الدولة و معاناة أطفالنا في العطل و الأعياد

بدء بواسطة حكمت عبوش, سبتمبر 17, 2012, 04:59:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

الدولة و معاناة أطفالنا في العطل و الأعياد

                                                                        حكمت عبوش

عندما نتكلم عن ألأطفال في العراق لا نتكلم عن عدد قليل من البشر بلغوا سن الرشد ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم بل نتكلم عن 14 مليون طفل عاجزين ذاتياً عن توفير ما يحتاجونه من أساسيات الحياة المعروفة ولذلك كان الإعلان العالمي لحقوق الطفل عام 1959 والقوانين العراقية المؤيدة له في الكثير من حيثياته وكانت توصيات الأطباء والمتخصصين بالطفولة المستمرًة و كلها تقر بأهمية ايلاء الأطفال الاهتمام الكبير والمناسب لتوفير فرص المعيشة والسكن والدراسة والرعاية بمختلف أشكالها بما فيها ضمان ممارسة النشاطات الذهنية و البدنية المختلفة ، فيحقق ويبدع الطفل  الكثير من المنجزات الفكرية والجسمية تنسجم وعمره الصغير. و لكن ماذا نتكلم أمام الواقع المرير الذي يعيشه الأطفال فعلاً والذي أكًد جزءًا منه السيد عبد الحميد ياسر –نائب مدير عام دار ثقافة الأطفال- في ندوة على قناة الحرة يوم 21-8 2012 ليقول: إن 15% من هؤلاء الـ (14 ) مليون يعيشون دون مستوى الفقروان10% منهم متسربون من المدارس، فكيف يقضي أولئك الأطفال المحرومون أعيادهم وعطلهم والى أين يذهبون؟ طبعاً أغلبهم يتجول  في الشوارع والأزقة على غير هدى، يمارس الألعاب الضارة ومنهم من يفتش في أكوام القمامة ومنهم من يسبح في النهر دون معرفة السباحة و منهم من يمارس أعمال صعبة لا تنسجم وعمره الصغير من أجل إعالة عالته المحتاجة وفي هذا كله يكون عرضة للانحراف أو تعاطي السكاير أو غيرها من الممنوعات. وما قاله الأستاذ جليل خزعل الباحث المتخصص بالأطفال في الندوة ذاتها: ماذا نأمل إذا كانت الدولة تعمل على تشغيل الأطفال بعقود وبنفس الوقت هي موقعة على اتفاقيات رعاية الأطفال والتي تحرم تشغيل الأطفال ونحن معه نسأل كيف يجوز هذا؟ و يضيف الأستاذ خزعل: لا توجد جهة مخلصة في هيئة رعاية الطفولة و أنا غير متفائل. ودعنا الآن من تفاصيل معاناتهم و آلامهم في معيشتهم المتدنية فحتى المراقب البسيط يتألم مما يقرأه في وسائل الأعلام المختلفة والصادقة عن ما جرت لهم من مصائب وحوادث موجعة في عيد الفطر الأخير وما نشرته من تحقيقات وصور وأرقام مفجعة عن الوفيات الناجمة عن حوادث الغرق في الأنهار التي حدثت في بغداد  ونينوى ومحافظات أخر وعن حوادث الإصابة بالعيون والني قد تسبب العمى للكثير من الأطفال بسبب اللعب ببنادق ومسدسات (أم الصجم) وغيرها من الألعاب الخطيرة إن كل هذا لم يأت عبثاً. صحيح يتحمل بعض الأهل مسؤولية عدم توجيه أطفالهم للابتعاد عن هذه الألعاب المؤذية ولكن يبقى السبب الأساسي هو ندرة بل انعدام أماكن ممارسة الأطفال للعبهم ونشاطاتهم البريئة النافعة في مناطق كثيرة جداً في العراق رغم وجود وزارات فيها مديريات كاملة  متخصصة بتوفير الفرص أمام الأطفال لقضاء أوقاتهم بالعطل والأعياد وأوقات فراغهم الأخرى فيها مثل وزارات الشباب و الرياضة و التربية والثقافة ولكن هذه لا تنهض بواجباتها بالشكل المطلوب و رغم وجود – هيئة رعاية الطفولة- المكلفة برعاية الأطفال وممثلة فيها 13 وزارة ويرأسها رئيس الوزراء و لكنها غير مفعلة لعدم توفر موازنة و انعدام التنسيق بين أعضائها كما قيل في ندوة على إحدى القنوات التلفازية اشتركت فيها النائبة عن - قائمة دولة القانون-  الدكتورة سميرة الموسوي .و يسأل المواطن البسيط، وكل هذه الوزارات المتخصصة ومعها الهيئة- أليس بإمكانها زيادة عدد المسابح النظامية في كل المحافظات العراقية بما فيها من مدن و أقضية ونواحي؟ و فتح المزيد من النوادي التي يمارس فيها الأطفال ألعاب كرة القدم و السلة و الطائرة و الريشة و المنضدة ولعبة الشطرنج الممتعة؟ وفتح متنزهات و مدن ألعاب و مسارح وسينما للأطفال و صالات خاصة بها؟ و فتح المكتبات العامة أمامهم  حيث لا يوجد مكتبة عامًة-واحده- خاصة بالأطفال  في بغداد كلها، ناهيك  عن تنظيم سفرات قصيرة مثلاً إلى الأماكن السياحية و المهمة القريبة. يقول الرسول محمد: ليس فينا من لا يوقًر الكبير و لا يرحم الصغير،و لا نعرف هل الرحمة تكمن في سد أبواب اللعب الهادئ والأمين والمفيد أمامهم وفتح أبواب اللعب الخطر والمؤذي والضار بهم وهذا لا يضر المواطن الفرد فقط إنما يضر الوطن أيضاً و ما يجعل- إحدى العينين تنظر والأخرى تبكي- كما يقول المثل السرياني. يجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارات الدولة  المختصة وتفعيل جهدها مع هيئة رعاية الأطفال- وتنشيطها جدياً مع تخصيص ما يكفيها من المال علماً إن ما يهدر من ميزانيتنا- بمليارات الدولارات- أصبح مكشوفاً أمام القاصي والداني، وهنا بات الأنسان العراقي يتألم عندما يسمع ما قاله الأستاذ ياسر في نفس الندوة:من أن ما خصص لدار ثقافة الأطفال هذه السنة هو164مليون دينار أي أقل من 164 ألف دولار علماً إن فيلماً واحداً-فقط- للأطفال أنتجته إحدى الشركات في دولة غربية كلًف 719 مليون دولار .إن تخصيص10 ملايين من الدولارات مثلاً - وهي ليست بشئ يذكر أمام المليارات المنهوبه- لهيئة رعاية الأطفال والمديريات والنوادي الخاصة برعاية  شؤونهم المتعددة ستخفف بالتأكيد من بعض العبء الملقى على أكتاف الأهل و تفتح مجالات وفرصاً جديدة أمام الأطفال للعب والتنزه والسباحة المضمونة والقراءة والغناء والتمثيل وكل الهوايات المفيدة الأخرى , و سنفتح الطريق أمامهم معبداً  للمحافظة عليهم  و إبعادهم عن الكثير من المخاطر السلوكية و الجسمية التي يتعرضون لها ونضمن بناء وتربية جيل جديد سليم الجسم والعقل والسلوك يعتمد عليه في بناء المستقبل الوضاء للعراق و ينقذنا من ضياع اطفالنا هدرا وتصب بالتالي كل الجهود الخيرة و الإبداع المتميز و المال الحلال  في نهر العراق الكبير الذي نريده متدفقاً مليئا بالخير دائماً.



ماهر سعيد متي

لربما يكون الطفل العراقي من اكثر اطفال العالم غبنا وهظما لحقوقه .. شكرا على المقال تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة