ال پَـتّي وال شَمنّي علاقة لا تلغيها نتيجة مباراة

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, سبتمبر 05, 2012, 04:44:36 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

ال پَـتّي وال شَمنّي علاقة لا تلغيها نتيجة مباراة



طيلة شهر كامل من الزمان عاش البرطليون مهرجانا رياضيا حرص الكبير قبل الصغير والنسوة قبل الرجال على متابعته ومعرفة اخباره ، بل كان الجميع حريصون على حضوره ، انه بطولة عشائر السريان الثانية بكرة القدم المصغرة التي باتت تقليدا سنويا ، نتمنى ان يستمر ، يقام بجهود المسؤولين في نادي برطلي الرياضي ومجلس عشائر سريان برطلي .

لم تكن البطولة مجرد مباريات كروية تقام بين فرق العشائر تنتهي بمعرفة الفريق الفائز والفريق الخاسر للمباراة ، بل كانت تفاعلا حقيقيا بين الجمهور واللاعبين والمنظمين بنشر وعيي رياضي بين مختلف شرائح مجتمع البلدة . وملتقى للعائلة البرطلية بمختلف اعمارها وجنسهم ، وفرصة ترفيه جديدة سمحت لهم بحرية التعبير عن الفرحة بالتصفيق حينا والهلاهل حينا اخر والتلويح بالايدي في احيان اخرى دون قيود لا يجمعهم سوى تشجيع اللعب الجميل .

هذا بالاضافة الى انها كانت مناسبة جيدة الى حضور اعداد كبيرة من الشباب مبعدة اياهم عن ارتياد الاماكن التي لا تجيد نفعا ، فاشغلتهم في مجال الرياضة الذي اصبح قبلة جميع مجتمعات العالم الغنية والفقيرة .
هذه البطولة التي شارك فيها ( ثلاثة وثلاثون ) فريقا بمستويات كروية مختلفة ، بل الجميل فيها مشاركة فرق لها معرفة مسبقة بمحدودية قدراتها ولكن حبها مشاركة الفرحة مع الجميع هو الفوز بذاته .

خَلُصت هذه البطولة في نهايتها الى وصول فريقين الى المباراة النهائية بعد مشوار طويل من التصفيات ، والفريقان هما فريق عشيرة ال ﭘتي وفريق عشيرة ال شمني ، وكما هو قدر جميع المنافسات الرياضية ، لا بد من ان يكون هناك فريق فائز بالمركز الاول وفريق اخر فائز بالمركز الثاني . وربما يكون الفريقان المتباريان من بلدين مختلفين او من مدينتين في بلد واحد او قد يكون الفريقان من مدينة واحدة ولكن لا يربطهما غير الوجود المكاني والمواطنة وغيرها من الروابط المعروفة .

لكن ان تكون المباراة بين فريقين لعشيرتين ( عائلتين ) لهما من العلاقات العائلية والاسرية والاجتماعية ما تمتد الى بدايات جذورهما الاولى ، هذا بالاضافة الى المشتركات الاخرى التي تربطهما ايضا مع جميع العشائر السريانية البرطلية والتي نعتز بها كاعتزازنا بانفسنا .

هذه العلاقات العائلية والاسرية بين العشيرتين جعلت من جمهور الفريقين خلال البطولة جمهورا واحدا ، فلم تمر مباراة لكلا الفريقين الا وتجد الجمهور من ابناء العشيرتين يقف ويساند ويشجع الفريق المشارك في المباراة .

شاءت الصدف ان يصل الى المباراة النهائية فريقا العشيرتين ، لينحصر التنافس بينهما وليضع جمهورهما في حيرة من امرهما .

لنعود الى العلاقة العائلية الوطيدة بين هاتين العشيرتين ( ال شمني وال ﭘتي ) ، وبحسب ما نقله لنا اباؤنا واجدادنا وكتب التاريخ فان آل شمني وال بتي هم من بين السريان الذين قدموا الى برطلي من بلدة ( سمّيل ) وكان ذلك في القرن الثامن عشر .

وسمّيل : ناحية تابعة لمحافظة دهوك وسكانها الان من المسيحيين والاكراد المسلمين ، ذكرت في سوسطاطيقون المفريان لعازر الرابع سنة 1730 وكانت كنيستها باسم السيدة العذراء .

ولكن بحثنا في هذا المجال بَيّن لنا بان السريان القادمين الى برطلي من سميّل هو برطليوا الاصل ، هجروا برطلي نتيجة للاضطهادات وحملات الغزو التي تعرضت لها البلدة في حقب تاريخية متفرقة ، دفعهم للهجرة الى قرى الجبال ومنها سميل ، عادوا اليها بعد استتباب الامن والاوضاع فيها .

ان هجرة الاولون من ابناء العشيرتين معا وانتقالهم من مكان الى اخر معا ايضا هذا يؤكد على عمق العلاقة الحياتية والمصير المشترك بين ابنائهما . وبعد استقرارهما في برطلي في القرن الثامن عشر استمرت هذه العلاقة وامتدت لتشمل الحياة العملية ايضا فكانت الروح التعاونية في اتمام كافة فقرات العمليات الزراعية المهنة الاولى لاهل برطلي هي السائدة بينهما ، ومما زاد من قوة هذه العلاقة ايضا المصاهرة بين ابناء العشيرتين التي كانت بداياتها الاولى بحسب اقرب المصادر التي وصلت الينا تعود لاكثر من مائة وخمسون سنة ، واستمرت المصاهرة بين العشيرتين حتى يومنا هذا وزاد عددها حتى كادت ان تصبح العشيرتين عائلة واحدة .

اذن من سيكون الفائز في البطولة ؟
الفائز ستكون اولا : برطلي لانها قدمت مهرجانا رياضيا ناجحا بمشاركة الجميع جمهورا ولاعبين ومنظمين .
وثانيا : كلا الفريقين ( ال بتي وال شمني ) ما دام الاثنان سيرتقيان منصة التتويج . 



   


أمير بولص ابراهيم

مقالة جميلة  في طياتها روح المحبة .. وجميعنا لم تلغي نتائج المباريات علاقاتنا ومحبتنا ..

   مع خالص التحية

ماهر سعيد متي

اواصر المحبة متشابكة .. شكرا على الكلمات المعبرة ... تحياتي













مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

بهنام شابا شمني

الاستاذ امير والاستاذ ماهر
شكرا على مروركما ولروح المحبة الذي تضمنه ردكما ، بالتاكيد المحبة كانت موجودة لدى الجميع والذي سقته في مقالتي هو مثال للكل
تحياتي

farid

#4
عزيزي بهنام .....شكرا لهذه المقاله الرائعه ولهذا السرد التاريخي للبحث عن جذور العائلتين... واود ان اذكرك بان  المرحوم والدك شابا ستو بابتسامه الحلوه واحاديثه الشيقه وكان طيب المعشر اذ كان ضيفنا الدائم وتربطه مع والدي وعائلتناعلاقات ود ومحبه ...   كانت تلك اياما   رائعه...وكم كان ذلك الزمن جميلا .... مع خالص تحياتي

فريد  قرياقوس ال بتي