مشـــــــــــــاكسة شـــــارع ..... الرعـــــــب/ مال اللـــه فــــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 23, 2016, 09:06:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشـــــــــــــاكسة
شـــــارع ..... الرعـــــــب     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
 
  مال اللـــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



بعيدا عن السياسة ودهاليزها والفساد وافرازاته، اطلقت ابنتي صرخة رعب مجنونة تمازج فيها الخوف بالاستنجاد وبالتحذير الحاد معا، من كارثة حقيقية كانت تتجه بسرعة فائقة نحونا مباشرة (بابا ...بابا)، وربما عقد الرعب المسرع نحونا لسانها حينها ولم تستطع الا ان تطلق تلك الكلمة المدوية وحسب، وربما لم تجد خيط امل تتعلق به بعد الله في تلك اللحظة الفاصلة الحاسمة الا التمسك بوالدها لعبور الازمة والحمد لله الذي كان لطفه قريبا ، بل اقرب من تلك الكارثة المحققة.
حدث ذلك قبل ايام وعلى طريق (بحركة ـ اربيل) الحديث ذي الممرين، والذي اصبحنا نطلق عليه (طريق الموت) لكثافة الحوادث المرورية المختلفة التي يشهدها ليل نهار، بسبب طيش وتهور بل (استهتار) عدد   من سائقي المركبات، لاسيما سائقي سيارات الاجرة الذين يرتكبون، سواءا ادركوا ذلك ام لم يدركوه، (جريمة) الاقدام على اقتراف القتل العمد، فقد كنا حينها نقطع الطريق بسيارتنا باتجاه اربيل بسرعة اعتيادية وما كدنا نقترب من احد المطبات الاصطناعية المقامة على الجهة الاخرى من الشارع والتي دأبت الاجهزة المرورية مشكورة على اقامتها لارغام سائقي المركبات على تخفيف سرعة مركباتهم لاسيما عند التقاطعات والمجمعات السكنية حفاظا على السلامة العامة، حتى فوجئنا بسائق اقل ما يوصف به هو الاستهتار بارواح الاخرين كان يستخدم الممر الاخر، واذا به يعبر الينا فجأة متجها نحونا بسرعة جنونية وجها لوجه بهدف التخلص من عبور المطب الصناعي ولم ينفع معه ويثنيه عن (مشروع) جريمة القتل الجماعية المتعمدة التي كان بصدد اقترافها برعونته وطيشه، لا الاضواء العالية(الفولايت) التي اشعلتها  واطفأتها مرار لتحذيره ولا صوت المنبه الذي اطلقته عاليا ولم يكن بيننا وبين الكارثة الا لحظات وامتار ولو كانت هنالك مركبة اخرى بجانبي في تلك اللحظة الحاسمة لما امكنني تفادي الاصطدام الحتمي به وعبور الأزمة والنجاة من (جريمة) ذلك الطائش المنفلت الذي لايقيم لارواح الاخرين ولحقوقهم وزنا، والتي اعتبرها شخصيا جريمة (متعمدة)، لان مقترفها انسان بالغ اولا، والاهم انه يدرك بان تجاوزه ذاك سيعرض مصائر الاخرين وحياتهم للخطر.
العجيب والغريب في امر (شارع الرعب والموت) هذا ان العشرات وربما المئات من سائقي المركبات المتهورين يقترفون نفس هذا الخرق الخطير يوميا وفي جميع الاوقات، معرضين ارواح المستخدمين الاخرين للخطر لاسيما قرب مجمعي (اتكونز والقرية اللبنانية) الواقعين بجواره، بل ان الاعجب والاغرب ان بعض الشاحنات الكبيرة والطويلة تقطع الشارع المحاذي لمجمع (اتكونز) بطريقة عكسية وبسرعة فائقة كما ان الكثيرين ايضا يستخدمون احد الجسرين الحديثين بطريقة معاكسة مهددين مركبات وارواح الاخرين لاسيما خلال ساعات الليل، ولنا ان نتصور حجم الكوارث الانسانية التي يمكن ان تحدث،  خصوصا اذا علمنا ان الشارع يفتقد للاضاءة الكهربائية وان العديد من الحافلات و من الدراجات النارية التي تستخدم هذا الشارع الحيوي لا تمتلك اضاءة خلفية مما يصعب على سائقي المركبات الاخرى مشاهدتها الا عند الاقتراب منها بصورة كبيرة وعندها تكون احتمالية الحوادث كبيرة هي الاخرى.
وقريبا من الحدث وبلغة الارقام، سبق لمديرية المرور العامة في الاقليم ان اكدت إن عدد الحوادث المرورية التي شهدتها مدن الإقليم خلال عام أدت إلى مصرع(780) شخصا وإصابة (10)الاف آخرين بجروح، وان    محافظة اربيل وحدها سجلت مصرع (285) شخصا وإصابة( 3803 )أشخاص، اي ان (780) عائلة نكبت وربما ان مئات النساء ترملن ومئات الاطفال تيتموا، الى جانب الخسائر المادية الضخمة  بسبب تهور وطيش بعض سائقي المركبات المستهترين. في ضوء ما تقدم، وحفاظا على سلامة وارواح مستخدمي هذا الطريق الحيوي الاخطر، فان على الجهات المعنية وفي طليعتها مديرية مرور اربيل التي لم تأل  جهدا في محاسبة سائقي المركبات حول استخدام احزمة الامان وتجديد السنويات واجازات السوق ان تكثف جهودها في وضع حد لهذه الفوضى غير الخلاقة، عبر المبادرة باضاءة هذا الشارع الحيوي ومراقبته على مدار الساعة سواءا  الكترونيا او من خلال دورياتها المدنية والعسكرية منها الثابتة والمتحركة، وفرض غرامات مادية ومعنوية رادعة على المخالفين بما فيها سحب اجازات السوق وحجز المركبات المخالفة لاسبوع على الاقل لضمان التزام سائقيها بالضوابط المرورية والعمل على وضع المطبات في جهتي الشارع بنفس المكان لضمان عدم امكانية تجاوزها باي شكل من الاشكال، والاهم زيادة فاعلية قانون المرور من خلال تعديله والنص (ان كان ذلك ممكنا)على ان اي حالة وفاة تنجم من خلال اي حوادث مرورية بسبب السير عكس الاتجاه تعتبر احدى جرائم القتل العمد، وان الاصابات بالسبب نفسه تعتبر شروعا بالقتل العمد، على الرغم من جهل المتسبب بالمعرفة المسبقة بشخصيات وهويات الضحايا اذ يكفي بانه يعلم ان السير عكس الاتجاه ربما قد يؤدي حتما للاصطدام بمركبات الاخرين ووقوع ضحايا ابرياء بسبب رعونته وعدم احترامه للقوانين المرورية والامتثال لها ومصادرته لحقوق الاخرين الذين يستخدمون الشوارع بطريقة اصولية، وتنظيم حملة اعلامية مكثفة حول هذا الامر واعتباره احد الاجراءات الاصلاحية ضمن مسيرة الاصلاحات التي يشهدها الاقليم حاليا، انطلاقا من كون الانسان وسلامته وامنه وحياته تمثل مركز الاهداف الحيوية للاصلاحات .
اخيرا، اكد رجل لزوجته قبل ان تقود سيارتها للمرة الاولى على ان تكون حذرة لاسيما من بعض السائقين المتهورين الذين يقودون سياراتهم بالاتجاه المعاكس، وبعد لحظات من انطلاقها اتصلت به مرعوبة وصرخت مذعورة ( ان الجميع يقودون سياراتهم عكس الاتجاه الصحيح الذي اسير فيه فماذا افعل؟)، قهقه زوجها ضاحكا واجابها (زوجتي العزيزة انت التي تقودين سيارتك عكس اتجاه السير وليس الاخرون)، ترى كم سائقا لدينا  يتوهم ذلك ايضا معتقدا ان من (حقه) ان يقود سيارته كما يشاء وبالسرعة والطريقة التي يشاء وفي الاتجاه الذي يشاء ؟