مشاكسة شـــــوربة الحكـــــــــومة / مال الله فرج

بدء بواسطة matoka, سبتمبر 05, 2012, 06:59:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مشاكسة
شـــــوربة الحكـــــــــومة







مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


برطلي . نت / بريد الموقع

اهتز العراقيون فرحا وطربا وسعادة  قبل شهر رمضان ' بالاخص ذوي الدخول المحدودة وابواب الرزق المسدودة ' بالخبر السعيد وبالانجاز المجيد ' كما ابتهج  لفرحنا الاصدقاء ' واشتاط غضبا وحزنا وحقدا وحسدا الاعداء ' بالنقلة النوعية الاقتصادية والغذائية التي ستحدث في المجتمع العراقي خلال شهر رمضان المبارك ' في ضوء تصريحات المسؤولين ووعودهم بالعمل على اضافة مواد جديدة الى مفردات البطاقة التموينية العامرة بكل مالذ وطاب من اللحوم والاجبان والفواكه والاعناب' رافق ذلك اجراءات عاجلة وهامة وواسعة ومباشرة لجميع المسؤولين المعنيين الكبار والصغار ' وهم يدخلون استنفار التحدي الخطير من اجل الانجاز الكبير ' وفي المقدمة الجنود المجهولين والمعلومين والاصلاء والبدلاء وحتى الاحتياط منهم في فيلق وزارة التجارة الفدائي لتنفيذ الامر الغذائي' بالاخص وان ميزانيتنا السنوية تتجاوز المائة مليار دولار ' مما يؤهلها لتوفير اجود انواع الغذاء والشراب والكافيار للعراقيين الاخيار.

وبالفعل ابتدأت عملية الاتصالات الفورية الثورية المباشرة سواء عبر الانترنت اوعبرالسفرات والرحلات  للوفود الفنية والغذائية والمالية والرقابية المتخصصة مع كبريات الشركات العالمية في اجواء من الموضوعية والسرية حيث انهالت العقود والعروض والاسعار والمواصفات والنوعيات ومواعيد الاستلام ' ومعها التوصيفات والتحديدات الدقيقة للامتيازات والتسهيلات والاغراءات والحصص والنسب والهدايا والاستضافات والمكارم والخصومات ' لتبدأ بعدها الجولة الاهم ' تلك هي اعلان نهاية المناقصات التي تمت باعلى درجات (السرية) حفاظا على المصالح الوطنية ' والمباشرة عبر اللجان المهنية المتخصصة المتفحصة ' بفتح العروض ودراسة العطاءات واستبعاد الشركات غير الملتزمة بالمواصفات بالاخص على صعيد النوعيات ' والمفاضلة بين الامتيازات والتسهيلات ' والاهم مواعيد وصول الشحنات بدقة وفقا للتوقيتات.

وبينما كان الفقراء والمعدمون غارقين في احلام اليقظة والتوقعات ' وهم يمنون الانفس باضافات نوعية لمفردات البطاقة التموينية تتناسب وتصريحات المسؤولين الكبار ' واهتمامات السياسيين الاحرار والبرلمانيين الاخيار ' الذين يؤكدون في جميع المناسبات على السعي لتقديم افضل الخدمات للمواطنين والمواطنات ' وبين الاحلام الوردية الكثيرة للطبقات الفقيرة بالاجبان والعصائر واللحوم الحمراء والبيضاء والفواكه والمعلبات والخضار ' عبر ميزانية المائة مليار التي ربما هي الاعلى بالنسبة لميزانيات معظم دول الجوار ' جاءت المكرمة (التأريخية) لتطيح بكل تلك الاحلام الوردية والتوقعات الخيالية ' ولتحدث معا صدمة وطنية ' وهزة اقليمية.

اذ لم تتعد الاضافة النوعية الثورية التاريخية الفريدة المجيدة لمفردات البطاقة التموينية العتيدة خلال الشهر الفضيل الا ربع كيلو غرام من العدس لكل مواطن لمساعدته في توفير اناء من شوربة الحكومة الحكيمة الرحيمة ومن اجل ان يتذكرها ويتذكر افضالها ومكارمها في توفير هذه المادة الحيوية التي ربما اضطرت   من اجل توفير تخصيصاتها المالية حجب المخصصات (المتواضعة) عن الوزراء والبرلمانيين والمحافظين والمسؤولين والمستشارين والخبراء ورؤساء واعضاء مجالس المحافظات ' وبذلك استحقت الحكومة الحكيمة وهي توفر طبقا دافئا من شوربة العدس لكل انسان خلال شهر رمضان الدعاء لها ليل نهار بطول البقاء   ومواصلة رعايتها للمعدمين والفقراء' عسى ان  توفر لنا في رمضان القادم تشريب الباقلاء.

الصدمة الوطنية بهذه المكرمة التاريخية ' في الوقت الذي تحولت في جميع القطاعات الشعبية الى مادة دسمة للتندر والسخرية حول (كرم وفضائل وانجازات وملاحم وعطاءات وبطولات حكومة الشراكة الوطنية) حيث بادر البعض بتوثيق هذه المكرمة التاريخية بالتقاط صور تذكارية مع الحصة العدسية ' فانها بالمقابل احدثت هزة اقليمية ,

فقد سارع المواطنون حال استلامهم لحصصهم من ثرواتهم الوطنية ممثلة بالحصة (العدسية) التي كانت عبارة عن (250) غراما من حبات معدن العدس الثمين الذي فاقت اسعاره وفق تقييمات مسؤولينا الذهب والماس في الاسواق العراقية ' وحيث ان تلك الكمية ووفق الوصفة الطبية الغذائية لمسؤولي الحكومة الوطنية يجب ان تكفي المواطن شهرا كاملا من اجل القضاء على كل الامراض السارية والمعدية والخطيرة والحقيرة والضارة وفي مقدمتها  امراض انتقاد الحكومة والتظاهر ضدها وكشف مواطن الفساد فيها , فقد سارع المواطنون لاقتناء الموازين الخاصة بالذهب نظرا لحساسيتها ولدقتها من اجل تقسيم الـ (250) غرام من مادة العدس على ثلاثين يوما لتكون حصة كل يوم من ايام الشهر الفضيل (8,34) غراما تماما ' وحيث لا تتوفر في العراق كل هذه الاعداد من موازين الذهب الحساسة لوزن ذرات العدس السحرية ' فقد اضطر العراقيون  لاستيرادها من دول الجوار ' مما خلق هزة اقليمية عنيفة ' وتوهم البعض لسذاجته ان الحكومة العراقية الحكيمة  اقدمت على عملية التوزيع  العادل للثروات الوطنية على القطاعات الشعبية على شكل سبائك ذهبية ' دون ان يدري ان الثروة العدسية باتت اغلى وانفس واندر من السبائك الذهبية ' بل ربما وفرت فعلا هذه الشحنة (العدسية) لبعض الفاسدين سبائك ذهبية.

قديما قيل ' تمخض الجمل ' وربما الجبل فولد فأرا ' والحمد لله ان حكومتنا عندما تمخضت هذا العام ' فانها ولدت عدسا , رغم انف الحاقدين اللئام .
     





     
Matty AL Mache