مشاكسة قبلة الحمار الملتهبة / مال اللــه فـرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 21, 2012, 06:51:58 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة   
قبلة الحمار الملتهبة



مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com


برطلي . نت / بريد الموقع

من بين الملاحم البطولية العربية التاريخية  العبقرية متعددة الالوان والاحوال والاشكال والمـأرب والخرائب والوقائع والفظائع والبدائع ' التي باتت تزخر بها التحولات الثورية الديمقراطية ذات الخصوصية القومية  ' في ظل الربيع العربي وحرائقه وانجازاته وخرائبه التي سحقت كل النظريات ومسحت كل الانجازات ومحقت كل الابداعات وتجاوزت كل المبتكرات وفاقت كل الاعجازات والتقنيات والتطورات الانسانية ' وهي تبشر بالتجربة الاجتماعية والاخلاقية والفكرية والعلمية والاقتصادية والفنية العربية الجديدة المجيدة ' برزت ( ملحمـــة صولـــة الفرســان ضــد الظللـــم والطغيــــان) لقرية (الدهشــــور) المصرية التي اكدت موقف سكان هذه القرية المبدئي البطولي الحازم الحاسم الفروسي الشجاع  ضد المعتدين الرعاع ' حيث هب ابناؤها  من الرجال والنساء والشباب والاطفال والشيوخ والمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة الابطال ' للانتصار لقميص مسلم مؤمن تقي نقي نظيف عفيف ضد العدوان الغاشم الحاسم الخبيث اللئيم الذي شنته (مكـــواة) قبطية لئيمة مشاغبة شريرة حاقدة في محاولة مقصودة منها للاساءة لسكان القرية المسالمين من اقارب واصدقاء واحباء صاحب القميص المحبوب المنكوب ' مما ادى لاشتعال معركة فاصلة ساحقة ماحقة ومواجهات جماهيرية دموية استخدمت فيها مختلف الاسلحة التقليدية وغابت عنها الاسلحة الستراتيجية والذرية والصواريخ عابرة القارات الذكية منها والغبية بسبب حظر استخداماتها  وفقا  للقرارات الدولية التي تسعى لتقييد ارادة النهوض والحرية للامة العربية .
اعادت هذه الملحمة الثورية الوطنية البطولية الخارقة الماحقة الى ذاكرتي صور احداث اخرى مشابهة مقاربة جليلة اصيلة متفردة في تفاصيلها حكيمة في معانيها عميقة في فلسفتها الانسانية متوهجة بقيمها الاجتماعية مجسدة اروع وابدع صور التلاحم والتأخي والتمازج والمحبة والتكافل والتكامل بين ابناء الوطن الواحد والتاريخ الواحد والمصير الواحد والنسيج الاجتماعي الواحد والتراب الواحد والمستقبل الواحد الواعد .
فقد سبق لحمار في احدى القرى العربية ان تسلل من مزرعة صاحبه العربي بعد تناوله صدفة حبة فياغرا دون قصد ' كانت قد سقطت من صاحبه على العشب ' متوجها  الى مزرعة جاره العربي لمغازلة جارته الحمارة المراهقة الجميلة التي تعيش في تلك المزرعة ' ولكن صاحب الحمارة الفاتنة الحسناء كان بالمرصاد لذلك الحمار المتهور الجبان العاشق الولهان الذي تجرأ على خرق حرمة مزرعته وعبور السدود والحدود ومحاولته المس  بالشرف الحماري الرفيع ' وما ان حاول  ذلك الحمار العاشق الولهان طبع قبلة حمارية ملتهبة على وجه حمارته الفتان ' حتى انتصب صاحبها وزمجر كالاسد الهصور واستل سلاحه لردع العدوان الاثم والشرور وهو يعدو صارخا ولسان حاله يقول (لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم).
وعلى الرغم من هرب الحمار المسكين خائفا مذعورا ' وهو يشدد ويؤكد لصاحبه وللحاضرين بلغة اليقين بانه لم يمس الشرف الحماري الرفيع باذى وانه انما اكتفى بنصف قبلة ملتهبة وحسب ' وان تلك الحمارة المراهقة الجميلة ما تزال تحتفظ بشرفها الرفيع وبعذريتها سالمة بدون خياطة او ترقيع ' الا ان طرفي النزاع من البشر (العقــــــلاء) تناسوا علاقات الجيرة والمواطنة والتالف والمودة والعلاقات الاجتماعية محتكمين لاسلحتهم وخاضوا معركة فاصلة اسفرت عن العديد من الاصابات ' بينما كان العاشقان الحميريان الموصومين بالغباء يتفرجان على الصدامات والاصابات والدماء ' وهما مندهشين متعجبين من (حكمــة) البشر(العقـــــلاء).
وفي العودة الى احداث قرية (الدهشــور) المصرية فقد تناقلت الاخبار انباء عن الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين المسلمين والاقباط على خلفية احتراق قميص مواطن مسلم يعمل كهربائيا فيما كان يقوم بكيه مواطن قبطي ' وادت المواجهات الدامية التي اشعل فتيلها القميص والمكواة الى وفاة الشاب صاحب القميص والى احراق ثلاثة منازل قبطية ' وهرب وتهجير الاغلبية مما اضطر الشرطة الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الجانبين ' في حين هدد المسلمون الثائرون بالعمل على تهجير جميع الاقباط من القرية جراء جريمتهم المخزية ' بعد ان انساهم القميص المحترق كما يبدو المواطنة وحقوقها والعلاقات الاجتماعية وشراكة الوطن والتاريخ والتضحيات المشتركة التي قدمها المسلمون والمسيحيون على حد سواء , في حرب 1948 وفي العدوان الثلاثي عام 1956 وفي حرب 1967 وفي حرب اكتوبر 1973 وفي ازاحة النظام البائد ' وكيف امتزج الدم المصري المسلم والمسيحي في الدفاع عن مصر ' وقايضوا ذلك التاريخ الطويل المشترك بقميص مسلم احرقته مكواة قبطية دون اي قصد سيئ بالتاكيد ' وكان بالامكان احالة تلك المكواة  الجانية للقضاء لتنال جزاءها العادل بدل سفك الدماء من قبل هؤلاء (العقـــــلاء).       
       ترى ان كان مجرد احراق قميص خارجي بمكواة وبشكل عفوي قد ادى لمثل هذه الافرازات والماسي والكوارث والمصادمات والثأرات بين ابناء الوطن الواحد ' مالذي كان سيحدث لو ان مكواة قبطية اخرى احرقت ملابس نسائية داخلية اثناء كيها بطريقة عفوية ؟ ربما كان سيشن امثال هؤلاء (العقــــلاء) حملة شعواء لتهجير كل الطوائف المسيحية من الدول العربية بالضد من كل قيم التسامح والتاخي والسلام التي جاء بها الاسلام .
 



ماهر سعيد متي

سبب معقول لقيام المشكلة .. لا بل لقيام الحرب العالمية الثالثة ..
شكرا على مشاكساتك الجميلة والمعبرة ... تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة