تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

شعر النثر، أم نثر الشعر؟

بدء بواسطة salemsallow, سبتمبر 01, 2012, 08:04:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

salemsallow

سالم بهنام سلو

شعر النثر، أم نثر الشعر؟

يتقادم الزمن
فوق الثلوج السوداء
فيتمرد البطريق على طريق الغربان...
فالكل أسود الاّ السواد ...

هل فهمتم شيئاً من هذه المقطوعة (الشعرية)؟
أنا كتبتها، ولكنني لم أفهمها! بل كانت لي رغبة في كتابتها، هكذا هي قصيدة النثر أو نثر القصيدة،لايهم، فالكل منثور.
في الأزمنة القديمة، وحتى الآن، كان الشعر شعراً وكاتب الشعر شاعرا، وما أندر شعراء العمودي، انهم كالأحجار الكريمة. عندما يكتب الشاعر شعرا فهذا يعني انه متمكن من اللغة، إضافة الى الفطرة في اختيار البحر والوزن والتفعيلة والقافية والموسيقى. لماذا الفطرة؟ لأنه قبل أن يكتشف الفراهيدي بحور الشعر، وتداركْ تلميذه الأخفش بالبحر المتدارك، كان الشعر فطريا. حتى بعد معرفة البحور، فان معظم الشعراء يكتبون قصائدهم دون أن يعرفوا من أي بحر هي. يعاني الشاعر من قيود الوزن والقافية، لهذا فان عمله شاق وحساس ويتطلب التمكن من اللغة.
"نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى      ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزلٍ في الأرض يألفــه الفتى        وحنينه أبداً لأول منزلِ"
في النصف الأول من القرن العشرين، وبتأثير من الثقافة الغربية، ظهر الشعر الحر، ولا يعرف تماما من الذي بدأه من الشعراء العرب. كان رواده في العراق نازك الملائكة، التي وضعت أساسياته، وبدر شاكر السياب. الشعر الحر، لا يختلف كثيرا عن الشعر العمودي، فهو يكتب على أحد البحور وله قافية، ولكنه متكون من شطر واحد بدلا من الصدر والعجز، وطول هذا الشطر ليس ثابتا، بل يعتمد على عدد التفعيلات التي تتكرر.
"وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول ... حولها بَشَرْ
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ... "
وبسبب الحروب، وبدءاً بالحرب العالمية الأولى، تمرد الانسان المثقف على الحرب، طالبا الحرية، فظهرت حركات فنية وأدبية وفكرية وسياسية كرد فعل على هذه الحروب واستعباد الانسان. ومن هذه الحركات كانت الدادائية وهي حركة فوضوية، ثم السريالية. أثرت السريالية على الأدب والشعر والفن، فحررتهم من القيود الثقيلة المفروضة عليهم، ومن الواقع الصعب الذي كان عليهم الالتزام به. لوحات "سلفادور دالي" نموذج رائع على هذا الاتجاه، أصبح بامكانك أن ترى تشويها عجيبا للواقع والنسب ممزوجا بخيال سحري.
وجد الشعراء فرصتهم في التمرد على هذا الواقع المتعب، أصبحوا يكتبون النثر ويسمونه شعرا، ما أسهل التسمية! لقد تجردوا من البحور والقوافي والتفعيلات، ولم يبقى من (القصيدة) سوى الدفقات الشعورية والعمق الوجداني في موسيقى متوحشة جميلة تسحبك الى الغابة حينا والى الأحلام او الفراش أحيانا أخرى. لقد تهدم الشعر ولم يبق سوى الأطلال، وداخل هذه الأطلال، عليك أن تعرف من كان يسكنها، وهل كان يحب الثريد أم لا؟
انني أشبه هذا النوع من الشعر ببقع الرورشاخ الحبرية المستعملة في التحليل النفسي، فكل شخص يرى في بقع الحبر هذه، أشكالا وصورا تلائم حالته النفسية الشعورية واللاشعورية، وتختلف عما يراه شخص آخر. هذا النوع من الشعر، يجعلك تسرح في الخيال، وتخرج من الواقع الذي تعيش فيه، فهو يشبه جرعة مخدرة تشوه الوعي بشكل عربيد وربما مثير. انها كالحدائق ذات المتاهات، تنطلق في جوها الجميل ولكن لا تعرف الى أين!
عندما درست التصميم الكرافيكي، وجدت قاعدة ذهبية تقول، أنه بامكانك أن تصمم عمل بشكل خاطيء، ولكن بشرط أن تعرف ما هو الصحيح. لذلك أقترح أن يكتب هذا النوع من (الشعر) من هم شعراء أصلا.
تبقى المشكلة قائمة، هذا ليس شعرا، ولا يصلح الاّ للكتابة، لا يصلح للغناء ولا للالقاء، فهو كلام منثور أو مشحون او شعر منثور او نثر مشعور أو بلور مسحور او كلام مسجوع أو أي شيء لا تعرفه. ما رأيكم؟
سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com

ماهر سعيد متي

شعرا ام نثرا .. المهم ان يلمس القلب .. شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

أمير بولص ابراهيم

#2
شكرا أستاذي  الفاضل سالم على الموضوع  والذي يبدو انه يسخر من كتاب  قصيدة النثر  وما ‏أكثرهم وما يكتبون وأنا واحد منهم  وهذا ما لا أنكره .. ولو كنت أستاذي الفاضل تستطيع أن ‏تكمل ما بدأت كتابته لراق لك ذلك ولكن ليس كما كتبت وتلك الكلمات التي تجهضها الأذن قبل أن ‏يصل إيقاعها للروح المتلهفة لسماع كلمات  تحتاج سماعها لحالة تكتنفها في تلك اللحظة من ‏الحياة .. وأنا لا اعرف لماذا هذا التجني على كتاب قصيدة النثر .. هل لأن الاستماع لقصيدة ‏الوزن والقافية والعمودية قد قل َ  .أم إن هناك سببا آخر يؤدي إلى هذا التجني ..ولو كان هناك ‏أدنى شك في أن قصيدة النثر هي قصيدة مسخ لصال نقاد الشعر في ارض الشعر وشهروا سنان ‏أقلامهم بوجه كل من كتب قصيدة النثر أمثال  ادونيس ومحمود درويش  وسركون بولص  ‏وغيرهم  ولم يقدموا على إعداد  دراسات عنها وهذا في شأن القصيدة النثرية العربية وباختصار ‏، وماذا نقول لكتاب قصيدة النثر الأجنبية لا تكتبوا قصائدكم لان ليس لكم بحور في الشعر .. ‏وبهذا نلغي أي وجود للشعر الأجنبي حتى لو تمت ترجمت قصائدهم .‏
وفي حديث للأستاذ الشاعر محمد بنيس  لمجلة قصيدة النثر العربية  الالكترونية في 20 -5 -‏‏2009: ‏

إن من يقرأ بلغات أجنبية (ويشارك في مهرجانات شعرية عالمية) يعرف أن أنماط ‏القصيدة في العالم متعددة إلى حد كبير، ثم إن هذا التعدد في الأشكال والتصورات ‏لا يقابله موقف استبدادي باسم قصيدة النثر، لا من طرف هذا ولا ذاك. بل لا ‏أعرف تيارا شعريا إنسانيا واحدا يحصر الحداثة الشعرية في قصيدة النثر دون ‏سواها، عدا أن هناك من لا يعرفها تماماً. والأمر في العالم العربي يرجع إلى ‏تحكم الواحدية في بنيتنا الذهنية مثلما هو ينتج عن عدم معرفتنا الدقيقة بقصيدة ‏النثر وبالتالي عدم معرفتنا بلغات أخرى وقلة مشاركاتنا في مهرجانات وندرة ‏اطلاعنا على حركات شعرية متعددة في العالم وقصور ترجماتنا ومعارفنا ‏الشعرية. فكيف يمكن أن نرفع الوعي النظري بقصيدة النثر إلى مستوى المعرفة ‏بها وموقعها في الخريطة الشعرية الكونية؟ وكيف ننتقل بوعينا الشعري إلى ‏قصيدة لها الحر والمجهول واللانهائي؟
http://aleftoday.info/node/

وتقول سوزان برنار الناقدة الفرنسية أنَّ‎ ‎قصيدة النثر‎ ‎هي‎: «‎قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، ‏موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ ‏تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية‎».‎لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي ‏تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة‎.‎
الشعر غامض وبعيد، ولا يمكن لنا أن نطاله بالكلام وحده. إنّه يمكن أن يُسمع مشهدياً،‎ ‎
أو يُرى على هيئة أصوات أيضاً‎!‎

وكما يقول‎ ‎أنسي الحاج‎ -‎أحد شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم- عن شروط ‏قصيدة النثر‎: «‎لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الإيجاز ‏والتوهج والمجانية‎»‎

شكرا مرة أخرى للموضوع ‏ وعذرا لإطالة ردي هذا الذي هو من باب التوضيح  ويبقى لكل من يكتب نمطه الخاص وتجربته وهنا اقصد من يكتب بحق ويختار فكرة قصيدته من الواقع الذي يعيش فيه والحالة الحياتية الشخصية له.. وان تكون مفردات القصيدة مختارة بدقة وان لا تكون متشرذمة بحيث يفقد ترابطها معناها... وللحديث شجون ..

مع خالص تحياتي
‎ ‎

salemsallow

عزيزي الشاعر المبدع، أمير بولص ابراهيم المحترم
شكرا على الرد والتعليق، أوافقك على ما طرحته وتؤمن به، فأنا لم أنكر قوة الشعر المنثور في استحضار الوجدان والخيال وعرض الحالة في موسيقى مؤثرة. ما جاء في المقالة كان واضحا، فقد أشرت الى أن هذا النوع من الشعر كان بتأثير غربي، ولكن، ولكن: هل لاحظت بأنني كنت مع الشعر الحر، الذي هو شعر حقا، ما أبدع أنشودة المطر للسياب، ما أروع قصائد القباني؟
أعترفت بأن هذا النثر يحرك الأحاسيس، ويكشف بواطن الشاعر، وقد كتبت كثيرا مثله، ولكن اعتراضي كان: لماذا سمي شعرا؟ أكرر، أنا لم أقصد الشعر الحر ولكن نثر الشعر.
شكرا جزيلا، وفي المناقشة إفادة ...
سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com

salemsallow

#4
لقد نسيت أن أذكر في ردي السابق، بأن الشعر الانكليزي والغربي بصورة عامة، ينتهي بقافية وهو مثل الشعر الحر (حيث ان الأخير أقتبست فكرته من الغرب)، وكما يوجد شعر غربي مقفى، فانه يوجد أيضا شعر منثور.
أدناه توضيح لهذا الكلام :

Rhymes are types of poems which have the repetition of the same or similar sounds at the end of two or more words most often at the ends of lines. This technique makes the poem easy to remember and is therefore often used in Nursery Rhymes. There are several derivatives of the term rhyme which include Double rhyme, Triple rhyme, Rising rhyme, Falling rhyme, Perfect and Imperfect rhymes.

?Who is she, you ask
?Do you not know
Then look in the mirror and
Her, to you, I'll show

Oh, how her eyes sparkle
As does the smile on her face
And they light up my life
As does her comely grace
سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com

أمير بولص ابراهيم

الاستاذ الفاضل سالم
تحية وسلام

  شكرا للتواصل .. ولربما ستظهر انماط واجناس اخرى  للشعر في السنوات القادمة وهذا ما يسمى بالحداثة ...
   
تحياتي