سوق الحلال/د. تارا إبراهيم - باريس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 23, 2016, 09:04:32 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

سوق الحلال     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

د. تارا إبراهيم - باريس 



على مدى السنوات الماضية اضحىت سوق الحلال في دائرة النقاش في المجتمع الفرنسي ، فكلمة الذبح الحلال تثير الجدل ما بين معارضين ومؤيدين، فالمعارضون هم من منظمات حقوق الحيوان والذين يعتقدون ان طريقة ذبح الحيوان على الطريقة الاسلامية امر منافي لحقوق الحيوان كونه يعاني من الألم قبل ان يموت ويشاركهم الرأي اعضاءوانصارالحزب اليميني المتطرف الذين يعتقدون ان ممارسة هذا الاسلوب من الذبح ووجود اماكن لها هو تهديد للتقاليد الفرنسية التي يعتمدها الشعب الفرنسيمنذ القدموخصوصا انهم مشهورون بأكل اللحم النيء المليء بالدم. اما الجالية المسلمة فهي تعتقد وتصربأن من حقها ممارسة عاداتها وطقوسها الدينية بما يرضي الله ورسوله، وتؤيد الجالية المسلمة، قوى اليسار التي يؤمن انصارها بحق كل فرد في الجمهورية ممارسة شعائرهاضمن مبدأ الحرية والمساواة والاخوة.
لكن ماهو سوق الحلال ؟ منذ قدوم شهر رمضان امتلئت الاسواق الغذائية الكبيرة والمشهورة مثل كارفور واوشان وانترمارشي واسواق اخرى بمواد غذائية يفوح منها رائحة الشرق من المنتجات المرسلة والموجهة الى المسلمين مكتوب عليها منتج "حلال"، والجميع يقومونبشراء هذه المنتجات وخصوصا الملتزمون بتطبيق الشريعة وهم الغالبية العظمى والذين قد يبلغ عددهم أكثر من"2" مليون من المسلمين المتدينيين، في مجتمع يرفض اجراء الاحصائيات بهذا الشأن، رغم ذالك يقال ان 5 الى 4 ملايين مسلم أو اكثر يوجدون على الاراضي الفرنسية، معظمهم من المغرب العربي وافريقيا وتركيا وآسيا.
كلمة الحلال لم تكن موجودة في هذا المجال سابقا في البلاد ، بل هو من صنع بعض الدول الغربية التي كانت تحاول ان تصدر ما لديها من لحوم فائضةعن حاجتها الى الدول الاسلامية فتقوم بذبح منتجاتهاالحيوانية على الطريقة الاسلامية ومن ثم تصدرهاوالكتابة عليها بما يرضي المسلمين، وقدمارست فرنسا هذا التقليدايضا بعد هجرة المغاربةإليهامن خلال افتتاح اماكن خاصة بذبح المواشي على الطريقة الاسلامية، والتي تشرف وتدار من قبل وزارة الزراعة، اما القصابونفيتم منحهم الاجازة والتصديق من قبل كبريات مساجد وجوامع مدن باريس وليون وايفري.
تعددت الجهات التي تعمل في مجال منتوجات الحلال وكل منها يختلف في تفسيره للحلال، خصوصا بعد ان طالبت منظمات حقوق الحيوان بتخدير الحيوان قبل ذبحه ، فمنهم من يقوم بذلك ومنهم من يرفض. في كل الاحوال فان الاموال المتداولة في سوق الحلال تقدر بـ5 مليارات يورو، من خلال واردات العديد من المطاعمالتي تعمل في هذاالمجال ومن نشاط القصابين والمستهلكين المؤمنين الذين يتناولون او يتبضعوناللحم الحلال والمنتجات الاخرى على مدارالسنة وخصوصا في ايام شهررمضان والاعياد والمناسبات، امرسمي   بالتسوق الذي يعتمد على الهوية، فكل شعب له هويته الخاصة في تسوق المنتجات التي تسمح به دينه اوعقيدته...
الكثيرمن المنظمات التي تبيع اللحوم على انها حلال، تبيع جزءامن هذه اللحوم على انها حلال والباقي تبيعه تحت اسم آخر، وفي بعض الاحيان يتماكتشاف حمض نووي للخنازير في هذه اللحوم المباعة كما حدث مؤخرا، لهذا فالشك  موجود دائما لدى المسلمين المتدينين، عن معرفة مصدر اللحوم فيما اذا كانحلالا ام لا،ويبقى هذا الهاجسيواجه المسلم عند الشراءفي اماكن تواجده . والامر لا يقتصر على اللحوم بل وعلى الاكلات الجاهزة والحلويات التي يجب ان لا تحتوي على دهن الخنزير.
وفي الوقت نفسه، فأن الحلال لايشمل المنتجات الغذائيةوحدها، فقد اصبحت كلمة الحلالوكما يقال كلمة العصر او موضة لجذب المسلمين للقيام باشياء لايستطيعون القيام بها اذا كان الامر ليس حلالا، وهذا ما يسمى بالحلال المالي، مثل سياحة الحلال التي تتضمن برامج سياحية لاتحتوي على شرب الخمور او ارتياد المراقص وعدم السماح باختلاط الجنسين، اوشراء المواد التجميلية الحلال التي لاتحتوي على الكحول،وهناك ما يسمى بالاماكن الحلال مثل اماكن موجهة نحو مكة، او اجهزة حلال مثل الاجهزة التي تعلن اوقات الصلاة.. الخ من الموضات المتبعة من قبل الجالية المسلمة التي تود ان تحرص على هويتها الدينية قبل أي شيء اخرأ .