مشاكسة الارهـــــاب الرومانسـي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 14, 2012, 03:33:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
الارهـــــاب الرومانسـي





مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yaho.com



فجأة أزفت ساعة الصفر ' لتضع حدا لاستعدادات وتأهبات وتدريبات واستطلاعات ومراقبات ودراسات وتحليلات واقتراحات وخطط واستحضارات استمرت اسابيعا وربما اشهرا تركزت حول اعداد تفاصيل الخطة الهجومية الساحقة الماحقة   التي ستغير نمط كل الخطط العالمية والستراتيجيات الهجومية ' لجرأتها ودقتها وعقدها الاقتحامية من جهة ' ولاهمية الهدف وخطورته 'ولخطورة الاسلحة غير التقليدية التي يمتلكها 'والتي ربما تكون انواعا مختلفة من اسلحة الدمار الشامل' مما يهدد المصالح الوطنية والاقليمية معا. 
ومن اجل بلورة ستراتيجية حيوية ' وخطط تكتيكية ديناميكية ميدانية عملية فقد تمازجت الخبرات الوطنية بالنصائح والارشادات الاقليمية ' وتداخلت المصالح الستراتيجية في صياغة الاهداف التعبوية وفي تحديد مسار العمليات الهجومية ضد الاهداف الاساسية عبر منهجية محكمة لتفاصيل الخطة الميدانية  ' بل ربما ارتكزت تلك الاستحضارات التعبوية والاستعدادات المنهجية الى توجيهات ونصائح وارشادات وتقييمات وتحديدات ورؤى وتوجهات وافكار وسياسة وستراتيجية وتجارب ونصائح وتحذيرات وتعليلات ومسوغات واشتراطات واملاءات دولة صديقة ' تفوق تأثيراتها الفعلية تأثيرات كل الدول الشقيقة ' على اصحاب القرار من بعض القادة الاحرار والسياسيين الاخيار.
وهكذا ماان انتهت الاستعدادات وانجزت التهيئات وتمت الاستحضارات 'وحددت بدقة الاهداف المركزية للصولة التاريخية ضد الاعداء المارقين ' حتى بدأت لحظة الشروع الاقتحامي ضد العدو الانهزامي ' وعلى وقع المارشات العسكرية والاناشيد الوطنية الحماسية التي كانت اشبه باناشيد( احنة مشينة مشينة للحرب ) و(عالساتر هلهل شاجوري) والتي اعادت للذاكرة الوطنية مرارة تلك الايام المأساوية الحبلى بالدماء والشهداء ' بدأت صولة الفرسان ضد الظلم والطغيان .
لكن اللطيف والظريف ' والعجيب والغريب والمريب ' ان تلك   الملحمة الوطنية التاريخية التي ربما تكون مخططة ومدعومة من قبل قوى اقليمية ' لم تستهدف الارهاب والارهابيين ' ولا الفساد والفاسدين' ولا التزوير والمزورين ' ولا المسؤولين المختلسين ولا السراق وعصابات الاختطاف ومقرات المختطفين ' ولا مهربي العملات الصعبة ومستوردي الاغذية المنتهية الصلاحية ' ولا سراق النفط الاقليميين ولا من قطعوا المياه عن شعبنا الصابر الحزين ولا ضد من اغتصبوا الاملاك الحكومية والذين حولوا وزاراتهم ومؤسساتهم الى شبه املاك عائلية ' ولا من استوردوا الاسلحة الفاسدة والطائرات المستهلكة واجهزة كشف المتفجرات المضحكة المبكية ' ولا ابطال الحصص والمغانم والمكاسب والمليارات الشخصية على حساب المواد التالفة والمتواضعة   للبطاقة التموينية التي انتهكت برداءتها ومحدوديتها الحقوق الغذائية لكل القطاعات الشعبية ' ولا ابطال وفرسان  العقود الكهربائية الفاسدة الذين اغرقوا بفسادهم العراق بالظلام منذ اعوام.
   صولة الفرسان الميامين التي اذهلت كل المراقبين الدوليين لماثرها وشجاعتها ومبدئيتها ونزاهتها ورومانسيتها وشفافيتها والتزامها بحقوق الانسان بعيدا عن   
عن الظلم والطغيان ' استهدفت بكل عنفوان ' (النوادي الثقافية والاجتماعية) بدل استهدافها لمقرات ومواقع وتجمعات المجاميع الارهابية   .
ومن خلال ما عرضته الصحافتان الالكترونية والورقية ' فقد استهدفت الصولة التاريخية ' وبمنتهى الشفافية (المجرمين الارهابيين القتلة الاشرار في تلك الاوكار) عبر خطة هجومية محكمة ابتدأت بعملية الاقتحام البطولية ومحاصرة تلك الاوكار(الثقافية والاجتماعية) ومن ثم  اطلاق العيارات النارية في الهواء لزرع الخوف والذعر في صفوف (الاعــــداء) ' لتبدأ بعد ذلك مرحلة الشتائم الرومانسية نظرا لتأثيراتها النفسية ضد العدو ' تلتها مرحلة البصاق الشفاف الذي يترجم حجم وعمق وكمية وفاعلية سلاح (الحقد الانساني) لدى (ابطــــــال) الصولة التاريخية ' لتبدأ بعد ذلك الصفحة العتيدة من تلك الصولة المجيدة   ممثلة بعملية تحطيم الاثاث والمناضد والمقاعد والموجودات بطريقة رومانسية شفافة ' والمبادرة ايغالا في ترجمة ابلغ صور (التسامح الديني والمذهبي والتالف الوطني) بعيدا عن اي شكل من اشكال الحقد الدفين على الرموز الدينية برفع صورة الشخصية المسيحية النبيلة الرفيعة الدولية (الكاردينال عما نوئيل دلي) من على الجدار بطرقة رومانسية وتحطيمها (بمنتهى الاحتـــــــرام) تحت الاقدام والبصاق عليها بطريقة غاية في الادب والاخلاق والقيم والمبادئ الانسانية الرفيعة التي يتمتع بها اولئك (الشجعان الميامين) والتي ترجمت بابلغ صورة مدى احترامهم للاديان وللمكونات الوطنية وللرموز الدينية ' في حبن تمثلت الصفحة الاخرى من  صولة الفرسان التأريخية ' القادمين من عمق دياجير الحقد والظلام والهمجية ' بالاعتداء الرومانسي المباشر على (القتلة المارقين) الذين شاء سوء حظهم التواجد في ذلك اليوم في نواديهم (الرسمية المجازة من سلطات دولة القانون) بالانابيب البلاستيكية(الصوندات) وبالرفسات المجنونة وباعقاب البنادق والمسدسات وبالعصي الكهربائية والهراوات ' رافق ذلك بالطبع البصاق (الاخوي الوطني) والشتائم (المهذبة) التي ترجمت (بعمق قذارتها) القيم التربوية والاسرية والاجتماعية (الرفيعة) لاولئك الابطال الصناديد الذين سيبنون باخلاقياتهم الرفيعة تلك العراق الجديد السعيد' بالاخص بعد ان اختتموا صولتهم العجيبة الغريبة  تلك ' بالمهمة الاروع والاهم ممثلة بسرقة اموال تلك النوادي (الارهابية) التي كانت كما يبدو مثار حفيظة وحقد احدى الدول الاقليمية.
ان الاخطر من ذلك كله على خطورة وعمق الجراحات التي خلفها في النسيج الوطني ' الصرخات الهستيرية لاحد اولئك الضباط (الابطـــــــــــال) المدججين بالسلاح بوجوه المواطنين المسيحيين العزل اصحاب الوطن والحضارات والتاريخ وقيم المحبة والاخاء والتسامح ' وبمنتهى الحقد والتعصب كما نقلت ذلك اجهزة الاعلام الوطنية عن شهود عيان : ( شعدكم اهنا ؟ متروحون يم اقاربكم بالسويد لو باستراليا) ' مما يترجم الاهداف الحقيقية   لتلك الصولة (الفروسية)ممثلة بمحاولة افراغ العراق من احد اقدم وابرز مكوناته التاريخية والحضارية والانسانية الوطنية.
بيد ان المثير للعجب العجاب وللسخرية والاستغراب تاكيد مسؤول امني رفيع بان تلك الاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات والاهانات (البطولية الوطنية) التي هزت الرأي العام لقسوتها ' قد نفذت كما ادعى : (بكفاءة وبمهنية وباحترام كامل لحقوق الانسان) .
ويبدو ان هذا المسؤول الفهيم العليم لا يفرق لفرط ذكائه بين الحقوق والعقـــــــوق' لذلك له ولكل (مقــــــدام) ساهم بهذا الاقتحام الف وسام والف الف تحية وسلام.       



برطلي . نت / بريد الموقع