تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

أهل الداخل وأهل الخارج

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أغسطس 21, 2012, 08:57:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

أهل الداخل وأهل الخارج

متي كلو

نظرا لوجود بعض المشاكل في فرع الشركة العامة لتجارة المنسوجات * في الموصل، نسبت للعمل في سنة 1977 كمدير منسب لفترة ستة أشهر.
بعد مباشرتي طلبت كافة جداول الحصص لوكلاء فرع الشركة في الموصل وتوابعها من الأقضية والنواحي والقصبات، واسترعى انتباهي بان حصة الوكيل في مركز المدينة اسبوعية، .
أما وكلاء الأقضية والنواحي فحصتهم توزع كل اسبوعين مرة، سألت مدير الفرع السابق عن هذا الاختلاف، فكان رده أن هذه الجداول مصنفة منذ تأسيس الشركة، وفق توصيات لجنة مشتركة من ادارة الفرع والمحافظة وغرفة تجارة الموصل والسبب أن القدرة الشرائية في المدينة أكثر منها في الأرياف.
قررت أن أقوم بزيارات ميدانية مع مدير المبيعات لوكلاء الأقضية والنواحي أيام الجمع من كل اسبوع للاطلاع والتعرف على مشاكلهم ومعوقات استلام حصصهم وفق الجدول وبعد شهرين من هذه الزيارات علمت بان القدرة الشرائية لابن القرية لا تقل عن ابن الموصل وربما تفوقها، واستمعت الى شكاوى الوكلاء بنفاذ حصصهم خلال الأيام الاولى لاستلامها وسبق أن قدموا عدة شكاوى الى الادارة العليا في بغداد، والفرع في الموصل، والى محافظة نينوى، وغرفة تجارة الموصل ولكن من دون جدوى.
ارسلت كتابا الى مدير عام الشركة ومعه دراسة مستفيضة عن القدرة الشرائية موضحا فيهما بان الاجراء مجحف بحق المواطنين خارج مركز المدينة.
بعد اسبوعين استلمت ردا من مركز الشركة بالموافقة على اقتراحي بان تكون الحصص اسبوعية ومتساوية في مركز المدينة والمراكز الادارية الأخرى التابعة للمحافظة.
أصدرت التعليمات اللازمة وتم ابلاغ غرفة تجارة الموصل والمحافظة والوكلاء وإعلان الجدول الجديد لمواعيد استلام الحصص الاسبوعية وتم نشره في النشرة التي كانت تصدر عن غرفة تجارة الموصل.
بعد توزيع الحصة الأولى وفق الجدول الجديد استدعاني محافظة نينوى"خالد الكبيسي" معترضا على هذا الاجراء من دون أخذ رأي المحافظة .
طرحت رأيّ حول الجدول الجديد وشرحت موضوع تساوي القدرة الشرائية بين المدينة والقرية، كما أوضحت له بأن هذا التغيير لم يأت اعتباطا، بل جاء وفق زيارات لهؤلاء الوكلاء ولقاء بعض المواطنين، وتأكد لي بان البضاعة تنفذ خلال ايام معدودة مما يضطر المواطن للسفر الى مدينة الموصل للتسوق من وكلاء الشركة، وأن الفروقات الشرائية اضمحلت بين المدينة والريف، وحتى الاجتماعية أو الثقافية وهناك ابداعات في القرى أكثر تميزا، كما هنالك من المتفوقين في الدراسات المختلفة أكثر تفوقا من المدينة وخاصة في محافظة نينوى.
استمع المحافظ الى ما ذكرته من دون ابداء الرأي سواء بالقبول أو الرفض، ولكن رئيس البلدية الذي كان جالسا في ذلك اللقاء قال:
هناك فرق كبير بين "اهل البغة وأهل الجوة".
* ، نظرت اليه من دون التعليق على مداخلته.
تذكرت هذا وأنا في مدينة "سيدني"حيث جمعتني جلسة جميلة مع مجموعة من الاصدقاء الأعزاء، وكان النقاش يدور حول الاختلاف بين عاصمة استراليا التجارية سيدني وبين ملبورن المدينة الجميلة الهادئة، الثقافية وهي تغفو على نهر يارا الجميل، كما تغفو الموصل على دجلة الخير، وتخلل الجلسة نقاشا حول أن اهل سيدني هم "أبناء الجوة" وأبناء ملبورن هم "أهل البغة" واستغربت من هذا الرأي ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وعصر الانترنيت الذي أصبح فيه العالم كقرية واحدة صغيرة !!

* وهي الشركة التي تم شطرها من شركة المخازن العراقية ، وكانت تختص بكافة أنواع المنسوجات المستوردة والمحلية،.
ولكن لم تستمر سوى سنوات معدودة لتعود مرة ثانية الى شركة الام.

* أهل "البغة " أي أبناء الخارج والساكنين خارج مدينة الموصل كما يطلق عليهم البعض"فليحي" أي الفلاحين باللهجة الموصلية .

يوسف الو

الستاذ متي كلو
معلومات قيمة وسرد بهيج ولكن انظر اليوم لأهل الجوة فهم يتمنون ان يكونوا كأهل البغه ويعيشون مثلهم مع تمنياتنا لشعبنا في الجوة والبغة بالعيش بأمان وسلام ورغد