تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

وداعا صديق العمر وسام

بدء بواسطة د . وديع بتي حنا, سبتمبر 03, 2012, 05:23:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د . وديع بتي حنا

وداعا صديق العمر وسام
وديع
مانيلا

ها هو الموت يثبت , مرة اخرى , انه عاجز وبجدارة عن ادراك معنى الحياة , فيقرر ومع سبق الاصرار ان يرسب , كما في كل مرة , في درس الحياة , يُطلق عليها كل سموم الكره , ويجثم بجبل من الحزن على القلب فيقطع عنه النفس . يرتكب الجنحتين في أنٍ واحد , يقتل ويعيق , يسرق عزيزا و حبيبا غاليا , ويخلف ورائه جيشا من الحزانى والثكالى والمكسورين , يوًلي هاربا وهو يمقتنا بنظرة الشماتة , فهو قليل الادب , ومن اين للسارق اخلاقا !

بالامس صال الموت صولته الرعناء وحلً  السارق كقدر احمق فانتهك الحرمات , ودخل عنوة , قاصدا النهب والسلب والايذاء , فظفر بالعزيز ( وسام ) , وتركنا هامات مسحوقة , ظهورا مكسورة , قلوبا مدمية , عيونا جفت من الدموع ,  واقداما لا تقوى على الحركة , انها حقا ضربة واية ضربة , على الرأس , تركتنا جميعا نترنح , نلوذ الى الزوايا , نتكئ على الحزن والألم . نتشبث في اية لحظة وعي نعيشها على امل ان يكون ما حدث كابوسا , ولكنه يا للويل , انه ليس بكابوس , فليس بعد الان معنا ( وسام ) , يا للحسرة .

قبل ايام تم العثور على جثة وزير الداخلية الفلبيني في الطائرة الصغيرة التي كان يقلها بعد تعرضها لحادث , وسقوطها بالقرب من الساحل قبالة احدى المدن الفلبينية , وكان الرجل , كما يشهد الجميع , انسانا بكل معنى الكلمة , قريبا من الفقراء , نزيها , بسيطا , متواضعا , حريصا على تقديم الخدمة لمن يطلبها , وغيرها , وغيرها من الصفات التي تترك الغريب قبل الصديق يحزن لفراقه , حتى ان احد الكتاب وفي قمة حزنه تساءل وبمرارة رافعا شكواه الى الخالق قائلا , لماذا تأخذ الجيدين ؟ ! , لماذا يكون من هم افضل منا اقصر منا عمرا ؟ ! , ثم يمضي في شكواه مستفيقا , فيعود الى الكتاب المقدس ويعترف بانه يعلم ان الرب يحب من يؤدبه , وانه فرح لمباركي الرب المدعوين ليرثوا الملك المعد لهم , وان الرب اعطى والرب اخذ , ومبارك اسم الرب الى الابد , لكن ألمه , وحزنه , وعجز النفس البشرية تجعله مرة اخرى يعاتب بصوت مخنوق , وهل يبقى للحياة من طعم وقد غابت عنها ورودها وازهارها ؟! . كان ( وسام ) نسمة عليلة في الحياة , لم يؤذ في حياته نملا , مهموما في اسعاد ومحبة من حوله , ناسيا , ومتناسيا على الاغلب , التفكير بذاته , قنوعا بنصيبه , يطلب لغيره ويبحث له عن الحل وهذا الغير احيانا لايدري , عنوانا للحب والرغبة في فعل الخير , مسالما مع الجميع , ماقتا للعنف , غيورا على كل قيمة سامية . انها عشرة العمر وذكريات عشرات السنين , فكيف لي ان أرثيها !

يوم امس , البارحة , انتهى القداس , وقال الكاهن امضوا بسلام , فذهبنا كما اعتدنا الى غرفة الشموع , واوقد صغيرنا وكبيرنا شمعة امام ايقونة العذراء والدة الأله , ما ان انتهيت وخرجت من الغرفة حتى عدت لفتح الهاتف , فاجد ان هناك رسالة مرسلة , ما ان قرأت على عجل ما قرأت , حتى صحت  لا ,  لا , انتبه من حولي وقال ما بك ؟! , قلت لقد غيًب الموت الزؤام ( وسام ) , حقا لقد شقً سهما طريقه الى القلب دون استئذان . عدت الى البيت مذهولا , بين الوعي واللاوعي , اعود الى الرسالة ولا اريد ان اصدق , اتجنب الاتصال لانني لا املك الجرأة ان اسمع ما يؤكد لي ان الكابوس حقيقة . استجمعت قواي فاتصلت , ها هم الاحبة يعيشون مرارة الفاجعة . بعد ساعات اتصل العزيز ( ابو مدين ) ليقول لي ان حال الاصدقاء , رفاق العمر , ليس بخير , وكيف نكون بخير و قد انكسر فينا ضلع المحبة والوفاء والاخلاص على الدوام , عزيزنا ( وسام ) . سألني , هل تريد ان تقول شيئا لاحد ؟ , اجبت , جميعنا مفلسون , فماذا نبيع وماذا نشتري , وكيف للكلمات ان تخرج وماذا عساها تقول . انه الصمت وحده من يستطيع ان يعبر عن الحزن والحسرة والألم بالمصيبة الفاجعة .

ايها الوالد الوقور , المفجوع , المثكول , بفلذة الكبد , والابن الحبيب الوحيد , جئتك معزيا بدماء القلب , ودموع العيون , عزاء أخ بأخيه , و حبيب بحبيب , و عزيز بعزيز , جئتك ارثي اطنانا من الذكريات  ,وعقودا من العشرة حكم عليها القدر ظلما بالانقطاع , فباتت وستبقى تراثا نعيش عليه , وقد كانت حتى أمس مفعمة بالحياة . لست وحدك ايها الاستاذ الفاضل , والوالد الوقور , من يقاسي ويصارع الدموع والألم , فأحبة ( وسام ) يفترشون الزوايا , ويعصرون القلب , وانت تستفهم منهم بنظراتك عن صديق العمر . لكن رجائي اليك ان تتشبث بالحياة , فقد شاء الرب والقدر ان يتجدد الحمل بعد ان ذهب ( وسام ) وترك الامانة . وستفرح حقا روح ( وسام ) وهي تعاين الحبيبان العزيزان (غسان وتوما ) وهما في أوج التألق والنجاح .

لقد صعقنا وألمنا حقا فراقك يا حبيب العمر , لك الحياة الأبدية , ولجميعنا الصبر والسلوان .

وديع
مانيلا     

يوسف الو

نعم استاذ وديع لا اريد ان اضيف شيئا لما جئت به لأنك وفيت وكفيت واديت الواجب والأمانة نيابة عنا جميعا فقط اقول لك ولكل احبة الفقيد واهله وذويه انا ايضا اشاطركم أحزانكم ومأساتكم وكان الخبر كالصاعق على نفسي وقلبي لأني عايشت الفقيد وله معي العديد من المآثر الأنسانية ... الرحمة للفقيد الغالي والصبر والسلوان لنا ولأهله وذويه

ماهر سعيد متي


أنا هو القيامة والحق و الحياة ، من امن  بي و ان مات فسيحيا
الراحة الابدية اعطه يارب ونورك الدائم فليشرق عليه
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة