في برطلي.. مزرعة انتاجية بعدما كان داعش قد حولها الى ارض جرداء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 02, 2018, 10:02:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

في برطلي.. مزرعة انتاجية بعدما كان داعش قد حولها الى ارض جرداء




برطلي . نت / خاص

بهنام شابا شمني

على اريكة خشبية وتحت ظل سقيفة من الصفيح وبقايا النباتات وسط مساحة خضراء من المزروعات قبالة دورهم في حي السلام في برطلي. جلس فرج وشمعون ودنحا، لاخذ قسط من الراحة بعد جولة صباحية بين مزروعاتهم في مزرعتهم الصغيرة.

انها المساحة الخضراء الوحيدة الموجودة حاليا في برطلي بعد ان قضى داعش على الاخضر واليابس في هذه البلدة المسيحية التي كانت قد وقعت تحت سيطرته في صيف ٢٠١٤ بعد ان هجروها اهلها هربا منه فاضحت خالية من البشر طيلة تلك الفترة الا من عناصر التنظيم .

كانت البلدة والمساحات الزراعية المحيطة بها طيلة فترة سيطرة داعش عليها هدفا للقصف المدفعي والطيران الحربي التي كانت تستهدف اماكن تمركز عناصر التنظيم فتحرق كل ما كان يأتي في طريقها من المزروعات والبساتين والاشجار حتى تلك التي في الحدائق المنزلية، هذا بالاضافة الى انها شهدت معركة طاحنة مع عناصر التنظيم يوم تحريرها في تشرين الاول ٢٠١٦ . فاضحت البلدة جرداء قاحلة خالية من كل نبات بعد خلوها من البشر.

عاد اهل برطلي الى بلدتهم وباشروا باعادة الحياة اليها فقاموا باعمار وتصليح ما تضرر وزراعة الحدائق وانشاء مساحات خضراء ليعيدوا الوجه الجميل للبلدة.

فرج شابا، شمعون الياس، دنحا متي. موظفون متقاعدون استغلوا مساحة الارض التي قبالة بيوتهم بزراعتها بمحاصيل الخضراوات كالباذنجان واللوبيا والطماطة والفلفل والقرع والباميا وغيرها من المحاصيل الصيفية. منها ما يشغلون به وقت فراغهم، ومنها ما يؤمن احتياجاتهم المنزلية من هذه الخضراوات، هذا بالاضافة الى تحويل هذه الارض الجرداء الى مساحة خضراء تلطف الجو وتجمل المكان.

الفكرة بدأت مع فرج شابا قبل داعش وفترة التهجير عندما آلمه منظر المكان المقرف الذي كان مكانا لتجمع المياه الاسنة وبيئة لتجمع الحشرات والبعوض والروائح الكريهة.

قدم السيد فرج طلبا الى بلدية برطلة لاستغلال المكان، فقام بطمر المكان بالتراب وحفر بئر سطحي لتامين المياه اللازمة لسقي المزروعات واستمر مشروعه هذا حتى مجيء داعش الذي عمل على تحطيم كل ما تم انجازه.

بعد زوال داعش وعودة اهالي برطلي الى ديارهم، عاود فرج تنفيذ مشروعه، واستهوت الفكرة زملائه في الحي شمعون ودنحا فاقتطع كل منهم مساحة من نفس الارض وباشروا بزراعتها وكان الانتاج وفيرا، وزاد عن حاجتهم ووزعوا الزائد الى جيرانهم وكل من يجالسهم في المزرعة او يزورهم فيها.

شمعون يشكو بلدية برطلة التي لم تقف الى جانبه في الحصول على مساحة من الارض في نفس المكان بحجة انها تمنحها لاصحاب الدور الاقرب اليها، وهؤلاء لم يقوموا باستغلالها فتركت ارضا جرداء.

بينما يشكو زميليه عدم توفر البذور الجيدة والمبيدات لمكافحة الامراض التي تصيب المزروعات، ويتمنيان توفيرها من قبل دائرة الزراعة.

المزرعة اصبحت مكانا للقاء الاصدقاء وابناء المحلة وكل عابر سبيل رغب في قضاء فترة راحة وتبادل الاحاديث في المواضيع التي تخص البلدة والاوضاع العامة. وهي في نفس الوقت صورة حية لتشبث الانسان بارضه واعادة الحياة اليها من جديد.





























المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "