تحقيق اخباري: مسيحيون عراقيون نازحون بجنوب لبنان يفضلون الهجرة على العودة إلى ق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 07, 2016, 12:16:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  تحقيق اخباري: مسيحيون عراقيون نازحون بجنوب لبنان يفضلون الهجرة على العودة إلى قراهم المحررة     
      


برطلي . نت / متابعة

arabic.china.org.cn / 00:30:14 2016-12-07

جنوب لبنان 6 ديسمبر 2016 (شينخوا) يمضي نازحون عراقيون إلى القرى المسيحية في جنوب لبنان ساعات طوال أمام شاشات التلفزيون يتابعون بشغف لحظة بلحظة تحرير قراهم في سهل نينوى، من تنظيم الدولة الإسلامية في إطار معركة الموصل الدائرة منذ أكثر من شهر ونصف، لكن دون رغبة في العودة في المدى القريب خوفا من المستقبل المجهول وأملا في الهجرة.
ويفوق عدد المسيحيين العراقيين النازحين في جنوب لبنان 500 شخص، حسب إحصاء داخلي غير رسمي قدمه رجل دين مسيحي يشرف على شؤونهم.
وهؤلاء هم من إجمالي ثمانية آلاف مسيحي عراقي كانوا قد لجأوا إلى لبنان من مدينة الموصل العراقية بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة الواقعة شمال العراق في شهر يونيو من العام 2014.
وبعد أكثر من عامين، تشن القوات العراقية بدعم جوي من التحالف الدولي والطيران العراقي عملية عسكرية كبيرة منذ 17 أكتوبر الماضي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتمكنت هذه القوات المنخرطة في معركة الموصل من استعادة عدد من القرى المسيحية، في "مشاهد رائعة ممزوجة بالفرح والحزن" بالنسبة إلى شادية النازحة العراقية إلى بلدة "عين ابل" في جنوب لبنان.
وتقول شادية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قرانا مدمرة، منازلنا منهوبة ومحروقة، هكذا بدت لنا من بعيد"، لكننا "بشوق لمعانقة تراب أرضنا".
وتستدرك "لكن يخالجنا شعور بأن تلك الديار لم تعد آمنة ولا نفكر بالعودة إليها، أقله في المدى المنظور".
وقبل أيام في 28 نوفمبر الماضي، أُعلن في العراق عن استعادة كافة مناطق سهل نينوى، الموطن التاريخي لمسيحيي العراق، حسب تقارير، وهو منطقة جغرافية تمتد إلى شمال وغرب الموصل وتتألف من ثلاثة أقضية.
وبجانب سهل نينوى، كانت من بين أبرز المدن المسيحية التي استعادت القوات العراقية السيطرة في 20 أكتوبر، مدينة برطلة الواقعة على بعد (20 كم) شرق الموصل.
وفي 30 من الشهر ذاته، أقام عشرات المسيحيين قداسا في كاتدرائية مدينة قرقوش شمال العراق للمرة الأولى بعد أكثر من عامين من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على هذه المدينة كبرى البلدات المسيحية في العراق.
وتقول النازحة العراقية الخمسينية رشا، والدموع تنهمر من عينيها وهي تحتضن أطفالها الثلاثة داخل غرفة جانبية في كنيسة لجأت إليها وسط بلدة رميش المارونية ل(شينخوا) "مرت أمام ناظري منازل وشوارع بلدتي قرقوش".
وتتابع "بالصدفة نقلت إحدى محطات التلفزة لقطة سريعة لمنزلنا المؤلف من طابقين وبدت آثار الحريق واضحة في النوافذ وعلى الجدران، إذ بدا منزلنا حزينا كما بلدتنا الفارغة شوارعها إلا من عربات الجيش ومدنيين قلائل بدا عليهم الذهول مما حل بالكنائس ومحتوياتها التي دنسها تنظيم الدولة الإسلامية".
وكحال الكثير من المسيحيين العراقيين، تبدو "العودة إلى الديار مغامرة لن تخوضها في القريب العاجل" رشا، حسب ما قالت.
وتتولى مراكز دينية تابعة للكنائس اللبنانية مساعدة المسيحيين العراقيين النازحين في جنوب لبنان، إذ تقدم لهم منازل مقبولة، فيما يقطن بعضهم بمحاذاة الكنائس.
وتحتضن الكنائس هؤلاء من خلال تأمين أعمال للقادرين منهم، بجانب تقديم مساعدات عينية من مأكل ومشرب وطبابة وأدوية وتأمين مقاعد دراسية للطلاب.
ويقول النازح العراقي بشير عمار، وهو رب عائلة يعملا دهانا براتب شهري 400 دولار أمريكي "إننا نعيش في وضع مقبول هنا في جنوب لبنان".
ويتابع "بعد تحرير قرانا وقعنا في حيرة البقاء هنا أو العودة، حيث المصير المجهول"، لكن زوجته رانيا تدخلت لتحسم الأمر، قائلة "عراقنا الأصيل الآمن مات".
وتابعت "لقد حسمنا قرارنا بعدم العودة فلا مكان لنا في عراق منهك، الكلام فيه مازال للبندقية والمدفع".
وبحسب عمار، فقد فر حوالي 100 ألف عراقي مسيحي معظمهم من قرقوش ومحيطها إلى لبنان والأردن وتركيا وأربيل، فضلا عن استراليا وأوروبا.
ومازال الكثير من هؤلاء يرغب في الهجرة إلى الخارج أو البقاء حيث نزح.
ويقول العراقي جريس الحداد النازح إلى بلدة رميش في جنوب لبنان ل(شينخوا) "لن نفكر بالعودة إلى العراق في هذه الفترة، ولولا أن الغلاء فاحش في لبنان ما كنا لنفكر بالمغادرة أبدا".
ويشير الحداد إلى أن "نسبة كبيرة من النازحين العراقيين تقدموا بطلبات هجرة إلى دول أوروبية وأمريكية وإلى أستراليا".
وفي حين "تمكن عدد قليل من العائلات حتى اليوم من الهجرة إلى أستراليا بعد توفر كفيل لكل منها من أقارب الدرجة الأولى، تنتظر مئات العائلات الهجرة بحثا عن الأمان والاستقرار"، حسب الحداد.
وتبرر العراقية أمل الخويري النازحة إلى بلدة "دبل" مع أولادها الخمسة الرغبة في الهجرة وعدم العودة إلى بلادها بـ"الأمان" المفقود في العراق.
وتقول الخويري "لأننا نريد الأمان نرفض العودة اليوم إلى العراق حتى لو أعيد بناء المنازل".
وتضيف "فقدت زوجي خلال هجمة داعش في نينوى، ولبنان هو بلدنا اليوم حتى يتسنى لنا السفر إلى بلد آخر".
وللسبب ذاته، بجانب الانخراط سريعا في المجتمع اللبناني، ستبقى العراقية سوسن النازحة إلى بلدة القليعة.
وتقول سوسن، وهي مدرسة تعمل براتب 300 دولار شهريا "ينتابنا شعور حزين حقا بعدما فقدنا لهفة العودة إلى بلدنا، لكننا نحلم بوطن يوفر الحد الأدنى من الكرامة والمستقبل الآمن لأطفالنا".
وتضيف "ننعم هنا بعاطفة واحتضان من قبل الكنيسة وأهالي البلدة، انخرطنا سريعا في حياتها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها، وأصبحنا جزءا من نسيج هذه المنطقة وأهلها خصوصا مع حصول حالات زواج جعلت لنا أقارب نفخر بهم ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم".
وتابعت "سنبقى هنا، ولن نذهب إلى حيث رائحة البارود والذكريات السود في قرى وبلدات نينوى، التي أتت عليها داعش ومن يدور في فلكها".
وفي مسعى لتوثيق حياته في لبنان وبقائه فيه، أطلق دريد النازح العراقي في بلدة القليعة اسم "سيدرا"، وهو يعني "أرزة" بالعربية على مولودته الجديدة تيمنا ببلد الأرز.
ويقول دريد "باقون هنا لأن العراق لم يعد كما كان، والمستقبل ضائع بالنسبة لنا (..) ما يهمنا الآن هو أولادنا وأمنهم ومستقبلهم".
وتابع أن "اهتمام المواطن اللبناني بنا جعلنا ننسى الكثير من عذاب النزوح".
لكن سلمى العراقية التي كانت تعمل ممرضة في واحدة من مستشفيات نينوى قبل النزوح، تخشى في ظل الوضع الحالي من تفريغ العراق من مسيحييه.
وتقول سلمى ل(شينخوا) إن "مئات آلاف العراقيين المسيحيين شتتهم داعش وفق خطة منظمة لتفريغ العراق من مسيحييه، والخوف هو من أن تكون في الأفق سياسة دولية تقضي بتفريغ الشرق من المسيحيين ليكون العراق أول بلد تنجح فيه هذه السياسة العنصرية".
وتعتبر المسيحية ثاني أكبر الديانات في العراق بعد الإسلام، لكن مع هجرة المسيحيين بفعل النزاعات في العراق تقلصت أعدادهم، حسب تقارير، إلى قرابة 350 ألفا، بعدما قدرت في ثمانينيات القرن الماضي بنحو مليونين من إجمالي السكان.