رسالة الصوم الكبير 2018 لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بعنوان: أ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 11, 2018, 05:31:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

رسالة الصوم الكبير 2018 لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بعنوان: أبصِر، إيمانك خلّصك     

         
برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/

إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام

وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل

وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب

اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار

     نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:

«ܚܙܺܝ܆ ܗܰܝܡܳܢܽܘܬܳܟ ܐܰܚܝܰܬܳܟ»

"أَبصِر، إيمانك خلّصك"(مرقس 10: 52)

    مقدّمة

    تقدّم لنا الكنيسة للتأمّل في زمن الصوم أعجوبة شفاء طيما برطيما أعمى أريحا (مرقس 10: 46-52). لقاءٌ مؤثّرٌ ومعبّرٌ بين إنسان مُعدَم ويسوع الحنون الذي برحمته يتعدّى قوانين البشر التي تعتاد أن تهمّش ذوي العاهات ولا تبالي بوجعهم الصارخ. هذه الأعجوبة تذكيرٌ لنا بأنّ زمن الصوم الفصحي هو أولاً مسيرة نحو النور الإلهي الذي يضيء لنا البصر والبصيرة، وهو مشروعٌ خلاصي فيه تتجدّد علاقتنا مع الرب بالتوبة التي تدعونا إلى التسامح مع القريب والبعيد، والتي تتنقّى بالإماتة والتقشّف، وتفتح عيوننا نحو حاجات الجياع والمتألّمين والضعفاء.

    الصوم هو زمن التجدّد والتحوّل الداخلي وتفعيل المحبّة التي يزرعها الله في قلب المؤمن. ويشمل هذا التجدّد والتحوّل علاقةً متلازمةً ومتكاملةً مع الله ومع القريب. يدعونا الصوم كي نجدّد علاقتنامع الله الآب السماوي ينبوع المراحم، فنعود إليه بالتوبة الحقيقية، ونتحرّر من عبودية الجسد والأهواء البشرية. كما أننا نسعى لعيش حياة التلمذة للمعلّم الإلهي، من خلال الإصغاء إلى كلامه الحيّ، عبر مواعظ الصوم والرياضات الروحية، والحوار معه لاكتشاف إرادته والتجاوب مع تصميم حبّه الخلاصي: "كلامك مصباحٌ لخطاي ونورٌ لسبيلي" (مز 119: 105). أمّا العلاقة مع القريب، فهي تتجدّد وتتحوّل بتجسيد المحبّة الفاعلة على تنوّعها: مساعدة المحتاج، مصالحة المخاصم والمسيء، زيارة المريض، تعزية الحزين، صلاة من أجل الخاطئ. وكم يحتاج قريبنا اليوم إلى أعمال الرحمة، ونحن نرى ما يصيب أهلنا وإخوة وأخوات لنا من كارثة الإقتلاع من منازلهم وأوطانهم ومن تشتُّتِهم في أقاصي المعمورة!

     إيمان أعمى أريحا ينير عقله وقلبه

    لقد كان الأعمى مكتمل البصر، إذ سمّى يسوع "ابن داود"، أي حامل مواعيد الخلاص المسيحانية. فلم يكن يسوع الناصري عنده ابن يوسف النجّار فقط، بل "ابن داود"، المسيح المنتظر الذي كتب عنه الأنبياء. في البشارة، الملاك جبرائيل بشّر مريم بأنّ المولود منها "يكون عظيماً وابنَ العليّ يُدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه" (لو 1: 32). وعندما شفى يسوع رجلاً أعمى وأخرس، فتكلّم وأبصر، بُهِتَت الجموع: "أتُرى هذا هو ابن داود" (متى12: 23). ولدى دخوله أورشليم للمرّة الأخيرة قبيل آلامه، هتف له الشعب بعفوية: "أوشعنا لابن داود! تبارك الآتي باسم الرب!" (متى21: 9).

    كان إيمان برطيما ملفتاً ومتميّزاً، ممّا جعل يسوع يطلب أن يدعوه إليه، "تشجّع وقم فإنّه يدعوك" (مر10: 49). ولمّا فعلوا، "خلع الأعمى رداءه ووثب آتياً إلى يسوع"، يشدّه إليه قلبه وعقله ببصيرة ثاقبة. وكي يُثبت يسوع للجمع أنّ الأعمى وحده كان المبصر المستنير بنور الإيمان، سأله: "ماذا تريد أن أصنع لك؟"، فأجاب: "يا معلّم أن أبصر". فقال له: "أبصِر، إيمانك خلّصك!"، ومن ساعته أبصر برطيما وراح يتبع يسوع في الطريق" (مر10: 49-52).

    أبصر الأعمى بعينيه بعدما كان مبصراً بإيمانه وعقله: آمن ففهم. كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامّة "الإيمان والعقل" (14 أيلول 1998) في معرض تأكيده الترابط القوي بينهما: "لا يمكن الفصل بين العقل والإيمان دون أن يفقد الإنسان قدرته على معرفة ذاته، والله والعالم، معرفةً وافية. إنّ معرفة أحوال العالم وأحداث التاريخ معرفةً راسخةً لا تتمّ إلا إذا رافقها إعلان إيماننا بالله الذي يعمل فيها. فالإيمان يُرهِف النظر الباطن، ويتيح للعقل أن يكتشف، في سياق هذه الأحداث، ملامح العناية الإلهية وحضورها الفاعل" (الايمان والعقل، 16).

    من خلال هذه المعجزة العظيمة، نجد أنّ البصر الحقيقي هو بصر الإيمان النابع من عقل مستنير وقلب محبّ. ما دمنا لا ننظر إلى العالم إلا بعيوننا الحسّية، مغفلين نور الإيمان، فإنّنا نبقى عمياناً. إنّ نور الإيمان يرينا عالماً آخر يفوق العالم الذي نراه بعيون الجسد، هو عالم الله، عالم الحياة الفضلى مع المسيح، وعالم ميراث الحياة الأبدية. هذا الإيمان هو الإيمان بشخص ابن الله يسوع المسيح، المرسَل من الله، الذي هو والآب واحد، وهو الإيمان بحقيقة المسيح وشخصه الإلهي الذي ينير عيون العميان، وكلّنا منهم. الإيمان كالحبّ، إذ لا قيمة لأيٍّ منهما ما لم يرتبطا بالشخص الذي نؤمن به ونحبّه.

    وبهذا الصدد، يسمو القديس مار يعقوب السروجي في الكلام عن المسيح النور الذي أنار العالم بقدرته الإلهية، فآمن الناس به، إذ يقول:

    «ܢܽܘܗܪܳܐ ܡܫܺܝܚܳܐ ܕܢܰܚ ܡܶܢ ܪܰܘܡܳܐ ܘܗܰܠܶܟ ܒܰܐܪܥܳܐ܆ ܕܒܶܗ ܬܶܬܢܰܗܰܪ ܒܪܺܝܬܳܐ ܕܚܶܫܟܰܬ݀ ܒܰܦܬܰܟܪܽܘܬܳܐ. ܥܒܰܕ ܐܳܬܘ̈ܳܬܳܐ ܘܚܰܘܺܝ ܚܰܝ̈ܠܶܐ ܕܰܐܠܳܗܽܘܬܶܗ܆ ܘܰܐܪܓܶܫ ܗ̱ܘܳܐ ܒܶܗ ܟܝܳܢܳܐ ܕܐ̱ܢܳܫܳܐ ܕܗܽܘܝܽܘ ܡܳܪܶܗ».وترجمته: "أشرق المسيح النور من العلى وسار في الأرض، كي تستنير به المسكونة التي أظلمت بالضلال. اجترح الآيات وأظهر عظمة ألوهته، فأيقن الكيان البشري أنّه (أي المسيح) سيّده".

    على مثال برطيما الأعمى

    يجدّد الرب يسوع اليوم الدعوة لكلّ واحدٍ منّا ولجميع الناس إلى أن نلتقي به كما فعل مع برطيما الأعمى، هذا اللقاء يتحقّق من خلال الكنيسة. ويشير إلى ذلك البابا القديس يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة "فادي الإنسان": "إنّ الكنيسة ترغب في خدمة هذا الهدف الوحيد، وهو أن يهتدي كلّ إنسان إلى المسيح، ليقطع المسيح معه أشواط الحياة، بقوّة الحق التي تحرّك الإنسان والعالم، وبقوّة المحبّة التي تشعّ من سرّ التجسّد والفداء" (فادي الإنسان، 13).

    وكما يبرز المسيح حاضراً بقوّة الحق والمحبّة في معجزة شفاء الأعمى في أريحا، هكذا في حياة الكنيسة أيضاً، نجده حاضراً في وسطها رغم ما تواجهه من مضايقاتٍ مختلفة تمنعها من التنعّم بالحضور والعمل الخاصَّين بها.

    ومن هذا المنطلق، وكي يسود الحق والمحبّة في العالم، لا بدّ لنا من أن نجدّد النداء من أجل إحلال السلام والأمان في كلّ البلدان، وبخاصة في شرقنا الغالي الذي يئنّ تحت وطأة الحروب والنزاعات والإضطهادات وأعمال العنف والإرهاب والإبادة والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد، وما يرافقها من نزوح قسري وتهجير إلى مختلف أنحاء العالم. فإذا سادت المحبّة وملك الحق، تمكّن الناس من العيش معاً بروح الألفة والطمأنينة.

    زمن الصوم مسيرة في النور       

    نرفع قلوبنا في زمن الصوم إلى ينبوع النور ساعين إلى النقاء بالروح والتعفّف عن المادّة وتفعيل الإيمان بأعمال المحبّة والرحمة. في مسيرتنا الصيامية تتغيّر نظرتنا إلى الأمور وترقى على ضوء الإنجيل للدخول في حوارٍ مع المعلّم الإلهي، كي نكتشف إرادته ونَكْتَنِهَ تصميم حبّه الخلاصي.

    أجل يحتاج كلٌّ منّا إلى الطعام المادّي كي يستمرّ في الحياة ويتذوّقها، ولكنّ الرب يدعونا أولاً إلى الطعام الروحي لأنه الحياة الحقيقية. فالرباط وثيق بين الصوم عن الطعام وسماع كلام الله، وقد أكّد المعلّم الإلهي ذلك عندما صام أربعين يوماً وليلةً في البرّية ليذكّرنا: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (متى4: 4). ومثلما اقتاد الروح القدس يسوع إلى البرّية ليصوم ويتعرّض إلى التجربة من الشرّير (لو4: 1-2)، هكذا يقود الروحُ الجماعةَ المؤمنةَ أي الكنيسةَ، ويقود خطاها في هذا العالم، وبخاصة في زمن الصوم، فيقرّبها من الله: "أقودها إلى البرّية وأخاطب قلبها" (هوشع 2: 16). هكذا في زمن الصوم يتحقّق لقاؤنا بالله في حياتنا وببعضنا البعض كإخوةٍ وأخوات بالمسيح يسوع.

    في الرسالة بمناسبة زمن الصوم لهذا العام 2018، بعنوان: "يزدادُ الإثم، فتَفتُرُ المحبّة في أكثر الناس" (متى 24: 12)، يؤكّد قداسة البابا فرنسيس أهمّية زمن الصوم في الكنيسة:

    "مرّةً جديدةً يأتي فصح الربّ للقائنا! وكي نتحضّر له، تقدّم لنا العناية الإلهية كلّ عام زمن الصوم، علامةً أسراريةً لتوبتنا، إذ يعلن إمكانية العودة للربّ وتحقيقها من كلّ القلب ومن كلّ الحياة".

    ويتابع قداسته: "الصوم ينتزعُ القوّة من عنفنا، ويجرّدنا من سلاحنا، ويشكّل فرصةً مهمّة للنموّ. فمن جهة، يسمح لنا بأن نختبر ما يشعر به أولئك الذين يفتقرون حتى لما هو ضروري ويعرفون عضّات الجوع اليومية، ومن جهة أخرى، يعبّر عن حالة نفسنا الجائعة للصلاح، والعطشى لحياة الله. الصوم يوقظنا، ويجعلنا أكثر انتباهاً لله وللقريب، ويوقظ فينا الرغبة بالطاعة لله الذي وحده يشبع جوعنا".

    ليس مقبولاً أن نعتبر الصوم غير ضروري، فهو، إلى جانب كونه انقطاعاً عن الطعام لفترة معيّنة من اليوم، تمتدّ من منتصف الليل حتّى الظهر، ثمّ الإكتفاء بتناول المأكولات الخالية من الزفر ومشتقّات اللحوم، فالصوم هو توبةٌ وتقشّفٌ وقهرٌ للذات، ابتغاءً للإنعتاق من عبودية الجسد والتجدّد بالروح والتوبة بالفرح. بالصوم والإماتات نحرّر النفس والقلب من الإنحرافات الشريرة ونحظى بالسلام الداخلي، وعندما نقرن الصوم بأعمال الرحمة والمحبّة نعزّز أواصر الأخوّة والتضامن والتعاون، فنساهم في بناء السلام الإجتماعي القائم على العدالة وإنماء الشخص البشري والمجتمع إنماءً أصيلاً وشاملاً.

    زمن الصوم صعود نحو نور القيامة

    في مسيرة الصوم نسعى إلى رؤية يسوع الفادي بعين الإيمان، فبها تنفتح بصائرنا ونرى الإنسان والأشياء والعالم كما يريد خالق الكون ومدبّره. بهذه الرؤية الجديدة، نلج أسبوع الآلام الخلاصية وفصح الرب، لينطبع عمل الخلاص في آلامنا، فيصبح الفصح فصحنا، به نعبر إلى قيامة القلب وإلى الحياة الجديدة.

    كان برطيما الأعمى مبصراً بإيمانه، قبل أن تنفتح عيناه، هذا ما أراد يسوع أن يكشفه للجمع الغفير بشفائه. ما أن سمع الأعمى أنّ يسوع الناصري مجتازٌ من أريحا، راح برطيما يصرخ صرخة الإيمان: "يا ابن داود ارحمني!" (مر 10: 48، لو 18: 39)، فيما الجمع ينتهره ليسكت. لم يكن هؤلاء "مبصرين"، إذ بالنسبة إليهم يسوع هو فقط الناصري، القائد والمعلّم الذي عليه ألا يكترث بالضعيف والمهمَّش من البشر. أمّا بالنسبة إلى الأعمى، فيسوع المسيح هو المخلّص المنتظَر، الحنون والرحوم. فما كان بالأعمى إلا أن ازداد صراخاً، لشدّة إيمانه المبصر: "يا ابن داود ارحمني!".

    تؤكّد معجزة شفاء الأعمى أنّ يسوع هو نور العالم، فهو القائل عن نفسه: "أنا هو نور العالم، من يتبعني، لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12). بدون المسيح يسود الضياع والضلال والموت: "إن لم تؤمنوا أني أنا هو، تموتوا في خطاياكم" (يو 8: 24). وها هو مرقس البشير ينهي رواية شفاء أعمى أريحا: "أبصر وراح يتبع يسوع في الطريق" (مر10: 52). فكان أفضل التابعين له، لأنه سار في هدي نور حقيقته، هو "الطريق والحق والحياة" (يو14: 6).

    ها هو مار أفرام السرياني يتغنّى في وصفه إيمان الأعمى بيسوع النور الحقيقي وقدرته على منحه البصر، فيقول:

    «ܦܰܐܝܳܐ ܟܰܝ ܕܺܐܚܶܐ ܒܥܰܡܛܳܢܳܐ܆ ܘܰܐܢ̱ܬܽ ܗ̱ܘ ܢܽܘܗܪܳܐ ܫܰܪܺܝܪܳܐ. ܡܰܘܕܶܐ ܐ̱ܢܳܐ ܕܺܐܝܬܰܝܟ ܚܰܢܳܢܳܐ܆ ܘܰܒܫܽܘ̈ܟܳܢܶܐ ܥܰܬܺܝܪܳܐ.ܡܶܢ ܕܶܐܬܝܰܠܕܶܬ ܒܳܒ̈ܳܬܳܐ ܠܰܝܬ܆ ܓܠܺܝܙ ܡܶܢ ܢܽܘܗܪܳܐ ܒܰܣܺܝܡܳܐ. ܬܰܩܶܢ ܟܰܘ̈ܶܐ ܠܒܰܝܬܳܐ ܕܰܒܢܰܝܬ܆ ܐܳܘ ܐܰܪܕܺܝܟ̣ܠܳܐ ܚܰܟܺܝܡܳܐ».وترجمته: "هل يليق بي أن أحيا في الظلام، وأنتَ النور الحقيقي؟ إني أقرّ أنّك الحنون والغنيّ بالهبات. منذ أن وُلِدتُ ليس لديّ بؤبؤة في العين، وأنا محروم من النور البهي. أسِّسْ نوافذ للبيت الذي ابتَنيتَه أيّها المهندس الحكيم".

    توجيهات راعوية حول زمن الصوم الكبير

    يدوم الصوم الكبيرسبعة أسابيع استعداداً لعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات. يبدأ الصوم يوم إثنين المسامحة، وينتهي يوم سبت النور. ويقوم على الإمتناع عن الطعام من منتصف الليل حتّى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وعلى القطاعة عن اللحوم والحليب ومشتقّاته والبيض.

    يُفسَّح من الصوم والقطاعةأيّام السبوت والآحاد من الصوم، وأيّام الأعياد التالية: مار يوسف (19 آذار)، وعيد بشارة العذراء (25 آذار)، وعيد شفيع الرعية. أمّا طيلة أسبوع الآلام من الإثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميين.

    يُعفى من الصوم والقطاعة المرضى والعجزة، وكلّ الذين يتناولون الأدوية باستمرار ومن هم في أوضاع صحّية دقيقة.

    ونظراً لمقتضيات الحياة وتخفيفاً عن كاهل المؤمنين والمؤمنات،تبقى شريعة الصوم والقطاعة إلزامية في الأسبوع الأوّل من الصوم وأسبوع الآلام، ويومي الاربعاء والجمعة من أسابيع الصوم الأخرى.

    خاتمة

    أيّها الرب يسوع، إنك فيض النور الإلهي الآتي إلى العالم، نور الضمائر والإرادات الصالحة.ساعدنا لنهتدي بك وبكلامك الحيّ والمحيي. فليضئ نورك ظلمة قلوبنا كما ملأ عينَي الأعمى المنطفئتين وأضاء بصيرته.

    أنرنا يا رب بنورك الإلهي، في رحلة الصوم المقدسة، فنكتسب رؤية جديدة، ونظرة جديدة لأمور حياتنا وللعالم، لنسير في طريق جديد، هو أنت. وكما وضع الأعمى ملء رجائه فيك فنال البصر، امنحنا نحن أيضاً أن نضع فيك رجاءنا الوحيد والأكيد، لنثبت في الحق والخير والجمال، فنحمل معنا نور إنجيلك الخلاصي سراجاً ونبراساً لنا ولمجتمعنا وللعالم.

    وخير ما ننهي به الدعوة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس في ختام رسالته لزمن الصوم 2018:

    "إني أدعو، قبل كلّ شيء، أعضاءَ الكنيسة إلى الإنطلاق بمسيرة الصوم بكلّ غيرة، تساندنا فيها الصدقة والصوم والصلاة. وإن كانت المحبّة تفتر في الكثير من القلوب، فهي لم تفتر في قلب الله! وهو يعطينا دوماً فرصاً جديدةً كي نقدر أن نحبّ من جديد".

    إنّنا إذ نسأل الله أن يتقبّل صومكم وصلاتكم وصدقتكم، نمنحكم، أيّها الإخوة والأبناء والبنات الأعزاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً بركة الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

   

    صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت – لبنان

    في اليوم الحادي عشر من شهر شباط سنة 2018

    وهي السنة التاسعة لبطريركيتنا



    اغناطيوس يوسف الثالث يونان

    بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي