ومياميره والتي ومع الأسف الشديد بدأت تندثر كما هو الشأن لأغلب أدبنا وتراثنا الكنسي المشرقي ولغته.
كيف نسينا مار نرساي وغيره؟ نسيناهم لا بل همشناهم ضمن حملة مبرمجة لألتنة – من اللاتينية – ادبنا الكنسي المشرقي كما حصل مع لغتنا حيث وضعناها تقريبا على الرف وعربنا أنفسنا. ولهذا لم ألتق بأي فرد من أبناء شعبنا رغم حضوره لدورات لاهوتية عديدة وهو يعرف من هو مار نرساي. بإمكانه سرد أسماء غربية كثيرة وبسرعة ولكن لا علم له إن كان لنا مفكرين وفلاسفة سبقوا ليفيناس ب 1500 سنة.
خاتمة
نعم شعبنا بحاجة ماسة إلى الفلسفة، فلسفة بمستوى فكر ليفيناس الذي بدأ السويديون يقراؤنه بنهم.
وماذا يقرأ شعبنا؟ هل سيقرأ ليفيناس أم سيعود إلى مار نرساي ام سيظل يحارب الفلسفة على حساب الإنتماء المذهبي والطائفي؟
----
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,609613.msg5746940.html#msg5746940