مقاتلو الجيش والحشد يعيدون الأمل في نفوس المسيحيين في التعايش بين الأديان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 05, 2016, 03:07:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مقاتلو الجيش والحشد يعيدون الأمل في نفوس المسيحيين في التعايش بين الأديان   

 
      
برطلي . نت / متابعة

عشتارتيفي كوم- المسلّة/
تعرضت قره قوش للنهب على أيدي الارهابيين الذين سرقوا كل ما له قيمة من أجهزة تلفزيون وغسالات ومبردات (ثلاجات) لتوزيعها على أتباعهم



يحوي شريط من الصور السلبية (النيجاتيف) عثر عليه وسط ما تبقى من أنقاض بيت في شمال العراق لقطات من حياة أصحابه قبل أن يجتاح تنظيم داعش المنطقة قبل نحو عامين ويجبر المسيحيين على الفرار منها.

وفي بعض اللقطات تبدو إمرأة وهي تقوم بشواء لحم على أسياخ وحولها مجموعة من الأصدقاء أو الأقارب ربما يحتفلون بعيد ميلاد أو خطبة. وفي لقطات أخرى يظهر رجل وهو يرتقي سلما مسنودا على حائط بيت تحت الانشاء.

تتناقض تلك الصور مع ما حاق بمدينة قرة قوش من دمار بعد أن كانت أكبر تجمع سكاني للمسيحيين قبل أن يسيطر عليها الارهابيون في 2014 ويوجهوا إنذارا لسكانها: دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو الموت.

وفٌر أغلب سكانها البالغ عددهم 50 ألف نسمة في أحدث فصل في تاريخ يرجع إلى دخول الديانة المسيحية إلى العراق قبل ألفي عام.

واستعادت القوات العراقية قرة قوش قبل شهر في المراحل الأولى من حملتها لإخراج تنظيم داعش من الموصل.

وبدأت القوات الأمنية والحشد الشعبي عمليات تحرير مدينة الموصل قبل عدّة أسابيع لتطهيرها من العصابات الإرهابية. وتعتبر هذه العمليات من أكبر وأهم العمليات التي خاضتها القوات العراقية منذ أكثر من عامين. وتنبع هذه الأهمية من الموقع الاستراتيجي لمدينة الموصل لقربها من الحدود التركية والسورية، بالإضافة إلى كثافة سكّانها إذ تأتي بالمرتبة الثانية بعد العاصمة بغداد من حيث النفوس، كما إنها تضم الكثير من القوميات والأديان والمذاهب من مختلف شرائح المجتمع العراقي. وتكتسب عمليات تحرير الموصل أهمية استثنائية كونها تمهد الأرضية لاقتلاع جذور الإرهاب من العراق وتهيء السبيل لاستتباب الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.

ورغم مغامرة السكان بالعودة لتقييم الأضرار فإنهم يقولون إنهم لن يقيموا في قره قوش مرة أخرى ما لم يحصلوا على تعويضات وضمانات بالحماية من المجتمع الدولي. وعادت قلة منهم في أكفان لدفنهم في بلدتهم بعد أن جنبهم الموت رؤية الدمار الذي حل بها.

وتعرضت قره قوش للنهب على أيدي الارهابيين الذين سرقوا كل ما له قيمة من أجهزة تلفزيون وغسالات ومبردات (ثلاجات) لتوزيعها على أتباعهم أو بيعها لتحقيق ربح. وأحرقت بعض المنازل سواء لعمل سحابة دخان تحجب الرؤية عن طائرات التحالف التي تقصف التنظيم دعما للقوات العراقية.

وتواصل القوات الأمنية المشتركة بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي عملية إستعادة الموصل من قبضة داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي صباح يوم الـ 17 تشرين الأول 2016، "ساعة الصفر" لتحرير نينوى.

ومن شأن عمليات تحرير الموصل أن تهيء الأرضية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع العراق، بالإضافة إلى أنها سترفع من مستوى التلاحم الشعبي والرسمي من جهة، وتفتح آفاق جديدة للتعاون بين مختلف أطياف الشعب العراقي وقواه السياسية من جهة أخرى، خصوصاً بعد الانتصارات الباهرة التي حققتها قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في هذه العمليات.

وقال المدرس وسيم رؤوف بولي وهو يحاول أن يبعد عن ذهنه صورة الارهابيين وهم يفرغون المنزل من محتوياته ويجمعونها في الخارج لحرقها "الوضع أسوأ مما توقعناه".

ووسط الأنقاض وجد قطعة ملابس داخلية لأحد المتشددين وغطاء صندوق ذخيرة لقذائف مورتر من عيار 120 مليمترا كتب عليه "دولة الخلافة لجنة التطوير والتصنيع العسكري-إدارة المفرقعات".

وقالت زوجته زينة وهي تواسي ابنتها الصغيرة في فقد عروستها المفضلة التي وجدت متسخة وممزقة "بكيت عندما دخلنا المنزل."

وبالقرب من منزلهم وجد سعد بهنام بطوس منزله وقد تحول إلى مصنع للقنابل.

كانت رائحة مواد كيماوية تفوح من المنزل ووجد في غرفة المعيشة مكونات لصناعة عبوات ناسفة منها دلاء مملوءة بأسمدة طحنت إلى مسحوق وإناء ممتلئ بمفصلات للأبواب على الأرجح لاستخدامها كشظايا. وفي كل المنازل وجدت محتويات دواليب الملابس والأدراج ملقاة على الأرض فيما يشير إلى أن المتشددين كانوا يبحثون عن أشياء قيًمة مخبأة.

لكنهم لم يعثروا على 12 مليون دينار (عشرة آلاف دولار) دفنها خضر عبادة تحت كومة من التراب على سطح منزله قبل أن يغادره غير أن الارهابيين نجحوا في تخفيض قيمة مدخراته.

وشاشة البلازما التي دفع أبو مريم 1600 دولار لشرائها اختفت لكنهم تركوا جهاز التلفزيون القديم في مكانه على الطاولة حيث تركه عندما غادر البلدة في تلك الامسية في شهر أغسطس آب 2014.

وعندما سئل عن شعوره لدى دخوله منزله مرة أخرى لم يجد كلمات يصف بها إحساسه وتقلصت حنجرته قبل أن ينطق أخيرا بكلمة "الغضب". قام واحد من أبنائه برحلة الهجرة غير الشرعية الخطرة في زورق إلى أوروبا هذا العام ويقيم الآن في ألمانيا بعد أن فقد الأمل في العراق.

وفي إحدى الكنائس بقي تمثال للمسيح قائما لكنه مقطوع الرأس. وتناثرت على الارض صفحات من الكتاب المقدس باللغة الآرامية. وكتبت شعارات التنظيم على أبواب المتاجر في الشارع الرئيسي ووقع تحتها مقاتلون تشير أسماؤهم إلى أن بعضهم جاء من داغستان والشيشان. وكتب باللون الأحمر على متجر منهوب للأدوات الكهربائية "واالله.. سنكسر صليبك".

وعلى النقيض من ذلك، أعاد مقاتلو الجيش العراقي والحشد الشعبي الحياة الى المناطق المسيحية في نينوى، ورفعوا الاصلبة فوث الكنائس، مااعاد الامل في نفوس المسيحيين في التعايش مع المسلمين وغيرهم بعد ان رسمت التنظيم الإرهابي مشهدا من الكراهية بين الأديان والطوائف.

وتوقع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ان عمليات تحرير الموصل ستنتهي قبل نهاية 2016، فيما اشار الى ان تنظيم "داعش" ينهار في المدينة. وقال خلال مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس، ان "تنظيم داعش يفتقر إلى الشجاعة"، متوقعا انتهاء عمليات تحرير الموصل قبل نهاية العام الحالي". واضاف العبادي ان "تنظيم داعش ينهار امام تقدم القوات المسلحة الخاصة"، مشيرا الى ان "الموصل مطوقة الآن بالكامل".